Skip to main content

استخدام واسع للذخيرة العنقودية الروسية في سوريا مؤخرا

هجمات عشوائية رغم نفي الحكومة السورية

(نيويورك)- قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن الهجوم العسكري الذي بدأته القوات الروسية وقوات الحكومة السورية، في 30 سبتمبر/أيلول 2015، ضد جماعات مسلحة معارضة للحكومة السورية، تضمن استخداما مكثفا للذخائر العنقودية، وهي أسلحة عشوائية بطبيعتها ومحرمة دوليا.

قالت هيومن رايتس ووتش إن استخدام هذه الأسلحة يخرق قرار الأمم المتحدة 2139 في 22 فبراير/شباط 2014، الذي يطالب جميع الأطراف المتورطة في سوريا بالكف فورا عن "الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان". كما يتعارض مع بيان وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، الذي أصرت فيه على أن الجيش العربي السوري "لا ولن يستخدم أسلحة عشوائية".

قال أولى سولفانغ، نائب مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "وعود سوريا بشأن الأسلحة العشوائية تصبح تعبيرات جوفاء، عندما تواصل الذخائر العنقودية إصابة المدنيين في أجزاء كثيرة من البلاد. على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يكون جادا بشأن التزامه بحماية المدنيين في سوريا، عبر مطالبة جميع الأطراف علنا بوقف استخدام الذخائر العنقودية".

وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الذخائر العنقودية في ما لا يقل عن 20 هجوما منذ بدأت سوريا وروسيا هجومهما المشترك في 30 سبتمبر/أيلول. جمعت هيومن رايتس ووتش معلومات مفصلة عن هجمات في 9 مواقع أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 35 مدنيا – منهم 5 نسوة و17 طفلا – وعشرات الجرحى. أصاب هجومان مخيمين للنازحين. بالنسبة للهجمات الأخرى، حصلت هيومن رايتس ووتش على دليل بصري على استخدام الذخيرة العنقودية، وأكد مصدر ثان هذه الهجمات. الذخائر العنقودية التي استخدمت في سوريا، حديثا، وكانت هيومن رايتس ووتش قادرة على تأكيد أنها صُنعت في الاتحاد السوفياتي السابق أو روسيا.

في اليوم نفسه الذي وعدت فيه السلطات السورية بعدم استخدام أسلحة عشوائية، سقطت ذخائر عنقودية على مخيم للنازحين في اليونسية، وهي قرية في محافظة إدلب قرب الحدود التركية. أفاد موظفون في مشفى أن الهجوم أسفر عن مقتل 7 مدنيين وإصابة العشرات.

قال زائر للمخيم لـ هيومن رايتس ووتش: "سمعنا فجأة صفير الصواريخ والانفجارات في كل مكان حولنا.  نظرت حولي في حالة صدمة، ولم أشعر بأي شيء. كان علي أن أمسك ذراعي، لأنها كسرت وكانت تتأرجح".

دم على الأرض في مخيم للنازحين بالقرب من قرية اليونسية في إدلب بعد هجوم بذخائر عنقودية على المخيم في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. © 2015 خاص

وثقت هيومن رايتس ووتش عدة هجمات بالذخيرة العنقودية في مناطق مأهولة بالسكان منذ ذلك الحين، منها هجوم أصاب مدرستين عاملتين في دوما، إحدى ضواحي دمشق، قتل على الأقل 8 أطفال.

نشرت وكالة "سانا" الحكومية السورية بيانا لوزارة الخارجية ينفي استخدام الأسلحة العشوائية، كما ذُكر البيان في الفقرة الثالثة من التقرير الشهري لسير التنفيذ – الذي يقدمه الأمين العام للأمم المتحدة عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن – عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني بشأن القرار 2139.

الذخائر العنقودية أسلحة متفجرة، تطلق من على الأرض بواسطة المدفعية وراجمات الصواريخ، أو تُلقى من الطائرات. حظرت 118 دولة الذخائر العنقودية بسبب الضرر الذي تسببه وقت الهجوم، ولأن ذخائرها الصغيرة كثيرا ما لا تنفجر عند إطلاقها فتشكل تهديدا للمدنيين والعسكريين على حد سواء لحين إزالتها وتدميرها. هيومن رايتس وواتش تحث سوريا وروسيا على الانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية.

صواريخ عنقودية أُطلقت من مواقع الجيش السوري في قاعدة جبل زين العابدين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015. المصدر: يوتيوب

بمراجعة الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، وعبر المقابلات مع السكان المحليين، حددت هيومن رايتس ووتش 7 أنواع من الذخائر العنقودية، التي تُلقى من الجو وتطلق من الأرض، استخدمت حديثا في المحافظات السورية الشمالية، حلب وحماة وإدلب.

حددت هيومن رايتس ووتش أن القوات الروسية أو السورية هي المسؤولة عن هذه الهجمات. جماعات المعارضة المسلحة لا تستخدم طائرات، ما يعني أن القوات الحكومية السورية أو القوات الروسية هي المسؤولة عن الذخائر العنقودية التي أسقطتها الطائرات. كما أن الأنواع الأربعة من الذخائر العنقودية التي أُطلقت من الأرض، حديثا، أُطلقت من مركبات كبيرة معقدة التشغيل ولم تُشاهد في حوزة تنظيمات المعارضة المسلحة. تبين مقاطع فيديو – حُدد موقع تصويرها – عدة هجمات بصواريخ عنقودية من طراز "9إم55كي" أن هذه الصواريخ أطلقت من قاعدة في جبل زين العابدين شمال مدينة حماة مباشرة، وهي منطقة يسيطر عليها الجيش السوري.

في كل الهجمات الحديثة التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، سقطت الذخيرة العنقودية على أراض تسيطر عليها المعارضة.

لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش تحديد إذا ما كانت المسؤولية تقع على عاتق أي من قوات الحكومة السورية أو القوات الروسية في كل حالة على حدة؛ يستخدم الطرفان الكثير من الأسلحة نفسها، وكثيرا ما ينفذان عملياتهما معا.

