Iraq



Iraq Iraq
  

<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة السابقة  >>

IV. الهجمات على الطوائف العرقية والدينية

كان الشيعة والأكراد والطوائف المسيحية في العراق من بين الأهداف الأساسية لبعض جماعات المتمردين. فقد هاجمت تلك الجماعات المدنيين من أبناء هذه الطوائف باستخدام أساليب مختلفة، من بينها التفجيرات الانتحارية، والسيارات المفخخة، وتفجير العبوات الناسفة على جوانب الطرق، كما ارتكبت أعمال قتل وإعدام دون محاكمة. وأدت تفجيرات ضخمة إلى مقتل مئات المدنيين في المساجد، والكنائس، ومواكب الجنازات، والأسواق.

وبررت بعض الجماعات المسلحة هجماتها بحجة أن هذه الطوائف تعاونت مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للإطاحة بحكومة صدام حسين، واحتلال العراق، والهيمنة على الحكومة العراقية الجديدة. وقد قاتلت قوة "البشمركة" الكردية، على وجه الخصوص، إلى جانب القوات الأمريكية في شمال العراق في عام 2003، وظلت بعد ذلك حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة. ويهيمن الشيعة على الحكومة العراقية الحالية، محتلين موقعاً من السلطة كانت تشغله من قبل الأقلية السنية خلال عهد صدام حسين وقبله، كما أن منظمة بدر، وهي ميليشيا تابعة لأحد الأحزاب السياسية الشيعية الرئيسية ودربتها إيران، لها وجود قوي في قوة الشرطة العراقية الجديدة.

وتعرض المسيحيون لهجمات متكررة حيث يُنظر إليهم على أنهم مؤيدون للغزو الأمريكي، فضلاً عن تولى كثير منهم وظائف لدى سلطات الاحتلال والهيئات المختلفة التابعة للحكومة الأمريكية. ويُحتمل أن يكون المتمردون قد هاجموا المسيحيين العراقيين كذلك باعتبارهم وكلاء للغرب المسيحي.

وقد يكون من بين الدوافع الكامنة وراء الهجمات كذلك العداوات التاريخية بين هذه الطوائف العرقية والدينية، وصراعها على السلطة في العراق بعد عهد صدام حسين.

الهجمات على الشيعة

كانت الطائفة الدينية أو العرقية التي خصها المتمردون في العراق بأعنف الهجمات، قياساً بالخسائر في الأرواح، هي طائفة الشيعة الذين يمثلون 60 في المئة تقريباً من سكان البلاد. فمنذ عام 2003 دأبت بعض جماعات المتمردين على مهاجمة المواقع الدينية الشيعية المكتظة بالمدنيين، وكبار رجال الدين والزعماء السياسيين الشيعة، فضلاً عن الأحياء السكنية التي يعيش فيها الشيعة.

وكما أوضحنا من قبل، كان الدافع الأساسي لشن الهجمات هو الاعتقاد بأن الجماعات السياسية والدينية الشيعية رحبت بالغزو الأمريكي وتعاونت معه للإطاحة بالحكومة العراقية التي هيمن عليها العرب السنة لأمد طويل. وبالإضافة إلى ذلك يهيمن الشيعة على الحكومة وقوات الأمن العراقية الحالية، وهو أمر يثير مخاوف من تهميش السنة في العراق الجديد. أما الجماعات الإسلامية المتطرفة، مثل القاعدة في العراق التي أعلنت مسؤوليتها عن بعض من أشد الهجمات إزهاقاً للأرواح، فهي تعتبر الشيعة من المرتدين والمارقين الذين خانوا الإسلام.

ففي 14 سبتمبر/أيلول عام 2005، على سبيل المثال، أعلنت القاعدة في العراق مسؤوليتها عن سلسلة من تفجيرات السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية التي وقعت في شتى أنحاء المناطق الشيعية في بغداد وأدت إلى مقتل قرابة 150 شخصاً. وفي إحدى الحالات اجتذب مفجر انتحاري الرجال إلى التجمع حول سيارته من خلال وعدهم بفرص للعمل ثم فجر نفسه وقتل ما لا يقل عن 112 شخصاً.92

وفي تسجيل صوتي بُث على الإنترنت ذلك اليوم أعلن متحدث، بصوت يُعتقد أنه صوت أبو مصعب الزرقاوي، "حرباً شاملة" على شيعة العراق. وقال المتحدث إن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يعلن حرباً شاملة على الرافضة أينما كانوا في العراق. ومضى قائلاً إن أي جماعة دينية تريد أن تكون بمأمن من ضربات المجاهدين فلتتبرأ من حكومة الجعفري وجرائمها وإلا فستلقى مصير الصليبيين.93

وحمل المسؤولون العراقيون والأمريكيون القاعدة في العراق المسؤولية عن كثير من الهجمات الأخرى. ويعتقد هؤلاء المسؤولون وكثير من المحللين أن الزرقاوي يسعى، من خلال مهاجمة زعماء الشيعة ومواقعهم الدينية، إلى إشعال فتيل حرب أهلية بين الشيعة والسنة.94

