Israel and the Occupied Palestinian Territories



Israel and the Occupied Palestinian Territories Israel and the Occupied Palestinian Territories
  

ترسانة أسلحة حزب الله

الجدول: أنواع الصواريخ الأساسية التي أطلقها حزب الله على إسرائيل أثناء نزاع عام 2006، طبقاً للبيانات التي قدمتها السلطات الإسرائيلية.62

النوع

النطاق

أنواع الشظايا

وزن المتفجرات

المواقع التي ضربتها

صاروخ 122 مم مثل الصاروخ 9 إم22، وهي تشكل 75% تقريباً من الصواريخ التي سقطت في إسرائيل

20 كم

طبقتان من الشظايا المعدنية متعرجة الحواف على شكل الألماس، أو كريات معدنية 6 مم

6.33 كغم

البلدات والقرى في مجال 20 كم من الحدود، على الأخص: نهاريا وكريات شمونا، ومعلوت ترشيحا، والصفد، وعكا، وكرمائيل.

صواريخ 122 مم محسنة (زيادة النطاق)

30 كم

حوالي 4100 من الكريات المعدنية الـ 6 مم، أو قنابل عنقودية (39 قنبلة عنقودية فيها كريات معدنية 3 مم).

6.33 كغم

ضرب صاروخان منها حيفا، ومنهما ذلك الذي سقط في 13 يوليو/تموز، وسقطت صواريخ أخرى في قرى ومدن أخرى، بالأخص في منطقة الجليل.

صواريخ 220 مم ("أوراغان"، ويطلق عليها حزب الله اسم صواريخ راد-2 وراد-3)

65- 70 كم

كل صاروخ محمل بحوالي 50 كغم من الكريات المعدنية 6 مم، وهذه الكرات تسبب أسوأ الإصابات التي يمكن لهذه الصواريخ أن تتسبب فيها.

18 كغم

وثقت الشرطة سقوط 39 صاروخ 220 مم في حيفا، وهذا حوالي نصف العدد الإجمالي الذي تمكنوا من تأكيد سقوطه.

240 مم، ويطلق عليها حزب الله صواريخ فلق-1

10.5 كم

رؤوس حربية شديدة التفجير دون شظايا معينة.

18 كغم

سقط ثلاثة في نهاريا، وآخر في كريات شمونا، وفي شتولا، وفي كفار غيلادي، طبقاً للشرطة الوطنية.

240 مم، فجر-3

43 كم

لا توجد شظايا معينة لكن بسبب الرؤوس الحربية شديدة التفجير، فهي تناسب استهداف البنية التحتية.

45 كغم

أصابت بعضها هكريوت (ضواحي حيفا الشمالية)، وسقطت صواريخ قليلة منها في كرمائيل.

302 مم، يطلق عليها حزب الله "خيبر-1"

90 كم

تحتوي على شظايا ثقيلة، الكتل مقاس 1.5 سمx2 سمx1 سم.

50 كغم

أصاب معظمها المنطقة القريبة من العفولة والنقاط الجنوبية، ومنها شمالي الضفة الغربية، وسقط ثلاثة منها في حيفا وحولها.

أنواع الصواريخ المستخدمة ومدى دقتها

ذكر المسؤولون الإسرائيليون أن إجمالي 3917 صاروخاً أطلقها حزب الله سقطت في إسرائيل أثناء النزاع الذي امتد 34 يوماً.63 فيما زعم حزب الله أن عدد هذه الصواريخ كان قرابة الثمانية آلاف صاروخ (انظر أدناه).

ومن بين الصواريخ الـ 3917 التي يقول المسؤولون الإسرائيليون إنها سقطت في إسرائيل، فإن 23% منها سقطت في "مناطق أبنية"، طبقاً للشرطة.64 ولا يُعرف التقرير الذي جاء فيه هذا الرقم "مناطق الأبنية"، أو يشرح إن كانت تشمل المواقع الصناعية أو غيرها من المواقع التي قد تكون أهدافاً عسكرية مشروعة، مثل منشآت صناعة الذخيرة. وعلى حد علمنا لم يكشف المسؤولون الإسرائيليون في أي مكان عدد الصواريخ التي أصابت المناطق العسكرية أو الأعيان ذات الاستخدام المدني والعسكري، مثل الجسور أو الطرق السريعة المؤدية إلى مناطق للاقتتال، ربما كانت قد هوجمت على نحو مشروع.

وكل الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل أثناء نزاع 2006 كانت صواريخ مدفعية أرض-أرض غير موجهة، على حد علمنا. والصواريخ (rockets) هي أسلحة تنطلق بالدفع، لكن على العكس من الصواريخ الموجهة (missiles)، فهي غير موجهة. ولأن صواريخ حزب الله لم يكن من الممكن توجيهها بدقة؛ فقد تمكنت من إلحاق أبلغ الأضرار في الحالات التي وُجهت فيها بكميات كبيرة.

والصواريخ تُعرَّف بقياس قطر قاعدتها، ويُقاس هذا القطر بالمليمتر. وتحقق الغرض التدميري بواسطة مزيج من القوة التفجيرية والشظايا. وانفجار المتفجرات داخلها يولد موجة ضغط، وهي "تأثير الانفجار". و"تأثير الشظايا" يتحقق بانطلاق مقذوفات صغيرة منها في كافة الاتجاهات. وعلى الرغم من أنه ليست كل المقذوفات "شظايا"، فإن المقذوفات التي استخدمها حزب الله في أغلب الأحيان كانت: قطع معدنية حادة كالشفرات مفصولة عن قطع معدنية كبيرة، وكريات معدنية صغيرة أو كتل معدنية صغيرة، وذخيرة عنقودية، وهي أسلحة صغيرة توضع داخل أسلحة كبيرة تسمى قذائف عنقودية. ويتسبب كل من تأثير الانفجار وتأثير الشظايا في إلحاق الضرر البالغ بالمدنيين.

وأثناء نزاع عام 2006، أطلق حزب الله على إسرائيل ما لا يقل عن ستة أنواع من الصواريخ الأرضية، طبقاً للمسؤولين الإسرائيليين.65 والاختلافات الأساسية بين هذه الصواريخ تكمن في القطر، والذي يؤثر على مجال إصابة الصاروخ وكَم ما يتحمل من أحمال، ونوع الأحمال (شظايا، أو كريات معدنية، أو ذخيرة عنقودية).

وكان الصاروخ ذات القطر 122 مم هو الأكثر استخداماً. فمجاله 20 كيلومتراً ويمكنه حمل ستة كيلوغرامات من المواد المتفجرة، وتتكون أحماله من طبقتين من الشظايا المعدنية متعرجة الحواف، أو كريات معدنية 6 مم، أو 39 وحدة من الذخيرة العنقودية، وكلها مصممة بالأساس لقتل وإصابة الأشخاص. والنوع الأكثر انتشاراً من بين الرؤوس الحربية التي حملتها هذه الصواريخ، كانت رؤوس حربية مصممة لنشر 3150 شظية، ويمكنها أن تقتل وتصيب الأشخاص في مجال قطره 28 متراً.66

وكثيراً ما يُطلق على الصواريخ عيار 122 مم التي أطلقها حزب الله، اسم صواريخ "كاتيوشا"، وهو اسم غير رسمي لها. وتم استخدام هذا الاصطلاح من جانب الجنود السوفييت في الحرب العالمية الثانية، في إشارة إلى الصواريخ عيار 82 مم و132 مم التي كانت القوات السوفيتية تستخدمها. ومنذ ذلك الحين أصبح مصطلحاً خاصاً بأي صواريخ غير موجهة يتم إطلاقها من قواعد صواريخ متعددة الفوهات من فوق شاحنات مسطحة.67 وكان حزب الله يطلق صواريخه من منصات صواريخ متحركة.68

وبالإضافة إلى الصواريخ عيار 122 مم التقليدية، أطلق حزب الله صواريخ 122 مم محسنة المجال صينية الصنع، وصواريخ أوراغان 220 مم، وعدد أقل من صواريخ 240 مم وصواريخ 302 مم. كما أطلق حزب الله عدداً قليلاً من قذائف الهاون على البلدات القريبة من الحدود، خاصة كريات شمونا.

والصاروخ محسن المجال – الـ"غراد" – يزيد من المسافة التي يقطعها الصاروخ 122 مم إلى 30 كيلومتراً، وهو محمل بعدد 4100 كرة معدنية صغيرة تنتشر في كافة الاتجاهات بقطر 200 متر من نقطة الانفجار، حسب نوع المتفجرات وحجم الرأس الحربي.69 وهذه الكريات تتسبب في جرح وقتل الأشخاص الذين يعترضوا طريقها وكذلك تسبب الضرر وتخترق "الأهداف الصلبة". ولصاروخ 220 مم أكثر من ضعف هذا المجال وعلى الأقل عشرة أضعاف عدد الكريات المعدنية التي يمكنه حملها.

