Morocco



Morocco Morocco
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >>

6. شروط العمل المسيئة الأخرى

حتى وقت كتابة هذا التقرير، فإن مدونة الشغل في المغرب لا تنظم ظروف التوظيف لخدم المنازل فيما يتجاوز التحريم العام لعمل الأطفال تحت سن الخامسة عشر (للتعرف على مشاكل تفعيل هذا الحظر في سياق الخدمة المنزلية، أنظر ما سيلي).64 إن غياب مثل هذه القواعد المنظمة قد ساهم في ظروف التشغيل بالنسبة للأطفال خادمات المنازل والتي لا تلبى الشروط الأدنى المحددة في مدونة الشغل  لشرائح العاملين الاخرى بما فيها شروط عمل الأطفال الآخرين.

التشغيل تحت السن الأدنى للعمل

تنص اتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن الحد الأدنى لسن العمل، والتي صادقت عليها حكومة المغرب في يناير 2000، على أن الحد الأدنى لسن القبول في العمل "يجب ألا يكون أقل من سن إتمام مرحلة التعليم الإلزامي، وفي أية حالة، لا يجب أن يكون أقل من  خمسة عشر عاما."65 وبناء عليه فقد قامت المغرب بتعديل مدونة  الشغل  في سنة 2003 ورفع السن الأدنى للتشغيل من  إثني عشر إلى  خمسة عشر عاما، وهو الحد الأدنى لسن إكمال التعليم الإلزامي.66 على أية حال فإن هذا السن الأدنى لم يفعل إلا في 8 يونيو 2004. مدونة الشغل المعدلة، أيضا، حددت عقوبات مالية وجنائية لأصحاب العمل الذين ينتهكون أحكام المدونة.67 و على الرغم من ذلك، فإن حظر عمل الأطفال تحت سن الخامسة عشر لم يفعل بشكل كاف.

كما لاحظنا في الفصل الثالث، فإن الدراسات تبين أن غالبية أطفال المغرب العاملين هم تحت سن الخامسة عشر والغالبية الساحقة منهم بدأو العمل قبل أن يبلغوا الخامسة عشر بفترة كبيرة.68  ومن بين الخمس عشرة خادمة من خادمات المنازل الحاليات والسابقات اللاتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش (والذين تتراوح أعمارهن بين أحد عشر وأربع وعشرون عاما)، كلهن، ما عدا واحدة فقط، بدأن عملهن قبل أن يبلغن الخامسة عشر، و تسع منهن بدأن العمل قبل أن يبلغن الثانية عشر، و هو الحد الأدنى للعمل السابق. إن أصغر سن لأول عمل كان الخامسة. كما أخبرتنا أخصائية اجتماعية تعمل لمنظمة غير حكومية تعمل مع الأمهات غير المتزوجات، بما فيهن خادمات المنازل أن هذا السن المبكر ( خمس سنوات) لم يكن غير شائعا. "لدينا حالات بدأت البنات العمل فيها في سن الثلاث أو الخمس سنوات من العمر."69

أعباء وساعات العمل

أصحو في السادسة والنصف أو السابعة صباحا وأنام في الساعة 11 ليلا. ليس لي أوقات راحة حقيقية. عندما تشاهدني  المشغلة جالسة بعد تخليص أحد واجبات العمل، تعطيني شيء آخر لأقوم به. أقوم في الصباح، أعد الإفطار، أغسل الأطباق، أنظف المنزل. كل أسبوع علي أن أنظف التواليت. أرتب السرائر، أنظف النوافذ. أصعب عمل هو تنظيف الأحواض والأرضية والملابس. لديها غسالة ملابس كهربية ولكنهام تجعلوني أغسل بيدي. تريد أن تستخرج منك كل فلس  دفعته!