ووقع أول هجوم كبير على موقع شيعي في 29 أغسطس/آب عام 2003 عندما انفجرت سيارتان ملغومتان محملتان بكمية كبيرة من المتفجرات أمام مرقد الإمام علي في النجف، أقدس المواقع لدى الشيعة. وقُتل ما يربو على 85 شخصاً، من بينهم الزعيم البارز آية الله محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي كان يهم بالانصراف في سيارة بعد أداء صلاة الجمعة في المسجد. وقال شاهد عيان "وقع انفجار ضخم طرحني أرضاً. ورأيت أشلاء في كل مكان حولي. ولف الغبار كل شيء."95

وذكرت الشرطة العراقية أن المهاجمين زرعوا 1550 رطلاً من المتفجرات في سيارتين.96 وقال مسؤول بالشرطة العراقية إن الشرطة ألقت القبض على أربعة أشخاص، اثنان منهم عراقيان والآخران سعوديان، ولهم جميعاً صلات بأسامة بن لادن والقاعدة.97

ولا يُعرف حتى الآن من المسؤول عن الهجوم؛ وألقى السيد عبد العزيز الحكيم، شقيق آية الله باقر الحكيم وخليفته في زعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، اللوم على عناصر موالية لصدام حسين.98 وقالت سلطة الائتلاف المؤقتة والجيش الأمريكي إن لديهما معلومات وأدلة أخرى تربط بين الزرقاوي والتفجير، لكنهما لم يتطرقا إلى تفاصيل.99 وفي 15 يناير/كانون الثاني عام 2005 ألقت السلطات العراقية القبض على سامي محمد علي سعيد الجعف، المعروف أيضاً باسم أبو عمر الكردي، والذي زعمت أنه من كبار قادة تنظيم القاعدة. وأفاد بيان للحكومة العراقية بأن الجعف اعترف بإعداد 32 سيارة مفخخة من بينها السيارة المفخخة التي قتلت آية الله الحكيم في النجف.100

وعلى مدى العامين الأخيرين شابت هجمات مميتة احتفال الشيعة بيوم عاشوراء الذي يحيون فيه ذكرى مقتل الإمام الحسين حفيد النبي محمد في معركة في القرن السابع الميلادي. ففي الثاني من مارس/آذار عام 2004 قُتل ما يزيد على 181 شخصاً وجُرح 573 آخرون في تفجيرات وقعت في مزارات شيعية في كربلاء وبغداد. وفي 18 و19 فبراير/شباط عام 2005 أدت هجمات وقعت في بغداد، على الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية خلال احتفالات عاشوراء، إلى مقتل ما يزيد على 70 شخصاً.

وفي هجمات عام 2004 وقعت تفجيرات منسقة في مزارات في كربلاء وبغداد، كان بعضها انتحارياً واستُخدمت في بعضها الآخر عبوات ناسفة. ووقعت التفجيرات في الوقت الذي تجمع فيه الزائرون من العراق والخارج للاحتفال باليوم. ففي كربلاء فُجرت خمس قنابل بعد الساعة العاشرة صباحاً قرب مزارين مهمين. وقال شاهد عيان "كنا واقفين هناك وسمعنا انفجاراً. ورأينا أشلاء، أذرع، وأرجل، ومزيداً من الأشلاء. ثم جاءت سيارة الإسعاف."101 وفي الوقت نفسه تقريباً فجر ثلاثة مهاجمين انتحاريين متفجراتهم في مرقد الكاظمية في بغداد وحوله، الأمر الذي أدى إلى مقتل 58 شخصاً. واعتُقل مفجر رابع لم تنفجر العبوة الناسفة التي كان يحملها.102

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن هذه الهجمات؛ وعزا المسؤولون الأمريكيون والزعماء العراقيون المسؤولية عنه إلى الزرقاوي، لكنهم لم يقدموا أدلة تؤيد هذا الزعم.103

وبعد عام فجر مهاجم انتحاري عبوة ناسفة داخل مسجد الكاظمية في بغداد والمصلون يركعون أثناء الصلاة فقتل 17 شخصاً. وبعد ذلك بقليل فجر مهاجمان انتحاريان نفسيهما في مسجد علي البياع في غرب بغداد والناس ينصرفون بعد صلاة الجمعة. وفي حادث ثالث قتل مفجر انتحاري اثنين آخرين على الأقل من الشيعة.104

وأدان بعض زعماء العرب السنة، بما في ذلك هيئة علماء المسلمين، هذه الهجمات. وقال متحدث باسم الهيئة في مؤتمر صحفي دُعي إلى عقده لإدانة الهجمات إن سفك دم أي مواطن عراقي خلال هذه المرحلة الدقيقة يساهم في تحقيق أهداف الاحتلال، وهي تحديداً تفجير فتنة طائفية بين فئات الشعب العراقي لتسهيل أو ضمان بقائهم في العراق.105

وفي العاشر من مارس/آذار، أي بعد ذلك بثلاثة أسابيع، وقع انفجار أثناء جنازة أستاذ جامعي شيعي يحظى باحترام واسع في الموصل، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما يربو على 47 شخصاً، بعضهم من الأكراد والتركمان. وأفاد شهود العيان بأن انتحارياً فجر نفسه في قاعة بجوار مسجد الصدرين في حي التأميم حيث أقيمت مراسم الجنازة. وقال شاهد عيان "ونحن في المسجد رأينا كرة من اللهب وسمعنا انفجاراً مدوياً. وبعد ذلك كانت الدماء والأشلاء مبعثرة في أرجاء المكان."106

