Lebanon



Lebanon Lebanon
  

الخدعة ليست خدعة: تحقيق هيومن رايتس ووتش

عادت هيومن رايتس ووتش إلى قانا لتتحقق من النتائج الأولية التي كانت قد توصلت إليها حول الهجوم على سيارتي الإسعاف في ضوء المزاعم بوجود "خدعة".

ولا تمانع المنظمة أبداً في تصحيح نتائجها بعد الكشف عن قرائن جديدة ومعاكسة. مثلاً: بعد تقريرها الأولي عن الهجوم على منزل مدني في قانا في 31 يوليو/تموز، صححت هيومن رايتس ووتش الأرقام التي ذكرتها عن أعداد القتلى، بناء على الإحصاء الدقيق لعدد الجثث التي وصلت إلى مشرحة المشفى العام في صور.

وللتحقق تماماً مما حدث لسيارتي الإسعاف في بلدة قانا ليلة 23 يوليو/تموز، قمنا في 13 سبتمبر/أيلول بزيارة مكتب الصليب الأحمر في تبنين (الذي انطلقت منه سيارة الإسعاف ذات الرقم 782). وفي 15 سبتمبر/أيلول زرنا مكتب الصليب الأحمر في صور (الذي انطلقت منه سيارة الإسعاف الثانية ذات الرقم 777). فقد نقل الجرحى أولاً على متن السيارة 782 ومن ثم نقلوا إلى السيارة 777، حيث التقت السيارتان في بلدة قانا، منتصف المسافة بين تبنين وصور، وذلك كي تنقل السيارة الثانية المصابين إلى مستشفى صور.

وبين 13 و16 سبتمبر/أيلول، أجرى باحثون هيومن رايتس ووتش مقابلات موسعة ومنفصلة مع أربعة من المسعفين الستة، بالإضافة إلى المصابين الثلاثة الذين كانوا في سيارة الإسعاف. ورغم معرفة طاقم السيارتين والمصابين بأن أقوالهم وصفت بأنها خدعة، إلا أنهم لم يكونوا على علم بتفاصيل الإتهامات التي كانت موجه ضدهم. كما أجرى باحثو هيومن رايتس ووتش فحصاً دقيقاً لسيارتي الإسعاف المذكورتين. وفي 14 سبتمبر/أيلول، زار الباحثون موقع الهجوم المزعوم ووجدوا دلائل مادية تدعم روايات شهود العيان. كما التقوا ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمناقشة دورهم في الحادث.

سيارتا الإسعاف رقم 782 (في الخلف) و777 (في المقدمة) في مرآب الصليب الأحمر اللبناني في صور بيتر بوكايرت / هيومن رايتس ووتش –  2006©

وقد أدى البحث الميداني الثاني الذي أجري حول هجوم 23 يوليو/تموز على سيارتي الإسعاف في قانا، والذي اعتمد على مراجعة الأدلة المادية وروايات شهود العيان، إلى إثبات وتدعيم صحة رواية هيومن رايتس ووتش الأولى عن الهجوم الإسرائيلي على السيارتين، والتأكيد بأن الهجوم الذي وثقته المنظمة وذكرته وسائل الإعلام العالمية لم يكن "خدعة".