 زهرة ح. سبعة عشر عاما، في وصفها أحدث وظائفها، تمت المقابلة في  الدار البيضاء، 17مايو، 2005

يحدد القانون المغربي ساعات العمل الصناعي والتجاري- دون أن يحدد ساعات عمل خدم المنازل- بحد أقصى 44 ساعة في الأسبوع، على ألا تتجاوز ساعات العمل 10 ساعات في اليوم الواحد، وهناك أجر إضافي أزيد للعمل أكثر من الساعات المقررة، وأجر عن الأجازات السنوية والقومية.70 فالقانون أيضا يحظر على الأطفال العاميل في هذه القطاعات من الانخراط في العمل الخطر، أو العمل لأكثر من 10 ساعات في اليوم، بما فيه ساعة واحد على الأقل راحة ويحد من عملهم في ساعات الليل.71 أما خادمات المنازل اللاتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش  فقد عملن في العادة من أربعة عشرة إلى ثمانية عشر ساعة في اليوم بدون  فترات راحة، 7 أيام في الأسبوع -98 إلى 126 ساعة في الأسبوع. ساعات العمل اليومي يمكن حتى أن تطول أكثر إذا كانت البنات مسئولات عن رعاية أطفال صغار أثناء الليل، أو كان  من واجبهن أن يستمروا مستيقظات بعد أفراد الأسرة للتنظيف بعد الحفلات. حتى البنات  الأطفال الأصغر سنا غالبا ما يعملون لفترات أطول من ضعف ساعات العمل القصوى المسموح بها للبالغين في القطاعات الأخرى،و عادة ما يعملون لساعة متأخرة من الليل بدون أيام راحة أو أجر إضافي.72

الواجبات المنزلية النمطية والتي تقوم بها خادمات المنازل  الأطفال اللاتي قابلناهن شملت إعداد الطعام والتنظيف، شراء الخبز أو الاحتياجات اليومية البسيطة، إزالة الغبار  عن الأثاث وترتيب الأسرة، تنظيف الأرضيات والنوافذ، تنظيف السجاد أو غسيله باليد، الغسيل اليدوي للملابس، وتلميع التواليت والأرضيات. في حالات كثير لم تكن هذه الواجبات مناسبة لسنهن وقوتهن الجسدية لأنها تشمل رفع أحمال ثقيلة،  والتعرض لمواد التنظيف الكيميائية الخطرة، أو مخاطر الحرق والجرح أثناء إعداد الطعام. بالإضافة الى ذلك فإن  منظمة العمل الدولية-ابيك قد وجد أن الأطفال الذين يعملون لساعات طويلة يواجهون مخاطر صحية وأكثر تعرضا للحوادث حتى عندما يؤدون أعمالا ليس بطبيعتها خطيرة.73

حينما سئلنا خادمات منازل أن يصفن واجباتهن المنزلية، أغلب الخادمات اللاتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش اشتكين من تنظيف الأرضيات، السجاجيد، التواليت، والملابس، أي كل المهام التي تتطلب حمل أثقال، الانحناء، التلميع بمنظفات كيميائية وهذه المهام كلها كانت متعبة.74 رفع الأحمال الثقيلة يمكن أن يضر أو يكلس العضلات والعظام في مرحلة النمو، بينما التعرض لفترات طويلة للماء الساخن، مواد التنظيف الخشنة والغبار يمكن له أن يطلق أزمات الربو، الحساسية، الاكزيما، وغيرها من أمراض الجلد. و وفقا لدراسة حول الأطفال العاملين تحت سن الخامسة عشر تمت على المستوى الوطني وأجريت في 1999 فإن 82% من خدم المنازل الأطفال حملوا أثقالا وزنها من خمسة الي عشرة كيلو جرام (11 إلى 22 رطل) يوميا، و 16% منهم تعرضوا إلى "مواد خطرة تستعمل في التنظيف والصيانة والتي يمكن أن ترفع احتمال الإصابة بأمراض جلدية مثل الأكزيما."75 بالمقارنة فقد وجدت الدراسة ذاتها أن معدل الأحمال الثقيلة التي يرفعها الأطفال العاملين بشكل عام كانت أقل بشكل ملحوظ، حيث 23% من كل الأطفال العاملين يحملون أثقالا بين خمسة إلى عشرة كبلو جرام، و36% يحملون أثقالا أكثر من 10 كيلو جرام.76

