II. قضية مروان الجبور

مروان إبراهيم علي الجبور فلسطيني يبلغ من العمر 30 عاماً، وُلد في عمان بالأردن، وتربى في السعودية. وانتقل في عام 1994 إلى باكستان لاستكمال دراسته، وتزوج في عام 1999، ولديه ثلاث بنات.

الاعتقال في لاهور

كان الضرب أليماً، لكنه لم يكن أسوأ ما في الأمر... [أسوأ ما في الأمر] هو خوفي ألا أرى أسرتي مرة أخرى.

- مروان الجبور يصف مشاعره إبان احتجازه

تم إلقاء القبض على الجبور في 9 مايو/أيار 2004، بعدما تناول العشاء في لاهور بباكستان في بيت صديق له يعمل أستاذاً جامعياً في لاهور. ففي حوالي الساعة التاسعة مساءً وبينما كان يخرج بسيارته من مرآب بيت صديقه استفسر منه رجل يسير في الشارع عن صديقه. وبينما هو يرد على السائل إذ أحاطت به فجأة مجموعة كبيرة من الرجال الباكستانيين الذين يرتدون الملابس المدنية، ثم جذبه الرجل ووضع القيود الحديدية في يديه، ووضعوه في سيارة وحاولوا تغطية رأسه بكيس لكنه قاوم فتخلوا عن الكيس.

كما ألقوا القبض على الصديق الذي يزوره وعلى صديق آخر كان عنده. واقتيد الثلاثة إلى ما يعتقد الجبور أنه أحد مقار الاستخبارات الباكستانية في لاهور، وهي جهاز الاستخبارات العسكرية القوي في باكستان، ويقع ذلك المقر على مقربة من مركز بانوراما.2

وقال الجبور إن الرجال ما إن أدخلوه إلى المقر حتى بدءوا يضربونه بشدة، وقال لـ هيومن رايتس ووتش إنه "كان هناك سبعة أو ثمانية ضباط معي في الغرفة، وإذا قلت لهم إنني لا أعرف شيئاً كانوا يصفعونني ويركلونني ويضربونني بعصا. ثم أهانوني وهددوني وأجبروني على البقاء مستيقظاً طوال الليل".

وقال الجبور إن الرجال استخدموا أيضاً عصا مكهربة في استجوابه، وظلوا يسألونه عن مكان بعض المشتبه في ضلوعهم في الأعمال الإرهابية.

وأضاف أنهم في حوالي الساعة السادسة صباحاً أدخلوه زنزانة وتركوه فيها مصفد القدمين. وكانت هناك ثلاث زنزانات صغيرة في صف واحد، تم وضع الجبور في واحدة منها بمفرده بينما تم وضع صديقاه في الزنزانتين الأخريين. وقال الجبور "لقد تعرضا للضرب أيضاً، ولكن ليس بشدة مثلما حدث معي، فقد أصبت بكدمات من أثر الضرب".

ومن خلال الأسئلة التي وجهت إلى الجبور فهم أن علاقته ببعض المتشددين العرب أثارت اهتمام الجهات الرسمية. حيث أخبر هيومن رايتس ووتش أنه كان قد تدرب في معسكر حربي في أفغانستان لمدة ثلاثة أشهر في عام 1998، ثم عاد إلى أفغانستان لمدة أسبوعين بعد بدء حملة القصف الأميركية، وفي عام 2003 ساعد بعض العرب وآخرين غيرهم ممن فروا من أفغانستان إلى باكستان. ونظراً لأنه كان مقيماً في باكستان منذ عام 1994، وأنه درس في الجامعة بها، فإنه يتكلم اللغة الأردية بطلاقة وله صلات بالأهالي هناك. وبفضل معرفته بالبيئة المحلية كان بوسعه أن يقوم بالترتيبات اللازمة لمساعدة البعض للحصول على الرعاية الطبية أو الإقامة في بيوت الأهالي في المنطقة. ويزعم الجبور أنه كان يساعد "المجاهدين الذي لا يتبعون جهة بعينها" – أي الذي لا ينتمون لتنظيم "القاعدة" أو غيره من الجماعات المسلحة – وأنه لم يكن أبداً عضواً في أية جماعة إرهابية أو ضالعاً بأي شكل من الأشكال في أية أنشطة إرهابية.3

وعندما عاد المحققون إلى زنزانته بعد ساعة أو اثنتين، كانوا يريدون تفاصيل عن أنشطته، بما في ذلك أسماء المتشددين الذين كان يلتقي بهم، وعناوين إقامة الفارين من أفغانستان. وكانوا قد سبق أن عثروا على هاتفه الخلوي وعلى مفكرة بأرقام الهواتف، فأخذوه إلى غرفة التحقيق مرة أخرى، حيث كان أحد المحققين في انتظاره، وأمروه أن يشرع في الاتصال بهؤلاء. ثم بدأ رجال الشرطة يصيحون في وجهه ويضربونه، وهددوه بالقبض على زوجته، حيث قال "قالوا لي سنركعها على ركبتيها أمامك". وأضاف قائلاً في وصف هذا المشهد:

كنا في غرفة معدة إعداداً خاصاً، حيث كانت هناك حلقات حديدية مثبتة في الحائط، فقيدوا يدي بسلسلة مدلاة من السقف. كما ربطوا حبلاً مطاطياً حول ذكري لمنعي من التبول. وكانوا يتركونه هكذا طوال فترة تواجدي معهم، عدا بعض المرات التي كانوا يفكونه فيها لبرهة وجيزة، وكان ذلك يسبب لي آلاماً مبرحة.

وقال الجبور إنه نظراً لمنعه من التبول مدة أربعة أيام تقريباً، عدا فترات استراحة وجيزة، فقد أصبح الآن يعاني من مشاكل في كليتيه تجعله يتبول كثيراً وأحياناً يكون البول مختلطاً بالدم.

وقال الجبور إنه في وقت مبكر من صباح اليوم الثالث لاعتقاله في لاهور جاء ثلاثة أشخاص يعتقد أنهم أميركيون لاستجوابه، وهم رجل وسيدتان. وقد كان معصوب العينين طوال فترة استجوابهم له، لكنه قال إن لهجاتهم الأميركية لا تخطئها الأذن (تم الاستجواب بالإنجليزية). "قالوا لي: مروان، أنت الآن على مفترق طرق، فإما أن تقضي بقية حياتك في السجن، وإما أن تتعاون معنا ضد الإرهابيين، ويمكن أن يصيبك الثراء".

وقال الجبور إنه لم يتعرض لإيذاء بدني من أي أحد خلال وجود الأميركيين، على الرغم من أنه أحياناً كان يتم إجباره على الركوع في الأرض خلال استجوابه. وعندما سأله الأميركيون ذات مرة عن الكدمات الظاهرة بوجهه والناجمة عن ضرب الشرطة الباكستانية له أجاب ساخراً "لقد قضينا ليلة رائعة معاً، أنا وأصدقاؤكم".

وفي أثناء الاستجواب، كانت المرأتان تتكلمان معظم الوقت. وكانت إحداهما ودودة وعلقت بعض التعليقات الموحية، أما الأخرى فكانت شديدة الغضب كثيرة السباب، وقالت له إن أميركياً ضخماً ينتظره في السجن.

وظل الأميركيون في قسم الشرطة حتى منتصف الليل تقريباً، وبعد مغادرتهم نزع رجال الشرطة الباكستانية ثيابه وأحضروا قضيباً معدنياً ساخناً.