وصواريخ فلق-1 وفجر-3 عيار 240 مم لها مجال 10.5 كيلومتراً و43 كيلومتراً على التوالي، وتُركب بها رؤوس حربية شديدة التفجير، لكنها لا تحمل نوعاً معيناً من الشظايا. وأخيراً، فالصاروخ عيار 302 مم يتمتع بالمجال الأوسع، وهو 90 كيلومتراً. وقالت الشرطة الوطنية الإسرائيلية إن هذا النوع من الصواريخ كان في داخله كتل معدنية صغيرة أكبر من الكريات المعدنية لكنها تؤدي نفس الغرض.70

وقال مسؤولو الشرطة الوطنية الإسرائيلية لـ هيومن رايتس ووتش في أكتوبر/تشرين الأول إنهم قاموا بفحص 1666 صاروخاً وقذيفة هاون.71 وقالت الشرطة إن هذا العدد لا يلقي بأي مجال من الشك على العدد الرسمي المُقدر بـ 3917 ضربة صاروخية، وهو العدد المزعوم أنه يستند في تقديره إلى التعقب بالرادار.72 وتقدير الشرطة لعدد الصواريخ أقل؛ لأنه استبعد مواقع سقوط الصواريخ التي لم تفحصها الشرطة بنفسها، ومنها تلك التي تقع في مناطق يصعب الوصول إليها، وتلك التي تعاملت معها فرق لا تنتمي إلى الشرطة، مثل وحدات المتفجرات الخاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي. وتضمنت الأخيرة بعض الصواريخ التي سقطت في مناطق عسكرية. وقد قسّمت الشرطة الوطنية الصواريخ وقذائف الهاون الـ 1666 التي فحصتها حتى يونيو/حزيران 2007، على النحو التالي:

  • 1111 صاروخاً عيار 122 مم.

  • 246 صاروخاً عيار 122 مم بمجال محسن.

  • 86 صاروخاً عيار 220 مم ("أوراغان").

  • ستة صواريخ عيار 240 مم ("فلق-1").

  • ستة صواريخ عيار 240 مم (على الأرجح "فجر-3").

  • 31 صاروخاً عيار 302 مم.

  • 34 صاروخاً غير معروف النوع (مثلاً تبينت الشرطة الإسرائيلية وجود بعض الصواريخ التي سقطت في منطقة بحر الجليل أو البحر المتوسط، لكن لم تتمكن من التعرف عليها).

  • 146 أخرى، تتضمن قذائف الهاون التي سقطت قرب الحدود، و118 قذيفة عنقودية على الأقل، تحمل داخلها ذخيرة عنقودية.73

    وقال نائب رئيس وحدة المتفجرات بالشرطة الإسرائيلية، مايكل كارداش لـ هيومن رايتس ووتش إنه يعتقد أن هذا التقسيم للصواريخ الـ 1666 التي سقطت، والذي جاء نتاجًا لتحليل الشرطة، يعتبر انعكاساً صحيحاً للتوزيع الكلي لأنواع الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل.74

    والصواريخ المحملة بشظايا معدنية حادة أو كريات معدنية هي بالأساس أسلحة ضد الأشخاص. وفي تلك المرات التي ربما كان حزب الله يستهدف فيها أهدافاً عسكرية بأسلحة مضادة للأشخاص، فإن استخدام الصواريخ غير الموجهة قد تسبب في خطر جسيم على المدنيين في المنطقة المحيطة بالهدف.

    وكان هذا هو أول نزاع يعرف فيه باستخدام حزب الله صواريخ محملة بكريات معدنية. فالصواريخ عيار 220 مم، وكل منها ممتلئ بما يقدر بـ 40000 إلى 80000 كرة معدنية، طبقاً للشرطة الإسرائيلية،75 كانت مميتة على نحو خاص. وكان متوسط الصواريخ التي لم تتفجر يقارب الصفر، والكريات المعدنية التي تخرج من الصواريخ بقوة هائلة تخترق اللحم البشري بيسر بالغ، بالإضافة لشظايا المعدن والخرسانة المسلحة. وتسببت هذه الصواريخ في مقتل اشخاص في ظروف كانت لو استُخدمت فيها صواريخ محملة بالأحمال التفجيرية التقليدية؛ كانت لتتسبب في نسبة خسائر أقل. وكانت لتصبح فعالة في تدميرها لجنود العدو أثناء عبورهم لحقل مفتوح، وليس هدفاً تقليدياً من الأماكن المستهدفة في هذا النزاع. وفي صفوف المدنيين، كانت النتيجة مماثلة، كمثل حادث سقوط صاروخ محمل بالشظايا على سقف لين لورشة سكة حديد في حيفا، يوم 16 يوليو/تموز، ومقتل ثمانية عمال.

    ود. يورام كلوغر هو جراح وخبير في إصابات الكريات المعدنية، وعمل في مستشفى رامبام في حيفا أثناء الحرب، وقال:

    الكريات المعدنية تمثل نوعاً مختلفاً للغاية من الإصابات، يختلف عن الإصابات التي تلحقها أنواع الذخيرة العنقودية الأخرى. بسبب شكلها المستدير، فهي في واقع الأمر تسبب إصابات أسوأ من أنواع الشظايا والذخيرة العنقودية الأخرى. فإذا كان شخصاً ما واقفاً إلى جوار الانفجار، سيُشبع جسده بشدة بهذه الكريات. ونطلق على هذا النوع من الإصابة "نوع الإصابة متعدد الأبعاد"؛ لأن في هذه الحالة يصاب المرء بالشظايا التي تخترقه وكذلك بالحروق وآثار الانفجار، كل هذا في الوقت نفسه، ويتأثر به الشخص نفسه، من رأسه إلى أوعيته الدموية، وإلى عظامه.

    وتندفع الكرات متأثرة بقوة دفع المتفجرات التي تكون داخل الصاروخ. ومع زيادة المسافة التي تقطعها؛ تقل حدة الإصابات التي تسببها. والناجون من الحادث يصابون بإصابات جسيمة إلى خفيفة، في علاقة عكسية مع المسافة التي تفصلهم عن نقطة الانفجار.

    وقال د. كلوغر إنه بالإضافة إلى المسافة، توجد عوامل أخرى تحدد الحالات التي تسبب فيها الكريات المعدنية إصابات مميتة، مثل وجود الضحية في مكان مغلق أو مفتوح.. وأضاف: "في الأماكن المغلقة، تكون الإصابات أكثر جسامة بكثير، إذ أن جزء من أثر الانفجار يختفي على الفور في الأماكن المفتوحة". وتابع قائلاً:

    استخدام الكريات المعدنية في الأسلحة ليس بالأمر الجديد. فقد ظهرت لأول مرة عام 1888. وقد استخدمتها الولايات المتحدة في فيتنام. وأظهر استخدامها النية المبيتة لزيادة عدد الإصابات، وليس لها أي أغراض أخرى، مثل بث الخوف أو التسبب في انهيار المباني.76

    ولا يمكن لحزب الله توجيه صواريخه غير الموجهة بدقة كافية لاستهداف مبنى معين أو قطعة مدفعية بعينها، لكنه يسدد صوب بلدة أو حتى نحو أحد الأحياء بقدر محدود من الدقة.

    وصاروخ حزب الله الأكثر استخداماً (9 إم 22)، برأسه الحربي وشظاياه (إم-21-أو إف)، يتمتع بقدر من الدقة في التسديد – في حالة إطلاقه إلى مسافة 20 كيلومتراً هي أقصى مسافة قد يقطعها – يبلغ رقعة أبعادها 336 متراً في 160 متراً، أي أنه قد يسقط في أي نقطة داخل هذا المستطيل الذي يقع داخله الهدف المقصود بالقصف.77 والعوامل البيئية، ومنها الرياح على الأخص، وعوامل الاستخدام، مثل حالة المعدات وخبرة العاملين على إطلاق الصواريخ، والعناية التي يتم إيلائها أثناء إطلاق الصواريخ، والتنقلات في مواقع منصات الصواريخ، كلها تؤثر في دقة الاستهداف. وفيما قال خبراء أميركيون وإسرائيليون، وأسمائهم ليست مذكورة، في عدة تقارير صحفية إن حزب الله قد تلقى بعض التدريب في إيران على كيفية استخدام هذه الصواريخ،78 فليس من المعروف إن كان حزب الله قادراً على أخذ العوامل البيئية في الحسبان لدى الاستهداف.

