III. برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للاعتقال السري

برنامج الاعتقال والاستجواب الذي تم احتجاز الجبور في إطاره هو برنامج تديره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وأُنشئ بموجب توجيهات رئاسية سرية صدرت في 17 سبتمبر/أيلول 2001، واستمر البرنامج يجري في سرية شديدة حوالي خمسة أعوام.31

وكما يتضح من قضية الجبور، فإن السجناء في إطار برنامج الاستخبارات الأميركية "اختفوا" باحتجازهم في معتقلات سرية غير معلن عنها، ومُنعوا من الاتصال بأفراد أسرهم ومن الاستعانة بمحام أو بأي شخص خارج المعتقل. وعلى الرغم من أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعربت مراراً عن القلق من منعها من الاتصال بالمعتقلين الذين تحتجزهم الاستخبارات الأميركية، فقد رفضت الحكومة الأميركية السماح لها بزيارة هذه المعتقلات.32

وفي خطاب أذاعته محطات التليفزيون، في سبتمبر/أيلول 2006، قبيل ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، أعلن الرئيس جورج بوش أن الاستخبارات المركزية تعتقل سراً بعض المشتبه في أنهم إرهابيون في معتقلات خارج الأراضي الأميركية. وقال الرئيس إنه لا يستطيع الكشف عن "تفاصيل البرنامج، بما في ذلك مكان احتجاز هؤلاء المعتقلين والتفاصيل الخاصة بسجنهم". لكنه كرس معظم خطابه للإشادة بمنجزات البرنامج. وبينما زعم الرئيس بوش أن الولايات المتحدة "لا تستخدم التعذيب"، وهو الزعم الذي اتضح شيئاً فشيئاً أنه شعار أجوف، فقد أشار إلى عديد من القضايا التي استخدمت فيها الاستخبارات المركزية "مجموعة بديلة من الإجراءات"، للحصول على المعلومات من المعتقلين الذي يقاومون الاستجواب. وقال بوش "لا أستطيع أن أصف بالتفصيل تلك الإجراءات المستخدمة – وأعتقد أنكم تفهمون لماذا – لأنني لو فعلت ذلك لساعدت الإرهابيين على التعرف على كيفية مقاومة الاستجواب، وحجب المعلومات التي نحتاجها لمنع وقوع هجمات جديدة على بلادنا. لكنني أستطيع القول بأن هذه الإجراءات قاسية وآمنة وقانونية وضرورية.33

وكما يتبين في المناقشة الواردة أدناه، فإن طرق الاستجواب التي ورد أنها تم استخدامها في السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية تتضمن التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية، وأنها كانت أبعد ما تكون عن الإجراءات القانونية.

اكتشاف البرنامج

يُعتبر خطاب الرئيس بوش أهم إقرار رسمي بوجود برنامج الاستخبارات المركزية للاعتقال، لكن لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن معلومات بخصوص الاعتقال السري على أيدي الاستخبارات المركزية الأميركية. فقد بدأ منذ عام 2001 تداول بعض التقارير التي تشتبه في أن الاستخبارات الأميركية تحتجز بعض عناصر تنظيم "القاعدة" "في أماكن غير معلن عنها بالخارج" 2002.34

وجاء أول إقرار رسمي بصحة هذه التقارير إبان محاكمة زكريا الموسوي أمام القضاء الفيدرالي عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول.35 ففي فبراير/شباط 2003، قضى القاضي بالمحكمة الفيدرالية الجزئية التي تنظر قضية الموسوي بضرورة سماح الحكومة لمحاميي الموسوي باستجواب رمزي بن الشيبة، الذي ُيزعم أنه أحد أركان هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والذي لديه معلومات من شأنها إعفاء الموسوي من المسئولية عن هذه الهجمات. وحيث أن أي متهم يتمتع بالحق الدستوري في الاستعانة بشهود إبراء من المحتجزين لدى الحكومة، فقد اضطرت الحكومة للاعتراف بأنها تحتجز ابن الشيبة في مكان سري خارج الأراضي الأميركية. إلا إن الحكومة قالت إن السماح لمحامي الموسوي باستجواب ابن الشيبة يمثل تدخلاً خطيراً في التحقيق مع الأخير. وعلى الرغم من رفض القاضي لحجة الحكومة، وأمره بضرورة السماح بتصوير الاستجواب بكاميرات الفيديو ذات الدوائر المغلقة، فقد ألغت محكمة الاستئناف بالدائرة الرابعة فيما بعد حكم المحكمة الجزئية ومنعت كل سبل الاتصال بابن الشيبة.36 كما حدث موقف مشابه فيما بعد في محاكمة عزير بركة أمام القضاء الفيدرالي.37