ثم سأله أحدهم "أين تريد أن نضربك به؟" فرجوته ألا يفعل. لكنه أحرق به ذراعي اليمني فوق المرفق مباشرة، ورجلي اليسرى. ولم أتلق أية رعاية طبية لهذه الحروق التي انتفخت كالفقاعة الهوائية واستغرقت حوالي شهر حتى التأمت. إلا إن هذا يبدو هيناً بالمقارنة بكل شيء آخر في حياتي في ذلك الوقت".4

وقال الجبور إن الباكستانيين نقلوه في صباح اليوم الرابع بسيارة إلى مبنى آخر، وكانوا قد أبقوه مستيقظاً طوال فترة اعتقاله في لاهور تقريباً. ومن المقدر أنه سمح له بالنوم ثلاث أو أربع ساعات إجمالاً خلال فترة احتجازه التي استمرت حوالي أربعة أيام.5

إسلام آباد: الاعتقال بالوكالة

أعتقد أنه كان منزلاً في يوم من الأيام، كان مكاناً للاعتقال السري... ويبدو لي أن الأميركيين يسيطرون عليه، فهم أصحاب السلطة فيه.

- مروان الجبور، يحكي عن اعتقاله في إسلام آباد

وصف الجبور مركز الاحتجاز الذي تم نقله إليه بأنه "فيلا"، أو مجمع خاص ضخم تم إعداده لاحتجاز السجناء.6 وكان قد عُصبت عيناه فور وصوله كيلا يراه من الخارج، لكنه سمع الباكستانيين في السيارة معه يقولون إنهم ذاهبون إلى إسلام آباد.7 وقد استغرقت الرحلة من لاهور ما يتراوح بين ثلاث ساعات ونصف الساعة إلى أربع ساعات.8

وظل الجبور في إسلام آباد محروماً من النوم كما حدث معه في لاهور. حيث قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه في الأيام السبعة الأولى في إسلام آباد لم يسمح له آسروه بالنوم، عدا الإغفاء لمدة ساعة من وقت لآخر، حيث ذكر أنه كان "في استجواب مستمر طول الوقت".

وقال لـ هيومن رايتس ووتش "إن الأميركيين كانوا موجودين دائماً ولم تكن على عيني عصابة عندما وصلت إلى هناك، فرأيتهم. رأيت ثلاث أميركيات ورجلاً أميركياً، إلى جانب حوالي خمسة أو ستة باكستانيين. وفي حديثه عن الأميركيين قال "أعتقد أنه كان نفس الرجل الذي استجوبني في لاهور، ولكن واحدة على الأقل من المرأتين اللتين كانتا في لاهور لم تكن في إسلام آباد". وقال الجبور إن الأميركيين كانوا يرتدون الملابس الغربية المعتادة وإن واحدة من النساء قالت إن اسمها ماري. لكنهم لم يذكروا الجهة الحكومية التي يتبعونها.

وقال الجبور إن الأميركيين على ما يبدو هم الذين كانوا يترأسون هذه المنشأة. وكانوا يستجوبونه خلال اليوم، وأحياناً يبرزون له صوراً فوتوغرافية للمتشددين المشتبه فيهم، ثم يأخذ الباكستانيون بزمام الأمور بعد منتصف الليل. وفي البداية تم احتجاز الجبور وحيداً في زنزانة تشبه الحجرة، مقيداً إلى الحائط بسلسلة طولها متران تقريباً.

وقال "إن الباكستانيين كانوا يضربونني كل ليلة تقريباً، وهددوني مرة بنزع أظافري. وفي بعض المرات الأخرى كانوا ودودين معي ووعدوني بالإفراج عني إذا تكلمت". وكان يتم إجباره على الوقوف لفترات طويلة.

أما الأميركيون فلم يضربوه، لكنهم أجبروه على البقاء مستيقظاً. "كانوا يقولون: إذا تعاونت معنا سندعك تنام. وإذا عملت معنا فسنجعلك غنياً جداً. ولم يهددوني مطلقاً بنقلي إلى غوانتانامو، لكنهم قالوا إنني سأُنقل إلى مكان ما ولن أرى أطفالي مطلقاً مرة أخرى. وكنت قد تصورت أن أسرتي قد قضي عليها".

"كنت أفكر في ابنتي الكبرى طوال الوقت، وظننت أنني لن أراها ثانية على الإطلاق. وكنت أخشى أن يرسلوني إلى غوانتانامو".

وقال الجبور لـ هيومن رايتس ووتش إن كل الأميركيين الذين رآهم في ذلك المبنى كانوا حديثي السن نسبياً، أي في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات. وقال إن الرجل الذي استجوبه عمره حوالي 28-30 عاماً ويميل إلى الصلع، أما المرأة التي قالت إن اسمها ماري فكانت طويلة وذات شعر متوسط الطول فاتح اللون. وكانت هناك امرأة أخرى دائمة الغضب كثيرة السباب (يعتقد الجبور أنها نفس المرأة التي كانت تسب في لاهور)، وأنها استخدمت ذات مرة بالعربية عبارة سب في الذات الإلهية.

وقد انهار الجبور مرتين في الأسبوع الأول في إسلام آباد، ومن المعتقد أنه تعرض لأزمتين قلبيتين. وكانت المرة الأولى في اليوم الرابع لاعتقاله، والثانية في آخر الأيام السبعة. حيث قال "وقعت مغشياً عليّ في المرتين، وقلبي يدق بشدة حتى ليكاد يخرج من بين ضلوعي". وقام طبيب باكستاني بالكشف على قلبه وأعطاه شيئاً اسمه "غليفيت".

وبعد انهياره في المرة الأولى، نقلوه إلى زنزانة بها سجين آخر، وهو جزائري اسمه عدنان أخذ يرعاه (عرفه الجبور باسم عدنان الجزائري). وكان الجبور في حالة يُرثى لها حتى أنه لم يكن يستطيع المشي أو تناول الطعام بنفسه، وتم السماح له عندئذ بالنوم حوالي أربع ساعات.

وبعد انهياره للمرة الثانية بعد ثلاثة أيام سمحوا له بالراحة يوماً كاملاً، حيث قال "بعد الانهيار الثاني أصبحت في حالة هستيرية".

وكان عدد من السجناء الآخرين محتجزين معه في مبنى الزنزانات الذي وصفه بأنه ملحق جديد أُضيف إلى المنزل الرئيسي. وكان هذا المبنى حاراً بدرجة خانقة، والهواء فيه راكداً. وكان فيه صفان متقابلان بكل منهما ثلاث زنزانات، وبكل واحدة باب من القضبان المعدنية باتجاه الممر، وأمامه باب آخر خشبي لكنه كان يترك مفتوحاً طول الوقت تقريباً. وعندما كان السجناء يسيرون في الممر بصحبة الحراس للذهاب لدورة المياه كانوا يرون بعضهم البعض.

وقال الجبور إن إحدى الزنزانات كان بها صبي عمره 16 عاماً اسمه خالد. وقال خالد، وهو مصري الجنسية، إنه تم القبض عليه قبل ستة أشهر في أثناء العمليات العسكرية في إقليم وزيرستان في شمال غربي باكستان على الحدود مع أفغانستان. وكان على ما يبدو قد أُصيب إصابة شديدة أثناء القبض عليه، إذ سمعه جبور وهو يبكي ويتأوه ألماً بالليل. وقال جبور متذكراً ما حدث إن [خالد] "كان يعاني معاناة شديدة". كما كان هناك صبي آخر عمره 16 عاماً أيضاً من بين المحتجزين في المبنى، وهو عراقي اسمه ثائر، قال إنه تم القبض عليه في منتصف عام 2003، وأخبر الجبور بأن لديه وثيقة سفر أسترالية وأن الأستراليين كانوا يزورونه في السنة الماضية، ويستجوبونه ويصورون الاستجواب بكاميرات الفيديو. وقال أيضاً إن أبا زبيدة وأعضاء جماعته كانوا محتجزين أيضاً في نفس المبنى.9

كما كان بالمبنى معتقل يمني تم القبض عليه في أواخر عام 2003، وليبي اسمه أيوب تم القبض عليه في مطلع عام 2004، وأفغاني معروف باسم محمد الأفغاني وكان قد وُلد بالسعودية، وفلسطيني تم القبض عليه في مطلع عام 1994. وكان السجينان الأخيران قد نُقلا من سجن يشاور إلى إسلام آباد في نفس اليوم الذي وصل فيه الجبور. كما كان هناك ثلاثة باكستانيين اتُهموا بالضلوع في محاولة اختطاف جنرال بالاستخبارات العسكرية الباكستانية، وقالوا إنهم احتجزوا مدة عام بدون توجيه اتهام إليهم. كما كان هناك باكستاني رابع محتجز، تم الإفراج عنه بعد وصول الجبور ببضعة أيام. وقال الجبور إن هذا الرجل الرابع تعرض لتعذيب شديد، وأضاف: "لا تتصوروا كم آذوه".