وجدت منظمة هيومن رايتس ووتش ،بشكل يثير الدهشة، اختلاف بسيط بين المهام التي تقوم بها البنات الصغيرات والكبيرات، أو في عدد ساعات العمل. أخبرتنا عبير ت.، والتي بدأت العمل في سن الخمس سنوات، "عندما بدأت العمل كنت أغسل الأطباق البلاستيكية فقط وأنظف الأرضية وأنا أجثو على ركبتي وأيدي [بدلا من الانحناء من عند وسط الجسم بينما أقف] لأنني كنت قصيرة جدا لدرجة تجعلني غير قادرة أن أسيطر على الممسحة إذا كنت واقفة. ظللت أعمل بهذه الطريقة حتى جاءتني الدورة الشهرية لأول مرة وحينها [اعتبرت كبيرة كفاية] لكي أرسل للخارج لشراء الاحتياجات اليومية البسيطة من الخارج... كنت  أنام في حوالي العاشرة أو الحادية عشر ليلا [و] واستيقظ في السادسة صباحا حتى عندما كنت صغيرة"77 وصفت لنا لبنى ج. وظيفتها الأولى، في سن العاشرة، بهذه الطريقة: "أصحو في السادسة صباحا لأعد الإفطار، أنظف المنزل، أغسل الأطباق، أرتب السرائر، أغسل الملابس-البعض باليد، والبعض  بالغسالة- أخذ الأطفال للمدرسة. أذهب للنوم في منتصف الليل."78

بالنسبة للأسر المشغلة التي لديها أطفال صغار، تساعد خادمات المنازل غالبا في العناية بالأطفال، بما فيه  إيقاظ الأطفال وإعدادهم للذهاب إلى المدرسة، مرافقتهم من وإلى المدرسة، وإطعام وتغيير الملابس للرضع. قليل من خادمات المنازل الأكبر سنا أفادوا بتطور علاقة من الارتباط العاطفي بالأطفال الذين اعتنوا بهم، ولكن بالنسبة للخادمات الأصغر سنا فإن المسئولية –والخوف من العقاب في حالة الفشل أو الخطأ- يمكن أن تكون مروعة. وصفت لنا نجاة ز.،  أحدى عشر سنة، مسؤوليات العناية  بالأطفال في الوظيفة التي تركتها من ثلاثة شهور: "العائلة تتكون من بنتين صغيرتين وزوج وزوجة. كان علي العناية بالبنات حين تكون  المشغلة بالخارج. كان ذلك صعبا للغاية. كانوا يبكون كثيرا وقد قالت المشغلة أنه لو وجدتهم يبكون فإن ذلك يعني انني ضربتهم.  لذا كنت دائما أشعر بالخوف حينما يبكون."79و كما هو واضح في حالة سميرة م.، والتي وصفتها في مقدمة (ملخص) هذا الفصل، إن مسئولية رعاية الأطفال تعني أيضا أن الخادمة الطفلة تحصل حتى على ساعات نوم أقل مما يبدو من ساعات عملها. أخبرت شيماء ذات الربعة عشر سنة من العمر هيومن رايتس ووتش أنها استمتعت بالعناية بطفلي مخدومتها، اللذان يبلغان أقل من عشر سنوات من العمر، بالرغم من أنها كانت تحت الطلب لخدمتهم على مدار الساعة: "يوجد إحدي عشر فردا من العائلة في المنزل، أنا الوحيدة الخادمة بينهم. أصحو في السابعة والنصف صباحا، أطعم الطفل ذي السبعة أعوام لكي يتمنكن من الذهاب إلى المدرسة، وبعدها أعد الإفطار لبقية أفراد العائلة. في الليل أنام مع الأطفال وأراقبهم أثناء نومهم."80

حتى بدون مسئوليات رعاية الأطفال، الخادمات اللاتي تحدثن إليهم أفدن عن أيام العمل الشاقة لساعات طويلة للغاية بلا وقت للراحة و اللعب، أو، في بعض الحالات، بلا وقت حتى لأخذ حمام وغسيل ملابسهن. واحدة فقط من الخادمات اللاتي تحثنا إليهن أفدن بالحصول على يوم راحة في الأسبوع. لبنى ج.، خمسة عشر عاما والتي كانت تقوم بمهام تنظيف منزل صاحبة العمل وأيضا تعمل في دكانها.، قالت لنا، "الأحد كان يوم عطلة. كنت أغتسل وأغير ملابسي وأنام خلال هذا اليوم"81  أربع من البنات اللاتي قابلناهن أفدن بحصولهن على أجازات أثناء الأسبوع الذي أجرينا المقابلة فيه، ولكن في اثنين من هذه الحالات الأربع كانت البنات في الواقع يعملن خلال "فترات الراحة من العمل" سيدة ب. خمسة عشر عاما، عملت مع أختها مرتين مع نفس صاحبة العمل، بدءا من الوقت اللاتي كن فيه في الثانية عشر. قالت لنا "أنا أصحو في الثامنة صباحا وأشترى الخبز، أعد الإفطار، وأدعو المشغلة وزوجها لكي يأتوا ويتناولوا إفطارهم. بعد ذلك أحمل الأطباق للمطبخ واغسلها، أغسل الملابس في ماكينة الغسيل، أشترى الخضار من السوق، بعد ذلك أعد الغذاء مع  المشغلة، ثم أشتري الخبز وأقدم الغذاء، ثم أنظف مكان الغذاء وأنظف المنزل، ثم أشاهد التلفزيون مع أختي  والمشغلة. بينما نشاهد التلفزيون يجب علينا أن ندلك قدمها [ المشغلة] من أجل أن تذهب في النوم. بعد ذلك أذهب ثانية لأشتري الخبز، ثم أبدأ في إعداد طعام العشاء وأنظف مكانه، ثم أدلك قدمها مرة أخرى حتى تستطيع أن تسقط في النوم."82