    وفي ظروف مثالية، يمكن لحزب الله إطلاق عدة صواريخ دفعة واحدة، وتحليل مدى دقتها في إصابة الأهداف، ثم يعدل من إحداثيات الإطلاق لكي يطلق الدفعة التالية من الصواريخ، وبهذا يحسن من دقة التصويب مع الوقت. وربما كان حزب الله يعرف بعض الاشياء عن المناطق التي أطلق عليها صواريخه بواسطة أجهزة تعقب نظام الـ(جي بي إس)، وصور القمر الصناعي، والتقارير الصحفية، والمخبرين، وغيرها من وسائل الحصول على معلومات، أو في حالة البلدات القريبة من الحدود، بالاستعانة بالمراقبة المباشرة. لكن وفي ظل وجود معلومات قليلة وعرضة دائمة للهجمات المضادة الإسرائيلية، فالمرجح أن حزب الله لم يتمكن من استخدام هذه التقنية في تكرار الضربات لكي يحسن من دقة الاستهداف. كما أن السلطات العسكرية الإسرائيلية قالت إن حزب الله لم يطلق في كل الحالات الصواريخ في دفعات متتالية، بل إنه كان أحياناً يطلق صاروخاً واحداً في الدفعة الواحدة، مما قلل أكثر من احتمال إصابة أهداف معينة.79

    معلومات حزب الله عن الأهداف

    إن إبداء النية بمهاجمة هدف معين تتطلب توافر الأسلحة التي يمكن تصويبها إلى الهدف المقصود، ووجود المعلومات الضرورية عن موقع الهدف.

    ويبدو أنه كانت لدى حزب الله المعلومات عن الأهداف داخل إسرائيل – الأهداف العسكرية والمدنية – من عدة مصادر معلومات، وإن كنا لا نعرف على وجه الدقة درجة جودة هذه المعلومات أو كميتها. وقد استخلصوها على الأرجح مما تمكنوا من رؤيته عبر الحدود، ومن مصادر معلومات متوافرة على الملأ مثل التقارير الصحفية والخرائط، وأجهزة الـ(جي بي إس)، وبرنامج (غوغل إيرث) وغيرها من مصادر رسم الخرائط بالقمر الصناعي، وكذلك – كما هو مفترض – من مخبرين من داخل إسرائيل.80 وربما طور حزب الله قدرته على التصنت على الرسائل الخاصة بأجهزة التنبيه إلى المكالمات (بيبر) ومقاطعة إرسالها، كما قالت التقارير الصحفية الإسرائيلية.81 كما استفاد حزب الله – حسب التقارير – من المعلومات المشتركة لدى كل من إيران وسوريا،82 كما أرسل جهازي تجسس – على الأقل – إلى البلدات الإسرائيلية فيما سبق، طبقاً لدورية جان ديفينس ويكلي.83

    وأثناء نزاع عام 2006، قال جيش الدفاع الإسرائيلي إنه وجد أثناء توغله في لبنان "بطاقات مجال" كان حزب الله قد أعدها في ديسمبر/كانون الأول 2005، وتحتوي على الإحداثيات الدقيقة لعدة مواقع داخل إسرائيل ومعادلات لتوجيه قذائف الهاون وصواريخ 122 مم إليها من موقع واحد جنوبي لبنان. وعن كل موقع مذكور من بين المواقع الإسرائيلية، كانت البطاقات تحتوي على القوس والمجال وزاوية الرؤية وزاوية الإطلاق. ومعظمها كانت أسماء بلدات وقرى ومستوطنات وقرى تعاونية (موشاف)، ومنها أداميت وكفار فراديم، ووسط معلوت، وجنوب معلوت  وشمال معلوت. وكان أحد المواقع بعنوان "المركز الثقافي، شمالي نهاريا".

    وطبقاً لتحليل أجراه مركز أبحاث تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي، فإن 56 موقعاً من بين المواقع الـ 91 التي ظهرت إحداثياتها على البطاقات، كانت أهدافاً مدنية، و27 منها كانت مواقع وقواعد لجيش الدفاع الإسرائيلي.84

    وليس من الممكن لـ هيومن رايتس ووتش أن تؤكد وجود بطاقات المجال التي تم العثور عليها عام 2005، والتي تقتصر على نقطة واحدة لتوجيه الصواريخ، أو أن تربطها بمواقع هجمات صاروخية محددة في نزاع عام 2006. لكننا نعرف بأن حزب الله أطلق صواريخ على عدة مستوطنات مدنية كانت إحداثياتها في بطاقات المجال، وأن الكثير من هذه المستوطنات، كانت مذكورة في بيانات حزب الله التي تم إصدارها أثناء فترة الحرب، إذ زعم حزب الله أنه هاجمها في تلك البيانات.

    موردو أسلحة حزب الله

    ليست لدى هيومن رايتس ووتش الوسائل المطلوبة للتحقق بشكل أكيد ومستقل من صناع صواريخ حزب الله التي تم إطلاقها على إسرائيل في الفترة من يوليو/تموز إلى أغسطس/أب 2006، ولا الوسائل المطلوبة لمعرفة كيفية استحواذ حزب الله عليها. ومنذ الثمانينيات والحكومة الأميركية والإسرائيلية تلومان إيران وسوريا على مد حزب الله بالأسلحة.85 ولم تعترف أي من إيران أو سوريا بهذا قط،86 برغم أن مسؤولي حزب الله قد اعترفوا بهذا طبقاً للتقارير الإعلامية. وعلى سبيل المثال، ففي فبراير/شباط 2007، ذكرت التقارير أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قال إنه من المعروف أن إيران قد ساعدت الحزب بالنقود والتسليح والتدريب، وإن هذه المساعدة تأتي من خلال سوريا.87

    ودعا قرار مجلس الأمن 1559 (2004) بـ"نزع أسلحة كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية"، وهي دعوة أكد عليها القرار 1701 (2006). وقبل نزاع 2006 ومنذ نشوبه، والأمينان العامّان للأمم المتحدة يبديان القلق من تدفق الأسلحة التي تصل إلى الميليشيات في خرق لقرارات مجلس الأمن.

    وقد عبرت تقارير الأمين العام للأمم المتحدة الدورية بشأن تنفيذ قراري مجلس الأمن 1559 و1701 عن القلق حول التقارير التي تفيد بتدفق الأسلحة إلى لبنان عبر الحدود السورية. لكن هذه التقارير لم تشر إلى الطرف الذي يرسل هذه الأسلحة ومن يتلقاها من الجانب اللبناني والفلسطيني، من بين الميليشيات التي تعمل في لبنان. لكن في تقريره الدوري الثالث بشأن القرار 1559، تكلم الأمين العام في ذلك الحين، كوفي عنان، عن واقعة تسليم لصواريخ "كاتيوشا" وغيرها من الأسلحة عبر الحدود السورية إلى حزب الله:

    وقد ساورني القلق حينما  أُبلغت في شهر شباط /فبراير 2006 بحادثة تم فيها نقل أسلحة من الجمهورية العربية السورية إلى لبنان موجهة إلى حزب الله . وعبرت الحدود من الجمهورية العربية السورية 12 شاحنة محملة بالذخيرة والأسلحة من مختلف الأصناف، بما في ذلك صواريخ الكاتيوشا. وبعد اكتشاف أمر الشاحنات بعد بضعة أيام عند إحدى نقاط التفتيش داخل لبنان، سمح لها بمواصلة رحلتها إلى وجهتها في جنوب لبنان. وأشار بيان أصدرته القوات المسلحة اللبنانية في أعقاب الحادث في 6 شباط /فبراير 2006 إلى أن نقل الذخيرة التي تخص ”المقاومة “ وتخزينها، بعد أن تصبح داخل لبنان، يخضع للبيان الوزاري المتعلق بسياسة الحكومة اللبنانية الحالية الذي يعتبر أن  ”المقاومة“  أمر مشروع. وبالتالي، فكما أكدت حكومة لبنان، لم يؤذن للقوات المسلحة اللبنانية بمنع المزيد من نقل الذخيرة، وهي ممارسة شائعة منذ أكثر من 15 عاماً. وأكد حزب الله علناً أن الأسلحة مرسلة إلى هذه الجماعة. وأبلغت حكومة لبنان وقيادة الجيش اللبناني مبعوثي الخاص أن أي حالات أخرى لنقل الأسلحة ستخضع لقرار مباشر من رئيس الوزراء السنيورة، وأنه لم تحدث أي حالات أخرى لنقل الذخيرة والأسلحة منذ تلك الحادثة.88

    وفي وقت لاحق من عام 2006، في التقرير الأول التالي عن الحرب بشأن الالتزام بالقرار 1559، قال الأمين العام، كوفي عنان:

    ومنذ بدء نفاذ وقت الأعمال القتالية في لبنان في 14 أب/أغسطس 2006، أطلعت على ما يفيد مجدداً باعتراض شحنات أسلحة، تمثل تعارضاً مع الحظر المفروض على توريد الأسلحة بموجب القرار 1701 (2006). وفيما يتعلق بإمكانية إعداد تقارير عن شحنات الأسلحة، فسوف أسعى إلى الوفاء بمتطلبات الإبلاغ عن تنفيذ القرار 1701 (2006) المحددة لي الواردة في الفقرة 17 من القرار. كما أدعو جميع الدول الأعضاء، ولا سيما جيران لبنان، إلى كفالة الامتثال التام للحظر المفروض على توريد السلاح في الفقرة 15 من القرار 1701 (2006).89