وقال الجبور إن السجناء الباكستانيين أخبروه أن باكستانياً اسمه مجيد خان سبق أن تم احتجازه معهم في نفس المكان.10

وظل الجبور محتجزاً في هذا المبنى في إسلام آباد لأكثر من شهر لم يمثل خلاله مطلقاً أمام قاض، ولم يُوجه له اتهام بارتكاب أية جريمة، ولم يتم السماح له بمقابلة محام. وفي أثناء وجوده تم نقل سجين آخر، وهو اليمني، من المبنى إلى اليمن كما يُفترض. وقبل نقل الجبور بيوم تم نقل ثلاثة سجناء آخرين – الصبيين البالغين من العمر 16 عاماً والرجل الجزائري.

الاعتقال السري في وكالة الاستخبارات المركزية

كانت قبراً.

- مروان الجبور، في حديثه عن فترة السنتين التي قضاها في المعتقل السري التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية

تم نُقل الجبور من المبنى الواقع في إسلام آباد مساء يوم 16 يونيو/حزيران 2004، عندما أخذه الباكستانيون مع ثلاثة سجناء آخرين (الفلسطيني والأفغاني والليبي) إلى المطار، وكانت أعينهم معصوبة، وأيديهم مكبلة، وأرجلهم مصفدة. وقال الجبور إن الطريق إلى المطار استغرق أقل من 20 دقيقة.

وقبل ركوبه الطائرة، تم أخذ الجبور إلى دورة المياه حيث نزع الأميركيون العصابة عن عينيه. وقال: "رأيت الأميركيين أمامي يتخاطبون بلغة الإشارة. وكان هناك طبيب قام بقياس ضغط دمي، وأعطاني حقنة. وأدركت أن هذه هي نهاية حياتي". ثم وضع الأميركيون كيساً على رأسه، وبدلوا القيود الموضوعة في يديه، ثم بدأ يشعر بالدوار بسبب الحقنة التي أخذها، لكنه لم يفقد الوعي.

وقال الجبور إن الجميع صعدوا إلى الطائرة من مؤخرتها، عبر ما يبدو أنه باب طائرة عسكرية. وكانت الطائرة صغيرة بدرجة ملحوظة، بحيث لا تسع أكثر من 20 إلى 30 شخصاً. وكان السجناء في جانب وبينهم مقعد فاصل بينهم، وقد قيدت أيديهم خلف ظهورهم، وصُفدت أرجلهم وقُيدت إلى أرضية الطائرة. وكان على متن الطائرة أربعة سجناء وحوالي عشرة آخرين.

ويعتقد الجبور أن مبنى السجن السري الذي تم نقله إليه يقع في أفغانستان، مشيراً إلى العديد من الأسباب التي تقف وراء هذا الاعتقاد. فهناك أولاً زمن الرحلة الجوية، التي استغرقت ساعتين على الأكثر.11 وثانياً الطعام الذي كان يُقدم لهم في السجن، ففي عيد الفطر12 تناول السجناء طعاماً أفغانياً تقليدياً، وقرب نهاية إقامته كانوا يتناولون الخبز الأفغاني التقليدي مع الوجبات المعتادة. وثالثاً الحقائق التي استخلصها من آسريه، فذات مرة زل لسان أحد الضباط في السجن بقوله إنه بعد زلزال باكستان تم نقل إمدادات الإغاثة جواً "من هنا" إلى باكستان.13 ورابعاً الطقس، الذي كان شديد البرودة في الشتاء (أبرد من معظم مناطق باكستان)، وكان ملمس أحد الجدران بزنزانته بارداً إلى درجة التجمد. وخامساً اللغات، حيث كان المدير الأول للسجن يتكلم الفارسية بطلاقة، مما يوحي بأن السجن يقع في منطقة تعد فيها هذه المهارات اللغوية مفيدة.14

وقال الجبور إنه يعتقد أن الجميع في السجن - الحراس والمحققين ومديري السجن والطاقم الطبي – كانوا أميركيين، عدا المترجمين الذي يتحدثون العربية. ويستند في ذلك إلى أن العاملين في السجن قالوا إنهم أميركيون – عندما أخبروا الجبور إنه في حجز السلطات الأميركية – وإلى أنهم يتكلمون الإنجليزية بلكنة أميركية.

الأشهر الستة الأولى

بعد أن حطت الطائرة قام فريق النقل بإركاب الجبور وسجين آخر في مؤخرة عربة "جيب" وتعاملوا معهم بطريقة فظة، ثم سارت العربة على طريق غير ممهد إلى السجن.

وعندما وصلت العربة إلى السجن أدخله اثنان من الحراس إلى داخل السجن. وبعد أن وضعاه وحده في زنزانة مزقوا كل ملابسه وتركوه عارياً. وأطلقوا إحدى يديه من القيود الحديدية، وقيدوا اليد الأخرى إلى حلقة مثبتة في جدار الزنزانة، ولم يكن بوسعه الوقوف لأن الحلقة كانت قريبة من الأرض وكان مقيداً إليها بسلسلة قصيرة.

وكان طول الزنزانة يبلغ حوالي مترين وعرضها أكثر من متر بقليل، أي أن مساحتها تناهز مساحة مرتبة السرير دون أن يكون بها مرتبة، ولم يكن فيها شيء آخر سوى دلو وبطانيتين خشنتين.

وكان بالزنزانة كاميرا فيديو قرب السقف، على ارتفاع لا يطوله المرء واقفاً. كما كانت هناك سماعات ومكبر صوت مثبتة في الحائط.

وكان للزنزانة، كغيرها من الزنزانات التي رآها الجبور فيما بعد، بابان مزدوجان من الصلب قريبان جداً من بعضهما البعض. (أي أنه لكي يخرج المرء من الزنزانة يجب أن يمر من أحدهما أولاً ثم من الآخر). وكان بالباب الذي يفتح باتجاه الزنزنة كوة زجاجية صغيرة (حوالي 30x40 سم)، وتحتها فتحة لإدخال الطعام. ولم يكن بالزنزانة أية نوافذ عدا كوة الباب، لكن الأنوار كانت تبقى مضاءة طول الوقت حتى في الليل.

وقال الجبور إنه يعتقد أن البناء كان قديماً، لكن الزنزانات جديدة وحديثة؛ فكل ما هو معدني كان يبدو جديداً جداً.

وفي الليلة الأولى ترك الحراس الجبور لينام (أو ليحاول النوم) ثم عادوا في الصباح الباكر. ولم ينطق أحد منهم بكلمة، لكنهم حلقوا رأسه ولحيته وشاربه، ثم أخذوه إلى غرفة الاستجواب دون أن يعطوه أية ملابس. وعندما يتذكر الجبور ما حدث يصعب عليه أن يصدق أنه كان يُساق عارياً هكذا على مرأى من مجموعة من الرجال والنساء، لكنه وقتها كان مشوش الذهن ومنقبض الصدر لدرجة أن عدم ارتدائه أية ملابس كان يبدو أمراً هيناً إلى حد ما.