قالت هيومن رايتس ووتش إن الذخائر العنقودية التي يبدو من مظهرها أنها أنتجت في وقت لاحق على تلك التي استعملت قبل بدء الحملة الجوية الروسية، بما فيها نوعان لم يُوثق استعمالهما في سوريا من قبل، علاوة على استخدام الذخيرة العنقودية بكثافة حديثا؛ يشيران إلى أنه إما أن الطائرات الروسية أسقطتها، أو السلطات الروسية زودت الحكومة السورية، حديثا، بالمزيد من الذخائر العنقودية، أو الأمرين معا.

في "المؤتمر الاستعراضي الأول لاتفاقية الذخائر العنقودية"، في سبتمبر/أيلول 2015، أصدرت الدول المشاركة إعلانا يدين أي استخدام للذخائر العنقودية من جانب أي طرف. أيدت أكثر من 140 دولة هذا الإعلان أو أدانت استخدام الذخائر العنقودية في سوريا عبر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وبياناتها. هذه الدول تشمل الولايات المتحدة وعشرات الدول التي ليست أطرافا في المعاهدة الدولية التي تحظر بشكل شامل الذخائر العنقودية، وتطالب بإزالتها ومساعدة ضحاياها.

لم تعلق روسيا على تقارير هيومن رايتس ووتش وغيرها بأنها تستخدم الذخائر العنقودية في عمليتها في سوريا أو نقلت ذخائر عنقودية جديدة إلى الحكومة السورية. لكن في 7 ديسمبر/كانون الأول صوتت روسيا ضد القرار الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم اتفاقية الذخائر العنقودية. اُعتمد القرار بأغلبية 139-2 (روسيا وزيمبابوي)، وامتناع 40 دولة.

شاركت هيومن رايتس ووتش في تأسيس ائتلاف الذخائر العنقودية، وتتولى رئاسته. في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015، حذرت لحملة العالمية روسيا من استخدام أي ذخائر عنقودية في سوريا، بسبب خطرها "المتوقع والقابل للمنع" على المدنيين.

قال سولفانغ: "المدنيون يدفعون ثمن استخدام الذخائر العنقودية في الهجوم السوري-الروسي من حياتهم وأطرافهم. لا ينبغي أبدا استخدام هذه الأسلحة أيا كانت الظروف".

هجمات الذخائر العنقودية والأسلحة المستخدمة

لم تسجل هيومن رايتس ووتش هجمات الذخائر العنقودية إلا في الحالات التي توفرت فيها مقاطع فيديو تؤكد بصريا استخدام الذخائر العنقودية، وأكد فيها مصدر واحد آخر على الأقل استخدام الذخائر العنقودية. لعل العدد الفعلي للهجمات أكبر من ذلك بكثير؛ أبلغ نشطاء محليون عن العديد من الحوادث التي اُستخدم فيها، على ما يبدو، ذخيرة عنقودية.

وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام 7 أنواع من الذخائر العنقودية في سوريا منذ 30 سبتمبر/أيلول، كما هو مفصل في الجدول التالي:

 

طريقة الإطلاق

نوع الناقل

نوع الذخائر الصغيرة

عدد الذخائر الصغيرة لكل ناقل

عدد الهجمات الموثقة

تُطلق من الأرض

الرأس الحربي العنقودي "9إم27كي/9إم27 كي1" (راجمة الصواريخ بي إم-27 أوراغان)

9إن210/9إن235

30

1

تُطلق من الأرض

صاروخ "9إم55كي" (راجمة الصواريخ بي إم-30  سميرتش)

9إن235

72

2

تُطلق من الأرض

المقذوف الحامل "3 أو8"

أو-10

14

1

تُطلق من الأرض

منظومة الصاروخ الباليستي توشكا "9إم79"

9إن24

50

2

تُسقط من الجو

قنابل آر بي كي- 500

أي أو- 2.5 آر تي/آر تي إم

108

10

تُسقط من الجو

قنابل طراز آر بي كي- 500

إس إتش أو أي بي-0.5

565

2

تُسقط من الجو

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500

إس پي بي إي

15

2

 

استخدمت القوات الحكومية السورية الذخائر العنقودية في مواقع عدة في 10 محافظات من محافظات البلاد منذ منتصف العام 2012.

ذخيرة صغيرة من طراز "إس إتش أو أيه بي-0.5" عُثر عليها في البوابية في جنوب حلب بعد هجوم جوي بذخيرة عنقودية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. . © 2015 مركز الجنوب الإعلامي

تعرفت هيومن رايتس ووتش وآخرون على نوعين من الذخائر العنقودية التي تسقطها الطائرات، لم يُوثَقا حين اُستخدما في سوريا قبل بدء الهجوم الروسي-السوري المشترك في 30 سبتمبر/أيلول. أحدهما هو القنابل العنقودية الروسية الصنع من طراز "آر بي كي-500 إس پي بي إي" التي تحتوي على ذخائر صغيرة ذات صمامات تفجير استشعارية. تسقط هذه الذخيرة بمظلة، وصُممت لتدمير العربات المدرعة بإطلاق سبائك من المعدن المصهور ذاتية التشظي لأسفل على العربة المدرعة بعد كشفها بنظام الاستهداف. أما النوع الثاني، فهو مقذوف ذخيرة عنقودية من طراز "3أو8" عيار 240 ملم، يحتوي على ذخائر صغيرة من طراز "أو-10"، ويُطلق من على الأرض بواسطة مدفع الهاون 2 إس4 طيولبان عيار 240 ملم ذاتي الحركة، أو مدفع الهاون إم-240 المقطور.

العديد من الذخائر العنقودية التي استخدمت منذ 30 سبتمبر/أيلول، تحمل علامات تبين أنها صُنعت في الفترة من 1989 إلى أوائل التسعينات من القرن العشرين. (انظر على سبيل المثال مقال مركز خدمات بحوث التسليح). 