واستهدفت جماعات المتمردين أيضاً الأفراد في الأحزاب والمنظمات الشيعية. ففي التاسع من فبراير/شباط 2005 قتل مسلحون عبد الحسين خزعل الذي كان يبلغ من العمر 40 عاماً رمياً بالرصاص، وكان مسؤولاً في حزب الدعوة السياسي، ومتحدثاً باسم مجلس مدينة البصرة، ومدير صحيفة محلية، وصحفياً لتليفزيون الحرة الذي تموله الولايات المتحدة. وأبلغ شهود عيان الصحافة بأن المسلحين اقتربوا من خزعل وهو جالس في شاحنته الصغيرة مع ابنه محمد الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام أمام بيتهما في البصرة، وأطلقوا النار عليهما 13 مرة على الأقل.107 وكان تليفزيون الحرة بدأ العمل في أوائل عام 2004 بتمويل من الحكومة الأمريكية في محاولة للتصدي لقناتي الجزيرة والعربية اللتين تبثان إرسالهما باللغة العربية.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن جماعة تطلق على نفسها كتائب الإمام الحسن البصري.108 أعلنت مسؤوليتها عن الحادث في بيان نُشر على موقع إسلامي على الإنترنت. وقالت الجماعة التي لم تكن معروفة من قبل إنها قامت "بتصفية العميل المرتد". واتهمت خزعل بأنه عضو في "كتائب بدر المجرمة الخائنة"، وهي الميليشيا التابعة "للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق". ونُقل عن البيان قوله إن "العميل القتيل لن يكون الأخير، لكن هذا واحد من رؤوس العملاء القذرة التي سيقطعها المجاهدون."109

وفي مايو/أيار عام 2005 قتل مسلحون مجهولون ثلاثة على الأقل من رجال الدين الشيعة رمياً بالرصاص في بغداد وحولها. ففي 15 مايو/أيار قتل مسلحون قاسم الغراوي، وهو مساعد لآية الله العظمى علي السيستاني وابن اخته، بإطلاق النار عليه من سيارة مارة في بغداد. وبعد ذلك بيومين قتل مسلحون رجل الدين موفق الحسيني. وفي 18 مايو/أيار قتل مسلحون رجل الدين محمد طاهر العلاق وهو في طريقه بالسيارة إلى مدينة الكوت.110

واستمرت الهجمات على الأحياء الشيعية بلا انقطاع منذ تشكيل الحكومة العراقية الحالية في 28 إبريل/نيسان عام 2005. ففي 23 مايو/أيار، على سبيل المثال، نفذ متمردون مجهولون ثلاثة هجمات كبيرة باستخدام سيارات مفخخة في مناطق شيعية فقتلوا 33 شخصاً على الأقل وجرحوا 120 آخرين. وأفادت الأنباء الصحفية بأن الهجوم الذي أدى إلى سقوط أكبر عدد من القتلى نفذه مفجران انتحاريان باستخدام سيارتين ملغومتين محاولين قتل زعيم شيعي محلي في مدينة تل عفر الشمالية الواقعة على بعد 50 ميلاً غربي الموصل، لكنهما قتلا بدلاً من ذلك ما لا يقل عن 15 شخصاً وجرحوا 20 آخرين. وانفجرت قنبلتان أخريان ذلك اليوم في مطعم شعبي قرب حي مدينة الصدر الذي يشكل الشيعة أغلب سكانه في بغداد وخارج مسجد للشيعة في المحمودية.111

وفي مساء العاشر من يونيو/حزيران انفجرت سيارة مفخخة قرب سوق نور في حي الشعلة ذي الأغلبية الشيعية في بغداد، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وجرح 28 شخصاً. وورد أن سبعة رجال وثلاث نسوة وطفلاً قُتلوا في الانفجار. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.112

الهجمات على الأكراد

شنت مختلف جماعات المتمردين، منذ أبريل/نيسان 2003، الهجمات على المدنيين الأكراد والمواقع المدنية الكردية في الشمال، وكذلك في بغداد في بعض الأحيان. واستخدمت بعض جماعات المتمردين عبوات ناسفة مرتجلة مزروعة على جوانب الطرق، وسيارات مفخخة، ومسلحين في قتل بعض الساسة والصحفيين الأكراد. وفي الأول من فبراير/شباط عام 2004 انفجرت قنبلتان في وقت واحد في أربيل في هجومين انتحاريين استهدفا مكتبي الحزبين السياسيين الكرديين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وراح ضحيتهما 99 شخصاً كانوا قد تجمعوا للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى.