كما ظهرت روايات مباشرة أكثر تفصيلاً عن برنامج الاعتقال والاستجواب السري لوكالة الاستخبارات المركزية حكاها معتقلون سابقون في عامي 2004 و2005، وأبرزها ما حدث في يونيو/حزيران 2004، عندما أبلغ خالد المصري، وهو مواطن ألماني من أصل لبناني، الشرطة الألمانية عن اختطافه والاعتداء عليه وحجزه في معتقل سري. وكان عملاء مقدونيون قد قبضوا عليه في 13 ديسمبر/كانون الأول 2003 على الحدود بين صربيا ومقدونيا، واحتجزوه سراً قرابة الشهر في فندق يقع في سكوبي، ثم تسلمه عملاء أميركيون طاروا به إلى أفغانستان، حيث قضى أربعة أشهر محتجزاً في مكان غير معلوم. وعندما تم الكشف عن قصته، قال محاميه إنه يعتقد أن المصري كان محتجزاً لدى وكالة الاستخبارات المركزية. وعندما أجرى بعض الصحفيين حديثاً مع مسئولين بالاستخبارات المركزية الأميركية حول مزاعم المصري، رفض المسئولون تأكيد أو نفي مسألة احتجازه.38

وبعد ذلك، وفي عام 2005، حكى ثلاثة معتقلين يمنيين سابقين لمنظمة العفو الدولية عن تجاربهم في الحجز لدى الاستخبارات المركزية، كما ذكر عدد من معتقلي غوانتانامو لمحاميهم أنهم قبل نقلهم إلى غوانتانامو كانوا محتجزين في "سجن مظلم" سري في كابول بأفغانستان.39 وكانت هناك ملامح مشتركة بين كل هذه الروايات، مثل وصف المحققين ومديري السجون الذين يتكلمون الإنجليزية بلكنة أميركية والحراس الذين يرتدون الزي الرسمي الأسود والأقنعة، والرحلات الجوية التي يرتدي فيها المعتقل حفاظات ويُربط كأنه لفافة، والأشكال المختلفة من الإيذاء البدني والنفسي.

وبالرجوع إلى سجلات الرحلات الجوية والمعلومات المستقاة من مراقبي الملاحة الجوية (المختصين بمراقبة الإقلاع والوصول في المطارات) تمكن الصحفيون والمحققون في مجال حقوق الإنسان من الكشف عن عدد من الرحلات التي يُزعم أن وكالة الاستخبارات المركزية نقلت عليها السجناء.40

ولكن، على الرغم من تصاعد الدلائل التي تثبت وجود برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للسجن السري، فقد رفضت إدارة بوش مناقشة العمليات التي تتم في إطاره. بل إن الأنباء أفادت أن الإدارة لم تعط أية تفاصيل حقيقية عن وصف البرنامج للجان المعنية بالاستخبارات في الكونغرس والمكلفة بالإشراف على أنشطة الاستخبارات المركزية.41 حتى أن صحيفة "واشنطن بوست" نشرت موضوعاً إخبارياً على الصفحة الأولى، في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، تصف فيها تاريخ ونطاق برنامج الاعتقال – وهو الموضوع الذي ورد أنه يستند إلى روايات مسئولين حاليين وسابقين بجهاز الاستخبارات – ومع ذلك، لم يتحدث أي مسئول بالإدارة الأميركية عن البرنامج بصفة رسمية.42

وجاء في صحيفة "واشنطن بوست" أن برنامج الاعتقال السري كان يضم، في فترات مختلفة، ثمانية بلدان، منها تايلاند وأفغانستان وعدة بلدان ديمقراطية في أوروبا الشرقية. وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تذكر أسماء دول أوروبا الشرقية التي يوجد بها السجناء، وذلك بناء على طلب الحكومة الأميركية، فقد صدرت معلومات عن هيومن رايتس ووتش تشير إلى بولندا ورومانيا من بين مواقع المعتقلات.43 وبعد بضعة أسابيع، أعلنت محطة "إيه بي سي" الإخبارية أن ما لا يقل عن 11 شخصاً من الأشخاص، الذين يُعتبرون "أهدافاً عالية القيمة"، قد تم احتجازهم في حجز وكالة الاستخبارات المركزية في بولندا.44