ذخيرة صغيرة من طراز "أيه أو-2.5 آر تي إم" وجدت في دوما بعد هجوم بذخيرة عنقودية في 14 ديسمبر/كانون الأول 2015. © 2015 براء عبد الرحمن

هذا تحول ملحوظ، على ما يبدو، عما كان عليه الأمر قبل التدخل الروسي؛ بينت العلامات على الذخائر العنقودية التي استُخدمت في سوريا، واطلعت عليها هيومن رايتس ووتش، أنها صُنعت في السبعينات والثمانينات.

في حين أن عددا من الهجمات استهدف، على ما يبدو، مناطق مأهولة بالسكان مثل مخيمات النازحين، فإن هجمات أخرى وثقتها هيومن رايتس ووتش أصابات فيها الذخائر العنقودية، على ما يبدو، المناطق حيث تتواجد التنظيمات المسلحة أو مناطق القتال الدائر او بالقرب منها، حيث بقي عدد قليل من المدنيين أو لم يبقَ أي منهم. قالت هيومن رايتس ووتش إنه حتى في مثل هذه الأماكن، لا ينبغي استخدام الذخائر العنقودية، بأي حال من الأحوال، بسبب الخطر الذي تشكله الذخائر الصغيرة عير المنفجرة على المدنيين بعد انتهاء القتال.

كما شاهدت هيومن رايتس ووتش صورا ومقاطع فيديو حديثة تظهر 3 أنواع من الذخائر الصغيرة لم تذكر أعلاه، لكن لم يتسن لها تأكيد استخدامها أو من استخدمها. بعد هجوم بالذخيرة العنقودية على دوما في 13 ديسمبر/كانون الأول، وثقت صورة فوتوغرافية قذيفة صغيرة من الحقبة السوفيتية تدعى "أي أو-1 إس سي أتش". أما النوعان الآخران فهما من الذخائر التقليدية المحسنة ذات الغرض المزدوج التي شوهدت في مناطق أخرى من سوريا. أحد هذين النوعين من المرجح أنه من صواريخ "صقر" عيار 122 ملم التي تطلق من السطح، المصرية الصنع. أما النوع الثاني الذي يحمل تسمية "زد پي-39"، فإن طريقة إطلاقه والبلد المصنع له غير معروفين في ضوء المعلومات المتاحة للعموم. كانت هيومن رايتس ووتش وثقت من قبل استعمال جميع هذه الأنواع الثلاثة من الذخائر العنقودية في سوريا، ومن المرجح أن قوات "الدولة الإسلامية" استخدمت الذخائر الصغيرة التقليدية المحسنة ذات الغرض المزدوج من طراز "زد پي- 39"، في شمالي سوريا في النصف الثاني من 2014.

تفاصيل الحوادث الموثقة

بسبب الوضع الأمني السائد، لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش فحص مواقع الارتطام والمخلفات مباشرة. لتأكيد استخدام الذخائر العنقودية في القرى المذكورة لاحقا، أجرى الباحثون مقابلات شخصية مع الشهود في تركيا، أو عن طريق الهاتف، وفحصوا الصور الفوتوغرافية وأشرطة الفيديو التي أخذت من مصادر مختلفة.

الحالات المدرجة في الجدول في نهاية التقرير هي تلك التي فحصت فيها هيومن رايتس ووتش دليلا بصريا (فيديو أو صورا فوتوغرافية) لنوع الذخيرة العنقودية والتي أكد مصدر واحد آخر على الأقل استخدامها. أبلغ نشطاء محليون عن عشرات الهجمات بالذخائر العنقودية، لم تدرج في هذا التقرير، لعدم توفر معلومات مساندة.

في تقرير عن ضربات جوية في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول، قدم "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا"، وهو مجموعة رصد سورية، وصفا مفصلا لـ 6 هجمات بالذخائر العنقودية منذ 30 سبتمبر/أيلول.

دوما في دمشق، 13 و14 ديسمبر/كانون الأول

سقطت ذخائر عنقودية على دوما، وهي ضاحية في دمشق تسيطر عليها المعارضة، على الأقل يومي 13 و14 ديسمبر/كانون الأول، وفقا لمقابلات مع سكان محليين، ومسعفين، ونشطاء موالين للمعارضة أجرتها هيومن رايتس ووتش ولقطات فيديو وصور فوتوغرافية راجعتها.

قدم 3 من السكان المحليين قابلتهم هيومن رايتس ووتش وصفا لهجمات صباح 13 ديسمبر/كانون الأول تتفق مع كونها هجوما بذخيرة عنقودية. قال ناشط إعلامي ومصور فوتوغرافي لـ هيومن رايتس ووتش:

لقد بدأوا استخدام الذخائر العنقودية منذ شهرين، لكن من الصعب توثيق ذلك. الذخائر العنقودية لا تسبب أضرارا كبيرة في المباني، وتنفجر فلا تخلف وراءها بقايا تذكر. لكننا نعرف صوتها. يحدث انفجار قوي في السماء، وبعد 20 ثانية أو أقل، تسمع سلسلة انفجارات صغيرة، مثل إطلاق النار لكن بصوت أعلى. نحن نتعرف عليها بهذه الطريقة.

الهجمات على دوما في 13 ديسمبر/كانون الأول، تضمنت استخدام أسلحة أخرى بجانب الذخائر العنقودية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 مدنيا، وفق أحد الموظفين في "المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما وما حولها". قُتل بعض الضحايا على الأقل، على ما يبدو، بذخائر عنقودية، وفقا لسكان محليين قابلتهم هيومن رايتس ووتش.

منصور، وهو عضو في "الدفاع المدني السوري"، وهي منظمة محلية تطوعية للبحث والإنقاذ، وصل إلى مركز نجدة تابع للمنظمة بعد فترة وجيزة من أول هجوم بالذخيرة العنقودية. قال منصور:

قُتل كثيرون. رأيت من 10 إلى 15 قتيلا، منهم طفل. رأيت امرأة محجبة تبكي بجوار طفل في كفن أبيض. كان طفلها الوحيد. قُتل عندما انفجرت قنبلة عنقودية. كانت في طريقها لتحضره من المدرسة، حين سقطت قنبلة عنقودية ومات. تأثرت كثيرا عندما رأيتها تودعه.

