Morocco



Morocco Morocco
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >>

8. نقص الوصول لآليات شكوى

تحرم مدونة الشغل المغربية خدم المنازل الأطفال من حرية الوصول للآليات الأولية لحماية العمال: كخادمات منازل طفلات فهن مستبعدات من حماية مواد مدونة الشغل حول ظروف التوظف، ومفتشي العمل ليسوا مخولين بدخول المنازل الخاصة الأمر الذي يعني أنهم لا يستطيعون عملياً إنفاذ المادة المتعلقة بالحد الأدنى للسن في مدونة الشغل113 إن قدرة خادمات المنازل الأطفال على الشكوى بخصوص المعاملة السيئة وأن يسعين للحصول على المساعدة في ترك مكان العمل المسيء هو قيد يضاف إلى عزلتهن عن العائلة، والأقران، والأطراف الخارجية الذين من المحتمل أن يتدخلوا في صالحهم.

قالت زهرة ج.، ذات السابعة عشرة عاماً "المشغلة تستخدم لغة مسيئة طوال الوقت، ولكن إذا كسرت أي شيء تضربني أو تشدني من شعري. عندما تنفد قدرتي على الاحتمال لا أستطيع أن أخرج. أنا لا أخبرها (أني أرغب في الخروج) لأني أعلم أنها ستقول لا وعلى أية حال لا يوجد مكان أذهب إليه – ليس لدي عائلة هنا. عندما أخرج فإني أذهب إلى (منظمة غير حكومية تعمل مع خادمات المنازل  الأطفال). لقد وجدتها بالصدفة. كنت أمشي في الشارع وأخبرت شخصاً ما (عن أحوالي) وهذا الشخص أخبرني أن أذهب إلى البوليس أخبرهم عما حدث، ولكني كنت خائفة. جلست في محطة قطار لوقت طويل ورآني رجل بوليس وسألني إذا كنت أرغب في العودة للمنزل لكني كنت خائفة (أن أحكي له قصتي) بعد فترة أخبرته بالقصة وأخذني إلى مكتب (المنظمة غير الحكومية) في محطة القطار وأحضروني إلى هنا.114

إن فرص الأطفال الأصغر سناً في ترك مكان عمل مسيء بدون مساعدة من أحد هي محدودة بشكل كبير. بسبب من عمر هؤلاء الأطفال، فإنه أقل احتمالاً أن يسمح لهم أن يخرجوا بمفردهم، وهكذا فإن لهم فرص أقل في الهرب أو أن يشتكوا لأحد خارج المنزل.  الأطفال الصغيرات جداً، وخاصة  الأطفال من الريف، قد لا يكون لديهن فكرة كيف يجدن طريقهن في مدينة كبيرة، كيف يجدن وسيلة النقل الملائمة للمنزل، أو حتى أين يقع منزلهن. وفقاً لليونيسيف، «البنات الصغيرات جداً اللاتي تهربن من وظائف مسيئة غالباً ما لا يعلمن إلى أين يذهبن لذا ينتهي بهم الأمر في الشارع أو في مركز عبد السلام بناني (هو مركز احتجاز للأحداث وهو أيضاً يستضيف الأطفال المهملون). 115

الكثير من  الأطفال أخبرن هيومن  رايتس ووتش أنهن اعتمدن على الزيارات السنوية لمنزل أسرهن لكي يقنعوا آباءهم وأمهاتهم أن يخرجوهن من وضع مسيء في مكان العمل116 هذا كان حقيقياً بشكل خاص للبنات اللاتي لا تزورهن العائلة في مكان عملهن117 أمينة ل. أخبرتنا أنها كانت قادرة على ترك آخر وظيفة لها، والتي بدأتها حينما كانت في الثامنة، بهذه الطريقة. "أنا كنت آكل بمفردي، أنام بمفردي، ولم أذهب إلى مدرسة. العمل كان صعباً جداً لدرجة أني لم أستمر هنا لفترة طويلة. ثم حينئذ رجعت لبيتي وبكيت ورفضت العودة." 118، لبنى ج.، التي بدأت العمل في سن العاشرة، أخبرتنا أنها عملت لمدة سنتين قبل أن تكون قادرة على أن تنهي أول وظيفة لها بهذه الطريقة: "عندما ذهبت إلى بيتي لم أعد ثانية." 119