أغلب خادمات المنازل اللاتي قابلناهن لم يحصلن على أجازات مدفوعة الأجر على الإطلاق، حتى في الأجازات الوطنية. هؤلاء اللاتي أفدن بحصولهن على "أجازات سنوية " وصفوها بشكل عام على أنها أسبوع أو أسبوعين في العام من الاجازة غير المدفوعة الأجر، والتي تتزامن بشكل عام مع أجازة العيد. في الواقع، التوصيف الصحيح لهذه "الأجازة" هو أن البنات  لم يكن مسرحات أو متعطلات من العمل أثناء أجازة  مشغليهم كل عام. أحدى البنات قالت أن "أجازتها" غير مدفوعة الأجر تزامنت مع أجازة الصيف لمخدومها: "أول مرة أعمل مع  المشغلة هذه انتهت حين أخذتني لأمي وقالت، ‘ابق هنا‘. بعد ذلك عملت مع شخص آخر لبعض الوقت ثم رجعت إلى نفس  المشغلة. كان ذلك أثناء الصيف وصاحية العمل لم ترغب في بقائنا أثناء الصيف لأن ذلك مكلف لها، هم بذهبون في رحلات أثناء الصيف ولم ترغب في أن تدفع لنا تكلفة مصاحبتهم."83

في حالات عديدة، كان من نتيجة العمل الشاق جسديا و الراحة من العمل القليلة أو المنعدمة، قد ترافقت مع غياب مكان مريح، يتمتع بالخصوصية للنوم و الاحتفاظ بالممتلكات.84 المطبخ، حجرات الخزين، وحجرات المعيشة كانت الأماكن الأكثر شيوعا للنوم بالنسبة للبنات اللاتي لا ينمن مع أطفال عائلات مخدوميهم. لقد أخبرتنا زهرة ح.،  خمسة عشر عاما، "أنا نمت في حجرة صغيرة، حجرة تستخدم أصلا في التخزين. لم يكن هناك قفل على الباب، والنافذة كانت عبارة عن  منور."85  أخبرتنا رشا أ، التي بدأت العمل في سن العاشرة، "نمت في المطبخ على ملاية"86

الاستغلال فيما يتعلق بالأجر

[ المشغلة] كانت موظفة [حكومية] ولها زوج ولها طفلة أربع سنوات وطفل سنة ونصف. هم يعلمون أن ليس لدي مكان لأذهب إليه وقالوا لي "اعتبرينا مثل والديك." سألتني كم أرغب كمرتب ولم أكن أعرف ماذا أقول فقالت هي سأعطيك 200 درهم كل شهر (حوالي 22 دولار أمريكي). كان على أن أخذ الطفلة إلى الحضانة وأراقب الطفل الأصغر وأقوم بكل أعباء المنزل، طبخ، غسل الملابس يدويا، وتنظيف كل المنزل.

شادية أ.، توصف لنا وظيفتها الثانية، في سن الخامسة عشر، في مقابلة أجريت في  الدار البيضاء 27 مايو، 2005.