سقطت بعض الذخائر العنقودية على مدرستين في وسط دوما، فقتلت 8 أطفال ومعلمين اثنين، وفقا لمن قابلتهم هيومن رايتس ووتش، وما اطلعت عليه من صور فوتوغرافية ومقطع فيديو.

في 14 ديسمبر/كانون الأول، نشرت "مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق" التابعة للمعارضة ومقرها دوما، على صفحة فيسبوك الخاصة بها أسماء الأطفال الثمانية الذين قتلوا في هجوم 13 ديسمبر/كانون الأول. كما نشرت الصفحة صورا ومقاطع فيديو للأطفال المصابين والأضرار، بما يتفق مع هجوم بذخيرة عنقودية استهدف ما يبدو أنها مدارس.

أكد مصور فوتوغرافي يدعى سمير الدومي يقيم بجوار المدرستين، أن المدرسة تعرضت لهجوم، وقدم لـ هيومن رايتس ووتش صورا التقطها تبين أن ما لحق بها من ضرر يتفق مع كونها تعرضت لهجوم بذخيرة عنقودية.

قال صحفي من دوما يعرف باسم ياسر الدوماني، لــ هيومن رايتس ووتش إنه وجد بقايا السلاح الذي استُخدم في الهجوم على المدرسة. الدوماني صور البقايا ونشر مقطع لها على يوتيوب.

كل من قابلتهم هيومن رايتس ووتش قالوا إن المدرسة كانت في يوم عمل دراسي عادي عندما تعرضت للهجوم، ولم يكن بها مقاتلون.

بقايا ذخيرة عنقودية أصابت مدرسة في دوما في 13 ديسمبر/كانون الأول 2015. © 2015 ياسر الدوماني

أوضح مركز "خدمات بحوث التسليح" أن الحطام الذي ظهر في فيديو الدوماني مقذوف ذخيرة عنقودية من طراز "3أو8" عيار 240 ملم ويحتوي على ذخائر عنقودية صغيرة من طراز "أو-10"، ويعود للحقبة السوفيتية. هذه المرة الأولى التي يُوثق فيها استخدام هذا السلاح في سوريا.

قال سكان محليون إن هذا السلاح استخدم مرارا في دوما في الشهرين الماضيين، وقدموا وصفا لهجمات تتسق مع كونها هجمات بذخيرة عنقودية. شاهدت هيومن رايتس ووتش العديد من الصور لبقايا الذخيرة العنقودية 3 أو8 الأسبوع الماضي، لكن لم يتسن لها الحصول على دليل بصري على الذخائر الصغيرة إلا في 13 ديسمبر/كانون الأول. ومع ذلك فإن بقايا هذه الذخيرة وتقارير متعددة عن هجمات بذخيرة عنقودية، تشير إلى أن الذخائر العنقودية استخدمت تكرارا في الهجمات على دوما.

كما تضمن فيديو الدوماني ذخائر صغيرة لم تنفجر من طراز "أي أو-1إس سي أتش". لكن لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش تحديد إذا ما كانت من مخلفات هجوم حديث.

في 14 ديسمبر/كانون الأول، سقطت ذخائر عنقودية مرة أخرى في دوما، لكن أسقطتها طائرات هذه المرة. ناشط إعلامي، يسكن على بعد 150 مترا من موقع الارتطام وذهب هناك بعد الهجوم، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن الهجوم أصاب منطقة سكنية في جنوب غرب دوما، فيها ايضا مركز طبي لعلاج المدنيين. قال: "عندما وصلنا رأينا الدم والأضرار. وجدنا قنابل صغيرة لم تنفجر، مثل كرات صغيرة، بعضها لم ينفجر، وبعضها مفتوح". قدم الناشط لـ هيومن رايتس ووتش عدة صور لذخائر صغيرة لم تنفجر من طراز "أي أو-2.5 آر تي إم" قال إنه التقطها بعد هجوم 14 ديسمبر/كانون الأول.

قال الناشط إن 5 مدنيين قتلوا في هجوم 14 ديسمبر/كانون الأول. لم يكن في وسع هيومن رايتس ووتش التحقق بشكل مستقل من هذه الشهادة.

معرة النعمان في محافظة إدلب، 14 ديسمبر/كانون الأول

سقطت ذخائر عنقودية على معرة النعمان في محافظة إدلب في 14 ديسمبر/كانون الأول، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 4 مدنيين، منهم طفلة (10 سنوات)، بحسب ما أفاد ناشطو وسائل الإعلام المحلية، وصور راجعتها هيومن رايتس ووتش.

مصطفى غريب، وهو ناشط إعلامي موال للمعارضة، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن طائرة أسقطت 4 قنابل عنقودية على البلدة نحو الساعة 11:40 صباح 14 ديسمبر/كانون الأول.

قال غريب:

سقطت في 3 أحياء حيث كان الناس يقومون بأعمالهم، يشترون الفلافل ويتمشون. لم يكن هناك مسلحون أو حتى مقر أو أهداف عسكرية في المنطقة التي سقطت عليها القنابل. بدأ الناس الآن تمشيط منازلهم وحدائقها والساحات الخلفية للمنازل، بحثا عن الذخائر العنقودية لأن هناك الكثير  منها في جميع أنحاء البلدة.

زود الناشط هيومن رايتس ووتش بأسماء 4 أشخاص قتلوا في الهجوم: 3 رجال وصفهم بأنهم مدنيين، وطفلة عمرها 10 سنوات. قال إن 10 مدنيين جرحوا.

بلال عمران، ناشط إعلامي آخر، قدم وصفا مشابها للهجوم.

أطلع غريب هيومن رايتس ووتش على عدة صور التقطها لذخائر صغيرة غير منفجرة "أي أو- 2.5 آر تي/آر تي إم" وبقايا قنبلة عنقودية "آر بي كي-500  أي أو- 2.5 آر تي/آر تي إم".