وبناءً على معلومات مستمدة من مصادر استخباراتية حالية وسابقة، وصف عدد من الصحفيين طرق الاستجواب المستخدمة في المنشآت التابعة للاستخبارات المركزية. ومن بين هذه "الأساليب المحسنة للاستجواب" – على حد وصف وكالة الاستخبارات المركزية كما قيل – الحرمان من النوم لمدة طويلة مع الإجبار على الوقوف، والتعريض للبرد الشديد.45 كما ورد أن وكالة الاستخبارات المركزية تستخدم أسلوب الغمر، وهو طريقة للتعذيب تقوم على تقييد السجين إلى لوح وجعله يشعر وكأنه يغرق. ومن المعتقد أن عدداً من السجناء الأربعة عشر الذين تم نقلهم إلى غوانتانامو قد تعرضوا لأسلوب الغمر.46

علاقة باكستان بالبرنامج

لم تكن تجربة الجبور مع الاعتقال في باكستان و"اختفائه" بعدها في حجز الاستخبارات المركزية الأميركية تجربةً فريدةً من نوعها. إذ يبدو أن أغلبية كبيرة من السجناء الذين تحتجزهم وكالة الاستخبارات المركزية تم القبض عليهم أصلاً في باكستان، وكثيراً ما تم ذلك في أثناء العمليات الأميركية الباكستانية المشتركة. فعلى سبيل المثال، ألقي القبض في باكستان على تسعة من بين معتقلي الاستخبارات المركزية المصنفين على مستوى عال من الأهمية الذين نقلوا إلى غوانتانامو في سبتمبر/أيلول 2006.47 كما أن معظم من يُعتقد أن الاستخبارات المركزية تحتجزهم قُبض عليهم في باكستان.

 ولم تُخف السلطات الباكستانية أنها سلمت عدة مئات من المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب إلى الولايات المتحدة، متفاخرةً بأن القبض عليهم ونقلهم دليل على تعاون باكستان مع الولايات المتحدة في حملتها على الإرهاب.48 وإذا كان معظم هؤلاء المعتقلين قد نُقلوا إلى سجون عسكرية أميركية في أفغانستان أو غوانتانامو ،49 أو نُقلوا إلى بلد ثالث عبر برنامج الاستخبارات المركزية لتسليم المقبوض عليهم،50 فقد اختفى عدد لا يستهان به منهم إبان احتجاز الاستخبارات المركزية لهم.51 وقد رفعت أسرهم دعاوى قضائية أمام المحاكم الباكستانية في بعض الحالات، ولكن دون أن يعلموا إذا كان أقرباؤهم محتجزين في باكستان أو في حجز الولايات المتحدة أو في مكان آخر.52




31 رداً على الدعوى التي رفعها اتحاد الحريات المدنية الأميركي، أقرت الحكومة الأميركية مؤخراً بصحة توجيهات 17 سبتمبر/أيلول، بعد أن ظلت لعدة سنوات ترفض تأكيد أو إنكار وجود هذه الوثيقة. انظر اتحاد الحريات المدنية الأميركي "الاستخبارات المركزية تعترف أخيراً بوجود أمر رئاسي بخصوص المعتقلات بالخارج"، 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2006. لكنها رفضت الكشف عن الوثيقة للعامة، أو حتى تقديمها لأعضاء الكونجرس. انظر "إبعاد ليهي بشأن وثائق سرية متعلقة بالإرهاب"، "يونيتد برس"، 3 يناير/كانون الثاني 2007.

32 انظر "الولايات المتحدة تمنع الاتصال بالمشتبه في ضلوعهم في الإرهاب"، "أخبار بي بي سي"، 9 ديسمبر/كانون الأول 2005. اللجنة الدولية للصليب الأحمر "تطورات في السياسات والتشريعات الأميركية بشأن المعتقلين: موقف الصليب الأحمر"، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2006 (ذكر جيكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "الصليب الأحمر أعرب مراراً عن القلق بشأن المحتجزين في معتقلات غير معلنة وطلب السماح له بالاتصال بهم").

33 البيت الأبيض، مكتب المسئول الإعلامي، "الرئيس يناقش إنشاء لجان تحقيق عسكرية لمحاكمة المشتبه في أنهم إرهابيون"، 6 سبتمبر/أيلول 2006.

34 انظر مثلاًً "إجبار القاعدة على التكلم"، CNN.com، 17 سبتمبر/أيلول 2002 (مناقشة اعتقال رمزي بن الشيبة وعمر الفاروق). "فرض ضغوط مناسبة على زعيم القاعدة"، CNN.com، 3 مارس/آذار 2003 (إشارة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نقلت خالد شيخ محمد، الذي أُلقي القبض عليه في باكستان، إلى مكان غير معروف خارج الولايات المتحدة).