    وقال تيري ريد لارسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط، لمجلس الأمن وللصحافة في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2006 إن المسؤولين اللبنانيين قد أبلغوه بشكل منتظم عن الأسلحة المهربة إلى لبنان من سوريا.90 إلا أن المسؤولون السوريون أنكروا هذا.91

    لكن تقرير الأمين العام التالي عن قرار 1559، الصادر في 7 مايو/أيار 2007، قال بأن هذه الأسلحة غير القانونية مستمرة في الدخول إلى لبنان، ودعا سوريا وإيران على الأخص على الإسهام في تعزيز حظر الأسلحة:

    كما وصلتني معلومات من إسرائيل عن تهريب الأسلحة. وكانت هذه المعلومات مفصلة وضخمة.... وبالإضافة إلى ذلك، وردت إليَّ تقارير من دول أعضاء أخرى تعرض بالتفصيل كيفية حصول عمليات النقل غير المشروع للأ سلحة. واستنادا إلى تلك التقارير، فإن بعض الأسلحة المنتجة خارج المنطقة تصل عبر بلدان ثالثة وتُستقدَم سراً إلى لبنان عبر الحدود السورية - اللبنانية. ويُزعم أن عمليات النقل هذه تحدث بشكل منتظم.

    إن إنفاذ           حظر الأسلحة المفروض بموجب القرار 1701 (2006) وتعاون الأطراف خارج لبنان، لا سيما الجمهورية العربية السورية وجمهورية إيران الإسلامية، يظلان مكوناً رئيسياً لضمان المضي في تنفيذ هذه العملية السياسية وعدم تقويضها من جانب الأطراف والجماعات التي توسع نطاق سلطتها السياسية من خلال حيازة الأسلحة.92

    وفي يونيو/حزيران 2007، قدم ريد لارسن لمجلس الأمن تقريراً تم إعداده من جانب الجيش اللبناني، يلقي فيه بالاتهام بالتهريب الموسع للأسلحة من سوريا، والتي تصل إلى جماعات الميليشيات المسلحة الإسلامية في لبنان. ولم يعلن ريد لارسن على الملأ أسماء هذه الجماعات، لكن عرضه كان وقت وقوع المصادمات بين القوات المسلحة الإسلامية وفصيل فتح الإسلام الفلسطيني المسلح في مخيم نهر البارد للاجئين. وفي 11 يونيو/حزيران، أصدر مجلس الأمن بياناً يعيد فيه التأكيد على "قلقه العميق إزاء المعلومات التي تفيد بها إسرائيل ودول أخرى عن عمليات النقل غير المشروعة للأسلحة إلى داخل لبنان، ولا سيما عبر الحدود اللبنانية – السورية"93 إلا أن سوريا أنكرت هذه المزاعم.94

    وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، قال الأمين العام بان كي مون، في التقرير الرابع بشأن تنفيذ القرار 1701 (2006): "إنني أشعر بانزعاج شديد من التقارير المتلاحقة التي تشير إلى انتهاك حظر الأسلحة على طول الحدود السورية – اللبنانية". والتقرير الصادر في 28 يونيو/حزيران، لا يعرض أسماء الأطراف التي تتسلم أو تتلقى الأسلحة المهربة. إلا أنه يذكر حوادث إيقاف نقل أسلحة مشابهة للمذكورة أعلاه وقعت في فبراير/شباط 2006، وأشار مجدداً إلى موقف الحكومة اللبنانية التي أوقفت نقل هذه الأسلحة، إذ أنها كانت تنقل داخل لبنان، وليس من دولة أخرى:

    لقد أمدتنا الحكومة اللبنانية بمعلومات عن عمليات إيقاف وقعت مؤخراً لصواريخ غراد، وقذائف هاون، وذخيرة خاصة ببنادق آلية. والشحنة التي كانت ملكاً لحزب الله، تمت مصادرتها في 5 يونيو/حزيران 2007 لدى نقطة تفتيش للقوات المسلحة اللبنانية، في دريس قرابة بعلبك، شرقي وادي البقاع اللبناني. وطبقاً لحكومة لبنان، فإن الأسلحة كانت قيد للنقل داخل البلاد.95

    وقد أعلنت الصحف عن عملية مصادرة لأسلحة حزب الله كهذه قبلها بأربعة شهور. في 8 فبراير/شباط 2007، وطبقاً للتقارير، صادر الجيش اللبناني شحنة أسلحة لحزب الله في شاحنة قرابة بيروت. واعترف حزب الله في بيان له بأن المواد المهربة كانت في طريقها إلى مقاتليه، وطالب بإعادة الشحنة المُصادرة. وطبقاً لمصادر أمينة لبنانية مقتبسة أقوالها في الصحف، فقد تضمنت الأسلحة صواريخ غراد 122 مم من النوع الذي أطلقه حزب الله على إسرائيل في حرب عام 2006. وقال حزب الله إن الشاحنة كانت في طريقها من وادي البقاع شرقي لبنان، والذي يقع على الحدود مع سوريا، وإن مسؤولي الجمارك اللبنانيين قد صادروه. إلا أن وزير الدفاع اللبناني إلياس المر قال على شاشة محطة إل بي سي التلفزيونية اللبنانية إن الشحنة كانت واردة من داخل لبنان وإنه "لا توجد أسلحة واردة من سوريا". وقال إن الحكومة ستعطي الأسلحة المُصادرة إلى وحدات الجيش اللبناني المستقرة في جنوب البلاد.96

    وفي ربيع عام 2007، عقدت إسرائيل سلسلة من جلسات الإفادة لإقناع الأمم المتحدة بأن أسلحة حزب الله مهربة من سوريا إلى لبنان بكميات كبيرة. ودون المصادقة على مزاعم إسرائيل أو رفضها، أوصى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، بأن يتم إرسال بعثة لتقييم الوضع الأمني على الحدود اللبنانية – السورية،97 وهو الاقتراح الذي صادق عليه مجلس الأمن.98 وقد أجرى "الفريق المستقل لتقييم الحدود" تحقيقاً وخلص – دون تحديد أسماء المذنبين – إلى أن: "لم يكن الوضع الأمني الحالي على الحدود كافياً لمنع التهريب، على الأخص تهريب الأسلحة، بالدرجة الكافية. وعزز من هذا التقييم حقيقة أنه لا توجد حالة واحدة وثقها الفريق للمصادرة على الحدود أو بالقرب منها، للأسلحة المهربة".99

    وقد أفادت تقارير، طيلة فترة الثمانينيات، بأن إيران كانت تمد حزب الله بمنصات صواريخ بي إم-21.100 ووجهت إسرائيل الاتهام بأن غالبية الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل أثناء نزاع 1993 (المعروف باسم "عملية المحاسبة" في إسرائيل)، كانت من منصات صواريخ أحادية الفوهة "تم تصنيعها في الصين وكوريا الشمال وكذلك في إيران".101

    وأشار الكثير من مسؤولي الحكومة الإسرائيلية ومسؤولو صناعة الطائرات الدولية، في الصحف، إلى أن الحكومة الروسية والحكومة الصينية قد قامتا ببيع صواريخ وغيرها من الأسلحة إلى إيران وسوريا، واللتان نقلتهما بعدها إلى حزب الله.102 وروسيا والصين هما المُصنعان الأساسيان للصواريخ عيار 122 مم103 التي استخدمها حزب الله، برغم أن إيران تنتج صواريخ مماثلة.104 وإيران هي المُصنِّع المحتمل لصواريخ فجر-3 عيار 240 مم، التي أطلقها حزب الله على إسرائيل، كما أخبرتنا الشرطة الإسرائيلية.105

    وقال مسؤولون أميركيون – أسمائهم ليست مذكورة – في الصحف إن الصواريخ ليست المساعدة العسكرية الوحيدة التي منحتها إيران لحزب الله. وقالوا إن إيران ترسل قرابة 100 مليون دولار سنوياً في شكل مساعدات عسكرية لحزب الله، ومنها شحنات أسلحة كبيرة وتدريب مباشر من عناصر حرس الثورة الإيرانيين.106

    وطبقاً للمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، فإن طائرات البضائع الإيرانية ترسل في العادة أسلحة إلى سوريا، ومنها تنتقل براً عبر الحدود المُخترقة إلى لبنان.107 وربما كانت سوريا أكثر من مجرد نقطة عبور على طريق نقل الأسلحة الإيرانية، طبقاً لمسؤولين – أسمائهم غير مذكورة – أدلوا بتصريحات بهذا المعنى للصحف. ويقولون بأن الصواريخ أوراغان عيار 220 مم التي استخدمها حزب الله كسلاح، كانت روسية الصنع وتم تصديرها في الأصل إلى سوريا.108 وهذه الصواريخ عيار 220 مم هي النوع الأساسي من الأسلحة التي أطلقها حزب الله على مدينة حيفا أثناء نزاع 2006.109 أما الصواريخ 302 مم، والتي يزعم أنها مُصنعة في سوريا،110 فقد بلغت تيرات كرمائيل جنوبي حيفا، والعفولة، ونقاط من شمال الضفة الغربية.

