Morocco



Morocco Morocco
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >>

4. التجنيد للعمل في خدمة المنازل

تجنيد البنات الأطفال يحدث عادة من خلال وسطاء.36  ففي بعض المناطق هناك أشخاص معروفون في المنطقة باعتبارهم وسطاء غير رسميين (سماسرة)، يساعدون البنات على الالتحاق بالعمل لدى أسرة في مقابل رسوم، وتلجأ إليهم العائلات الراغبة في التوظيف.37 في مناطق أخرى فإن عائلة الطفلة قد تسأل أصدقاء، وجيران، أو أفراد تربطهم بهم صلة قرابة إذا ما كانوا يعلمون بوجود أحد يرغب في توظيف طفلة كخادمة. في حالات غير شائعة المشغلين المحتملين يتصلوا بالعائلة مباشرة، أو يتصل السمسار بالبنت التي تعمل فعليا لدى أسرة ويشجعها على تركها والعمل لدى أخرى.

السماسرة

الاتفاق من خلال سماسرة يأخذ بشكل عام صيغة عقد شفوي حيث يأخذ السمسار مبلغا على شكل رسوم ولمرة واحدة من كل من أسرة الطفلة والأسرة المشغلة، أو يأخذ جزء من الأجر الشهري للطفلة خلال الفترة التي تستمر فيها الطفلة في العمل، أو قد يخلط الشكلين السابقين معا بأن يأخذ رسم ولمرة واحدة من المشغل بالإضافة الي رسم شهري مستمر من أجر الطفلة.

إن مصالح السمسار هي غالبا متعارضة مع مصالح الطفلة الخادمة. أن الدفع مرة واحد للسماسرة يعطيهم الحافز لكي يتفاوضوا مباشرة مع البنات لكي يتمكنوا من الزيادة القصوى في عدد مرات تغيير محل العمل، وهو الأمر الذي يؤدي الي إضعاف إمكانية سيطرة الآباء على بناتهن وعلى مراقبة سلوك المشغلين.38 على الوجه الأخر، السمسار الذي يتلقى الرسوم في شكل نسبة من راتب البنت لديه المصلحة في أن يضمن أن الطفلة الخادمة تستمر في العمل، حتى عندما تكون ظروف العمل مسيئة. في بعض الحالات قد يحول السمسار بين العائلة من أن تعلم بوجود إساءات، أو يستخدم التهديد، بما فيه التهديد بتحويل الطفلة للبوليس، لكي يضمن استمرار الطفلة في العمل.39

وحتى في الحالات التي لا يحاول السمسار متعمدا أن يمنع الطفلة الخادمة من ترك المشغل المسيء، فالبنات قد يمنعهن فعليا من عمل ذلك قيام السمسار بدور الوسيط بين عائلة البنت والمشغلين، حيث يقوم السمسار باستلام مرتب البنت من المشغل ويقوم بتسليمه الي عائلة البنت. في مثل هذه الحالات السمسار غالبا هو الشخص الوحيد الذي يعرف عنوان عائلة البنت والعائلة المشغلة، وفي مثل هذه الحالات على البنات أن ينتظرن شهورا حتي يأتي موسم أجازة دينية أو أجازة سنوية قبل أن يتمكنوا من رؤية أحد أفراد العائلة للشكوى من إساءة معاملة (كما سنناقش تفصيلا في الفصل الثامن). وعلي نفس الدرجة من الأهمية، البنات الصغيرات في السن اللاتي قد يرغبون في الهرب من العمل لدي عائلة مسيئة قد لا يكونوا كبار بشكل كافي لكي يتذكروا مكان منزل العائلة وكيفية العودة إليه، بالنسبة إلي الأمهات أو الآباء الذين يرغبون في رؤية بناتهم فعليهم الاعتماد على السمسار لكي يخبرهم أين يجد الطفلة.

هناك ثلاثة من البنات اللاتي قابلتهم هيومن رايتس ووتش قلن أن السمسار هو الذي سلمهن إلى المشغلين في أول عمل حصلن عليه، كل البنات أجمعن أيضا أنهن عملن في عدد من المنازل لفترات زمنية قصيرة. خبرة سميرة م  موصوفة في الملخص أعلاه. زهرة ح.، سبعة عشر عاما، بدأت العمل في سن الثامنة وعملت "في كل الأجازات المدرسية في منازل مختلفة"، كما أخبرتنا،

أمي وأنا ذهبنا إلى السمسارة في خميسات. دفعنا لها 100 درهم (حوالي 11دولار) كل شهر والمشغلة أيضا دفعت لها. قالت السمسارة أن مرتبي سيكون 250 درهم (حوالي 28 دولار) كل شهر. أمي  كانت تتسلم المرتب، وليس أنا. كل النقود ذهبت إلى أمي. كانت تأخذ المرتب من السمسارة وليس المشغلة. لم تكن تعرف مكان البيت الذي  عملت فيه.40

سلوى ل. تسعة عشر عاما  أخبرتنا

بدأت العمل حينما بلغت الست سنوات. سمسار وجد لي الوظيفة. لا أتذكر كثير من التفاصيل عن الوظيفة. والدي كانا يزوراني كل شهر أو شهرين لاستلام المرتب. لم أكن سعيدة واشتكيت لهم ولكنهما قالا إني يجب أن أعمل لأنهما يحتاجان مرتبي. لقد عملت في الكثير من المنازل. لا أتذكر عددهم.41

الوسطاء الآخرون

هناك اعتقاد شائع أن إيجاد الوظيفة عن طريق الأصدقاء، والجيران، أو الأقارب يقدم حماية أكبر للبنات، وهذا الاعتقاد قائم على افتراض أن الوسيط في هذه الحالة يضمن أن المشغل شخص جيد وأن العلاقة الجيدة بين الوسيط والمشغل سينتج عنها معاملة أحسن للطفلة. لم تثبت صحة هذا الافتراض إلا في حالات قليلة فقط في المقابلات التي أجريناها.

