<< السابق | الفهرس | التالي >>
  • البيان الصحفي
  • The Report in English
    بيانات صدرت حول قمع المتظاهرين مرتبة تاريخيا
  • مصر: الانقضاض على المظاهرات المعارضة للحرب 24 مارس 2003
  • مصر: استمرار تعذيب المتظاهرين ضد الحرب26 مارس 2003
  • مصر: التعذيب في مقر مباحث أمن الدولة 24 ابريل 2003
  • تمديد اعتقال ناشط مصري اتهام مهندس بإنزال أخبار ومعلومات عن حقوق الإنسان من الإنترنت 17 يوليو 2003
  • مصر: ناشط يبدأ إضراباً عن الطعام مع تمديد اعتقاله 1 أغسطس 2003
  • مصر: ازدراء الحكومة المصرية بالحقوق السياسية الأساسية 28 أغسطس 2003
    أيضا
  • مصر: تصاعد الاعتقالات
    استخدام قانون الطوارئ في خنق حرية التعبير
  • مصر: خلفية عن حقوق الإنسان
    Egypt مصر
    Egypt
  • مصر: اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين ضد الحرب

    .VIII تعذيب الأطفال وإساءة معاملتهم وحبس الأطفال مع البالغين

    كان هناك ما لا يقل عن ستة أطفال، وربما أضعاف هذا العدد، ضمن المقبوض عليهم يوم 21 مارس/آذار 2003. وقد حضرت منظمة هيومن رايتس ووتش جلسة تمديد حبس أحد الأطفال، وأجرت مقابلات شخصية مع عدد من المعتقلين البالغين والمحامين والنشطاء الذين تبادلوا الحديث مع أطفال آخرين تم اعتقالهم. وبناء على هذه المقابلات نعتقد أن مسؤولي أمن الدولة والشرطة بمصر عذبوا ما لا يقل عن ثلاثة أطفال، كما عرضوا الكثيرين غيرهم للضرب وسوء المعاملة والحبس في ظروف غير آمنة. وقد سبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن وثقت نمطاً مطرداً من تعذيب وإساءة معاملة الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم تسعة أعوام على يد أفراد الشرطة في مصر.(94)