ولطالما عانى الأكراد من الاضطهاد على أيدي الحكومات العراقية في بغداد من خلال القوانين التي تتسم بالتمييز المجحف ضدهم، والتهجير القسري، فضلاً عن هجمات التطهير العرقي التي أُطلق عليها حملة الأنفال في عام 1988 والتي أسفرت عن مقتل ما يُقدر بمائة ألف من الأكراد.113 ويسعى أغلب أكراد العراق الذين يمثلون ما بين 15 و20 في المائة من السكان إلى إقامة دولة ذات حكم ذاتي في المحافظات الثلاث الشمالية التي يسيطرون عليها ترتبط ببقية العراق من خلال نظام فيدرالي، إن لم يكن مسعاهم هو الاستقلال الفوري. ورحبت القوى السياسية الكردية الأساسية بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة وتعاونت مع الحكومة الأمريكية تعاوناً وثيقاً على أمل أن تحقق أهدافها.

ولا تخفي جماعات مسلحة مختلفة رغبتها في مهاجمة الأكراد الذين تعتبرهم متواطئين مع الولايات المتحدة و"حلفاء اليهود والصليبيين".114 ومن أبرز هذه الجماعات أنصار الإسلام في كردستان، وهي جماعة كردية سنية تعتنق عقيدة إسلامية سلفية متطرفة بدأت محاربة الحزبين السياسيين العلمانيين الكرديين الرئيسيين في عام 2001.115 ودمرت القوات الأمريكية قواعد الجماعة في قريتي بيارة والطويلة قرب الحدود الإيرانية خلال الحرب الجوية على العراق في عام 2003، وأدى ذلك إلى مقتل بعض أعضائها وتشتيت الآخرين. غير أن بعض كبار مسؤولي الشرطة والمخابرات الأكراد أبلغوا هيومن رايتس ووتش بأن جماعة أنصار الإسلام اندمجت فيما بعد أو تتعاون تعاوناً وثيقاً مع جماعة أنصار السنة التي أعلنت أيضاً مسؤوليتها عن كثير من الهجمات على المدنيين الأكراد، وكذلك عن إعدام أفراد قوات الأمن الأسرى. ونُسبت أغلب الهجمات التي تعرض لها الأكراد في العامين الأخيرين إلى أنصار السنة وليس إلى أنصار الإسلام.

وتعتبر هذه الجماعات الأحزاب الكردية العلمانية حليفة لقوات العدو التي احتلت العراق وتحاول الآن الانفصال عن العراق. وقد حاربت قوات "البشمركة" الكردية إلى جانب الولايات المتحدة من مواقع في الشمال في عام 2003، والحزبان السياسيان الكرديان الرئيسيان حليفان وثيقان للولايات المتحدة. ولما كان مقاتلو البشمركة جزءاً من قوة مسلحة فهم أهداف عسكرية مشروعة، إلا أن الهجمات على المدنيين الأكراد، بما في ذلك الساسة، غير مشروعة بموجب القانون الإنساني الدولي. وينبغي عدم مهاجمة المدنيين بسبب انتمائهم العرقي أو بسبب اعتبار قيادتهم متحالفة مع قوات العدو.

ووقع الهجوم الذي أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى في أول فبراير/شباط عام 2004 عندما فجر مهاجمان انتحاريان نفسيهما في وقت واحد تقريباً في مكتبي الحزبين السياسيين الكرديين الرئيسيين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة أربيل. وبرغم أن كلاً من الحزبين له قوات أمن، فلم يكن أي من المكتبين يؤدي أي وظيفة عسكرية. وبالإضافة إلى ذلك اختير توقيت الهجوم بحيث ينزل أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين.

وانفجرت القنبلتان خلال الاحتفال بعيد الأضحى حين يستقبل الساسة المحليون وأعضاء الحزب عادة مواطني أربيل لتبادل التهنئة بالعيد. وفي تسجيل مصور للاحتفال في مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني شاهدته هيومن رايتس ووتش ظهر مسؤولو الحزب المدنيون وهم يصافحون مواطني المدينة في قاعة مكتظة إلى أن انفجرت قنبلة وأعقبتها حالة من الفوضى. وأدى انفجار القنبلتين إلى مقتل 99 شخصاً على وجه الإجمال وجرح 246 آخرين.

وكان من بين الجرحى زانيار محمد قادر، وهو من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وموظف مدني في وحدة التنظيم بالحزب، وقد كُسرت ساقه اليسرى (انظر الصورة). وروى قادر لهيومن رايتس ووتش ما حدث ذلك اليوم، حيث قال:

جاء كثير من الناس لأن أعضاء الحزب لا يستطيعون الذهاب لمقابلة كل الناس ولذا فهم يأتون إلى هنا. وكان الساسة وأعضاء الحزب في القاعة أيضاً. وكانوا واقفين لاستقبال الناس. وكانوا قد وضعوا نظاماً لمقابلة الناس، فمثلاً المحامون الساعة العاشرة صباحاً، والمهندسون في العاشرة والنصف، وهكذا. وكان هذا العيد مختلفاً بعض الشيء عن الأعياد الأخرى. كان الجميع سعداء ذلك اليوم. لم يكن مثل الأعياد السابقة. واستقبلنا كثيراً من الناس. وفي اللحظة الأخيرة سألني صديق كم الساعة. فقلت العاشرة والنصف. وجاء هاري شوت، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشمال. وكان واقفاً قرب سامي عبد الرحمن، نائب رئيس الوزراء، الذي قُتل هو وابنه. وتركت مكاني لشوت. وعندما انصرف كان سامي عبد الرحمن ما زال واقفاً. وكنت أتحدث إليه. وفي تلك اللحظة ناداني رقيب في الأمن. وسمعت صوتاً مدوياً ورأيت حريقاً ضخماً في شتى أنحاء القاعة. وسقطت على الأرض. وشعرت بشيء يصطدم بكتفي، وعندما نظرت رأيت سامي عبد الرحمن. كان حياً لكنه يلفظ أنفاسه الأخيرة. وانهار السقف على رؤوسنا. ورأيث ثلاث جثث أمامي تحترق. وقام حراس سامي عبد الرحمن الشخصيين بنقله إلى الخارج. حاولت أن أقف لكنني لم أستطع. وحاولت أن أمشي لكنني رأيت قطعاً من اللحم البشري على الأرض. رأيت ذلك وصرخت لكنني لم أسمع صوتي. ولم أستطع أن أسمع شيئاً لمدة أربع أو خمس دقائق. كانت الجثث ما زالت تحترق. ونظرت إلى الناس. كان أحدهم شوكت شيخ يازدين وهو وزير لشؤون مجلس الوزراء. وبجواره كبير العلماء، سعد عبد الله، الذي كان من قبل وزير الزراعة لكنه كان آنذاك رئيس الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل. وعلى الجانب الآخر أكرم منطق الذي كان محافظ أربيل. وكان الانفجار قد أطاح برأس أحدهم. ونظرت حولي ورأيت كل أصدقائي الذين ماتوا ولم أستطع أن أصدق ذلك، كما لو كانت مسرحية. وأخذت أصرخ وأصرخ لكن بعد برهة جاء صديق وحملني إلى الخارج.116

ونُقل قادر إلى المستشفى الذي كان قد بدأ يكتظ بالجرحى والقتلى، حيث قال الحزب الديمقراطي الكردستاني إن 51 شخصاً قُتلوا في الهجوم على مقره وجرح 121 آخرون. وكان الأطباء عاجزين عن مواكبة تدفق الجرحى، ومن ثم فقد اضطر إلى تضميد ساقه بنفسه مستخدماً قطعة من بندقية كجبيرة. وفي نهاية الأمر وجد الأطباء شظيتين في ساقه وثماني شظايا في أجزاء أخرى من جسمه. وبعد خمس عمليات جراحية بدأت الساق تشفى ببطء على الرغم من أنه ينتظر ترقيعاً للعظام. (انظر الصورة).

وشاع الموت والدمار على نفس النحو في مقر الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث قُتل 48 شخصاً وجُرح 125 آخرون. وأُصيب عدنان المفتي، عضو المكتب السياسي "للاتحاد الوطني الكردستاني" ورئيس الحزب في أربيل، بكسر في إحدى ساقيه وشظايا في وجهه وعنقه. وروى لهيومن رايتس ووتش حادث انفجار القنبلة ومقتل أربعة من حراسه الشخصيين و12 من أعضاء قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في أربيل وعشرات من المدنيين وقال:

لم يخطر ببال أحد أن شيئاً مثل هذا يمكن أن يحدث. لم نكن نخشى سوى احتمال انفجار سيارة مفخخة في الخارج وتحسبنا لذلك. لكن هؤلاء الإرهابيين كانوا ذوي مهارة فنية عالية. كانت أول مرة فيما أعتقد يقع فيها تفجير انتحاري في العراق... قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً بقليل سمعت انفجاراً ضخماً ورأيت لهباً. كان دوياً مثل الرعد. وفقدت وعيي لبضع ثوان ثم وجدت نفسي على الأرض. لم أستطع أن ألتفت كي أنظر. كانت ساقي مكسورة. حاولت أن أمدد ساقي لكنني لم أعرف ما حدث لرأسي. ورأيت أشخاصاً على الأرض لكنني لم أعرف إن كانوا موتى أم أحياء. وأخذني أصدقاء إلى المستشفى. وكنت أنزف من فمي. وظننت أنني أعاني من نزيف داخلي لكنني اكتشفت في وقت لاحق أن الدم نتيجة إصابتي بشظايا في فمي وعنقي. واخترقت شظية اللحم قرب فمي وكسرت سنتين. وانكسر سن وانغرست الشظية في لساني. واخترقت شظية رقبتي على بعد مليمتر واحد من أحبالي الصوتية وخرجت من الناحية الأخرى. وظللت عاجزاً عن الكلام قرابة شهرين. وكان في ساقي اليمنى خمس أو ست شظايا. وما زالت ثلاث منها في ساقي. وأُجريت لي جراحتان في ساقي. كما فقدت السمع في أذني اليمنى لكنني بخير الآن بعد أن أُجريت لي جراحة.117

وأعلنت جماعة أنصار السنة مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج في بيان نُشر على موقع على الإنترنت في الرابع من فبراير/شباط. وقال البيان "أغار اثنان من شهدائنا تقبلهما الله على وكرين من أوكار الشياطين في مدينة أربيل بشمال العراق." وأضاف "وبهذا امتزجت سعادتنا بعيد الأضحى بسعادتنا بضرب حلفاء اليهود."118