حي المرجة في مدينة حلب، 14 ديسمبر/كانون الأول

سقطت ذخائر عنقودية من طائرات على حي المرجة في مدينة حلب في 14 ديسمبر/كانون الأول، وفقا لمسعف ولقطات فيديو وصور راجعتها هيومن رايتس ووتش.

عضو في الدفاع المدني وصل إلى مكان الهجوم بعد بضع دقائق، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن الهجوم استهدف سوق وقود قرب مسجد نحو الساعة 10:45 صباحا. أضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل 3 مدنيين- كلهم رجال- وإصابة 6 أشخاص.

أطلع هيومن رايتس ووتش على العديد من الصور التي التقطها في موقع الارتطام. تظهر الصور بقايا قنبلة عنقودية من طراز "آر بي كي-500 أي أو-2.5 آر تي" وذخائر صغيرة لم تنفجر من طراز "أي أو-2.5 آرتي". يظهر مقطع فيديو على يوتيوب مجموعة من الناس يجمعون العديد من الذخائر الصغيرة غير المنفجرة، وقد فككوا واحدة منها، كما تظهر دماء في الشارع. مقطع فيديو آخر نشره الدفاع المدني السوري يظهر، أيضا، العديد من الذخائر الصغيرة غير المنفجرة ودماء في الشارع.

الناجية في محافظة إدلب، 3 ديسمبر/كانون الأول

استُخدمت صواريخ باليستية مزودة بذخيرة عنقودية في هجوم واحد على الأقل في قرية الناجية في محافظة إدلب في 3 ديسمبر/كانون الأول، ما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل، وفقا لسكان محليين وفيديو وصور راجعتها هيومن رايتس ووتش.

قال محام في الناجية إنه رأى العديد من سحابات الدخان في الجو، وسمع الكثير من الانفجارات الصغيرة نحو الساعة 1 أو 2 بعد الظهر، يوم 3 ديسمبر/كانون الأول. أضاف أن القنابل سقطت في مزارع ومنازل القرية.

قدم ناشط موال للمعارضة في الناجية رواية مماثلة. ذكر الناشط اسم مدني قتل في الهجوم، وقال إن 3 مدنيين آخرين أصيبوا. كما قتل مدنيان آخران في غارة جوية في الوقت نفسه تقريبا، وفقا لناشط معارض.

راجعت هيومن رايتس ووتش العديد من مقاطع الفيديو والصور من الناجية تظهر بقايا صاروخ توشكا الباليستي "9إم79"، وهو من نوع السلاح الذي أصاب مخيم النازحين في اليونسية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني. تظهر اللقطات بقايا صاروخين على الأقل.

لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش معرفة الرأس الحربي الذي حمله هذا الصاروخ، لكن وصف سكان محليين للهجوم يتفق مع كونه هجوما بالذخيرة العنقودية.

ذكرالناشط لـ هيومن رايتس ووتش أسماء 4 قتلوا في الهجوم؛ وهم 3 رجال وصفهم بالمدنيين وطفلة (10 سنوات). قال أن 10 مدنيين أصيبوا.

كنِدّة في محافظة إدلب، 13 نوفمبر/تشرين الثاني

استُخدمت ذخائر عنقودية تُطلق من الأرض في هجمات على كندة، وهي قرية تبعد نحو 5 كيلومترات عن الحدود التركية في محافظة إدلب، في هجومين على الأقل في نوفمبر/تشرين الثاني، ما أدى إلى إصابة 5 مدنيين، وفقا لسكان القرية وفيديو وصور راجعتها هيومن رايتس ووتش.

قال منير حاج من مركز كندة الإعلامي المعارض إن كثيرين ممن هجرتهم الحرب لجأوا إلى كندة، لذلك كانت تعج بالمدنيين عندما وقع الهجوم الأول في 13 نوفمبر/تشرين الثاني. أضاف أن الهجوم وقع نحو الساعة 10 صباحا:

سمعت انفجارات كثيرة. كانت مدوية ومخيفة. بدأ الناس يجرون عشوائيا في كل اتجاه، في محاولة للعثور على مكان ما للاختباء، لكن ذلك كان صعبا لأن لا أحد كان يعرف أين ستسقط الصواريخ.

قال أبو شادي، أحد سكان كندة، إنه كان في متجر قريب من منزله في 13 نوفمبر/تشرين الثاني عندما سمع انفجارا في الجو، تلاه العديد من الانفجارات الصغيرة التي "بدت كسقوط المطر". أضاف أنه جرى إلى المنزل، ليجد زوجته تحمل ابنهما (4 سنوات) مصابا بجروح خطيرة منها جرح في البطن. أوضح أن ابنه حاول، على ما يبدو، أن يجري إلى ملجأ على الجانب الآخر من الطريق أمام المنزل، لكنه أصيب في انفجار، قبل أن يصل إليه. أُجريت للطفل عملية جراحية طارئة في مشفى ميداني محلي، ثم نُقل إلى مستشفى في تركيا، حيث اضطُر الأطباء إلى إزالة جزء كبير من أمعائه بسبب الإصابة.

قال حاج إن 5 مدنيين أصيبوا في الهجوم؛ طفلان  عمراهما عامان و4 أعوام- وامرأتان ورجل. أضاف أنه وقع هجوم مماثل في 19 نوفمبر/تشرين الثاني لم يصب فيه أي شخص، وأحد أسباب ذلك أن معظم المدنيين كانوا غادروا القرية.

أكد 2 من السكان المحليين فرا حديثا إلى تركيا وقوع هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وقالا إن هجوما مماثلا ضرب القرية في 4 ديسمبر/كانون الأول. (لم يكونا في القرية يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني). قالا إن بعض شبان القرية الذين ينتمون إلى جماعات المعارضة المسلحة، كانوا في القرية مسلحين بأسلحة خفيفة، لكن لا توجد أهداف عسكرية أخرى بالقرية.

أطلع حاج هيومن رايتس ووتش على صور لأجزاء من ذيل وحمولة صاروخ عنقودي، وصورتين لذخائر صغيرة لم تنفجر. كما اطلع عضو في الدفاع المدني في بداما القريبة، هيومن رايتس ووتش على صور لذخيرة صغيرة عطبت.