    ولئن كان بعض الأطفال قد اشتركوا في المظاهرات وقت القبض عليهم، فقد استُهدف طفلان على الأقل بالضرب أو الاعتقال لا لشيء سوى أنهما وقفا يتفرجان على ما يحدث؛ وقال جمال عيد لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنه عندما احتُجز في الدرَّاسة
      جاء إليّ صبي صغير عمره حوالي 13 عاما وقال "أرجوك اجعلهم يتركوني أعود للبيت، أنا لم أفعل شيئا. كنت ذاهبا لأشتري هدية عيد الأم فحسب". وبعد فترة، وبينما كنا جالسين معا نتحدث عن اعتقالنا، إذ جاء صبي آخر وقال "كنت على كوبري 6 أكتوبر [الذي يطل على نقابة المحامين وميدان التحرير] أتفرج [على المظاهرة] فجاء ضابط شرطة وبدأ يضرب الأولاد الذين كانوا يتفرجون، فجرينا ولكن عندما رأينا أنه وحده [عدنا] وقذفناه بالطوب. ثم جاء عدد كبير من رجال الشرطة والضباط وقبضوا علينا وأحضرونا إلى هنا". فسألته عن عمره فقال إنه في الرابعة عشرة. وكان هناك فتى ثالث يبدو أنه في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، لكنه كان نائما فلم أتكلم معه".(95)
    وقال جمال عيد لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنه في يوم الأحد 23 مارس/آذار 2003 وضع في زنزانة مكتظة بقسم شرطة الخليفة مع صبيين قالا إنهما تعرضا للتعذيب على أيدي ضباط أمن الدولة بالطابق الأرضي بمقر مباحث أمن الدولة في لاظوغلي.
      سمعا أنني محام وكانا يريدان مشورة قانونية؛ وقال أحدهما، وهو في السادسة عشرة من العمر، إن الضباط في لاظوغلي ضربوه وهم يقولون "أنت الذي أحرقت السيارة، قل إنك أنت الذي فعلتها". ولما لم يعترف صعقوه بالكهرباء، وأراني آثار الصعق على يديه في صورة علامات حمراء متورمة قليلاً؛ وقال إنهم عذبوه يوما ونصف اليوم، وقال إنه كان هناك أطفال آخرون معه، أصغر منه سنا تعرضوا أيضا للضرب والصعق بالكهرباء، لكنه نال أسوأ قسط من التعذيب. وكان أحد هؤلاء الأولاد الآخرين معنا في نفس الزنزانة، وهو في حوالي الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وكان في شدة الخوف، حيث قال إن ضباط أمن الدولة ظلوا يقولون له "من كان معك؟ قل من كان معك؟" فأعطاهم في آخر الأمر أسماء ثلاثة فتية لا يحبهم من أبناء الحي الذي يسكن فيه، لا لشيء إلا ليتوقف التعذيب".(96)
    وقال جمال عيد ومنال خالد لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن كليهما رأى رجال الشرطة يسبون ويضربون فتاة في السادسة عشرة يبدو أنها مضطربة نفسيا؛ ووصف عيد واقعة القبض على هذه الفتاة يوم 21 مارس/آذار:
      بينما كنا محبوسين [في مؤخرة عربة الشرطة أمام نقابة المحامين] قام بعض رجال الشرطة الذين يرتدون الملابس المدنية بجر فتاة ثم حملوها وألقوها في مؤخرة السيارة معنا؛ وكانوا يسبونها بألفاظ نابية مثل "العاهرة و"ابنة العاهرة". وظلت الفتاة تتوسل إليهم أن يعطوها فردة حذائها التي انخلعت منها، لكنها ظلوا ينهرونها لتسكت. فحدثتها لأهدئ من روعها، وتبين لي أنها فتاة صغيرة، ربما في السادسة عشرة من العمر، فقلت للشرطة "إنها قاصر". وقال لهم زياد [العليمي] نفس الشيء، لكنهم لم يستمعوا، ولم تفهم الفتاة أن هذا أمر مهم. ويبدو أنها لم تكن تفهم شيئا مما كان يحدث؛ كل ما كانت تريد أن تعرفه هو إلى أين ستأخذها الشرطة، لكن الشرطة أبت أن تجيب.(97)
    وعلى الرغم من الدلائل التي تشير إلى أن الفتاة قاصر، ولا يجب اعتقالها مع البالغين، فقد حبست مع النساء المعتقلات في قسم شرطة الدراسة أولا ثم في قسمي الخليفة والأزبكية، حيث تعرضت في قسم الخليفة للضرب مع المعتقلات الأخريات، بينما تعرضت في الأزبكية للضرب والإيذاء الجنسي. وروت منال خالد، التي اعتقلت معها من 21 إلى 23 مارس/آذار، لمنظمة هيومن رايتس ووتش ما حدث قائلة:
      في البداية كانوا يعاملونها مثل بقية المعتقَلات، فضربوها عندما ضربونا في قسم شرطة الخليفة. وعندما اكتشفت الشرطة أنها لم تكن من بين المتظاهرات بدؤوا يعاملونها كسجينة جنائية. ففي تخشيبة قسم الأزبكية استدعاها ضابط [حجبنا اسمه] لأنها أعطت اسما وهميا في البداية، عندما قالت إنها طالبة بكلية الحقوق على الرغم من أنه كان من الواضح أنها فتاة من أسرة متواضعة. وعندما أعادوها كانت تبكي، وقالت إن أحد الضباط [حجبنا اسمه] تحرش بها - إذ خاطبها بلغة بذيئة وصفعها وركلها وتحرش بها [جنسياً]. كان من الصعب الحصول منها على أي معلومات لأنها من الواضح غير متزنة. وبعد ذلك اتهموها بالتزوير ونقلوها إلى قسم الأحداث بقسم شرطة الأزبكية.(98)
    ويلاحظ أنه في كل حالة من الحالات التي تمس الأطفال والتي بحثتها منظمة هيومن رايتس ووتش، كان الطفل يحتجز مع بالغين لا علاقة له بهم، وفي أوضاع تجعله عرضة للإيذاء على نحو خطير؛ ومثل هذا اللون من الاعتقال تحرمه اتفاقية حقوق الطفل والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.(99)
    وقد وصف جمال عيد ظروف احتجاز الأطفال في زنزانات شديدة الاكتظاظ مع آخرين من البالغين في معسكر الأمن المركزي بالدراسة يوم 21 مارس/آذار وفي قسم شرطة الخليفة يوم 23 مارس/آذار:
      في الخليفة كانت مساحة الزنزانة لا تزيد على أربعة أمتار في مترين ومتر ونصف المتر. وكان فيها 34 معتقلا تقريبا، من بينهم صَبيان؛ فكانت مزدحمة وليس بها متسع للاستلقاء. وكان بها مرحاض واحد بلا باب، ولم تكن هناك أي تهوية تقريبا. أما في الدراسة فقد كنا في غرفة مساحتها أربعة أو خمسة أمتار في تسعة أمتار، وبها شباكان أو ثلاثة شبابيك صغيرة فقط مغطاة بالسلك تطل على جدار ولا تدخل هواء كافيا. وكنا حوالي 72 شخصا، وبيننا ثلاثة صبيان دون الخامسة عشرة. بقيت في الدراسة من حوالي الساعة الثامنة أو التاسعة مساء حتى السادسة صباحا تقريبا. وفي أثناء هذه الفترة، جاء أحد الحراس وقال "إذا أردتم أن تأكلوا فلا بد أن تدفعوا"؛ كان يحاول أن يبيع لنا البيض والطعمية والجبن؛ فقلت للآخرين ألا يدفعوا، لأننا من حقنا كمعتقلين أن نأكل، لكن الجميع كانوا جياعا فدفع منهم البعض ممن كان لديهم المال على أي حال. فشكوت للحارس، وبعد فترة جاء أحد الضباط وتحدث إلي، ثم عاد الحارس وهو يحمل الخبز والجبن والحلاوة. لم يكن الطعام كافيا للعدد الموجود، ولكن نظرا لأن البعض كانوا قد دفعوا من قبل مقابل الطعام فقد كان هناك ما يكفي لسد رمق الجميع. (100)