وكانت غرفة الاستجواب كبيرة نسبياً، وبها حوالي عشرة أشخاص، من بينهم الحراس وآخرون يبدو أنهم أطباء. ثم أجلسوه على مقعد وقيدوا يديه ورجليه إلى المقعد. وجاء طبيب بينما قام شخص آخر بتصوير جسمه بكاميرا فيديو.

ثم بدأ رجل ملتح، كان الجبور قد رآه في مطار إسلام آباد، يتحدث بالإنجليزية بلكنة أميركية قائلاً إنه "أمير" المنشأة وإن الجبور ليس أمامه إلا خيار واحد وهو أن يتعاون، ووعده بأنه لو تعاون فسوف يعاملونه معاملة حسنة.

وفي أثناء هذا الاستجواب، وغيره من الاستجوابات التي لا حصر لها، كان المحققون يسألون الجبور عن أنشطته في باكستان وعمن التقى بهم وعن معرفته بالجماعات الإرهابية، وأبرزوا له مئات من الصور الفوتوغرافية بعضها لأناس من الواضح أنهم معتقلون (لأنهم يرتدون زي السجن ويحملون لوحات عليها أرقام).

وفي أثناء الأشهر الستة الأولى من الاستجواب كان هناك رجل ضخم الجثة مفتول العضلات – يقول الجبور إنه من "المارينز" (مشاة البحرية الأميركية) نظراً لتكوينه الجسماني، وكان يقف أحياناً خلف المحقق ويتصرف بطريقة تبعث على الرهبة. كما كان الجبور خائفاً من شيء يسميه المحققون "صندوق الكلب"، وهو صندوق خشبي حجمه متر في متر، قال الأميركيون إنهم يضعون الناس فيه. "قالوا إن خالد شيخ محمد قضى بعض الوقت في صندوق الكلب ثم نطق. وظلوا يهددونني قائلين: يمكننا أن نفعل ذلك بك".15

وقال الجبور إنه تعرض للصفع بضع مرات في بداية إقامته، لكنه لم يتعرض للضرب في المعتقل السري. وعندما شعر المحققون أنه غير متعاون قيدوه بسلسلة في أوضاع بالغة العسر تثير الألم بمرور الوقت،16 فكانوا يقيدون يديه إلى كاحليه وإلى الأرض ويتركونه هكذا مدة ساعة أو نصف الساعة. وقال "أحياناً كان التنفس عسيراً"، وقدر أنه وضع في هذه الأوضاع المجهدة من 15 إلى 20 مرة إجمالاً.

وقال الجبور إنه خلال الأشهر الستة الأولى من احتجازه في المعتقل السري كانوا أحياناً يديرون موسيقى الروك بصوت مرتفع يصم الآذان، لفترة ساعة أو يوم أو عدة أيام أو حتى أسبوع. وقال "كانت الموسيقى فظيعة والصوت عالياً وكأنها موسيقى لفيلم من أفلام الرعب".

وإلى جانب الموسيقى، كانت هناك أصوات تشويش منخفضة متواصلة، قال عنها الجبور إنها تشبه صوت المولدات الكهربية. ويعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الضوضاء هو منع السجناء من التواصل فيما بينهم.

وبعد أسبوعين من وصوله إلى السجن أعطوه مصحفاً، وبعد ثلاثة أشهر ونصف الشهر أعطوه سجادة صلاة.

ويذكر الجبور أن الطعام كان فظيعاً، وكله تقريباً من المعلبات (وفي كثير من الأحيان كان عبارة عن تونة أو سردين)، وغير مطهر وبلا نكهة وكريه الرائحة، حتى أنه "يشبه طعاماً للكلاب". وبعد وصوله للسجن بعدة أشهر كان الجبور قد فقد الكثير من وزنه، فبعد أن كان يزن 93 كيلوجراماً أصبح يزن 58 كيلوجراماً فقط (حيث كانوا يزنونه كل أسبوع). "كنت أشعر بالضعف والدوار وعدم الاتزان طول الوقت وكأنني على ظهر سفينة في البحر".

واستعاد الجبور ملابسه قطعة بعد أخرى بمرور الوقت. فبعد شهر ونصف الشهر في السجن أعطوه سروالاً، وبعد حوالي ثلاثة أشهر ونصف الشهر أعطوه "تي شيرت"، وأخيراً وبعد حوالي ثمانية أشهر أعطوه حذاء.

وقال الجبور لـ هيومن رايتس ووتش إن رجليه ظلتا في الأصفاد مدة عام ونصف العام. وطوال هذه الفترة لم يكن يستطيع السير إلا بخطى قصيرة لأن السلسلة التي تربط بين كاحليه كان طولها حوالي 75 سم. وعندما كانوا يخرجونه من الزنزانة ليأخذوه إلى غرفة أخرى للاستجواب كانوا يعصبون عينيه.

الأشهر التسعة عشر الباقية

تحسنت طريقة معاملة الجبور إلى حد كبير بعد فترة الأشهر الستة الأولى في المعتقل وظلت تتحسن على مراحل بعد ذلك. وكان أول تغيير كبير هو نقله إلى زنزانة أوسع.

وعند نقله إلى الزنزانة الجديدة وضع الحراس عصابة على عينيه، واقتادوه في طريق طويل معقد ودخلوا وخرجوا به من غرف مختلفة؛ للتشويش على إحساسه بالاتجاه. وعندما وصلوا إلى الزنزانة وأزالوا العصابة وجد الجبور نفسه في غرفة مساحتها خمسة في سبعة أمتار وبها مرتبة ووسادة وحوض مياه وبعض كتب التفسير وبعض ثمار الفراولة. وكانت هذه الزنزانة الواسعة أهدأ من سابقتها الصغيرة، وكانت الأنوار تُطفأ من الساعة الحادية عشرة مساءً إلى الرابعة صباحاً.

وظل الجبور في الزنزانة الجديدة ثلاثة أيام ثم تمت إعادته لفترة وجيزة إلى زنزانته القديمة، وقال إنهم "قالوا لي إنني أستطيع أن آخذ شيئاً واحداً معي، وكنت أريد المرتبة وأحد الكتب لكنني اخترت الكتاب".

وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2004، تم نقل الجبور إلى زنزانة كبيرة في مبنى منفصل. وعندما نقله الحراس إلى هذا المبنى أخذوه إلى الخارج، فقدر أن المبنى الثاني يقع على بعد 70 متراً من المبنى الأول. وكان رقم الزنزانة الجديدة هو B1،17 ولم يكن بها أية نوافذ أو أي ضوء طبيعي كزنزانته الأولى.

وفي خلال إقامته في المبنى الثاني كانوا يسمحون له بالاستحمام مرة يوم السبت من كل أسبوع.

ولم يمض وقت طويل على نقله إلى المبنى الثاني حتى أعطوه ساعة ونتيجة ومواقيت الصلاة. ويذكر الجبور أنه في الصيف كانت صلاة الفجر تُقام في الساعة 3:25 صباحاً، أما في الشتاء فكانت صلاة الفجر تُقام في الساعة 5:25 صباحاً، وهي أوقات تنطبق على مواقيت الصلاة في أفغانستان.18

وباستثناء الاستجواب والتريض منفرداً والاستحمام الأسبوعي، كان الجبور يقضي كل وقته محبوساً بين أربعة جدران في زنزانته. ولما لم يكن لديه شيء آخر يشغله، فقد وضع الجبور همه في تزيين زنزانته، فبعد مرور سنة أعطاه الأميركيون خريطة للعالم ثم أعطوه صوراً لأسماك وحيوانات. وقال الجبور "طلبت منهم صور نباتات، لكنهم لم يعطوني إياها فرسمت شجرة كبيرة ذات أوراق ملونة، وقصصتها ولصقتها بشريط لاصق على الحائط". كما صنع ما يشبه الحشائش من الشرائط الورقية. وقال "رسمت زهوراً ووقفت على مقعدي وألصقتها في السقف". وكان الأميركيون أحياناً يلتقطون صوراً لزنزانته.