أمينة ل. ، تبلغ من العمر ستة عشر عاما، بدأت العمل في سن الثامنة. قالت لهيومن رايتس ووتش أنها منذ ذلك السن عملت "في ثلاث منازل، الأخير كان لفترة طويلة". بينما قالت أن عائلتها لم تستخدم سمسارا أبدا، فقط وسطاء، فإن أول وظيفتين حصلت عليهما استمرا لفترة قصيرة فقط بسبب شروط العمل المسيئة. لقد وصفت وظيفتها الحالية حيث تعمل أربعة عشر ساعة يوميا، بلا فترات راحة وفقط ثمانية أيام أجازة في العام بأنها "مريحة" بالمقارنة بوظائفها السابقة، وعزت الفرق الي "العلاقة الجيدة لعمتها مع  المشغلة الحالية".42

على عكس هذه الحالة، قالت نصرة ج. ، لهيومن رايتس ووتش أنها "كانت آخر من يذهب للنوم وأول من يصحو من النوم" في أول وظيفة لها، تم ترتيبها بمعرفة "ناس يعرفون عائلتي"، و أيضا رشا أ. قالت أنها كانت تضرب، وكان عليها أن تصحو في الخامسة صباحا وليس لديها يوم راحة في الوظيفة التي أوجدها لها أحد الجيران عندما كانت في العاشرة من عمرها.43

التشغيل المباشر عن طريق الوالدين

أربعة من الخادمات اللاتي قابلن هيومن رايتس ووتش تم وضعهم في وظيفتهم الأولى عن طريق الوالد أو الوالدة. من الواضح أنهم جاؤوا من بعض أفقر العائلات، واعتماد الوالدين على أنفسهم في إيجاد الوظيفة لابنتهم ربما يعكس الفقر النسبي في علاقاتهم الاجتماعية، كما يعكس رغبة الوالدين في توفير التكلفة المدفوعة للسمسار.

نجاة ز. ، ذات الحادية عشر سنة، تركت المدرسة في الصف الثاني وذلك لكي تشارك والديها والستة أخوة\أخوات في نشاط التسول. تشرح نجاة كيف بدأت هي وأختها تشتغلان كخادمات منازل :

عندما يقوم أبي بالتسول عادة ما يسأل إذا ما كان لديه بنات يستطعن العمل. هذه هي الطريقة التي وجد بها وظيفتي. أنا أحصل على 200 درهم في الشهر (حوالي 22دولار)، ولكن والدي يأخذهم كلهم. لا أحصل من  المشغلة على أية ملابس أو شئ آخر. يأتي أبى وأمي لتسلم المرتب كل شهر، وأراهم فقط لمدة قصيرة.44

عبير ت.، ذات الأحد وعشرون عاما، أخبرت هيومن رايتس ووتش أنها بدأت العمل في سن الخمس سنوات وكانت كاسب الأجر الوحيد في العائلة. شيماء ج، أربعة عشر عاما، أخبرتنا أنها بدأت العمل في سن الثانية عشر "لأن والدي قال يجب على ذلك"، بينما قالت هبة خ.، ذات الثانية عشر عاما، أنها بدأت العمل من شهرين لأن "والدي كان في المستشفى واحتجنا النقود لشراء الدواء".45



36 لمناقشة أنماط الالتحاق أنظر ، سومرفيلت ، خدم المنازل الأطفال في المغرب 60-65

37 استخدام هؤلاء السماسرة يبدو مصورا على خدم المنازل الأطفال. مقابلة مع  د..  لحسن حداد، خبير حقوق الطفل، الرباط، مايو 18، 2005

38 سومرفيلت  خدم المنازل الأطفال في المغرب، ص61،  69.

39 مقابلة مع رجاء الميسكوري ، مساعدة إجتماعية، جمعية  التضامن النسوي ، ، الرباط، مايو 25، 2005

 [40]مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زهرة  ح.،  الدار البيضاء ، مايو، 17، 2005

41  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع  سلوى ل.   الدار البيضاء ، مايو 27  2005

42 مقابلة مع امينة ل.، ،  الدار البيضاء، مايو 18، 2005

43 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نصرة ج،   الدار البيضاء ، مايو27 ، 2005 ورشا ،مراكش، مايو  ،2005،20

44  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نجاة ز. مراكش، مايو 20، 2005

45 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع  عبير ت.  الدار البيضاء ، مايو 27 ، 2005. شيماء ج.،  الدار البيضاء مايو 18، 2005، و هبة خ.، مراكش، مايو 20، 2005


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >> December 2005