Morocco



Morocco Morocco
  

الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >>

سميرة م.

عملت سميرة م.1 البالغة من العمر ستة عشر عاما لدي خمس منازل في الدار البيضاء وفاس و مكناس والرباط منذ بدأت العمل كخادمة منزلية في سن الرابعة عشر تقريبا. وقد قالت  لمنظمة هيومن رايتس ووتش أنها لم تستقر أبدا في نفس العمل لفترة طويلة لان "كل النساء الذين اشتعلت عندهم عاملوني بطريقة سيئة" مضيفة "أنا كنت ازور أهلي في أجازة العيد ولا أعود مرة أخرى بسبب سوء المعاملة. لما اتركهم وارجع البيت لا يعطوني الأجر المدينين لي به. على سبيل المثال، لا يعطوني اجر الشهر أو الشهرين أو الشهر ونصف الأخير ."

لخصت سميرة م. آخر وظيفة حصلت عليها حيث قالت أنها كانت تعمل ثمانية عشر ساعة يوميا بدون فترات للراحة أو أجازات: "بمجرد ما اخلص أي شغل لازم يعطوني مهمة جديدة ، حتى أثناء الجلوس لازم أكون باعمل حاجة مثل تنظيف الخضار أو أي عمل آخر". قالت سميرة م أنها تكره بشكل خاص العناية بالرضع سواء في هذه الوظيفة أو الوظائف الأخرى السابقة "هم يخرجوا ويتركوني مع الأطفال الرضع، ويسألوني أن أجهز لهم الرضعات (الببرونة) ولكني لا اعرف كيف احضرها، يبكي الرضع ويمنعوني من النوم أثناء الليل ".

لقد أخبرت سميرة م. . منظمة هيومن رايتس ووتش أن أمها تتسلم من الأسرة أجرها الذي يبلغ 400 درهم شهريا (ما يوازي 44 دولار أمريكي تقريبا) ، من هذا المبلغ تدفع أمها 100 درهم إلي السمسار (المتعهد) الذي أوجد الوظيفة لسميرة ، ولكن سميرة نفسها لا تتسلم أي جزء من هذا المبلغ. قالت سميرة م. أنها غير متأكدة بشان تفاصيل الاتفاق الذي ابرمه والديها مع السمسار لان أمها لم تأخذها معها إلي السمسار حين ابرما الاتفاق: "أمي عملت الاتفاق والسمسار خدني للبيت (مكان العمل)". لقد أكدت سميرة م. إنها لا تمانع في العمل طالما أن أسرتها تحتاج للدخل، "بس أنا كنت أتمني يكون شغل معقول".

قالت لنا سميرة م. أن صاحبة العمل في وظيفتها الأخيرة كانت تسئ معاملتها: "تستخدم كلام فاسد وتقول أشياء سيئة عن أمي أو تهددني أنها تجيب البوليس يضربني. أحيانا، تضربني بأيديها أو تخنقني إذا لم احضر ما طلبته مني أم  المشغلة بسرعة كافية و تشتكيني الأم التي تقوم بضربي". لقد قالت سميرة م. أن صاحبة العمل تحبسها في داخل المنزل ولا تسمح لها بالاختلاط الاجتماعي ببقية أفراد الأسرة. "أنا بأكل في المطبخ من بقايا طعامهم. الطعام غير كافي ولكني لم اشتك خوفا من أن تضربني أو تعاقبني. كنت أنام في حجرة مخزن تحت السلم. كانت في السابق حماما وبها رائحة سيئة تأتي من مواسير الصرف. الحجرة صغيرة جدا، قدمي تلامسان الباب حين أنام.... لم أكن اخرج من البيت إلا لكي أضع الزبالة في الخارج".

ما كانت سميرة م. قادرة علي احتمال سوء المعاملة في هذه الوظيفة –مثل باقي وظائفها السابقة- إلا بفضل الأجازات فما أن يأتي ميعاد احد الاحتفالات الدينية (المواسم والأعياد) لكي يعطيها مبررا لكي ترجع إلي منزلها، أخبرت سميرة م. منظمة هيومن رايتس ووتش أن العمل الشاق وقلة الوقت المخصص للنوم كان أكثر مما يمكن لها أن تحتمله"تركت العمل بدون إذن. تركته لأني كنت اعمل من السادسة صباحا حتى منتصف الليل ولأنه عمل  صعب، أظل أنظف، وعندما أنام تأتي (صاحبة العمل) تقوم بإيقاظي بخشونة. العمل كان اكتر من كثير."

ولأنها تركت المنزل بدون إذن، وبدون نقود أو وسيلة تمكنها من العودة للمنزل، فقد وضعت سميرة م . نفسها أمام خطر القبض عليها بتهمة التشرد أو بتهمة السرقة في حالة أرادت صاحبة العمل اتهامها زورا بذلك كعقاب علي تركها المنزل بدون إذن، لقد وضعت نفسها أيضا أمام خطر تجنيدها للعمل في الدعارة أو الاغتصاب إذا اضطرت إلي قضاء الليل في الشارع. لقد كانت محظوظة. فكما أخبرت هيومن رايتس ووتش أن البوليس وجدها في محطة قطار الدار البيضاء حيت كانت تبكي وسألها ما إذا كانت ترغب في العودة إلي المنزل الذي كانت تعمل فيه. عندما أجابت بالنفي فتشوها "لكي يروا إذا ما كنت قد سرقت شيئا" وعندما وجدوا أن كل ما معها كان رغيف من الخبز أخذوها إلي منظمة غير حكومية محلية تمارس نشاطها في خدمة أطفال الشارع، بما فيهم الأطفال خدم المنازل سابقا.



1 كل أسماء خادمات المنازل الواردة في هذه التقرير تم تغييرها لحماية خصوصيتهم وتجنب انتقام أصحاب العمل.  


الصفحة الرئيسية  |  الصفحة التالية  >> December 2005