وبعد سنة في المعتقل بدأ الأميركيون يسمحون للجبور بمشاهدة فيلم مرة في الأسبوع. وكان بالسجن ما يتراوح بين 200 و250 فيلماً، منها بعض أفلام هوليوود ضخمة الإنتاج وأفلام وثائقية وأفلام رسوم متحركة وأفلام رعب ورياضة ومصارعة.

وبعد عام ونصف العام، علّم أحد الضباط الجبور لعب الشطرنج، فرسم الجبور لوحة شطرنج وصنع قطع شطرنج من الورق. كما كان يلعب الداما والورق مع بعض المحققات. وقبل إطلاق سراحه بحوالي أربعة أشهر أعطي شطرنج إلكتروني ولعبة صغيرة من ألعاب الفيديو.

وكان الجبور يقضي وقتاً طويلاً في القراءة، وكان في السجن مكتبة كبيرة بها مئات الكتب، وصل عددها إبان خروجه إلى أكثر من ألف كتاب بلغات متعددة. وكان معظمها بالعربية، وبعضها بالأردية والفارسية والإندونيسية والإنجليزية.

ومن أروع اللحظات التي عاشها الجبور لحظة أن سمحوا له برؤية ضوء الشمس؛ حيث كان قد قضى عاماً ونصف العام دون أن يرى ولو لمحة واحدة من الضوء الطبيعي. وفي يوم من الأيام فتح الأميركيون طاقة في المبنى الذي كان نزيلاً به، ويتذكر الجبور ذلك بقوله "جاءوني بمقعد لأجلس وتركوني أجلس في نور السماء. كنت سعيداً وأمزح معهم متظاهراً بأنني أنادي من بالخارج قائلاً "النجدة! ليساعدني أحد! أخرجوني من هنا!"

وكان بالمبنى الثاني الذي احتجز فيه فناء للتريض، مساحته حوالي خمسة أمتار في ستة، حيث كان يتم السماح له باللعب بالكرة وحده. وقرب نهاية أسره سمحوا له باستعمال غرفة كبيرة للألعاب البدنية، مساحتها حوالي ثمانية أمتار في خمسة عشر متراً، وسقفها مرتفع إلى حد ملحوظ، وكان أحد معاوني مدير السجن قد كشف عن النوافذ الكائنة بالسقف ليتمكن الجبور من رؤية ضوء الشمس والسماء من خلالها. وأعرب الجبور عن امتنانه لمن أدخل هذه التحسينات، واصفاً إياه بأنه "رجل طيب جداً".

كما تحسن الطعام قرب انتهاء فترة الاعتقال التي دامت أكثر من عامين؛ فبدأ يحصل على خبز أفغاني مع الوجبات. وقرب انتهاء الاعتقال مباشرة أصبح الطعام يأتيه ساخناً. وأحياناً كانوا يقدمون له طعاماً غربياً كالبيتزا والهامبرغر إلى جانب الفطائر والحلوى الغربية.19

ولم يتم السماح للجبور مطلقاً بالاتصال بأسرته، وإن لم يفقد الأمل في ذلك تماماً. ويذكر أنه قال "للأمير" الطيب (معاون مدير السجن) "إنني قلق على أسرتي، فقال هناك أشياء في وسعنا، وأشياء أخرى لا نستطيعها، وقال إنه ليس بوسعه أن يسمح لي بالاتصال بهم".

العاملون بالسجن السري

يقدر الجبور أنه رأى في الفترة التي قضاها في السجن، والتي تزيد على العامين، ما يصل إلى حوالي 70 من العاملين، منهم حوالي 25 حارساً و45 من العاملين المدنيين، من بينهم محققون ومشرفون وثلاثة أو أربعة أطباء وبضعة أخصائيين نفسيين. وقال إن الجميع كانوا أميركيين عدا المترجمين الذين كان أغلبهم من العرب (وربما كانوا عرباً أميركيين)، فكان هناك مترجم عراقي وثلاثة مصريين ولبنانية.

وكان بالسجن ثلاثة "أمراء" أو مديرين، خلال الفترة التي قضاها فيه، أولهم رجل ملتح يقدر جبور أنه في الأربعين من العمر، والثاني حليق الرأس وعمره حوالي 38 عاماً (كان الجبور يلعب معه الشطرنج أحياناً)، والثالث كهل في حوالي الخامسة والخمسين، وكان قد وصل في مايو/أيار 2006. وكان هناك خمسة يبدو أنهم يشغلون منصب معاون مدير السجن، منهم اثنين قالا إن اسميهما "تشارلي" و"وارين".

وقال الجبور إن أخصائياً نفسياً كان يلتقي به كل بضعة أشهر، وكان أحد الأخصائيين رجلاً في حوالي الخمسين من العمر، وكانت هناك امرأة في حوالي الخامسة والخمسين، قال الجبور إنه كان يقضي معها ساعة في كل مرة يلتقي بها.

وكان المترجمون والأطباء والمحققون يرتدون الملابس المدنية العادية، أما الحراس، وكلهم من الرجال، فكانوا يرتدون زياً رسمياً أسود وقفازات سوداء وأقنعة بلاستيكية سوداء تغطي عيونهم، ولا يحملون أسلحة، كما أنهم لم يتكلموا، إلا قبل انتهاء فترة اعتقاله مباشرة حيث بدءوا يتحدثون إليه بالإنجليزية بلكنة أميركية.

السجناء الآخرون

نظراً لحجم السجن الذي كان الجبور معتقلاً فيه، فإنه يقدِّر أنه يسع عدداً يتراوح بين 30 و35 معتقلاً. ومما يدعم هذا التقدير وجود مئات الكتب وأشرطة الفيديو في مكتبة السجن، وارتفاع عدد العاملين فيه.

وقد انحصر كل اتصال بين الجبور وبين السجناء الآخرين في الشهر الأول من حبسه، حيث يقدر أنه كان هناك حوالي 12-15 معتقلاً في نفس المنطقة التي كان نزيلاً بها في ذلك الوقت. فقال "كان يدقون على أبواب الزنزانات بشدة متى أحضروا لنا الطعام، وفي البداية كانوا يطرقون حوالي 12-15 باباً".

ووجد الجبور اسماً مكتوباً على حائط في زنزانته وهو مروان العدني. كما سمع ما وصفه بصراخ رهيب، لشخص يستغيث "النجدة النجدة" في الأيام الثلاثة الأولى. وفي اليوم الثالث، وعندما توقف صوت التشويش لبرهة وجيزة (بسبب ما يعتقد الجبور أنه توقف أحد المولدين لتشغيل المولد الثاني) سمع الجبور صوتاً يناديه بالعربية "من أنت؟ لا تخف. تكلم". وعلى الرغم من أن الجبور كان قد تلقى تحذيراً بألا يتكلم مع أحد فقد كان يتحدث مع ذلك السجين الآخر متى توقف المولد. وقال الرجل إن اسمه مروان العدني وإنه معتقل هناك منذ شهرين. وقال إنه تم القبض عليه في العام الماضي وإن الأميركيين احتجزوه في سجن سري به حراس روس،20 وقال إنه نُقل مع ستة سجناء آخرين من ذلك السجن إلى السجن الحالي.