 وأجور خادمات المنازل الأطفال شبه دائما منخفضة بشكل فادح بالنسبة لساعات العمل التي يقمن بها، والأطفال الخادمات الصغار عادة ما يحصلن حتى على أجر أقل من الأطفال الخادمات الأكبر في حين أنهم يعملون نفس عدد الساعات. بينما لا تعلم كل الخادمات اللاتي قابلن هيومن رايتس ووتش أجورهن، فهؤلاء اللاتي يعرفن أفدن بأنهم يحصلن على 100 إلى 1000 درهم في الشهر (حوالي 11 الى 110 دولار أمريكي) و هن أقل من ثمانية عشر وأغلب الأجور تتراوح بين 200 إلى 400 درهم في الشهر. الأجور لمن هن أقل من الخامسة عشر هي حتى أقل، فأغلب الأجور تتراوح بين 200 إلى 300 درهم (حوالي 22 إلى 33 دولار أمريكي) في الشهر وتصل الى الحد الأقصى 400 درهم (حوالي 44 دولار أمريكي) الشهر.87  للاطفال اللاتي يعملن 98 الى 126 ساعة في الأسبوع -وهؤلاء الأخيرين هم أغلبية من أجرينا معهم مقابلات – وهو ما يعني 0.40 إلى 1 درهم بالساعة (0.04 إلى 0.11 دولار) في الساعة.

تستبعد مدونة  الشغل في المغرب خادمات المنازل من حماية الحد الأدنى للأجور،  والجدير بالذكر ملاحظة أن المرتبات هذه أقل بكثير من تلك الواردة في اقل حد أدنى لأجور محدد في المدونة، و هي الخاصة بالعمل الزراعي، وأقل بكثير جدا من الحد الأدنى للعمل غير الزراعي.88  كلا الحدين الأدنى المذكورين انتقدوا بسبب أنهم أقل من أن يوفروا "مستوى معيشة لائق للعمال وعائلاتهم، حتى في ظل سياسة الدعم الحكومي للطعام، ووقود الديزل، والنقل العام."89

 العديد من البنات اللاتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش كن كاسبات الأجر الوحيدات في عائلاتهن و الغالبية من الخادمات اللاتي قابلناهن لم يكن لهن السيطرة على أجورهن حينما كانوا أطفالا، و بينما كان هناك اتجاه  للسيطرة على الأجر كلما كبرت البنات، فقد  كان يتم استلامه بواسطة أحد أفراد الأسرة أو بواسطة السمسار الذي يقوم بدوره بتسليمه إلى أحد أفراد العائلة.90

العديد من الفتيات اللاتي لا يستلمن أجرهن قلن أن أصحاب العمل يعطيهن مصروف جيب صغير، في العادة يتراوح بين 5 إلى 10 درهم في الأسبوع  (0.55 إلى 1.10 دولار). هذه المبالغ الصغيرة لا تكفي لتغطية المصروفات الأساسية للنظافة الشخصية، الملابس أو الطعام الإضافي.  كنتيجة لذلك فقد قالت بعض البنات أن صاحبة العمل "الطيبة" تدفع أيضا للبنات لكي يذهبن الى حمام عمومي مرة في الشهر، بينما لا تقوم صاحبة العمل "السيئة" بذلك. فقط قليل من الأطفال أفدن بحصولهن على ملابس من مخدومتهم، فقط واحدة هي سيدة ب.، قالت أنه نتيجة لذلك فهي " لبست جيدا."91  الأكثر شيوعا كانت خبرة  شيماء ج.. قالت لنا "أحصل على 10 درهم (1.10 دولار) في الأسبوع. لا أعلم كم يحصل والدي، ولكني لا أحصل على أي شيء آخر باستثناء ملابس قديمة من أطفال العائلة في بعض الأحيان. في العادة ترسل لي زوجة أبي الملابس."92  أخبرتنا زهرة ج.،

    مرة هربت من منزل كنت أشتغل فيه بينما كانوا نائمين. كنت وصلت الى مرحلة عدم احتمال –ليس فقط الابن [الذي كان دائم التحرش بي] ولكن من أشياء أخرى.  المشغلة كانت تعطيني ملابس قديمة، قديمة إلى حد أني لا أرغب في لبسها. عندما أرغب في نقود للحمام العمومي [حوالي 20درهم، أو 2.20 دولار) لا تعطيني. تقول لي "خذيهم من مرتبك." لا تسمح لي باستخدام الحمام في المنزل لأنه كما قالت لي "لاستعمالي انا  ولأولادي."93