    وصواريخ نوع 81 المحتوية على ذخيرة عنقودية، والتي أطلقها حزب الله على إسرائيل، هي من صنع صيني، طبقاً للشرطة الإسرائيلية. وليس من المعروف كيف استحوذ حزب الله عليها.111 وقال فريدريك غراس، المدير الفني الميداني لمجموعة ماينز أدفيسوري (المجموعة الاستشارية للألغام) غير الحكومية، لـ هيومن رايتس ووتش، إنه تفحص ذخيرة عنقودية في لبنان وتعرف فيها على أنها صينية الصنع.112 والمفترض أن تلك الذخيرة العنقودية جزءٌ من ترسانة أسلحة حزب الله.

    وطبقاً للمسؤولين الحكوميين الإسرائيليين، فإن إيران وسوريا قد استمرتا في محاولة تزويد حزب الله بالأسلحة أثناء نزاع 2006، لكن الحصار الجوي والبحري الإسرائيلي منع غالبية هذه المحاولات.113

    استخدام حزب الله للذخيرة العنقودية

    بالإضافة لاستخدام الصواريخ الممتلئة بالكرات المعدنية، أطلق حزب الله ذخيرة عنقودية على مناطق سكنية في إسرائيل. وهذه الأسلحة معروفة بالتسبب في أضرار للمدنيين، وحين تستخدم في مناطق سكانية فالمفترض أنها عشوائية وتنتهك القانون الإنساني الدولي. والمجتمع الدولي يعكف حالياً على صياغة اتفاقية تُجرّم استخدام الذخيرة العنقودية التي تتسبب في أَضرار لا داعي لها للمدنيين.

    وكان نشر حزب الله للصواريخ صينية الصنع نوع-81 من عيار 122 مم، هو أول استخدام مؤكد لأي من هذا النموذج من الذخيرة العنقودية. ويثير استخدامها مخاوف عميقة من زيادة انتشار الذخيرة العنقودية، الجديدة منها، وانتشارها لدى الفاعلين الجدد من غير الدول. وقامت هيومن رايتس ووتش بتوثيق ثلاث حالات لإصابات المدنيين وأضرار لحقت بالممتلكات من أحد هذه الهجمات في قرية المغار بالجليل (مذكورة أدناه).114 وطبقاً للمسؤولين الإسرائيليين، فإن حزب الله أطلق على الأقل 118 صاروخاً ممتلئاً بالذخيرة العنقودية على شمال إسرائيل أثناء حرب 2006.115

    إلا أن عضو البرلمان التابع لحزب الله حسن حب الله أنكر التهمة، دون الإجابة بشكل مباشر على الدليل الذي قدمته هيومن رايتس ووتش. وقال لـلبي بي سي: "لم نستخدم هذه القنابل. فنحن لا نستخدمها". وأضاف: "إننا نرفض استخدام هذه القنابل في أي مكان في العالم لأنها تؤذي المدنيين، خاصة لدى إسقاطها على مناطق سكنية. وموقفنا ثابت. ولا يمكن أن يتغير أبداً".116

    والذخيرة العنقودية هي أسلحة كبيرة تحتوي العشرات وأحياناً المئات، من الذخيرة الصغيرة. ولدى إطلاقها بالإسقاط من الجو أو من قاعدة إطلاق أرضية، تفتح حاويات الذخيرة العنقودية في الهواء وتطلق الذخيرة الصغيرة التي تنتشر على نطاق واسع. وتسمى الذخيرة الصغيرة التي تنتشر من الحاويات العنقودية الكبيرة، من الجو، باسم القنابل العنقودية الجوية الصغيرة، أما تلك التي تصدر عن الإطلاق من الأرض، فتسمى قنابل عنقودية أرضية صغيرة. وكثيراً ما تكون للذخيرة العنقودية الصغيرة آثار الأسلحة المضادة للأشخاص وتلك المضادة للدروع. وبوجود استثناءات قليلة للغاية، فإن القنابل العنقودية وذخيرتها الصغيرة هي أسلحة غير موجهة. وكل ذخيرة حزب الله العنقودية هي أسلحة غير موجهة.

    ويقدر العسكريون الذخيرة العنقودية بسبب آثارها التي تنتشر على مساحة واسعة، فهي تتسبب في دمار واسع للأهداف اللينة نسبياً، مثل المطارات ومواقع القصف الصاروخي الأرض جو. ويمكن أيضاً أن تتسبب في آثار ضد الأهداف المتحركة أو التي ليس لها مواقع محددة، مثل الأشخاص والمركبات. إلا أن أطراف النزاع يجب أن يقارنوا المزايا العسكرية للذخيرة العنقودية على جانب، مقابل الضرر المتحقق للمدنيين اثناء وبعد الهجمات، على الجانب الآخر.

    والآثار الإنسانية لهجمات الذخيرة العنقودية هي في العادة أخطر من أي نوع آخر من الأسلحة. بسبب نطاق انتشار الذخيرة العنقودية الصغيرة الواسع، فحتى إذا أصابت قنبلة عنقودية هدفها، فإن الذخيرة العنقودية الصغيرة قد تتسبب في مقتل أو إصابة المدنيين الموجودين في مجال انتشار القنابل أثناء الهجمات. وإذا تم استخدام الذخيرة العنقودية في منطقة يختلط فيها المقاتلين بالمدنيين، فالإصابات في صفوف المدنيين أكيدة لا مفر منها.

    كما أن الذخيرة العنقودية لها آثار جسيمة في ما بعد الهجوم؛ لأن الكثير من الذخيرة العنقودية الصغيرة لا تنفجر لدى الارتطام كما هو مقدر لها. وبينما كل الأسلحة تتمتع بمعدل فشل في الانفجار، فإن الذخيرة العنقودية أخطر لأنها تطلق أعداداً كبيرة من الذخيرة الصغيرة، ولأن بعض مواصفات التصميم، بناء على التكلفة والحجم، تزيد من احتمال فشل الذخيرة العنقودية في الانفجار. ويقدر الصناع والعسكريون معدلات الفشل في انفجار الذخيرة العنقودية، حسب الاختبارات، بين 2 إلى 20 في المائة.117 والمعدلات الحقيقية للفشل في الانفجار في ظروف القتال قد تزيد عن هذا.118 وبالنتيجة، فإن كل هجمة من هجمات الذخيرة العنقودية تخلف بعض القنابل التي لم تتفجر. ومعدل الأسلحة غير المتفجرة الأولي، أي النسبة التي لم تنفجر لدى الارتطام المباشر بالأرض، لا تقلل فقط من فعالية الذخيرة العنقودية العسكرية، بل أيضاً تعرض المدنيين لخطر أكبر. فالقنابل الصغيرة والقنابل اليدوية غير المتفجرة هي في العادة غير مستقرة لحد كبير ويمكن أن تنفجر لدى أقل لمسة أو حركة، وهكذا تصبح من الناحية العملية ألغاماً، يمكنها أن تقتل وتصيب المدنيين العائدين إلى مناطق الاقتتال بعد الهجمة.

    والصواريخ نوع – 81 التي استخدمها حزب الله كانت تحتوي على ذخيرة عنقودية صغيرة من نوع 39 إم زي دي-2، ونوع – 90. والصاروخ نفسه هو صاروخ 122 مم محسن المجال، مماثل للصواريخ التي أطلقها حزب الله وكانت تحمل كريات معدنية. والذخيرة العنقودية الصغيرة تشبه أجراس أسطوانية لها شريط عند الطرف. ويوجد حزام بلاستيكي فيه كريات معدنية 3 مم ملفوف أفقياً حول منتصف الأسطوانة. وبالداخل يوجد "شحنة مشكلة" تخترق الدروع. وهذه الكريات أصغر بكثير من الكريات المعدنية التي تحملها صواريخ حزب الله الـ 122 مم والـ 220 مم التقليدية، أي تلك التي لا تحوي ذخيرة عنقودية، وتلك الكريات تبلغ 6 مم في قطرها.119

    وقال نسيم ليفي، رئيس وحدة المتفجرات بالشرطة الإسرائيلية، لـ هيومن رايتس ووتش إن الصواريخ العنقودية التي أطلقها حزب الله على إسرائيل أثناء النزاع تسببت في مقتل شخص واحد وإصابة 12 شخصاً: مقتل شخص في المغار وإصابة 6 آخرين، إصابة 3 أشخاص في كرمائيل، إصابة شخصين في كريات موصقين، وإصابة شخص في نهاريا. وقال ليفي إن الشرطة اكتشفت أول هذه الصواريخ في 15 يوليو/تموز في قرية سافسودا.120 وسقط صاروخان في حيفا، طبقاً للشرطة.121

    ولم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد هذه الأرقام الخاصة بالإصابات، ولكنها قامت بزيارة لشخصين في المغار تبدو عليها آثار الإصابة السطحية، من النوع الذي تتسبب فيه هذه الكريات الصغيرة المحمولة في الذخيرة العنقودية طراز إم زي دي-2. وفي المغار، أظهر لنا السكان ذخيرة جمعوها من قريتهم وبالقرب منها، وتتضمن بما لا يدع مجالاً للشك قطعاً من الذخيرة العنقودية الصغيرة في مغلفاتها، ومنها شحنات مشكلة، وأشرطة، وصمامات، وكرات معدينة صغيرة. وقام رئيس شرطة كرمائيل إفرايم بارتوك في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2006 بإظهار دليل مادي – لـ هيومن رايتس ووتش – لذخيرة عنقودية صغيرة من صاروخ نوع – 81 قال إنه سقط في كرمائيل وكان يطابق ما رأيناه قبل يوم في المغار.