وقال الجبور إنه تبادل الحديث مع مروان العدني يومياً لمدة ثلاثة أيام، حتى جاء أحد الحراس وعاقبهما، وترك الجبور مصفداً بالأغلال في وضع إجهاد مؤلم لمدة ساعة. ولم يتحدث الجبور مع مروان العدني بعدها مطلقاً، ولكنه بعد عام وجد اسمه مكتوباً على مرتبة سرير، وذات مرة وجد اسمه مكتوباً على قميص. وعند استجوابه في بدء اعتقاله كان أحد المحققين قد أبرز له صورة يقول الجبور إنها صورة العدني.21

 كما سمع الجبور سجناء آخرين يتحدثون معاً خلال ذلك الوقت، وكان ذلك أيضاً في البرهة الوجيزة التي يحدث فيها التبديل بين المولدين على ما يبدو. وذكر بعضهم خلالها أسماءهم مثل حذيفة وعدنان وعبد الباسط وأبو ياسر الجزيري. وذات مرة خلال الشهر الأول، سمع الجبور أيوب الليبي (الذي كان محتجزاً معه في باكستان) وهو يناديه مرة أخرى.

وكان هناك سجين آخر تواصل معه الجبور بطريقة غير مباشرة وهو مجيد خان المسجون حالياً في غوانتانامو.22 ففي 18 ديسمبر/كانون الأول 2004، عندما تم نقل الجبور إلى الزنزانة الواسعة، وجد كتابة أسفل حوض الزنزانة تقول "مجيد خان، أميركي باكستاني، 15 ديسمبر/كانون الأول 2004". كما تلقى كتاباً في مايو/أيار 2006 من مكتبة السجن ربما كان مرسلاً إلى خان، حيث أنه لم يطلب هذا الكتاب، ويعتقد أنه أُعطي له بمحض الصدفة. وقد وجد بداخله قصاصة مكتوب عليها بإنجليزية سليمة "أشعر بالاكتئاب والانزعاج. أريد أن أعود لبلدي باكستان. وأريد الاطلاع على الصحف كل يوم".

وكانت الزنزانة B1 التي تم احتجاز الجبور فيها قرابة عام ونصف العام تقع في ممر به زنزانتان أخريان. وقال الجبور إنه على مدى عام تقريباً – من ديسمبر/كانون الأول 2004 حتى أواخر العام التالي – تم احتجاز شخصين صومالييْن في الزنزانتين المجاورتين. وكان أحياناً يتمكن من سماعهما وهما يتحدثان بالصومالية. وعندما تم نقلهما، حل محلهما سجين واحد على الأقل، ولكن هذا السجين لم يتحدث مطلقاً فلم يعرف الجبور هويته.

وبينما كان الجبور محبوساً في تلك الزنزانة سمع سجيناً يصيح مرتين على الأقل، وكان يبدو عليه الانزعاج الشديد.23 ويعتقد الجبور أن السجين في المرتين كان يُقتاد عبر الممر لأن الصوت اقترب منه ثم ابتعد.

ولم ير الجبور إلا سجيناً آخر فقط طوال فترة إقامته في السجن السري، وكانت الظروف التي قابله فيها غريبة. ففي نهاية فبراير/شباط 2006، أخبره معاون مدير السجن الذي كان الجبور يحبه، أن لديه أخباراً طيبة. ويتذكر الجبور ذلك بقوله "قال إنهم سيدعونني أجلس مع أخ آخر، فقلت إنني لا أصدقك، فسألني من الذي أود أن أجلس معه: شخص متدين، أم شخص مرح، فقلت أريد شخصاً مرحاً يحب المزاح. فقال إن عندهم هذا الشخص. شخص طيب، وهو ياسر الجزيري.24

والتقى الجبور بالجزيري في اليوم التالي، حيث قال له الجزيري إنه وصل إلى السجن في إبريل/نيسان 2004. وقال الجبور "أعتقد أنه كان ضمن مجموعة من ستة سجناء تم نقلهم مع مروان العدني". وأخبر الجزيري الجبور أنه كان في مكان يضربونه فيه بشدة مما تسبب في إحداث عاهة مستديمة بذراعه. وذات مرة قاموا بتشغيل موسيقى عالية الصوت لمدة أربعة أشهر متواصلة.25 وقال إن الحراس كانوا من الروس لكن المترجمين كانوا أميركيين، كما قال إنه كان هناك سجناء كثيرون في ذلك السجن، وإن السجناء كانوا يستطيعون التحدث معاً.

وقد تم السماح للجبور بالجلوس مع ياسر الجزيري والحديث معه حوالي ثماني مرات، أحياناً مرة في الأسبوع وأحياناً مرة في الشهر. وفي إحدى المرات مُنعا من اللقاء لمدة شهر بعد أن أخبر الجزيري الجبور أن بعض الأميركيين دخلوا غرفته في الساعة الثالثة صباحاً ليعرضوا عليه صوراً لأبي مصعب الزرقاوي الذي كان قد مات وقتها؛26 فلم يكن من المفترض أن يتحدثا في مثل هذه الأمور. وكانت المرة الأخيرة التي تبادلا فيها الحديث في يوليو/تموز 2006، قبل مغادرة الجبور السجن بأسبوع.

كما علم الجبور عن معتقلين آخرين في الحجز لدى الأميركيين، وذلك من خلال التحقيقات التي أُجريت معه. فقد أراه أحد المحققين صورة رجل صومالي كان الجبور يعرفه من قبل، وكانت الصورة قد تم التقاطها في زنزانة الجبور (الزنزانة الأولى الصغيرة). كما كان هناك معتقل أميركي احتجزه الأميركيون واسمه "سبين جل"، وقد أبرز الأميركيون صوراً له للجبور قبل القبض عليه وبعده.

ومن المعتقلين الآخرين الذين يذكر الجبور أنه شاهد صورهم رجلان، أحدهما اسمه رضا التونسي والآخر اسمه طلحة.27

وكانت الصورة التي أدهشت الجبور صورة لفتى اسمه طلحة، يبدو أن عمره تسع سنوات،28 قيل إن أباه هو حمزة الجوفي وهو أحد قادة المتشددين في وزيرستان.29 وعندما رأى الجبور صورة طلحة، الذي كان فيما يبدو محتجزاً، أعرب عن دهشته من أن الولايات المتحدة تحتجز صبياً في هذه السن الصغيرة.

الإفراج

بمرور الشهور والسنين فقد الجبور كل أمل في الخروج من السجن، ولكن في مساء يوم 30 يوليو/تموز 2006 أخطره معاون مدير السجن دون سابق إنذار أنه سيخرج من السجن في اليوم التالي. ومن الملاحظ أن هذا الإعلان جاء بعد شهر بالضبط من صدور الحكم المشهود للمحكمة العليا بالولايات المتحدة في القضية المرفوعة من حمدان ضد رامسفيلد، والتي أقرت فيها المحكمة بأن المعتقلين المحتجزين باعتبارهم من مقاتلي العدو يتمتعون بالحماية التي تكفلها اتفاقيات جنيف.30

النقل إلى الأردن

قال له معاون مدير السجن إنه يعرف إلى أين سيرسلونه، لكنه لا يستطيع إخباره، وقال إنه لا توجد دورة مياة في الطائرة ومن ثم يجب أن يرتدي الجبور حفاظا، وإنهم سيصورونه عارياً حتى يتبين أنه لم يُصب بأذى بدني، وأخبر الجبور أن يستعد للمغادرة في السادسة مساءً.

وفي مساء اليوم التالي أخذه فريق النقل، ووضعوا قطناً على عينيه وفي أذنيه ثم غطوا القطن بغطاء مطاطي، ووضعوا شريطاً حول رأسه وقناعاً على وجهه، وسماعات على أذنيه. وكانت يداه مقيدتين أمامه ورجلاه مصفدتين. كما وضعوا حزاماً حول رجليه فوق الركبة وربطوه إلى القيود التي تغل يديه. وقال الجبور "كنت أشعر وكأنني مومياء".

