Israel



Israel Israel & Occupied Palestinian Territories
  

II. كلمة عن منهج التقرير ونطاقه

يستند هذا التقرير إلى بحث ميداني لـ هيومن رايتس ووتش تم في مارس/آذار وأبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول في 13 قرية غير معترف بها للبدو وفي ثلاث بلدات للبدو من التخطيط الحكومي، وهذا في منطقة النقب. وكلما أمكن قابلت هيومن رايتس ووتش البدو في بيوتهم من أجل الإلمام بإيقاع الحياة في القرى غير المعترف بها ولمشاهدة ما يجري في أعقاب هدم البيوت مباشرة. وبما أن القرى غير المعترف بها ليست موجودة على أي خريطة إسرائيلية، ولا توجد لافتات طريق تدل عليها في الطرق الإسرائيلية، ولا هي موصولة بشبكة الطرق المرصوفة، فإن تحديد مواقع وبلوغ هذه القرى كان جزءاً من التحدي الذي اعترض طريق البحث.

وأمضت هيومن رايتس ووتش أيضاً بعض الوقت مع رعاة الغنم البدو في مناطق الرعي للوصول إلى فهم أفضل لأثر القيود الإسرائيلية المفروضة على الرعي. وغالبية البدو الذين قابلناهم كانوا مستعدين للإشارة إلى أسمائهم في التقرير، وإن طلب بعضهم أن يتم حجب هويته.

وأخيراً قابلت هيومن رايتس ووتش بعض النشطاء والمنظمات المجتمعية والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين والمحامين في إسرائيل. كما حصلت هيومن رايتس ووتش على معلومات من السلطات الإسرائيلية بشأن سياستها تجاه القرى غير المعترف بها.

وأرسلت هيومن رايتس ووتش مذكرة تفصيلية تحتوي على نتائج بحوثها الأولية وقائمة بالأسئلة إلى الحكومة الإسرائيلية في 14 مايو/أيار 2007. وأرسلت وزارة العدل خطاباً مطولاً بتاريخ 23 يوليو/تموز 2007. وترحب هيومن رايتس ووتش بأية محاولات حكومية لتوفير بعض الحلول الإضافية بخصوص سكن البدو، وتثمن رد الوزارة التفصيلي الذي شمل بعض المعلومات والإحصاءات التي لم نتمكن من العثور عليها في أي مكان آخر. إلا أن الحكومة لم تتطرق لوجود التمييز المؤسسي ضد البدو فيما يتعلق بعمليات التخطيط واختيار المجتمعات السكنية والحصول على الأراضي وإنفاذ قوانين البناء، ولا هي قدمت إجابات على الكثير من أسئلتنا الخاصة بالإجراءات التي تتخذها إسرائيل للتعويض عن هذا التمييز. وقد ألحقنا المعلومات والردود الحكومية ذات الصلة بنص التقرير.

كما استفادت هيومن رايتس ووتش من اطلاعها على سجلات المحاكم التي تغطي شؤون مثل التمييز في التخطيط والحصول على الأراضي. والمعلومات الواردة في هذا التقرير مُحدّثة حتى ديسمبر/كانون الأول 2007.

ويركز هذا التقرير على سياسات الأرض والتخطيط التمييزية في النقب، والسياسات ذات الطابع العقابي غير المتناسبة والخاصة بالهدم والإخلاء والموجهة للبدو، وآثار هذا على سكان إسرائيل من البدو. ولا يغطي التقرير السياسات الإسرائيلية الأخرى المنطوية على المشاكل إزاء بدو النقب والتي تعلم هيومن رايتس ووتش بها، بما في ذلك منع خدمات الحكومة عن المواطنين في القرى غير المعترف بها والقيود المفروضة على الأراضي المتوافرة والتصاريح التي يتم منحها للمزارعين والرعاة البدو. وفي تقرير بتاريخ 2001 بعنوان "مواطنون من الدرجة الثانية: التمييز ضد أطفال العرب الفلسطينيين في مدارس إسرائيل"، بحثت هيومن رايتس ووتش قضية التمييز بين نظم التعليم الموجهة لليهود وتلك الخاصة بالعرب في إسرائيل، بما في ذلك ضعف الموارد البالغ في نظام تعليم البدو.2