    وقد سقط إجمالي 118 صاروخاً من نوع – 81 محملة بالذخيرة العنقودية، ويقدر أنها تحمل 4602 (118x39) وحدة ذخيرة عنقودية صغيرة. ولم يكشف الجيش أو الشرطة لـ هيومن رايتس ووتش عن المعدل المتوقع للذخيرة العنقودية التي لم تنفجر الناجمة عن الصواريخ العنقودية التي قالوا إنهم تعاملوا معها، أو إن كانت هذه الأسلحة الخاملة قد تسببت في أي إصابات.

    كما أجرت هيومن رايتس ووتش الأبحاث عن استخدام الذخيرة العنقودية الصغيرة طراز إم زي دي-2 أثناء بعثة إلى لبنان. وقال مسؤول نزع ألغام دولي تابع لمجموعة "ماينز أدفيزوري" لـ هيومن رايتس ووتش: "حزب الله لديه [ذخيرة عنقودية صغيرة طراز إم زي دي-2] وقد أطلق الكثير منها. وليست إسرائيل هي التي أطلقتها".122 وقال نازع ألغام من "باكتيك"، وهي شركة للتخلص من الأسلحة، إن الذخيرة العنقودية الصغيرة التي وجدها في لبنان "بدت مخلفات"، بمعنى آخر، هي الذخيرة التي تنتشر لدى إصابتها بسلاح آخر. لكنه اعترف بأنه "من الصعب الجزم بما إذا كانت قد أطلقت أو كانت في مرحلة الاستعداد لإطلاقها".123 كما رأت هيومن رايتس ووتش صاروخ إن زي دي-2 حياً إلى جانب الطريق في بيت ياحون، وهي قرية تقع في الجنوب اللبناني، في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    وقد أجرت هيومن رايتس ووتش تحقيقاً في جزء صغير من الضربات الـ 118 بالذخيرة العنقودية التي قالت السلطات الإسرائيلية إن حزب الله نفذها. ورأينا الدليل على أنها أصابت مناطق سكنية في مدينة كرمائيل، بعيداً عن أي هدف عسكري ثابت ظاهر. كما أصابت بلدة المغار، وتوجد قاعدتين عسكريتين على الأقل بالقرب من المغار، لكن ليس من المعروف إن كانت هي الهدف المقصود بهجمات حزب الله.

    ويعد استهداف المدنيين باستخدام أي سلاح انتهاكاً للقانون الدولي. وباعتبارها وسيلة من وسائل القتال، فإن الذخيرة العنقودية يجب أن يُفترض كونها عشوائية حين تضرب منطقة مأهولة بالسكان، وآثارها العشوائية تتضاعف حينما يتم إطلاقها – كما في حالة ذخيرة حزب الله العنقودية – من صواريخ غير موجهة. ومعدل الذخيرة العنقودية التي لم تنفجر المرتفع وآثار هذه الذخيرة على السكان المدنيين يجب أن يؤخذ بدوره في الاعتبار لدى محاولة تحديد إن كانت هجمة بعينها قد تسببت في أذى غير متناسب للمدنيين. والأفراد الذين يطلقون الذخيرة العنقودية بقصد جرمي عمداً أو عشوائياً على مناطق سكنية، مسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب.

    وتملك 65 دولة على الأقل صواريخ 122 مم. وستة منها معروفة بامتلاك صواريخ عنقودية من عيار 122 مم، وهي: الصين ومصر وروسيا وسلوفاكيا والسودان والإمارات العربية المتحدة. وبالإضافة إلى حزب الله، توجد جماعات مسلحة غير تابعة للدول في أفغانستان (التحالف الشمالي) وكرواتيا (ميليشيا الصرب)، ممن استخدمت صواريخ الذخيرة العنقودية.

    وتقوم الصين وأربع دول أخرى بتصنيع صواريخ الذخيرة العنقودية عيار 122 مم. وتقوم شركة تشينا نورث إنداستريس (نورينكو)، وهو مصنع تابع للحكومة الصينية، بتصنيع النوع – 81 من الصواريخ العنقودية عيار 122 مم، والتي تحتوي على ذخيرة عنقودية صغيرة من طراز النوع – 90 أ مزدوجة الاستخدام. كما يصنع نورينكو النوع – 91 أ عيار 122 مم، والذي يحتوي على 39 وحدة ذخيرة عنقودية صغيرة.

    وتعكف هيومن رايتس ووتش على إعداد تقرير عن استخدام إسرائيل للذخيرة العنقودية أثناء نزاع عام 2006. وقد أصدرت تقارير ملخصة وتقارير عن هذا الموضوع، بدءاً من 24 يوليو/تموز 2006، وهي منشورة على الإنترنت على: http://www.hrw.org/campaigns/israel_lebanon/clusters/index.htm

    وقد أدرك المجتمع الدولي مؤخراً الحاجة إلى وثيقة قانونية أقوى وأوضح تحكم الذخيرة العنقودية. وفي 23 فبراير/شباط 2007، وفي أوسلو بالنرويج، وافقت 46 دولة على إبرام معاهدة تحظر الذخيرة العنقودية التي تتسبب في أضرار لا داعي لها للمدنيين بحلول عام 2008.124 وفي مايو/أيار 2007، حضرت 68 دولة مؤتمراً للاتفاقية في ليما ببيرو، ووصلت إلى اتفاق واسع حول إطار العمل الخاص بالمعاهدة المنتظرة وعناصرها الأساسية. وبالإضافة إلى حظر انتشار الذخيرة العنقودية، فإن المعاهدة ستتضمن مطالب ومواعيد نهائية لتدمير المخزون من هذه الذخيرة وتطهير المناطق المصابة بها، وكذلك الالتزام بتوفير المساعدة للضحايا.




    62  كتبت هيومن رايتس ووتش في 30 أبريل/نيسان رسالة إلى حزب الله تطلب فيها معلومات عن الصواريخ التي أطلقها على إسرائيل أثناء نزاع عام 2006 المسلح (انظر ملحق التقرير). وحتى وقت طباعة هذا التقرير، لم يصلنا من حزب الله ردٌ.

    63  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع الكولونيل يشيل كابرستين، رئيس قسم الحماية البدنية في جيش الدفاع الإسرائيلي، راملي، 5 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    64  فيما سقطت صواريخ كثيرة من التي أصابت مناطق خارج "مناطق الأبنية"، في حقول مفتوحة أو غابات، أصابت أخرى مستوطنات مدنية، مثل الكيبوتز والقرى، وفي بعض الحالات تسببت في إصابات لحقت بالمدنيين. وقد أشار حزب الله إلى المستوطنات الريفية باسمائها في بياناته التي ذكر فيها الأماكن التي هاجمها بالصواريخ.

    65  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع نائب رئيس وحدة المتفجرات في الشرطة الإسرائيلية، مايكل كارداش، القدس، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    66  هيومن رايتس ووتش " Questions and Answers: 122mm Cluster Munition Rockets"، 18 أكتوبر/تشرين الأول 2006، على: http://hrw.org/english/docs/2006/10/18/global14408_txt.htm

    67  هيومن رايتس ووتش، " Questions and Answers: 122mm Cluster Munition Rockets"، 18 أكتوبر/تشرين الأول 2006، على: http://hrw.org/english/docs/2006/10/18/global14408_txt.htm ، انظر أيضاً غلوبال سكيوريتي دوت أورغ، "صواريخ الكاتيوشا": http://www.globalsecurity.org/military/world/russia/katyusha.htm (تم الاطلاع عليه في 31 مايو/أيار 2007).