ثم أخذوا الجبور إلى سيارة بالخارج ووضعوه فيها، ويكاد الجبور أن يكون موقناً أنه كان هناك سجين آخر معه، ثم سارت السيارة بهم مدة ساعة تقريباً.

وبعد ذلك أخرجوا الجبور من السيارة ووضعوه على مقعد، ثم سمع ثلاث طلقات. ويقول "كنت خائفاً وظننت أنهم يطلقون النار على أحد". وكان الفريق فظاً في التعامل معه مما زاد من حدة خوفه.

وفجأة أزالوا كل الأغطية التي كانت تغطيه ونزعوا عنه كل ملابسه، وعندما فتح عينيه وجد رجلاً يصوب نحوه كاميرا فيديو. ثم ألبسه فريق النقل حفاظاً وألبسوه نفس الملابس مرة أخرى، إلا إنهم هذه المرة استخدموا قيوداً بلاستيكية ليقيدوا بها يديه.

وقد شعر الجبور بالطائرة دون أن يراها، ولكن يبدو أنها كانت طائرة نفاثة مدنية صغيرة، حيث كانت المقاعد باتجاه الأمام كما في طائرات الركاب العادية. وفي أثناء الرحلة قام طبيب بقياس ضغط الدم له. واستغرقت الرحلة ما بين ثلاث ساعات ونصف الساعة وأربع ساعات.

الاحتجاز في الأردن وإسرائيل

بعد نزول الطائرة تم أخذ الجبور في سيارة لمدة حوالي 40 دقيقة ثم أُخرج منها وأُدخل إلى مبنى. وأجلسه من كانوا معه ثم بدأوا يفكون الأغطية التي تغطيه، وقال له أحدهم بالعربية "ابق عينيك مغمضتين. والآن افتحهما ببطء".

وعندما فتح الجبور عينيه رأى جنوداً بالزي الرسمي ورجالاً يرتدون الملابس المدنية. كما رأى صورة في إطار للملك حسين وأخرى للملك عبد الله، فخمن أنه في الأردن. وبعد استجوابه تم إرساله إلى زنزانة حيث أخبره أحد الحراس أخيراً أنه في عمان بالأردن. وبعد ذلك علم أنه محتجز بمقر المخابرات الأردنية.

وبعد أسبوعين، أي في حوالي 14 أغسطس/آب، زاره أحد ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو أول مراقب مستقل يراه الجبور منذ عامين ونصف العام في السجن. وقال الجبور إنه "اندهش جداً لسماع قصتي". وأعطى الجبور لممثل الصليب الأحمر بيانات الاتصال بأقارب له في الأردن. وبعد أسبوعين جاءت مجموعة من أفراد أسرته، وبعضهم جاء مسافراً من الخارج، إلى المعتقل في يوم الزيارة وسُمح لهم بالتحدث مع الجبور لفترة وجيزة. وقال الجبور فيما بعد لـ هيومن رايتس ووتش "كنت في غاية السعادة لرؤيتهم".

وبينما كان الجبور محتجزاً في الأردن، تم السماح له بإرسال خطابات إلى زوجته وأطفاله، في أول مرة يُسمح له بالاتصال بهم منذ سنتين.

وفي 18 سبتمبر/أيلول 2006، نقل الأردنيون الجبور إلى حجز إسرائيلي، ففي صباح ذلك اليوم قالوا له إنهم على وشك الإفراج عنه. ويقول "هنأوني بأنني أصبحت حراً، لكنني كنت لا أزال مقيد اليدين. ثم أخذوني إلى سيارة سارت بنا إلى جسر الملك حسين [على الحدود بين الأردن والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل]. وكان بعض العملاء الإسرائيليون ينتظرونه على الجسر فسلمه الأردنيون إليهم.

وبعد بضعة أيام من نقله إلى إسرائيل، تم السماح للجبور بمقابلة محام، وبعدها بقليل قُدم للمحاكمة. وبعد ستة أسابيع في الحجز في إسرائيل أفرج عنه في غزة التي يعيش فيها بعض أقاربه. وهكذا وبعد عامين ونصف العام من القبض عليه أول مرة استطاع أخيراً أن يتحدث إلى زوجته وأطفاله بالهاتف.




2 مركز بانوراما سوق معروفة في لاهور.

3 على الرغم من أن هيومن رايتس ووتش لا تستطيع تأكيد هذه الأقوال، فإن قيام السلطات الأميركية بإطلاق سراح الجبور في عام 2006 بدون توجيه تهمة له يوحي بأنها لم تكن تعتقد بأنه ضالع في أية أعمال إرهابية.

4 شاهدت باحثة هيومن رايتس ووتش الندوب الموجودة على ذراع الجبور ورجله، عندما أجرت معه هذا الحوار في ديسمبر/كانون الأول 2006.

5 ذكر معظم بيج، وهو مواطن بريطاني قضى عامين في معتقل غوانتانامو، أنه شاهد في أثناء اعتقاله لدى الاستخبارات الباكستانية في مطلع عام 2002 سجناء آخرين وهم يتعرضون للضرب والحرمان من النوم أياماً متواصلة. "معظم بيج: العدو المقاتل: رحلة مسلم بريطاني من وإلى غوانتانامو" (لندن: فري برس، 2006)، ص 15-17.

6 تم احتجازه في الدور الأرضي، لكنه يتصور أن المبنى به دور ثان.

7 أكد السجناء الآخرون الذين قابلهم الجبور في المبنى أنهم في إسلام آباد. كما كانت هناك روايات أخرى كثيرة عن سجناء "مختفين" تم احتجازهم في إسلام آباد أو نُقلوا إليها للاستجواب. فعلى سبيل المثال، يشير خطاب كُتب حديثاً عن المفرج عنهم مؤخراً من المعتقل السري في باكستان إلى أنه من بين مراكز الاحتجاز التي يتم فيها الاحتجاز "منزل آمن قرب مطار إسلام آباد". خطاب من أمينة مسعود، منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى كبير قضاة باكستان، 19 ديسمبر/كانون الأول 2006. انظر أيضاً "مكتب التحقيقات الفيدرالية يستجوب أحد عناصر القاعدة في باكستان"، صحيفة "ديلي تلغراف" (المملكة المتحدة)، 17 مارس/آذار 2003. "قال [مسئولون] إن ياسر الجزيري، وهو مغربي درس في أميركا، نقل إلى العاصمة إسلام آباد لاستجوابه بعد القبض عليه في عملية اقتحام")، و"القبض على اثنين من أعوان أسامه يوسف"، صحيفة "ديلي تايمز" (باكستان)، 12 أغسطس/آب 2005 ("ذكرت المصادر أيضاً أنه تم نقل أسامة بن يوسف إلى إسلام آباد للمثول أمام هيئة تحقيق أجنبية").

ويذكر عبد الله خضر وهو مواطن كندي تم القبض عليه في باكستان في أكتوبر/تشرين الأول 2004 أنه بدوره تم احتجازه في معتقل سري في إسلام آباد، واستجوبه مسئولون أميركيون وباكستانيون. انظر أيضاً إفادة عبد الله خضر في القضية المرفوعة ضده من الولايات المتحدة رقم EX0037/05، المحكمة العليا، تورونتو، 2006، ص 25-27.

ويذكر معظم بيج أنه فور إلقاء القبض عليه في مطلع 2002 تم احتجازه في منزل في إسلام آباد وصفه بأنه منزل "عظيم جدا"، كمنازل الأثرياء، يقع فيما يعتقد أنه الضاحية G10 بالمدينة. وعلى الرغم من أنه كان محتجزاً في إحدى الغرف، فقد رأى زنزانات عديدة في جزء آخر من المنزل. معظم بيج، العدو المقاتل ، ص 6-13.

