Morocco



Morocco Morocco
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >>

7. الآثار الصحية

الأذى النفسي المتراكم

الآثار المركبة للعنف الجسدي، الإهانة واللغة التهديدية، والعزلة، وظروف التشغيل السيئة، يمكن لها أن تنتج نتائج نفسية مهمة للأطفال خادمات المنازل. اثنين من الخادمات التي قابلتهن هيومن رايتس  ووتش، زهرة ح.، ورشا أ أكدن أنهن فكرن في الانتحار للهرب من ظروف العمل السيئة، والعديدين انهمرن في البكاء متذكرين المعاملة السيئة من  صاحبات العمل 98 بالإضافة إلى ذلك، فإن معلمة تعمل مع خادمات المنازل الأطفال، وصفت لنا واحدة من  الأطفال التي قابلناهم باعتبار أنها لديها «مشاكل نفسية عميقة» كنتيجة للإساءات التي تعرضت لها في كل من البيت ومكان العمل.99

بالنسبة لبعض الأطفال فإن أثر العنف الجسدي هو أثر واهن بالقياس لساعات العمل الطوال، الحرمان من الطعام، والإساءة اللفظية وأشكال المعاملة الأخرى مثل عدم الحصول على ملابس "جيدة"، الأمر الذي يستهدف كرامتهم. على سبيل المثال، فإن سيدة ، ب ذات  الخمسة عشر عاماً، التي كانت تضرب دائماً من قبل أول صاحبة عمل، قد أخبرت هيومن رينس ووتش أنه لم يكن أسوأ مكان عملت فيه: "المنزل الثاني حيث عملت كان الأسوأ. ابن  المشغلة ذي  الواحد وعشرون عاماً استعمل شتيمة سيئة ضدي، ولم يطعموني جيداً، أو يعطوني ملابس ملائمة."100

العزلة عن العائلة والأقران تضخم بصورة أكبر الآثار النفسية للإساءة الجسدية واللفظية وشروط العمل السيئة بشكل عام. الانفصال عن الوالدين، يؤثر بشكل سلبي على ثقة الطفلة  بنفسها و إحساسها بهويتها، ويكبح التطور الطبيعي للطفولة.101 على  سبيل المثال فإن الحركة الدولية ضد العبودية تلاحظ أن صاحب العمل نادراً ما يقوم بالدور الأبوي إلا في شكله العقابي، ويفشل في أن يشجع الطفل، أو يرشده لتطوير شخصيته.102 إن دراسة 2001 حول خدم المنازل الأطفال في المغرب قد وجدت أن الأطفال يبدو أنهم يتقبلوا خبرة العقاب من صاحبات العمل بصورة تختلف عن عقاب أمهاتهم، ولاحظت أن «هذا قد يكون نتيجة إلى حقيقة أن الخادمة الصغيرة عادة لا تستطيع نشدان الراحة أو الحنان بعد أن تتلقى عقابها"103.  وفقاً لـ بهارتي فلاج، كاتب التقرير الخلفي عن خادمات المنازل  الأطفال في لقاء منظمة العمل الدولية المنعقد حول أفعال لمكافحة خدمة الأطفال المنزلية، أن انفصال الأطفال خادمات المنازل عن أقرانهن وعائلاتهن "وعند ترافقه مع الإساءة اللفظية والجسدية والتحرش يمكن أن يؤدي أحياناً اضطراب الشخصية".104 الأطفال الأحدث سنا قد يشعرون آثار الانفصال بصورة أقوى، حتى في غياب الإساءة الجسدية. هبة خ. إثنتي عشر سنة، كانت تعمل فقط لمدة شهرين حين قابلناها ووصفت ظروف عملها باعتبارها نسبياً جيدة. «هم لا يضربونني»، قالت هبة «لكن كنت أرغب لو كان هناك أطفال آخرين في المنزل، وبعض الموسيقى. أريد أن أغني وألعب ولكن هناك فقط  المشغلة وزوجها. أتمنى أن أكون مغنية عندما أكبر، مثل نانسي عجرم ( مطربة لبنانية) 105.

الآثار الصحية المترافقة مع تغذية ورعاية صحية غير ملائمين

ظروف العمل الموصوفة عاليه، غالباً، ما ينتج عنها صحة سيئة. هذه  النتيجة تزداد سوءا عندما تحصل  الأطفال خادمات المنازل على طعام غالباً ما يكون غير كاف في الكمية والنوعية لمواجهة الاحتياجات الغذائية لأجسادهم التي في مرحلة نمو. كما أبرزت دراسة 2001 عن خادمات المنازل في  الدار البيضاء، فإن 75% من البنات تحت سن الـخمسة عشر عاما الممثلات في العينة قد أفدن بوجود متاعب صحية مرتبطة بطبيعة عملهن، وأن أكثر من 22% أفدن عن وجود متاعب متعلقة بالتفاعل بين الظواهر الجسدية والظواهر النفسية.106