    68  غلوبال سكيوريتي دوت أورغ، "صواريخ الكاتيوشا".

    69  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مايكل كارداش، القدس، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    70  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مايكل كارداش، القدس، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    71  رسالة بريد إلكتروني من مايكل كارداش إلى هيومن رايتس ووتش، 21 يونيو/حزيران 2007.

    72  د. روفين إرليش: "حزب الله يستخدم المدنيين اللبنانيين كدروع بشرية: البنية التحتية العسكرية الموسعة المتمركزة والمخفية في المناطق المسكونة بالمدنيين، من داخل البلدات والقرى اللبنانية وجهت هجمات صاروخية متعمدة إلى أهداف مدنية في إسرائيل". مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب، التابع لمركز الدراسات الخاصة، نوفمبر/تشرين الثاني 2006، ملحق 1 (v)، على: http://www.terrorism-info.org.il/malam_multimedia/English/eng_n/pdf/human_shields_efs.pdf (تم الاطلاع عليه في 22 يوليو/تموز 2007)، صفحة 17. وجاء في نص الدراسة شكر لإسهام ودعم "الاستخبارات العسكرية، قسم العمليات التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي والعاملين به، والمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي والخبراء القانونيين في جيش الدفاع ووزير الخارجية.

    73  بريد إلكتروني من مايكل كارداش إلى هيومن رايتس ووتش، 21 يونيو/حزيران 2007.

    74  مقابلة هيومن رايتس ووتش، القدس، 4 يوليو/تموز 2007.

    75  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مايكل كارداش، القدس، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    76  مقابلة هيومن رايتس ووتش، هرتسليا، 10 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    77  هيومن رايتس ووتش " Questions and Answers: 122mm Cluster Munition Rockets"، 18 أكتوبر/تشرين الأول 2006، على: http://hrw.org/english/docs/2006/10/18/global14408_txt.htm. انظر أيضاً: Jane’s Ammunition Handbook, Terry J. Gander and Charles Q. Cutshaw, eds. (Surry, UK: Jane’s Information Group Limited, 2001), صفحة 624.

    78  انظر على سبيل المثال: “Hell From the Heavens,” U.S. News & World Report, 31 يوليو/تموز 2006، الصفحات 32 و33 (عن التدريب على يد الحرس الجمهوري الإيراني في استخدام الأسلحة)، و: “Arming of Hezbollah Reveals U.S. and Israeli Blind Spots,” The New York Times,، 19 يوليو/تموز 2006، صفحة 12 (عن أن بعض أعضاء قوات القدس الإيرانية كانوا يدربون حزب الله على كيفية استخدام صواريخ سي – 802، لكنهم تحروا عدم الظهور في موقع القصف). و: “U.S. Assails Iran for Alleged Hezbollah Arms Shipments; Lebanon: Administration Officials Accuse Tehran of Trying to Thwart Christopher's Peacemaking Effort,” Los Angeles Times، 26 أبريل/نيسان 1996 (عن التدريب السابق لمقاتلي حزب الله من جانب حرس الثورة الإيرانيين).

    79  “Harsh Trajectories; Israel Continues to Attack Hezbollah's Rocket Arsenal, but Larger and More Destructive Threats Loom,” Aviation Week & Space Technology، 7 أغسطس/أب 2006.

    80  زعيف شيف، "حزب الله تصنت على هواتف جيش الدفاع الإسرائيلي المحمولة" ها آرتس، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    81  المرجع السابق.

    82  زعيف شيف، "الاستخبارات السورية والإيرانية تساند حزب الله في الحرب"، ها آرتس، 3 أكتوبر/تشرين الأول 2006، على: http://www.haaretz.com/hasen/spages/769538.html (تم الاطلاع عليه 5 مايو/أيار 2007).

    83  Alon Ben David, “Israel Shoots Down Hezbullah UAV,” Jane’s Defence Weekly, 9 أغسطس/أب 2006: "في نوفمبر/تشرين الثاني 2004 وأبريل/نيسان 2005، اخترق مرصد-1 [أبابيل إيراني الصنع] بنجاح المجال الجوي الإسرائيلي، وحلق فوق البلدات الإسرائيلية دون اكتشاف القوات الجوية الإسرائيلية له". كما ذكر التقرير أن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت جهاز أبابيل آخر كان متجهاً إلى إسرائيل في 7 أغسطس/أب 2006، وكان في مهمة استطلاعية.

    84  انظر: إرليش "حزب الله يستخدم المدنيين اللبنانيين كدروع بشرية، ملحق 1 (v)، على: http://www.terrorism-info.org.il/malam_multimedia/English/eng_n/pdf/human_shields_efs.pdf (تم الاطلاع عليه في7 مايو/أيار 2007)، الصفحات من 225 إلى 231.

    85  انظر: “Hell from the Heavens,” U.S. News & World Report.

    86  انظر على سبيل المثال: “Iran denies giving aid to Hizbullah,” Jerusalem Post, 28 يوليو/تموز 2006، على: http://www.jpost.com/servlet/Satellite?cid=1153292020585&pagename=JPost%2FJPArticle%2FShowFull (تم الاطلاع عليه في 21 يونيو/حزيران 2007).

    87  صحيفة الرأي العام الكويتية أفادت بأن نصر الله أدلى بهذه التعليقات للعالم المصري سعد الدين إبراهيم. إيهاب حشيش، (سعد الدين إبراهيم، نقلاً عن نصر الله حول حرب الصيف: ربما اخطأنا الحساب وجل من لا يخطئ (تم الاطلاع عليه 20 يونيو/حزيران 2007). وبعدها أكد إبراهيم في بريد إلكتروني إلى هيومن رايتس ووتش في 13 يونيو/حزيران 2007 أن هذا المقال ذكر بدقة ما أطلعه نصر الله عليه.

    88  التقرير نصف السنوي الثالث إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 (2004)، S/2006/248، 19 أبريل/نيسان 2006، على: http://www.securitycouncilreport.org/atf/cf/%7B65BFCF9B-6D27-4E9C-8CD3-CF6E4FF96FF9%7D/Lebanon%20S2006248.pdf (تم الاطلاع عليه في 21 يونيو/حزيران 2007)، الفقرة 64.

    89  التقرير نصف السنوي الرابع إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 (2004)، S/2006/832، 19 أبريل/نيسان 2006، على: http://www.reliefweb.int/library/documents/2006/unsc-lbn-19oct.pdf (تم الاطلاع عليه 21 يونيو/حزيران 2007)، الفقرة 27 وfn 6.

    90  إروين آريف، "ما زالت الأسلحة تهرب إلى لبنان من سوريا – الأمم المتحدة"، رويترز، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    91  رويترز، "سوريا تنكر مزاعم مبعوث الأمم المتحدة بالأسلحة المهربة من سوريا إلى لبنان"، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2006.

    92  التقرير نصف السنوي الخامس إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 (2004)، S/2007/262، 7 مايو/أيار 2007، على: http://daccessdds.un.org/doc/UNDOC/GEN/N07/334/17/PDF/N0733417.pdf?OpenElement  (تم الاطلاع عليه 22 يوليو/تموز 2007)، الفقرة 28 و36.

    93  بيان من رئيس مجلس الأمن، S/PRST/2007/17، 11 يونيو/حزيران 2007، على: http://www.un.org/News/Press/docs/2007/sc9040.doc.htm (تم الاطلاع عليه في 22 يوليو/تموز 2007).

    94  "تقرير: سوريا تنكر مزاعم مبعوث الأمم المتحدة عن تهريب الأسلحة إلى داخل لبنان"، ها آرتس، 13 يونيو/حزيران 2007.

    95  المرجع السابق، فقرة 33

    96  ريم غزال، “Hizbullah demands army return weapons,” Daily Star 9 فبراير/شباط 2007، وزينا كرم، “Lebanese defense minister: seized Hezbollah arms will be used by army,” Associated Press 9 فبراير/شباط 2007.

    97  خطاب بتاريخ 13 أبريل/نيسان 2007 من الأمين العام إلى رئيس مجلس الأمن، S/2007/207 16 أبريل/نيسان 2007، على: http://daccessdds.un.org/doc/UNDOC/GEN/N07/308/00/PDF/N0730800.pdf?OpenElement (تم الاطلاع عليه في 22 يونيو/حزيران 2007).

    98  بيان من رئيس مجلس الأمن، 17 أبريل/نيسان 2007، S/PRST/2007/12 على: http://www.un.org/News/Press/docs/2007/sc9002.doc.htm (تم الاطلاع عليه في 22 يونيو/حزيران 2007).

    99  تقرير الفريق المستقل لتقييم الحدود اللبنانية التابع للأمم المتحدة، S/2007/382، 26 يونيو/حزيران 2007، على: http://www.securitycouncilreport.org/atf/cf/%7B65BFCF9B-6D27-4E9C-8CD3-CF6E4FF96FF9%7D/Lebanon%20S2007%20382.pdf (تم الاطلاع عليه في 22 يوليو/تموز 2007).