عدم دفع الأجور

رغم أن أجر  المشغلة 3500 درهم في الشهر (387 دولار أمريكي)، وأن زوجها يعمل في جهاز الأمن، ولا يدفعوا إيجارا أو رسوم استهلاك مياه، فإنهم يدفعون لي ما يقرب من لاشيء. الزوج لم يكن لطيفا معي ، يستخدم لغة عنيفة في مخاطبتي. لم يعطوني مرتبي وقالوا أنهم سيحتفظون به لي. لم يدفعوا لي لمدة  ثماني سنوات وحتى الآن. يعطوني أكثر الملابس رخصا. في البداية كانوا يعطونني 5 دراهم في الأسبوع ، بعد ذلك أصبحوا 10، في النهاية 30 درهم في الأسبوع (0.55، 1.10، 3.31 على الترتيب) ... في أحد الأيام قررت أن أترك العمل ولم يعطوني أي مرتب.

شادية أ تصف وظيفتها الثانية ، في سن الخامسة عشر، مقابلة أجريت في  الدار البيضاء ، مايو 27، 2005

العديد من البنات اللاتي قابلتهن هيومن رايتس ووتش أفدن عن فترات من عدم دفع أجورهن. حالة شادية أ، أعلاه، كانت متطرفة في قسوتها بشكل خاص لأن صاحبة العمل كانت تعرف أنها هاربة من أب عنيف وتخشى العودة للمنزل. في حالات أخرى أصحاب العمل كانوا متأخرين شهر أو شهرين بشكل مستمر في دفع أجور البنات. واستخدموا هذا التأخير كسلاح لعدم تشجيع البنات على إنهاء علاقة العمل. الممارسة كانت شائعة إلى حد أن البنات اللاتي إشتغلن في منازل متعددة أفادوا أنهن كانوا ينتظرن حتى يأتي وقت الدفع قبل أن يتركوا الوظيفة لكي يتجنبوا الخسائر.  صاحبات العمل كن في أكثر الأحوال يمسكن عن دفع المرتب قبل المواسم الدينية أو الأجازات السنوية، وذلك فيما يبدو كنقطة ضغط على البنات تضمن أنهن سيرجعن إلى العمل.94 أخبرتنا سميرة م. "لقد عملت في أربع أو خمس منازل. لا يدفعوا لنا الأجر عندما يأتي وقت العيد. أنا كنت ازور أهلي في أجازة العيد ولا أعود مرة أخرى بسبب سوء المعاملة. لما اتركهم وارجع البيت لا يعطوني الأجر المدينين لي به. على سبيل المثال، لا يعطوني اجر الشهر أو الشهرين أو الشهر ونصف الأخير "95

قال نشطاء لهيومن رايتس ووتش أن  صاحبات  العمل، أحيانا، يهددن البنات بتسليمهن للبوليس وذلك لكي يتجنبوا دفع الأجور المستحقة. قال خبير في مراكش يعمل في مجال أطفال الشوارع والأطفال خدم المنازل، "في بعض الحالات البنات لا يتم دفع أجورهن لمدة ثلاث أو أربع أشهر. حينما يتركن العمل يتهمهن صاحب العمل بالسرقة" من أجل أن يتجنب دفع الأجور المستحقة.96  أحدى الخادمات التي قابلناها قالت أنها عندما ترغب في ترك وظيفة سيئة فإن  صاحبة  العمل تهددها بالقبض عليها بواسطة البوليس إذا لم تدفع نصيب صاحبة العمل من الرسوم التى دفعت للسمسار، بالرغم من أن ليس لديها نقود وأن صاحب العمل يدين لها بثلاثمائة درهم (حوالي 33 دولار)، وهو المعادل لنصف شهر من أجرها. أخبرتنا سلوى ل.

عندما كنت في السابعة عشر كنت خادمة لدى مغنية. كنت أعمل من  السادسة صباحا حتى منتصف الليل. أعد الإفطار، أنظف المنزل. كان هناك أربع أشخاص يعيشون في المنزل. أبن  المشغلة ضربني على رأسي بالعصا  فأخبرته أني لا أرغب في العمل معهم. قالوا لي إذا أردت أن تتركي  العمل فعليك أن تدفعي للسمسار 400 (حوالي 44 دولار)- كان ذلك نصيب  المشغلة من أجر السمسار! دفعها زوج بنت صاحب العمل لي لأني لم أكن امتلك أي مال.  المشغلة قال أنهم سيحضرون البوليس ليجبرني على الدفع.97