وقد أعلنت أنصار السنة مسؤوليتها عن هجمات أخرى وقعت في أربيل في عامي 2004 و2005 واستهدفت عادة الشخصيات السياسية الكردية والشرطة. ففي 26 يونيو/حزيران عام 2004 استهدفت سيارة مفخخة وزير الثقافة الكردي محمود محمد. وأُصيب الوزير بجروح طفيفة في الانفجار وقُتل صاحب ورشة لإصلاح السيارات في الجهة المقابلة من الشارع، كما جُرح 17 شخصاً آخر.119 وفي مقابلة مع تليفزيون "كردستان تي في" في ذلك اليوم نفسه قال محمد إن القنبلة انفجرت وهو خارج بيته في طريقه إلى العمل؛ ومضى قائلاً "لقد أصيب بعض الحراس الشخصيين بكل أسف؛ ولكني بخير".120

وقابلت هيومن رايتس ووتش اثنين من شهود العيان الذين شاهدوا الهجوم. وأفاد سليمان صديق الذي يملك متجراً للمعادن بجوار الورشة في الجهة المقابلة من الشارع بأن القنبلة فُجرت في حوالي الساعة الثامنة وعشر دقائق صباحاً. وقال "كان انفجاراً كبيراً للغاية." وأضاف "تحطم كل الزجاج في متجري. ورأيت لهباً، وقُتل رجل مسن، ميكانيكي، قرب متجري."121

وكان الضحية، سيد علي نوري، أباً لخمسة أبناء، يبلغ من العمر 50 عاماً؛ وكان يملك ورشة إصلاح السيارات الصغيرة قبالة الكلية على بعد 60 متراً تقريباً من موقع انفجار القنبلة (انظر الصورة). وأفاد صديق صاحب متجر المعادن بأن نوري نُقل إلى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق.

وكان شاهد عيان آخر يُدعى محمد ويريا بهاء الدين في اجتماع مع مدير كلية إيشليك عندما انفجرت القنبلة. وقام بنقل رجلين إلى المستشفى مصابين بجروح في رأسيهما وقال:

كان ظهري للنوافذ، وانفتحت النوافذ من قوة الانفجار وتحطم الزجاج على ظهري. وأطاحت بي قوة الانفجار عبر الغرفة. وقد نقلت شخصين إلى المستشفى، عاملين؛ كانا كلاهما في الخارج وأُصيبا بجروح في الرأس.122

ولم تعلن أنصار السنة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن مسؤولي الأمن الأكراد أبلغوا هيومن رايتس ووتش بأنهم ألقوا القبض على رجل كردي من الجماعة في الثانية والعشرين من عمره لمشاركته في الهجوم.123

وفي 19 سبتمبر/أيلول عام 2004 أعلنت أنصار السنة أنها أسرت ثلاثة من أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وقتلتهم، وظهر في تسجيل مصور في موقع الجماعة على الإنترنت ثلاثة رجال أثناء جز أعناقهم. وقال بيان مرفق بالتسجيل "إن الجماعات الكردية العميلة... تحالفت مع الصليبيين وتواصل محاربة الإسلام وأهله."124 وقالت الجماعة أيضاً إن قتل الثلاثة "انتقام لنسائنا وأطفالنا وشيوخنا الذين يُقتلون يومياً في الغارات الأمريكية."125

وفي 12 ديسمبر/كانون الأول عام 2004 انفجرت سيارة مفخخة في الساعة الواحدة ظهراً قرب مسجد الخديجة في أربيل أثناء مرور مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني أمين نجار بسيارته. ولم يُصب نجار، إلا أن القنبلة أصابت شخصين آخرين.126 وقال بيان نُشر في موقع أنصار السنة على الإنترنت "تمكن المجاهدون من تفجير سيارة مفخخة في أربيل ضد أحد مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني، لكن الرجل لم يُقتل."127 وألقى المسؤولون الأكراد القبض على رجل كردي عمره 21 عاماً يزعمون أنه قاد السيارة المحملة بالمتفجرات.128

وفي 28 أبريل/نيسان عام 2005 أطلق مسلحون مجهولون النار في الموصل فقتلوا سيد طالب سيد وهاب، وهو مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني. وبعد ثلاثة أيام اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات جنازته في تل عفر، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وإصابة ما يربو على 50 آخرين.129 ولم تُعرف الجماعة التي شنت الهجوم.