    100  انظر: Magnus Ranstorp, "Hezbollah's Future?" Jane's Intelligence Review, vol. 7, no. 1، يناير/كانون الثاني 1995، صفحة 35. كما أفاد رانستورب بأن سوريا كانت تحاول الحد من شحنات الأسلحة من إيران إلى حزب الله، وهذا في مقابلة بين وزير الاستخبارات الإيراني ورئيس القوات المسلحة السوري في بيروت، أواخر عام 1994، وأضاف: "ويتحايل حزب الله على هذه القيود بواسطة شراء الأسلحة المتقدمة، وخاصة الـ أيه تي-3 إس، من عدة تجار أسلحة في لبنان. حتى إذا توقفت شحنات الأسلحة من إيران، فمن المعروف أن لدى حزب الله ترسانة أسلحة تمكنه من الاستمرار على مستواه الجاري من النشاط العسكري لمدة 5 أعوام على الأقل".

    101  كولونيل آهاز بن آري، رئيس قسم القانون الدولي بجيش الدفاع الإسرائيلي في ذلك الحين، في رسالة كتابية إلى هيومن رايتس ووتش، 18 مايو/أيار 1994.

    102  انظر على سبيل المثال: David Bond, “Russian Rockets,” Aviation Week & Space Technology, 4 سبتمبر/أيلول 2006، صفحة 21، و: " Paul Richter, “Focus on Mideast Arms Flow; U.S. and Israel, Fearing a Renewal of Fighting, Press Other Countries to Ensure That Their Weaponry Doesn't Get into Hezbollah's Hands,” Los Angeles Times" 19 أغسطس/أب 2006، صفحة أ8، و: "David A. Fulghum and Douglas Barrie, “The Iranian Connection; New Operations, Advanced Weapons, Iranian Advisers Are Influencing the Course of Lebanon/Israel Conflict,” Aviation Week & Space Technology" 14 أغسطس/أب 2006، صفحة 20.

    103  انظر: " Eric Westervelt, “Israel Struggles with Hezbollah Rockets, Guerrillas,” audio report, NPR News—All Things Considered," 4 أغسطس/أب 2006 (مقابلة مع مايكل كارداش).

    104  إيران معروفة بإنتاج صواريخ نور وحداد 40 تيوب 122 مم، من نظم إم آر إل، ونموذج آراش من الصواريخ الكاتيوشا 122 مم إم أر إل. طبقاً لاتحاد العلماء الأميركيين،  “Iranian Artillery Rockets,” http://www.fas.org/man/dod-101/sys/land/row/mrl-iran.htm (تم الاطلاع عليه في 1 مارس/آذار 2007)، انظر أيضاً: Anthony H. Cordesman, “Iranian Arms Transfers: The Facts, October 30, 2000,” http://www.iranwatch.org/privateviews/CSIS/csis-iranarmstransf-103000.pdf  (تم الاطلاع عليه في 8 مارس/آذار 2007).

    105  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مايكل كارداش، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2007، وإرليش: "استخدام حزب الله المدنيين اللبنانيين كدروع بشرية"، صفحة 142.

    106  انظر: “Hell From the Heavens,” U.S. News & World Report; “Iran Shipping Arms to Hezbollah, U.S. Alleges,” Los Angeles Times, 18 أبريل/نيسان 1996. وصحيفة الشرق الأوسط العربية أفادت في 16 يوليو/تموز 2006 بأنه طبقاً "لمصدر مقرب من كبار مسؤولي حرس الثورة الإيرانية، فإن إيران قد أمدت حزب الله بحوالي 11500 صاروخ ومقذوفة، وأنه يوجد أكثر من 3000 شخص من عناصر حزب الله قيد التدريب في إيران. علي نوري زادة، "إيران تمد حزب الله بالأسلحة"، الشرق الأوسط، الطبعة الإنجليزية، 16 يوليو/تموز 2006، على: http://www.asharqalawsat.com/english/news.asp?section=1&id=5651 (تم الاطلاع عليه في 22 يونيو/حزيران 2007).

    107  انظر على سبيل المثال: “Hell from the Heavens,” U.S. News & World Report; “Iran Shipping Arms to Hezbollah, U.S. Alleges,” Los Angeles Times.

    108  انظر: " Harsh Trajectories; Israel continues to attack Hezbollah's rocket arsenal, but larger and more destructive threats loom,” Aviation Week & Space Technology," 7 أغسطس/أب 2006.

    109  39 صاروخاً من الصواريخ الـ 56 التي أصابت مدينة حيفا أثناء النزاع كانت من نوع 220 مم، طبقاً لمايكل كارداش، نائب رئيس وحدة المتفجرات بالشرطة الإسرائيلية. في بريد إلكتروني إلى هيومن رايتس ووتش، 21 يونيو/حزيران 2007.

    110  إرليش: "استخدام حزب الله المدنيين اللبنانيين كدروع بشرية"، صفحة 139.

    111  مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مايكل كارداش، القدس، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    112  مقابلة هيومن رايتس ووتش، يحمور، لبنان، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    113  انظر: Israel Says Syria, Not Just Iran, Supplied Missiles to Hezbollah,” Los Angeles Times,، 31 أغسطس/أب 2006، و: “Hezbollah's Skill More Military Than Militia,” Los Angeles Times، 20 يوليو/تموز 2006.

    114  انظر: “Lebanon/Israel: Hezbollah Hit Israel with Cluster Munitions during Conflict,” Human Rights Watch, news release, 19 أكتوبر/تشرين الأول، على: http://hrw.org/english/docs/2006/10/18/lebano14412.htm

    115  جدول بيانات، بتاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول 2006، من الشرطة الوطنية الإسرائيلية لـ هيومن رايتس ووتش، وتم تحديث الرقم من 113 إلى 118 صاروخاً في بريد إلكتروني من مايكل كارداش، نائب رئيس وحدة المتفجرات في الشرطة الإسرائيلية، إلى هيومن رايتس ووتش، 21 يونيو/حزيران 2007. وقد أرسلت هيومن رايتس ووتش رسالة إلى حزب الله بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2006، وقدمت فيها الدليل على استخدام حزب الله لذخيرة عنقودية وسألت توضيح إن كان حزب الله قد استخدم هذه الذخيرة أم لا. وتابعنا الرسالة بمقابلة في 26 ديسمبر/كانون الأول في بيروت مع علي فياض، رئيس مركز الدراسات والتنمية الاستشاري التابع لحزب الله، وفي المقابلة طالبنا بإجابة على الأسئلة. وإلى هذا التاريخ، لم يرد حزب الله بأي طريقة.

    116  انظر: "حزب الله ينكر استخدام القنابل العنقودية"، بي بي سي نيوز، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2006، على: http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/6068154.stm (تم الاطلاع عليه 27 أبريل/نيسان 2007).

    117  انظر على سبيل المثال: Human Rights Watch, Ticking Time Bombs: NATO’s Use of Cluster Munitions in Yugoslavia, vol. 11, no. 6 (D), June 1999, Chapter Two, section entitled “High Dud Rate,” على: http://www.hrw.org/reports/1999/nato2/index.htm#TopOfPage صفحة 5.

    118  على سبيل المثال، قال مسؤولون بمركز تنسيق الأمم المتحدة الخاص بالألغام في جنوب لبنان، ومسؤولون في منظمات غير حكومية معنية بنزع الألغام، إن نسبة الذخيرة العنقودية غير المتفجرة الإسرائيلية في لبنان تبلغ 30%، انظر، مثلاً، "جدول بيانات القنابل العنقودية بجنوب لبنان" (غير مؤرخ، لكن المعلومات تبلغ حتى تاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2006، مسجل لدى هيومن رايتس ووتش)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بلبنان: جدول بيانات القنابل العنقودية، 19 سبتمبر/أيلول 2006.

    119  انظر: "لبنان: الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على حيفا تستهدف قتل المدنيين"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 18 يوليو/تموز 2006، على: http://hrw.org/arabic/docs/2006/07/18/lebano13775.htm

    120  مقابلة هيومن رايتس ووتش، راملي، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    121  بريد إلكتروني من مايكل كارداش إلى هيومن رايتس ووتش، 21 يونيو/حزيران 2007.

    122  مقابلة هيومن رايتس ووتش، كفر الجوز، لبنان، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    123  مقابلة هيومن رايتس ووتش، الطيرة، لبنان، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

    124  مؤتمر أوسلو عن الذخيرة العنقودية، "إعلان"، 22 إلى 23 فبراير 2007، على: http://www.regjeringen.no/upload/UD/Vedlegg/Oslo%20Declaration%20(final)%2023%20February%202007.pdf (تم الاطلاع عليه في 2 مارس/آذار 2007).


  •