64 المادة 4 من مدونة الشغل المغربية المعدلة 2003 تقول أنه سيكون هناك قانون منفصل لتنظيم كل أشكال العمل في الخدمة المنزلية والتي تتميز بعلاقة عمل ما بين عامل/عاملة وصاحب المنزل التي يعمل لديها. وتبعا لوزارة التشغيل فإن القانون الجديد سوف يشمل كل خدم المنازل فوق سن الخامسة عشر. وليس واضحا متى سيسن هذا القانون حيث ان هناك العديد من القضايا ،بما فيها كيف يمكن مراقبة ظروف العمل ، لم تحل بعد. مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سعدية فاهم ، رئيس وحدة منظمة العمل الدولية في وزارة التشغيل والتكوين المهني ، الرباط ، مايو 25، 2005، مدونة الشغل المغربية ، المواد 4، 143. أنظر الفصل 11 لمناقشة اكثر تفصيلا لمدونة الشغل.

65 اتفاقية الحد الأدنى لسن العمل، مواد 2(3). الاستثناء الوحيد للحد الأدنى لسن الخامسة عشر للدولة التي "إقتصادها وإمكانياتها التعليمية غير متطورة بشكل كاف" والتي لها "أن تحدد حد أدنى للسن هو 14 سنة في البداية" المرجع السابق مادة 2(4). وضعت المغرب الحد الأدنى لسن العمل في 15 سنة. في ظروف معينة يحق للدول ايضا أن تسمح للأطفال فوق سن  الخامسة عشر بالعمل ولكن لم يكملوا  تعليمهم  الإلزامي. المرجع السابق مواد 7(1-2)، 7(3)، وتوصية منظمة العمل الدولية المتعلقة بالحد الأدنى للقبول في العمل، ILO   رقم 146، يونيو 26، 1973 فقرة 13(1). 

66 حكومة المغرب ، التقرير الدوري الثالث للجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فقرة 214، مدونة الشغل المغربية، مادة 143.

67 تعاقب مدونة الشغل انتهاك الحد الأدنى للسن بغرامة من 25000 الى 30000 درهم (حوالي 2760$ الى 3314$). يتم تضاعف الغرامة في حالة تكرار الانتهاك، ويمكن حبس المخالفين لمدة 6 ايام الى ثلاثة شهور ، أو كلا العقوبتين يمكن فرضهما. مدونة الشغل المغربية، مادة 151.

68 على سبيل المثال فإن مسح  الدار البيضاء لعام 2001 ل 22940 خادمة منزل أطفال، قد وجد أن 59% من العينة كانوا تحت سن الخامسة عشر ، 95% بدأو العمل قبل الخامسة عشر، بما فيهم 30% بدأو العمل قبل سن العاشرة. مسح آخر في 1995 ل 450 طفل خادم منازل تحت سن الخامسة عشر في 8 مدن وجد أن 26% تحت سن  العاشرة  وقت إجراء المسح. المكتب الإقليمي ل الدار البيضاء الكبرى، دراسة حول خادمات المنازل البنات، ص 39،50.  دراسة محمد طاهر علوي ، نتائج بحث حول وضعية الطفلة الخادمة لدى الأسر ص 33

69 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رجاء الميسكوري ، مساعدة اجتماعية ، جمعية  التضامن النسوي ،   الدار البيضاء ، مايو 25، 2005

70 مدونة الشغل ، مواد  184 ، 189 ،  196 ، 217  ، 231.

71  مدونة الشغل، مواد  172- 176 ، 180، 181، 183.

72 على سبيل المثال فإن دراسة العصبة المغربية لحماية الطفولة وجدت أن 72% من البنات تحت سن الخامسة عشر قد أفدن بأنهن يستيقظن من النوم قبل السابعة صباحا و 65% أفدن بذهابهن للنوم بعد الحادية عشر مساءا، بينما أفاد 81% أنهن ليس لديهن يوم إجازة أسبوعي أو شهري. العصبة المغربية لحماية الطفولة  ، يوم للدراسة والتفكير، ص 44

73 انظر منظمة العمل الدولية-ابيك، أياد لمساعدة او حياوات مقيدة؟، ص 50-51

74 بعض الخدم الذين قابلناهم اشتكين أيضا من أن عليهم واجب تنظيف المراحيض، لأن المهمة كانت بشكل خاص تتضمن عملا غير مريح كما انها تنطوي على التشديد على وضعيتهن المتدنية في الأسرة.