كلمة عن منهج التقرير: يرى البدو الفلسطينيون العرب أنفسهم على أنهم جزء من الأقلية الفلسطينية العربية داخل إسرائيل. ويفضل بعض البدو لقب فلسطيني أو عربي فلسطيني بدلاً من بدوي، في محاولة لمكافحة ما يرونه سياسة إسرائيل المتعمدة إزاء تقسيم الأقلية الفلسطينية العربية داخلها. وفيما يشارك البدو الفلسطينيون العرب بعض الصفات مع المجتمع الفلسطيني العربي في إسرائيل، فإن للبدو تاريخ مميز من أسلوب الحياة البدوية وشبه البدوية على امتداد مساحات كبيرة من الشرق الأوسط المُعاصر، ويُرجع بعض المؤرخين تواجد البدو في النقب إلى 7000 عام، حين كان البدو يرتحلون بين سيناء والنقب.3 ويتبنى هذا التقرير مصطلح "بدوي" لدى الإشارة إلى السكان البدو من الفلسطينيين العرب في منطقة النقب.

وتدافع عدة منظمات عن تفضيل البدو استخدام الكلمة العربية "نقب" للإشارة إلى منطقة النقب في إسرائيل. وقد استخدمنا في هذا التقرير (باللغة الانجليزية) المصطلح الأكثر شيوعاً وهو Negev، باستثناء لدى اقتباس أقوال لأشخاص أو جهات.

وتوجد إشارات في التقرير إلى سبعة بلدات بدوية من تخطيط الحكومة وقرى جديدة معترف بها وغير معترف بها. والبلدات الحكومية السبع هي: حورة ولقية ورهط وسيجيف شالوم وتل شيفع (بئر السبع) (تم تشييدها بعد عام 1968) وعرعرة النقب وكسيفة (بعد عام 1980).

وقد تم الاعتراف بست قرى لم يكن معترفاً بها، لكنها تقع فقط على الجزء الذي كان يُنتفع به فيما سبق، مما يعني أن بيوت القرية خارج حدود القرية المعترف بها ما زالت تخضع للهدم. وهذه القرى الست هي: أبو قرينات، وبير هداج، وقصر السر، ودريجات، وأم بطين، والسيد. وقرى/بلدات جديدة: قرية لم يتم تسميتها بعد لقبيلة ترابين، قريبة من رهط (مأهولة جزئياً)، ومولدا (في مرحلة التخطيط، غير مأهولة)، وماريت (متواجدة على الورق فقط). ومن بين هذه القرى التسع توجد لواحدة فقط خطة تفصيلية وتصاريح بناء، وتوجد لثلاث منها خطط تفصيلية لكن لا توجد تصاريح. ويتم التخطيط لثلاث قرى/بلدات أخرى وهي بانتظار الموافقة القانونية: عوفدات، وأبو تلول، والفرعة.

وتشكل هذه 39 في المائة فقط من القرى غير المعترف بها. وبعضها قرى تاريخية قديمة لكن ثلثيها تم تشييدها بعد عام 1948 على مواقع نقلت القوات العسكرية البدو إليها من مناطق أخرى بالنقب. وتم إجبار هؤلاء البدو على ترك قراهم القديمة أثناء هذه الفترة، لكن اليوم تم بناء بعض المجتمعات الزراعية والبلدات اليهودية في مواقع هذه القرى البدوية القديمة.



2  انظر: "مواطنون من الدرجة الثانية: التمييز ضد أطفال العرب الفلسطينيين في مدارس إسرائيل، هيومن رايتس ووتش 2001، http://www.hrw.org/reports/2001/israel2/

3  انظر على سبيل المثال: Martin Ira Glassner, “The Bedouin of Southern Sinai under Israeli Administration,” Geographical Review, Vol 64 (1): 31-60 (يناير/كانون الثاني 1974) وانظر: Clinton Bailey, “Dating the Arrival of the Bedouin Tribes in Sinai and the Negev,” Journal of the Economic and Social History of the Orient, Vol 28(1) الصفحات 20 إلى 49.