وفي الرابع من مايو/أيار دسَّ مفجر انتحاري نفسه وسط طابور من الشبان ينتظرون التقدم للانضمام للشرطة في أربيل وفجر نفسه فقتل 46 شخصاً وأصاب ما يُقدر بنحو 150 آخرين.130 وقال أحد الناجين للصحافة "كان المشهد أشبه بالمذبح، حيث تناثرت الأشلاء في كل مكان، رؤوس وأيد وعيون. كان مشهداً بشعاً."131 وسرعان ما نشرت أنصار السنة بياناً على الإنترنت، قالت فيه "هذه العملية رد على ما يلقاه إخوتنا من تعذيب في سجونكم... ورد على قوات البشمركة الكافرة التي سلمت نفسها للصليبيين وباتت شوكة في جنب المسلمين."132

الهجمات على المسيحيين

تتألف الطائفة المسيحية العريقة في العراق من الكاثوليك الكلدانيين، والكاثوليك الأشوريين والروم والسريانيين، والأرثوذكس اليونانيين والسريانيين والأرمن، فضلاً عن الأنجليكانيين وغيرهم من أتباع الكنائس المسيحية. وهم يمثلون ثلاثة في المائة تقريباً من سكان العراق أو حوالي 800 ألف نسمة. ويتركز أغلب المسيحيين في بغداد والموصل وكركوك وأربيل وحول هذه المدن، وهم عموماً من طبقة المهنيين ويُعتبرون أغنى من المتوسط في العراق. وترى بعض جماعات المتمردين أن المسيحيين أيدوا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وتولى كثير من أبناء الطائفة بعد ذلك وظائف لدى سلطة الائتلاف المؤقتة أو الحكومة الأمريكية.

وكان العنف الذي مارسته جماعات المتمردين ضد المسيحيين متواصلاً وحاداً، ولاسيما في عام 2004. وحتى مارس/آذار عام 2005 فر عشرات الألوف من المسيحيين العراقيين من البلاد، حيث توجه أغلبهم إلى سوريا والأردن. وترك الآلاف منازلهم متوجهين إلى الشمال الذي يسيطر عليه الأكراد حيث الأمان النسبي. وقابلت هيومن رايتس ووتش ثمانياً من هذه الأسر، أغلبها من الموصل وبغداد، في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط عام 2005. وقالت هذه الأسر إنها تركت منازلها بعد تهديدات وحوادث خطف وهجمات. وفي بعض الحالات قُتل أفراد من الأسر. وبالإضافة إلى ذلك هدد بعض المتطرفين دينياً المسيحيين وهاجموهم لعدم التزامهم بالأعراف الإسلامية الصارمة. وهددت جماعات مسلحة المسيحيات اللاتي لا يغطين رؤوسهن وقتلوا تجاراً مسيحيين يبيعون الكحول.133

وشهدت بغداد في مارس/آذار عام 2004 واحدة من أولى الهجمات على المسيحيين التي ورد وقوعها، عندما قتل مسلحون رمياً بالرصاص عزيز ورنين رعد عزو اللذين كانا يبلغان من العمر خمس سنوات و14 سنة على الترتيب، لأن والدهما يبيع الكحول فيما يبدو. وورد أن الأسرة تلقت تهديداً بالقتل قبل الحادث. وجاء في الإنذار الموقع باسم حركة أنصار الإسلام، حسبما ورد "نحن نحذركم يا أعداء الله والإسلام من بيع الكحول ثانية فكفوا وإلا قتلناكم وأرسلناكم إلى الجحيم حيث ينتظركم مصير أسوأ."134

ووقعت الهجمات الأكثر لفتاً للأنظار والأكثر تنسيقاً يوم الأحد الأول من أغسطس/آب عام 2004، حين فجر متمردون سيارات مفخخة في خمس كنائس، أربع في بغداد وواحدة في الموصل، الأمر الذي أدى إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة ما يزيد على 40 آخرين. وأدت الهجمات إلى نزوح جماعي للمسيحيين إلى سوريا والأردن والشمال الذي يسيطر عليه الأكراد.

وانفجرت القنبلة الأولى في حوالي السادسة مساء أثناء بدء القداس في كنيسة سيدة الأزهار الأرمينية الأرثوذكسية في حي الكرادة في بغداد. وبعد أقل من نصف ساعة انفجرت قنبلة ثانية في كنيسة سيدة الخلاص الآشورية القريبة، وأعقبها انفجار في كنيسة في حي الدورة وانفجار آخر في بغداد الجديدة.

وكانت امرأة تُدعى بيمان تغادر "كنيسة الرسولين" في حي الدورة عندما انفجرت قنبلة. وأبلغت بيمان هيومن رايتس ووتش في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد التي فرت إليها مع أسرتها بعد الهجوم بأن الكنيسة كانت مكتظة بما يتراوح بين 100 و200 من المصلين عندما انفجرت القنبلة؛ وقالت:

لم تلحق بالكنيسة نفسها أضرار لأن الانفجار وقع في مرأب السيارات في الخلف. تحطمت بعض النوافذ فقط. كان هناك أحد الفقراء الذين يتلقون التبرعات، ولقي مصرعه. كنا قد أعطيناه بعض المال ثم رأيناه في وقت لاحق راقدا على الأرض. وكان هناك خطيبان يوزعان دعوات حفل زفافهما في الكنيسة ولقيا حتفهما أيضا.135

وتحدثت هيومن رايتس ووتش مع امرأة أخرى كانت حاضرة في الكنيسة خلال الهجوم؛ قالت:

كنت أهم بمغادرة الكنيسة إلى الخارج عندما سمعت انفجاراً كبيراً. لم أعرف ما حدث، وإنما رأيت كثيراً من الدخان... وساد قدر كبير من الجلبة والفوضى ولم يعرف الناس ماذا حدث. لكن الناس كانوا يجرون في المكان، وكان من بينهم مصابون. وتوفي الأشخاص الذين كانوا في الخلف. ثم وصلت سيارات الإسعاف.136