35 الموسوي مواطن فرنسي من أصل مغربي، وأُدين في ديسمبر/كانون الأول 2001 بتهمة التآمر مع آخرين من أعضاء تنظيم "القاعدة" لاختطاف طائرات وصدمها بمركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وقد اعترف لاحقاً بأنه مذنب وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

36 أصبحت مسألة الاتصال بالمحتجزين في آخر الأمر تمس عدداً أخر من المشتبه في أنهم أعضاء بتنظيم "القاعدة" (ومنهم خالد شيخ محمد، وتوفيق بن عطاش)، وجميعهم نُقلوا إلى غوانتانامو، في سبتمبر/أيلول 2006. وكانت الحكومة الأميركية قلقة من أن المحاكم قد تسمح لمحامي الموسوي بالاتصال بشكل ما بهؤلاء المعتقلين فأشارت إلى قضية الموسوي باعتبارها سبباً لمنع اتصال المعتقلين بلجنة 11 سبتمبر/أيلول. انظر توماس هـ. كين ولي هـ. هاملتون "بلا سابقة: قصة لجنة 11 سبتمبر/أيلول من الداخل" (نيويورك: ألفريد أ. نوب، 2006)، ص 121.

37 في محاكمة بركة حاول المتهم الاتصال بمجيد خان وعمار البلوشي، وكلاهما نُقلا إلى غوانتانامو في عام 2006. وقد أُدين المتهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 بتقديم دعم مادي للقاعدة.

38 دون فان ناتا الابن، وسعاد مخنت "مزاعم ألماني عن اختطافه تفتح تحقيقاً حول دور الولايات المتحدة"، صحيفة "نيويورك تايمز"، 9 يناير/كانون الثاني 2005.

39 أصدرت منظمة العفو الدولية سلسلة من التقارير التي تعتمد على وصف اليمنيين لتجاربهم. انظر مثلاً تقرير منظمة العفو الدولية "الولايات المتحدة/اليمن: الاعتقال السري في "مواقع سوداء" تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية"، رقم الوثيقة:AMR 51/177/2005 (نوفمبر/تشرين الثاني 2005). وقد أصدرت هيومن رايتس ووتش بياناً صحفياً عن "السجن المظلم"، هيومن رايتس ووتش: "الولايات المتحدة أدارت "سجناً مظلما" في كابول"، 19 ديسمبر/كانون الأول 2005.

40 الطائرة التي نقلت المصري من سكوبي إلى كابول، مثلاً، هي طائرة بوينج نفاثة تجارية، مسجلة برقم N313P. للرجوع إلى روايات تفصيلية عن كيفية استخدام وكالة الاستخبارات المركزية للطائرات النفاثة المدنية لنقل السجناء إلى سجونها وإلى السجون الأجنبية، انظر ستيفن غراي "الطائرة الشبح: القصة الحقيقية لبرنامج وكالة الاستخبارات الأميركية للتعذيب" (نيويورك: سانت مارتينز برس، 2006)، وتريفور باغلن وإيه سي طومسون "رحلة التعذيب: تتبع مسار رحلات الاستخبارات المركزية لتسليم المقبوض عليهم". (هوبوكن، دار ميلفيل هاوس للنشر، 2006).

41 ورد أن لجان الكونغرس المعنية بالاستخبارات أُبلغت بوجود برنامج الاستخبارات المركزية للاعتقال، لكنها لم تُخطر مثلاً بأماكن السجون. "بوش يدافع عن السجون السرية، والتحقيقات القاسية"، تقرير آشفيل العالمي، 14-20 سبتمبر/أيلول 2006. ففي معرض الرد على الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش في 6 سبتمبر/أيلول 2006، شكا السناتور جون د. روكفلر الرابع، نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، من أن بوش "حجب تفاصيل برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للاعتقال والاستجواب عن لجان الكونغرس المعنية بالاستخبارات". بيان صحفي "روكفلر يرد على قرار الرئيس بمحاكمة إرهابيي تنظيم القاعدة المقبوض عليهم"، 6 سبتمبر/أيلول 2006.

42 دانا بريست "وكالة الاستخبارات المركزية تحتجز المشتبه في أنهم إرهابيون في سجون سرية"، صحيفة "واشنطن بوست"، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2005. فازت بريست فيما بعد بجائزة بوليتزر عن تغطيتها لبرنامج وكالة الاستخبارات المركزية للسجن السري.

43 هيومن رايتس ووتش "بيان عن المعتقلات الأميركية السرية في أوروبا"، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2005.

44 انظر "قائمة تضم 12 عنصراً محتجزين في سجون وكالة الاستخبارات المركزية"، محطة إيه بي سي الإخبارية، 5 ديسمبر/كانون الأول 2005 (تفيد أن خالد شيخ محمد، وحسن غول، ومحمد عمر عبد الرحمن، وآخرين محتجزون في بولندا).