وأخيراً، ذكر معتقل واحد على الأقل محتجز حالياً في غوانتانامو، في جلسة استماع إدارية أنه بعد القبض عليه تم نقله هو وبضعة آشخاص آخرين إلى لاهور، حيث حقق معه أميركيون مدنيون، ثم نُقل إلى إسلام آباد حيث قضى شهرين معتقلاً قبل نقله إلى قاعدة باجرام الجوية في أفغانستان. فهمي عبد الله أحمد ISN 688 ، سجل المحاكمة الخاصة بمراجعة وضع المقاتلين، وزارة الدفاع الأميركية، قسم 4، ص 425-26 (الصادر في 3 مارس/آذار 2006). وقد تم إلقاء القبض على أحمد في وقت ما بعد شهر فبراير/شباط، ولكن ليس من الواضح متى كان ذلك.

8 وهو تقريباً الوقت الذي تستغرقه الرحلة من لاهور إلى إسلام آباد على الطريق السريع.

9 زين عبد الدين، المعروف بأبي زبيدة، مسجون حالياً في غوانتانامو، وكان من بين 14 معتقلاً تم نقلهم من معتقل تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أوائل سبتمبر/أيلول 2006. ومن المعتقد أنه تعرض لتعذيب شديد خلال اعتقاله. انظر على سبيل المثال: رون سسكيند "مبدأ الواحد في المئة: في قلب مطاردة أميركا لأعدائها منذ 11 سبتمبر/أيلول (نيويورك: سايمون وشوستر، 2006)، ص 115-118.

10 مجيد خان مسجون حالياً في غوانتانامو، وكان من بين المعتقلين الأربعة عشر الذين نُقلوا من الحجز لدى وكالة الاستخبارات المركزية في مطلع سبتمبر/أيلول 2006.

11 أكثر من الوقت اللازم للسفر من إسلام آباد إلى كابول.

12 تمتد إجازة عيد الفطر ثلاثة أيام بعد انتهاء رمضان.

13 أرسلت الولايات المتحدة رحلات جوية للإغاثة من أفغانستان لمساعدة المضارين من زلزال عام 2005 في باكستان. انظر البيان الصحفي للسفارة الأميركية في إسلام آباد، "الجيش الأميركي يفرغ حمولة طائرة الإغاثة رقم 250". 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2005

14 الفارسية واللغات القريبة منها مستخدمة في معظم أجزاء أفغانستان، بالإضافة إلى إيران.

15 خالد شيخ محمد (الذي يختصر المسئولون الأميركيون اسمه إلى KSM) يُزعم أنه مهندس هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وكان قد تم احتجازه في معتقل سري تابع للاستخبارات المركزية الأميركية لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة. وكان من بين الأربعة عشر الذين نقلوا من معتقل الاستخبارات المركزية إلى غوانتانامو في مطلع سبتمبر/أيلول 2006.

16 ذكر عديد من المعتقلين في غوانتانامو وأماكن أخرى أنهم وُضعوا في "أوضاع مجهدة" على سبيل العقاب. وفي ديسمبر/كانون الأول 2002، أصدر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد قواعد جديدة بخصوص الاستجواب في غوانتانامو، تسمح باستخدام "الأوضاع المجهدة"، والتجريد من الملابس، والعزل لمدة طويلة، والحرمان الحسي، وحسن الهندام بالإكراه (مثل إزالة شعر الوجه قسرا)، وغيرها من وسائل الاستجواب. وفي سبتمبر/أيلول 2003، سمح الفريق ريكاردو سانشيز بالجيش الأميركي باستخدام وسائل جديدة للاستجواب في العراق، مثل استخدام الأوضاع المجهدة. مذكرة من الفريق ريكاردو سانشيز إلى قائد القيادة الأميركية الوسطى بشأن "سياسة الاستجواب والتصدي للمقاومة CJTF-7"، 14 سبتمبر/أيلول 2006.

17 لم يتم إخطاره مطلقاً برقم زنزانته الأولى.

18 انظر موقع Islamic Finder الذي يعرض مواقيت الصلاة حول العالم: http://www.islamicfinder.org

19 يذكر الجبور أنهم قدموا له شيكولاتة من أنواع "سنيكرز" و"توينكس" و"باونتي" و"كيت كات".

20 من الملاحظ أن السجناء إن لم يكونوا ملمين بالروسية، فقد يظنون خطأ أن أية لغة أخرى قريبة منها هي الروسية أيضاً. كما يمكن أن يكون هناك حراس يتكلمون الروسية في بعض بلدان آسيا الوسطى.

21 لم تجد هيومن رايتس ووتش أية مصادر أخرى لديها معلومات عن هذا السجين.

22 انظر المناقشة أعلاه.

23 يذكر أن إحدى هاتين المرتين كانت في فبراير/شباط أو مارس/آذار 2006.

24 ياسر الجزيري من بين الستة والعشرين الذين وردوا في قائمة "السجناء الأشباح"، التي نشرتها هيومن رايتس ووتش في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، وهم أولئك السجناء الذين من المعتقد أنهم محتجزون لدى وكالة الاستخبارات المركزية. هيومن رايتس ووتش "قائمة "السجناء الأشباح" الذين قد يكونون محتجزين لدى وكالة الاستخبارات المركزية"، نوفمبر/تشرين الثاني 2005:

http://hrw.org/english/docs/2005/11/30/usdom12109.htm

25 ورد أيضاً أن الجزيري أخبر الجبور أنهم قاموا ذات مرة بتشغيل موسيقى عربية يوماً كاملاً، بينما كان محقق لبناني يزور السجن.

26 أبو مصعب الزرقاوي هو أردني كان يتزعم تنظيم "القاعدة" في العراق حتى وفاته، في يونيو/حزيران 2006.

27 يبدو من وصف الجبور لطلحة أنه من الجائز جداً أن يكون محمد نعيم نور خان، المعروف أيضاً بأبي طلحة. وقال الجبور إن طلحة كان في منتصف العشرينيات أو أواخرها، وإنه باكستاني لكنه يعيش في بريطانيا. وهو طويل القامة ومتين البنيان إلى حد ما، ويتكلم الأردية والإنجليزية والعربية، وينحدر أصلاً من مدينة كراتشي. كما قال إنه يعتقد أن طلحة تعرض للاعتقال في يوليو/تموز 2004 تقريبا، لأن ذلك هو الوقت الذي بدأ فيه الأميركيون يسألون الجبور عنه. وكل هذه السمات تنطبق على نور خان، الذي كان على قائمة هيومن رايتس ووتش التي أصدرتها في نوفمبر/تشرين الثاني بأسماء 26 شخصاً من المعتقد أنهم كانوا محتجزين لدى الاستخبارات المركزية الأميركية. ولا يزال مكان نور خان مجهولاً رغم مرور عامين ونصف العام على القبض عليه، وقد رفع والده دعوى في باكستان للمطالبة بمعلومات عما حدث له.

28 شخص آخر غير الشخص المسمى طلحة، الذي سبق ذكره أعلاه.

29 يُزعم أن المحققين الأميركيين استجوبوا عبد الله خضر بشأن الجوفي عندما كان خضر محتجزاً في معتقل سري في إسلام آباد في أكتوبر/تشرين الأول 2004. انظر إفادة عبد الله خضر في الدعوى المرفوعة عليه بالولايات المتحدة، رقم EX0037/05، المحكمة العليا في تورونتو 2006، ص 25-27. وليس لدى هيومن رايتس ووتش أية معلومات عن ابنه.

30 قضية حمدان ضد رامسفيلد، 126 S. Ct. 2749 (2006).