زهرة ح.  سبعة شعر سنة، قالت لنا أنها حين بدأت العمل في سن الثامنة "كنت آكل في المطبخ، نفس الطعام الذي يأكلون منه ولكن أقل منهم. لم يشبعني ولكني لم أقل أي شيء لأني كنت خائفة من أن يضربوني".107 نجاة ز، أحد عشر سنة، أخبرتنا "آكل العدس أو اللوبيا، والعائلة تأكل اللحم".108 في أكثر الحالات تطرفاً واجهناها، شادية أ التي أخبرتنا

أن أول  مشغلة لم تدعني أفطر رمضان معهم ولكن تجعلني أعمل أثناء الإفطار ولكني كنت أخطف قطع من الأكل في المطبخ حين لا أكون تحت نظرها. ستسأل أطفالها أن يراقبوني حتى لا آكل من وراءهم، ولكن الطفل ذي الأحد عشر عاماً يحاول أن يعطيني بعض الطعام خفية ليساعدني... ( المشغلة) تشتمني وكنت خائفة منها ولكن لم أعرف أي مكان آخر لأذهب إليه...  المشغلة لم تدفع لي، ولم تسمح لي حتى بالأكل أثناء يوم الصيام حين يكون عندي الدورة الشهرية وغير ملزمة بالصيام.109

انفصال الأطفال خادمات المنازل عن عائلاتهن وصعوبة حصولهن على أجورهن الغير مناسبة أصلاً بشكل مذهل، تتركهن معتمدات على أصحاب العمل في توفير الرعاية الصحية، وعليه فقط طفلة واحدة من الأطفال اللاتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش أفادت بحصولها على الرعاية الطبية عندما كانت مريضة. شيماء ج. ، أربعة عشر سنة، أخبرتنا «عندما كنت مريضة أحد المرات أخذوني إلى الطبيب وخصموا التكلفة من أجري لأن العلاج كان غالياً. أنا أعلم بذلك لأن والدي اشتكى  من هذا الأمر. مرة أخرى كانت عندي مشكلة في عيني وأخذوا تكلفة علاج ذلك»110 الأكثر شيوعاً كانت البنات  اللاتي قلن أن صاحبات أعمالهن أعطيناهن أدوية ليس بناء على أوامر طبيب عندما كن مريضات ولكن لم يأخذوهن إلى الطبيب، هناك أيضاً البنات اللاتي لم يحصلن على أية رعاية طبية على الإطلاق. قالت زهرة ج.، لهيومن رايتس ووتش أنها عندما كانت مريضة أثناء آخر وظيفة لها: «ظللت أعمل. كانوا يقولون أنني أتظاهر بالمرض. أنا كنت أحس بالمرض الشديد أثناء رمضان بسبب من الصيام وبسبب من وجود الكثير من الطبخ وغسيل الأطباق111 نجاة ز.، أخبرتنا «عندما أصبح مريضة كانوا يقولون، "أنت تكذبين، أنت لست مريضة! ولا يعطوني أي دواء وكان علي العمل في كل الأحوال."112



98  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة  ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005 ورشا أ مراكش مايو ،20 2005

99  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نجاة أولامي ، مدرسة ، جمعية الأمان لتنمية المرأة ، مراكش ، مايو20، 2005

100  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيدة.  ب.  الدار البيضاء  ، مايو17، 2005.

101  ماجي بلاك، عمال الخدمة المنزلية الأطفال: مرجع في البحث وحملات الدعاية ، (لندن: انتي سلفري انترناشيونال) (في مناقشة عن تأثير تشغيل الأطفال كخدم منازل على تطورهم البدني والفكري والنفسي/الاجتماعي.). ص 14    

102  المرجع السابق

103  سومرفيلت، خدم المنازل الأطفال في المغرب. ص 39-40.

104  بهاراتي بفلاج، نظرة عامة على الأطفال خدم المنازل في آسيا، ILO لقاء اليابان –كوريا-آسيا حول العمل على مكافحة عمل الأطفال في الخدمة المنزلية ، اكتوبر 2-4 ، 2002، شيانج ماي تايلاند (بانكوك: ILO-IPEC 2003)، ص26

105  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع هبة خ مراكش ، مايو20، 2005

106  41% أفادوا تعب عام ، 15.1% صداع، 10.3% وجع في الظهر، 2.1% إكزيما في اليدين، 3.4 حساسية، 2.7% وجع في المعدة، 11% اكتئاب، 2.7 تبول لاإرادي. 8.9 % صعوبة في النوم.  المكتب الإقليمي ل الدار البيضاء الكبرى، دراسة حول خادمات المنازل البنات. ص 26.

 [107] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة  ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005 

108  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نجاة ز.   الدار البيضاء ، مايو20، 2005

109  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شادية أ.   الدار البيضاء ، مايو27 2005

110  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مها ر.   الدار البيضاء ، مايو18، 2005 و مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شيماء ج.   الدار البيضاء ، مايو18، 2005

111  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة  ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

112  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نجاة ز.   مراكش ، مايو20، 2005


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >> December 2005