من خلال الصور، تعرفت هيومن راتيس ووتش على السلاح بأنه من نوع الصواريخ العنقودية سلسلة "9إم27كي" عيار 220 ملم أرض-أرض، التي تحتوي على ذخائر صغيرة، إما من طراز "9إن210"، أو طراز "9إن235". كما قدم حاج مقطع فيديو للهجوم يبين انفجارات صغيرة، بما يتفق وكونه هجوما بذخيرة عنقودية.

مخيم للنازحين في قرية اليونسية في محافظة إدلب، 9 نوفمبر/تشرين الثاني

استُخدمت الذخائر العنقودية في هجوم قرب مخيم للنازحين في قرية اليونسية، القريبة من الحدود التركية في محافظة إدلب، في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني. أسفر الهجوم عن مقتل 7 مدنيين واصابة 43، وفقا لمدير المخيم وأحد السكان المحليين وأحد أفراد الطاقم الطبي، وصور ومقطع فيديو راجعتها هيومن رايتس ووتش.

قال عبد الجبار خليل، مدير المخيم، المعروف باسم أوبين، إن الهجوم وقع في الجزء الشمالي الشرقي من المخيم نحو الساعة 3 بعد الظهر:

سمعنا دوي انفجارات، كثير منها في آن معا. كان هناك حالة من الفوضى والخوف التام، وبدأ الناس بترك الخيام والفرار من المخيم نحو أي مكان اعتقدوا أنه أكثر أمانا.

قال رشيد سيلو (70 عاما) الذي كان يزور عائلته في المخيم وقت الهجوم:

لم يمض على وجودي هناك 10 دقائق، إلا وسمعنا فجأة صفير الصواريخ والانفجارات في كل مكان حولنا. بدأ الناس يركضون ويصرخون. نظرت حولي في حالة صدمة، ولم أشعر بأي شيء. كان علي أن أمسك ذراعي، لأنها كسرت وكانت تتأرجح. كما أصبت بشظايا في بطني وظهري.

قال مصطفى يوسف، المسؤول في مشفى اليمضية القريب، إن 7 مدنيين – منهم 5 أطفال – قتلوا في الهجوم. أوضح أن 5 ماتوا على الفور، في حين توفي 2 في المشفى متأثرين بجروحهما. أضاف يوسف أن المشفى استقبل 43 جريحا، منهم من فقد أطرافه ومنهم مصابون بجروح سببتها شظايا كبيرة. اضطر المشفى لإرسال ما لا يقل عن 13 مصابا إلى تركيا، لأنه كان يعمل أصلا بكامل طاقته.

بقايا صاروخ باليستي من طراز توشكا "9إم79" استخدم في هجوم على قرية الناجية في 4 ديسمبر/كانون الأول 2015. © 2015 حمزة

منظمة الدفاع المدني السوري أطلعت هيومن رايتس ووتش على فيديو وصور تظهر بقايا الصاروخ الباليستي توشكا "9إم79". لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش تحديد نوع الرأس الحربي الذي حمله الصاروخ. لكن وصف سكان محليين للهجوم يتسق مع كونه هجوما بذخيرة عنقودية. يمكن تجهيز الصاروخ توشكا برأس حربي يحتوي على 50 ذخيرة صغيرة متفجرة تدعى "9إن24".

حيّان في محافظة حلب، 22 و24 أكتوبر/تشرين الأول

استُخدم نوعان، على الأقل، من الذخائر العنقودية التي تُسقط من الجو في هجمات على بلدة حيّان والمناطق المحيطة بها يوميّ 22 و24 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 10 آخرين، وفقا لمسعف محلي وصور ومقاطع فيديو راجعتها هيومن رايتس ووتش.

قال أبو نضال، وهو عضو في الدفاع المدني السوري، إن الذخائر العنقودية استخدمت في هجوم جوي نحو الساعة 2 صباح 22 أكتوبر/تشرين الأول. سقطت الذخائر العنقودية في منطقة سكنية شمال البلدة وأصابت 3 مدنيين، هم امرأتان وطفل. قال أبو نضال إن الذخائر الصغيرة نزلت بمظلة، وكان هناك نحو 12 من الذخائر الصغيرة في كل قنبلة. أضاف أبو نضال إنه فكك 6 من هذه الذخائر الصغيرة.

حددت هيومن رايتس ووتش الذخائر على أنها القنبلة العنقودية "آر بي كي-500 إس پي بي إي" التي تحتوي على ذخائر صغيرة ذات صمامات تفجير استشعارية، استنادا إلى صور فوتوغرافية في تقرير نشره مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.

قال أبو نضال إن ذخائر عنقودية استخدمت مرة أخرى، لكن هذه المرة في وسط المدينة، ما بين الساعتين 9 و10 من ليل 24 أكتوبر/تشرين الأول. أوضح أن انفجارا ضخما حصل أولا، تلاه سقوط ذخائر عنقودية على المنطقة. أبو نضال قال إن بعض الذخائر العنقودية كانت مشابهة لتلك المستخدمة في 22 أكتوبر/تشرين الأول، لكن بعضها الآخر كان من نوع مختلف – "في حجم يدك"، كما وصفها.

حددت هيومن رايتس ووتش هذه الذخائر العنقودية بأنها من طراز "آر بي كي-500 أي أو-2.5 آر تي" ذات الذخائر الصغيرة "أي أو-2.5 آر تي".

قال أبو نضال: "تنفجر إذا لمستها". أوضح أن قنبلة انفجرت وهو يحاول تفكيكها فأصابته في ساقه.

أضاف أبو نضال أن الهجوم بالذخيرة العنقودية يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول قتل 2 وجرح 7.

تضمن تقرير مركز توثيق الانتهاكات في سوريا اسم أحد القتلى وصورته.