الاتصال غير المتكرر بين الأطفال والعائلة قد يجعل الوالدين أقل قدرة على التعرف على إمارات إساءة المعاملة، خاصة إذا كانت، كما بينت واحدة من الدراسات، رغبة الوالدين في حماية أطفالهم تتعارض مع رغبتهم في أن يستمر الطفل في تزويدهم بدخل هم في أمس الحاجة إليه. على الوجه الآخر، فالأطفال يشعرون بضغط حاد لكي يمدوا والديهم بالمال مما يؤدي إلى إبطاء الشكوى للأهل حول أصحاب العمل المسيئين خاصة إذا كان الأطفال يحسون أن الشكوى لن تفيدهم  و ان عائلاتهم تعتمد عليهم. في بعض الحالات، كما أخبرنا الأطفال، فإنهم عندما اشتكوا للوالدين حول إساءة المعاملة فإن الوالدين بدوا بطيئين في استجابتهم أو أخذ موقف لإخراج الأطفال من العائلات المشغلة المسيئة. على سبيل المثال، فإن سيدة ب، ذات الـخمسة عشر عاماً والتي هربت بعد أن حاولت  صاحبة العمل أن تضع رأسها في ماكينة غسل الملابس، أخبرتنا أنها كانت قد اشتكت سابقاً لأمها حول إساءة المعاملة. بدون أي استجابة: «أنا كنت أرى أمي مرة في الشهر عندما تأتي إلى المنزل لكي تتسلم المرتب. عندما أخبرت والدتي عن المشاكل كانت تسبني وأنا كنت خائفة أن أخبرها أنني لم أرغب في العمل في المنازل لأنها عصبية". 120 أما زهرة ج .ذات السابعة عشر، فقد وصفت رد فعل أمها حين أخبرتها أن ابن صاحبة العمل كان يتحرش بها جنسياً:

المرة الأول كانت حينما كنت في السادسة عشرة أخبرت أمي وقالت لي لا تقلقي حول ذلك. كانت خائفة لأنهم كانوا يعطونها نقود – فقد كنت أكسب 500 درهم (حوالي 55 دولار) في الشهر – وكانت خائفة أيضاً أني إذا تركت العمل فإني لن أجد وظيفة أخرى. لقد هربت من هذا المنزل أثناء نومهم. 121



113  انظر الفصل ال 11 لمناقشة أكثر تفصيلا لاستبعاد خدم المنازل الأطفال من حماية القانون وفشل الحكومة في إنفاذ القوانين الجزائية الأخرى.

114   مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005 

115  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رجاء برادة ، يونيسيف المغرب ، مسئولة حماية الطفل.  الرباط ، مايو18، 2005 

116  وجدت دراسة  الدار البيضاء لعام 2001 حول خدم المنازل الأطفال أن فقط 56.9 % من البنات تحت  الخامسة عشر زرن عائلاتهن أثناء العمل ومن بين هؤلاء 61.2% زرن عائلاتهن في الأعياد الدينية فقط و 33.1 % زرن العائلة فقط في الإجازة السنوية.  المكتب الإقليمي ل الدار البيضاء الكبرى، دراسة حول خادمات المنازل البنات. ص 43

117  وجدت دراسة  الدار البيضاء لعام  2001  حول خدم المنازل الأطفال أن 29.7% من البنات تحت  الخامسة عشرو 43.2% من البنات من 15 حتى إتمام ال 17 سنة لم يتلقين أي زيارة عائلية في مكان علمهم. البنات تحت  الخامسة عشر اللاتي تلقين زيارات من العائلة منهم 74.5% وصفن الزيارة بأن غرضها الوحيد كان تسلم الأجر. المكتب الإقليمي ل الدار البيضاء الكبرى، دراسة حول خادمات المنازل البنات. ص43

118  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أمينة ل. الدار البيضاء ، مايو18، 2005

 [119]مقابلة هيومن رايتس ووتش مع لبنىج.   الدار البيضاء ، مايو18، 2005

120  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيدة ب.  الدار البيضاء ، مايو17، 2005 

121  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة  ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005 


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >> December 2005