45 انظر بريان روس وريتشارد إسبوزيتو "وصف طرق الاستجواب القاسية التي تتبعها وكالة الاستخبارات المركزية"، محطة إيه بي سي الإخبارية، 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2005. أفادت محطة إيه بي سي الإخبارية بأنه تم السماح باستخدام هذه الأساليب لأول مرة في منتصف مارس/آذار 2002.

46 المصدر السابق؛ وكذلك ساسكيند "مبدأ الواحد في المئة"، ص 115.

47 هؤلاء هم: زين عبد الدين (وشهرته أبو زبيدة)، وورمزي بن الشيبة، ومصطفى أحمد الهوسوي، وخالد شيخ محمد، ومجيد خان، وعلي عبد العزيز علي (وشهرته عمار البلوشي)، ووليد بن عطاش (وشهرته خالد) وأحمد خلفان جيلاني، وأبو فرج الليبي.

48 تشير المعلومات المتوافرة إلى أن ما يتراوح بين 400 و800 شخص نُقلوا من باكستان إلى حجز السلطات الأميركية فيما بين أواخر 2001 ونهاية 2005. انظر مثلاً بوابة الإرهاب في جنوب آسيا، "تسليم 443 من المشتبه في انتمائهم للقاعدة للولايات المتحدة"، 7 يناير/كانون الثاني 2003؛ د.شعيب سادل المدير العام لمكتب الشرطة الوطنية في باكستان "محاربة الإرهاب الدولي: دور باكستان كدولة على خط المواجهة"، 13-14 فبراير/شباط 2006. أعلن الرئيس برويز مشرف نفسه أن باكستان سلمت 368 معتقلاً. برويز مشرف "على خط النار"، (نيويورك: فري برس، 2006).

49 جاء في إحدى الدراسات أن ما لا يقل عن 36 بالمئة من المعتقلين الذين نُقلوا إلى غوانتانامو (أي 270 شخصاً) قد قُبض عليهم في باكستان وقد يصل عدد المقبوض عليهم هنا إلى النصف (أي 380 أو أكثر).مارك دينبو وجوشوا دينبو "تقرير عن معتقلي غوانتانامو "، بحث رقم 64 في القانون العام ، سيتون هول، فبراير/شباط 2006، ص 14.

50 كثرت الكتابات عن برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لعمليات النقل الاستثنائي (أي برنامج تسليم المعتقلين، دون مباشرة الإجراءات القانونية، إلى بلدان يواجهون فيها التعذيب في كثير من الأحيان)، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببرنامجها للسجن السري. انظر، مثلاً، ستيفن غراي "الطائرة الشبح"؛ جين ماير "تكليف أطراف خارجية بعملية التعذيب: التاريخ السري للبرنامج الأميركي بخصوص "النقل الاستثنائي""، صحيفة "نيويوركر"، 14 فبراير/شباط 2005؛ منظمة العفو الدولية "خارج مجال الرادار: الرحلات الجوية السرية إلى التعذيب و"الاختفاء""، رقم الوثيقة AMR 51/051/2006؛ افتتاحية بعنوان "التعذيب بالوكالة"، صحيفة "نيويورك تايمز"، 8 مارس/آذار 2005.

51 لدى هيومن رايتس ووتش أسماء عشرات ممن قُبض عليهم في باكستان وربما يكونون قد سُلموا إلى وكالة الاستخبارات المركزية.

52 بعض الحالات تتعلق بأكثر من مفقود واحد، منهم أشخاص يُعتقد أنهم "اختفوا" في الحجز لدى وكالة الاستخبارات المركزية على الأقل لبعض الوقت، وآخرون لدى السلطات الباكستانية، وآخرون ظهروا منذ ذلك الحين في غوانتانامو. فعلى سبيل المثال، رفعت شقيقة خالد شيخ محمد دعوى للمطالبة بمعلومات عن أخيها خالد، وابنها علي عبد العزيز علي وابن أخيها مصعب عروشي (وشهرته عبد الكريم محمود) وأفراد أسرتها. وأول اثنين من هؤلاء معروف الآن أنهما في غوانتانامو بعد سنوات قضياها في الحجز لدى الاستخبارات المركزية الأميركية. أما عروشي فمكانه غير معروف، وإن كان يُعتقد أنه كان معتقلاً لدى الاستخبارات المركزية لبعض الوقت. انظر "وزارة الداخلية لا تعلم مكان خالد شيخ"، صحيفة "ذا نيوز" (باكستان)، 26 يناير/كانون الثاني 2007.