مخيم للنازحين في النقير في محافظة إدلب، 9 أكتوبر/تشرين الأول

بعيد منتصف ليل 9 أكتوبر/تشرين الأول، سقطت ذخائر عنقودية أُطلقت من الأرض على مخيم للنازحين في النقير في محافظة إدلب، فقتلت على الأقل 3 أشخاص وأصابت كثيرين، وفقا لشهادة 4 أشخاص قابلتهم هيومن رايتس ووتش ومقطع فيديو وصور راجعتها.

قال أحد السكان إن 42 أسرة كانت تعيش في المخيم، معظمها جاء فارا من القتال في ريف حماة الشمالي:

كنا جميعا نائمين. فجأة، اشتعلت النار في كل شيء. كنا نظن أننا سنموت جميعا. لا أعرف كيف نجونا. القصف لم يتوقف لمدة 20 دقيقة. كنا خائفين جدا لدرجة أننا لم نخرج من الخيمة. عندما توقف القصف، خرجت. أصيب ناس، ومات آخرون. أصيبت زوجة أخي في يدها. أصيب ابن عمي. أمس توفي شخص آخر ظل في العناية المركزة لمدة أسبوع.

قال تيم يوسف، وهو صحفي يعمل لصالح "مركز حماة الإعلامي" المعارض ويقيم في النقير، إنه رأى أكثر من 25 صاروخا تنفجر في الجو، ثم سمع عشرات الذخائر الصغيرة تصيب الأرض. أضاف أن الهجوم استمر ما بين 7 و10 دقائق.

يوسف، الذي ذهب على الفور بعد الهجوم إلى المخيم ثم إلى عيادة طبية، قال إن الهجوم قتل طفلين – أحدهما بنت (7 سنوات) – وشاب. أطلع يوسف هيومن رايتس ووتش على العديد من مقاطع الفيديو التي صورها وتظهر مصابين – منهم طفلان – يتلقون العلاج في مركز طبية.

يوسف أطلع هيومن رايتس ووتش، أيضا، على مقاطع فيديو تظهر مخلفات الأسلحة المستخدمة في الهجوم. تعرفت هيومن رايتس ووتش على مخلفات الصواريخ العنقودية من طراز "9إم55كي" عيار 300 ملم أرض-أرض، والذخائر الصغيرة غير المنفجرة "9إن235".

ذخيرة ثانوية غير منفجرة من طراز " 9 إن235" من صاروخ عنقودي من طراز "9إم55كيه" وجدت في مخيم للنازحين بالقرب من النقير في محافظة حماة بعد هجوم بذخيرة عنقودية على المخيم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015، قتل 3 مدنيين على الأقل. © 2015 مركز سوريا الإعلامي

وصل هادي العبد الله، وهو صحفي آخر، إلى المخيم بعد وقت قصير من الهجوم:

عندما وصلت، كانت النار مشتعلة في خيمة واحدة. رأيت فيها عربة طفل. تضررت بعض الخيام بسبب الشظايا. في إحدى الخيام كان هناك دماء على الأرض. كان هناك تلفزيون، وحقيبة امرأة وحاجيات أطفال. إلى جانب هذه الخيمة كان هناك سيارة، مع حصيرة على الأرض. كان تقيم فيها أسرة على الأرجح.

نشر العبد الله لقطات فيديو في أعقاب الهجوم ومقابلات مع بعض الجرحى على يوتيوب. ذهب إلى عيادتين استقبلتا الجرحى. قال إن عاملين في العيادتين أخبراه أن الهجوم قتل 5 أشخاص وجرح 20.

أكدت هيومن رايتس ووتش هجومين آخرين باستخدام الصواريخ العنقودية نفسها في بلدتين مجاورتين. شاهدت هيومن رايتس ووتش مقاطع فيديو وتلقت معلومات من ناشطين محليين تفيد أن هذا النوع من الذخيرة العنقودية استُخدم في كثير من الهجمات على المنطقة.

المنطقة التي سقطت فيها الذخائر العنقودية كانت تشهد قتالا عنيفا منذ 30 سبتمبر/أيلول، وتسيطر عليها قوات المعارضة.

عربة رضيع أمام خيمة أكلتها النيران في مخيم للنازحين بالقرب من النقير في محافظة حماة بعد هجوم بذخيرة عنقودية على المخيم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015، قتل 3 مدنيين على الأقل. © 2015 مركز سوريا الإعلامي

يظهر مقطع فيديو حللته هيومن رايتس ووتش وحددت موقع تصويره أن بعض الصواريخ من طراز "9إم55كي" أطلقت من قاعدة جبل زين العابدين شمال مدينة حماة مباشرة، في منطقة يسيطر عليها الجيش السوري. مقطع الفيديو نفسه يظهر عشرات الانفجارات الصغيرة في منطقة الارتطام، بما يتفق مع استخدام الذخائر العنقودية. هيومن رايتس ووتش لم تجد مقاطع فيديو لإطلاق صواريخ في هجمات أخرى، لكن لعل من أطلقها هو القوات نفسها؛ هذه الراجمات نادرا ما تُستخدم في سوريا.

يُطلق الصاروخ "9إم55كي" من راجمة الصواريخ "بي إم-30 سميرتش" (سميرتش تعني الإعصار بالروسية)، وهي نظام صاروخي متعدد الإطلاق صممه وصنعه في البداية الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينات، ثم تابع تصنيعه وتصديره المؤسسة الحكومية الموحدة للصادرات العسكرية الروسية "جمعية الدولة للأبحاث والإنتاج (سبلاف)" بدءا من 1991. قواعد البيانات العلنية الموثوقة عن مقتنيات المعدات العسكرية وصفقات بيعها التي يوفرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لا تسرد سوريا ضمن الدول التي تمتلك راجمة الصواريخ "بي إم-30 سميرتش". رغم ذلك، وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام قوات الحكومة السورية هذا النظام من الأسلحة في المنطقة نفسها في فبراير/شباط 2014.

أفاد محلل عسكري روسي أن القوات الروسية نشرت في سوريا راجمات صواريخ "بي إم-30" التي تطلق الصواريخ العنقودية "9إم55كي"، لكن لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش تحديد إذا ما كانت قد استُخدمت.