75 المناصف وآخرون ، عمالة الأطفال في المغرب ص 72

76 مرجع سبق ذكره ص 21.

77 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع  عبير ت.  الدار البيضاء ، مايو27، 2005

78  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع لبنى ج.   الدار البيضاء ، مايو18، 2005

79  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نجاة ز مراكش ، مايو20، 2005

80  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شيماء ج.    الدار البيضاء ، مايو18، 2005

81   مقابلة هيومن رايتس ووتش مع لبنى ج.   الدار البيضاء ، مايو18، 2005

82  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سميرة م.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

83  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيدة ب..   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

84  نقص الخصوصية بما يتضمنه مكان للنوم بمفتاح، يمكن أن يزيد من خطر  تعرض البنت للعنف الجنسي. وبينما لم نواجه قصص للعنف الجنسي في مقابلاتنا ، فإن العديد من خبراء الأطفال في المغرب قالوا لنا أنهم يعتقدون بأن العنف الجنسي لخادمات المنازل البنات هي في الواقع أكثر من معدل الإخبار عنها. أنظر الفصل الخامس عاليه لمناقشة تفصيلية. 

85 مقابلة هيومن اريتس ووتش مع زهرة  ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

86 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع رشا أ.   مراكش ، مايو20، 2005

87  وجد مسح  2001 للأطفال خدم المنازل أن 41.3 % من البنات تحت سن ال15 يحصلن على 100 الى 300 درهم في الشهر، 49.1% يحصلن على 300 الى 500 درهم في الشهر ، و 9.6% يحصلن على 500 درهم فأكثر شهريا. المكتب الإقليمي ل الدار البيضاء الكبرى، دراسة حول خادمات المنازل البنات

88 من 1يوليو 2004 كان الحد الأدنى للأجر بالنسبة لعمال الزراعة 50 درهم في اليوم، أو تقريبا 6.25 في الساعة، بينما كان الحد الأدنى للعمال في القطاع الصناعي والتجاري والعمال المهنيين 9.66 درهم في الساعة. الحد الأدنى للفئة الأخيرة يرتفع حين يتجاوز عدد الساعات ساعات العمل الأسبوعية العادي أو يتم اداء العمل في أحد أيام الراحة أو الاجازات الحكومية في المغرب. التفرير الدوري الثالث للجنة الحقوق الآقتصادية والأجتماعية والثقافية ، E/1994/104/add.29 para 141. . مدونة الشغل المغربية مادة 196

89 وزارة الخارجية في الولايات المتحدة ، تقرير دولة حول ممارسات حقوق الانسان: المغرب، مكتب الديموقراطية و حقوق  الإنسان والعمل، فبراير 28 2005، متاح في الانترنت (استخرج في يوليو 17، 2005) http://www.state.gov/g/drl/rls/hrrpt/2004/41728.htm

90 وجد مسح  الدار البيضاء 2001 لخدم المنازل الأطفال أنه فقط 6.4 % من البنات تحت  الخامسة عشر و 41.2% من البنات بين 15 وحتى إتمام ال17 سنة أستلمن أجورهن مباشرة بينما 89.8% من البنات تحت  الخامسة عشر دفعت اجورهم مباشرة لأحد أفراد العائلة و 3.8% أجورهم تدفع مباشرة للسمسار أو أي وسيط آخر. المكتب الإقليمي ل الدار البيضاء الكبرى، دراسة حول خادمات المنازل البنات. ص 55  

91  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سيدة ب.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

92 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شيماء ج.   الدار البيضاء ، مايو18، 2005

93 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة  ح.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

94 ممارسة حجز المرتب قبل اجازة العيد كانت ملحوظة بشكل خاص لأنها تسير بعكس التوقعات الثقافية والدينية المغربية المنتشرة التي تشجع على العطاء الخيري للعمال و الفقراء والأطفال في هذا الموسم. 

95 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سميرة م.   الدار البيضاء ، مايو17، 2005

96 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع خبير يعمل مع اطفال الشوارع والأطفال خدم المنازل ،  مراكش ، مايو24، 2005. حذف الأسم بناء على رغيته.

97 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سلوى ل.  الدار البيضاء ، مايو27، 2005


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >> December 2005