يبلغ أقصى مدى للصاروخ "9إم55كي" 70 كيلومترا، وفقا للشركة المصنعة. كل الهجمات الموثقة تقع ضمن هذا المدى، بما فيها تلك التي أبلغ عنها نشطاء محليون.

قرية معصران في إدلب، 7 أكتوبر/تشرين الأول

اسُتخدمت الذخائر العنقودية في هجوم جوي، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، على قرية معصران شمال شرق معرة النعمان في محافظة إدلب، وفقا لناشط محلي ومقاطع فيديو وصور فوتوغرافية راجعتها هيومن رايتس ووتش.

قال ناشط معارض في معرة النعمان إن الهجوم وقع نحو الساعة 3 بعد الظهر، وإن الذخائر العنقودية سقطت في وسط القرية. أضاف الناشط إن المنطقة ليس بها مقاتلون.

ذكر الناشط أسماء 6 مدنيين أودى الهجوم بحياتهم، هم 3 نساء، وطفلان (عمر أحدهما 3 سنوات، وعمر الآخر غير معروف)، ورجل.

يظهر مقطع فيديو بثته على يوتيوب "المعرة اليوم"، وهو موقع يبث محتوى يجمعه صحفيون متطوعون، بقايا قنبلة عنقودية من طراز "آر بي كي-500 أي أو-2.5 آر تي" وعشرات من الذخائر الصغيرة غير المنفجرة من طراز "أي أو-2.5 آر تي". الصحفي الذي صور المقطع أكد لـ هيومن رايتس ووتش أنه صُور في قرية معصران. يظهر مقطع فيديو ثان بثه "مركز المعرة الإعلامي"، المعارض، الحطام نفسه.

هجمات بالذخيرة العنقودية في سوريا منذ 30 سبتمبر/أيلول 2015:

تسلسل

التاريخ

الموقع

النوع

الدليل البصري

1

4 أكتوبر/تشرين الأول

كفر حلب، محافظة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة  إس پي  بِي إِي

صور: ذخائر صغيرة.

فيديو: انتشار الذخائر العنقودية في الجو.

2

7 أكتوبر/تشرين الأول

معصران، محافظة إدلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

فيديو: بقايا ذخيرة صغيرة

فيديو: بقايا قنبلة وذخيرة صغيرة

3

7 أكتوبر/تشرين الأول

كفر زيتا، ريف حماة

صاروخ "9إم55كي" به ذخائر صغيرة

9إن235

فيديو:  سحب دخان أو صاروخ أطلق وارتطامه.

فيديو: صوت الارتطام.

صورة: بقايا صاروخ.

4

9 أكتوبر/تشرين الأول

النقير، محافظة إدلب

صاروخ "9إم55كي" به ذخائر صغيرة

9إن235

صورة: جزء من القذيفة الحاملة وذخائر صغيرة.

فيديو: مخيم وبقايا صاروخ وذخائر صغيرة.

فيديو: ارتطام ومخيم وجرحى.

5

13 أكتوبر/تشرين الأول

شتل الزيارة، محافظة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2 آر تي إم"

فيديو: ذخائر صغيرة جُمعت.

6

22 أكتوبر/تشرين الأول

حيّان، محافظة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة  إس پي  بِي إِي

فيديو: بقايا قنبلة وذخائر صغيرة.

7

24 أكتوبر/تشرين الأول

حيّان، محافظة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

فيديو: ذخائر صغيرة وبقاياها.

صور: بقايا  ذخائر صغيرة.

 

8

28 أكتوبر/تشرين الأول

كرم الميسر في مدينة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

صور: بقايا ذخائر صغيرة.

9

28 أكتوبر/تشرين الأول

كنصفرة، محافظة إدلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

فيديو: بقايا ذخائر صغيرة.

10

29 أكتوبر/تشرين الأول

كفر عويد، محافظة إدلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

صور: بقايا ذخائر صغيرة وقنبلة.

11

9 نوفمبر/تشرين الثاني

اليونسية، محافظة إدلب

صاروخ توشكا- يو 9إم79-1كي يحمل رأسا حربيا به ذخيرة عنقودية

الصور في ملف بحوزة هيومن رايتس ووتش

12

13 نوفمبر/تشرين الثاني

الكندة، محافظة  إدلب

منظومة الصاروخ الباليستي توشكا "9إم79كي" يحمل ذخيرة من طراز 9إن210/9إن235

 

الصور في ملف بحوزة هيومن رايتس ووتش

 

 

 

 

13

20 نوفمبر/تشرين الثاني

البوابية، محافظة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة إس إتش أو أي بي-0.5

صور: بقايا ذخائر صغيرة وقنبلة.

14

23 نوفمبر/تشرين الثاني

اللطامنة في ريف حماة

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

فيديو: بقايا ذخيرة صغيرة.

15

28 نوفمبر/تشرين الثاني

اللطامنة في ريف حماة

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة إس إتش أو أي بي-0.5

فيديو: بقايا ذخائر صغيرة.

16

3 ديسمبر/كانون الأول

الناجية في إدلب

صاروخ توشكا- يو 9إم79-1كي يحمل رأسا حربيا به ذخيرة عنقودية

صورة: بقايا صاروخ.

17

13 ديسمبر/كانون الأول

دوما في دمشق

المقذوف "3 أو8" يحمل ذخائر عنقودية أو-10

فيديو: بقايا ذخائر صغيرة.

صور: بقايا لم تنفجر.

18

14 ديسمبر/كانون الأول

المرجة في مدينة حلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

فيديو: بقايا ذخائر صغيرة.

19

14 ديسمبر/كانون الأول

معرة النعمان في إدلب

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

صورة: بقايا ذخائر صغيرة وقنبلة.

20

14 ديسمبر/كانون الأول

دوما في دمشق

قنابل عنقودية من طراز آر بي كي- 500 ذات ذخائر صغيرة "أي أو- 2.5 آر تي"

فيديو: بقايا ذخائر صغيرة.

 

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.