وورد أن جماعة لم تكن معروفة من قبل تطلق على نفسها لجنة التخطيط والمتابعة في العراق أعلنت في اليوم التالي للهجمات مسؤوليتها في موقع على الإنترنت، قائلة "أردتموها حملة صليبية وها هي نتائجها". ولم تر هيومن رايتس ووتش البيان الأصلي بالعربية، غير أنها اطلعت على ترجمة إلى الإنجليزية أعدتها جماعة مسيحية آشورية جاء فيها:

بيان من لجنة التخطيط والمتابعة في العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نصير المؤمنين، والصلاة والسلام على من أُرسل بالسيف في هذا الزمان رحمة للعالمين. من آمن به وحفظ منهاجه فقد فاز بجنات النعيم ومن جحده وحاد عن سبيله فقد ضل إلى يوم الدين.

أيها المسلمون أينما كنتم

لا يختلف مسلمان على أن الحرب اليوم في العراق وأفغانستان هي بلا شك حرب كراهية صليبية تستهدف الإسلام والمسلمين، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها137 لم يألوا جهداً ولم يتوانوا يوماً عن محاربة دين الله بكل ما أوتوا من قوة وبمباركة البابا الذي يقف أمامه زعماء أمريكا كالعبيد.

أيها المؤمنون الموحدون

أمريكا لم تحتل الأراضي الإسلامية وتغزُها بالقوة العسكرية فحسب، بل أنشأت كذلك مئات من مؤسسات التنصير، وتطبع كتباً زائفة منحرفة وتوزعها على المسلمين ساعية لتجريدهم من دينهم وتنصيرهم. الصليبيون أمة واحدة حتى وإن اختلفت أفكارهم.

لقد وجدت القوات الأمريكية وأجهزة استخباراتها ملجأً وملاذاً آمناً بين إخوتهم أحفاد القردة والخنازير في العراق.

وقد مكننا العلي القدير يوم الأحد الأول من أغسطس/آب 2004 من أن نوجه عدة ضربات موجعة إلى أوكارهم، أوكار الضلالة والفساد والتنصير. وتمكن إخوتكم المجاهدون من تفجير أربع سيارات تستهدف الكنائس في الكرادة وبغداد الجديدة والدورة، بينما ضربت مجموعة أخرى من المجاهدين الكنائس في الموصل.

ونحن إذ نعلن مسؤوليتنا عن التفجيرات نقول لكم يا أهل الصليب: ثوبوا إلى رشدكم واعلموا أن جند الله مستعدون لكم. أردتموها حملة صليبية وها هي نتائجها. الله أكبر والعزة لله ورسوله. وقد أعذر من أنذر.

الصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.

لجنة التخطيط والمتابعة في العراق

14 جمادى الأولى 1425 – الأول من أغسطس/آب 2004

مركز الإعلام الإسلامي الدولي138

وبعد ثلاثة أيام استخدمت جماعة أخرى الإنترنت لنفي مسؤولية "المجاهدين" عن ارتكاب الهجمات؛ وقال بيان موقع باسم المركز الإعلامي للمجاهدين إنه "لو شاء المجاهدون استهداف تلك الكنائس لمحوها من على وجه الأرض ولما خرج منها أحد حياً." وأضاف البيان أن المسيحيين في العراق لن يتعرضوا للأذى ما حفظوا ثلاث قواعد، هي عدم "التعاون مع الاحتلال"، وعدم "خيانة المسلمين"، وعدم مهاجمة الإسلام أو محاولة تنصير مسلمين. وتصدرت البيان أسماء ثلاث جماعات لم تكن معروفة من قبل، هي سرايا الجهاد، وكتائب الجيش الإسلامي، ومجلس شورى الجهاد. ولم يتضمن البيان تعريفاً للتعاون مع الاحتلال أو خيانة المسلمين.139

وأدان الزعماء السياسيون والدينيون المسلمون، وكذلك الحكومة العراقية المؤقتة، الهجمات إدانة صريحة. ووصفها المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي الحسيني السيستاني بأنها "أعمال إجرامية" استهدفت "وحدة العراق واستقراره واستقلاله".140 وقالت هيئة علماء المسلمين إن التفجيرات "بعيدة كل البعد عن أي أعراف دينية أو إنسانية".141

وفجرت جماعات المتمردين كنيستين في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004، وهو اليوم الذي بدأ فيه مشاة البحرية الأمريكية هجومهم الثاني الكبير على مدينة الفلوجة. فحوالي الساعة السادسة والنصف مساء انفجرت سيارة مفخخة قرب كنيسة سان جورج في جنوب بغداد، ولم تؤد إلى وقوع خسائر في الأرواح. وبعد حوالي خمس دقائق فُجِّرت سيارة مفخخة أخرى في كنيسة القديس متى على بعد أقل من ميل واحد، وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما يزيد على 25 آخرين. وأوضح رجل مسيحي يعيش قرب الكنيستين لهيومن رايتس ووتش الطريقة التي جُرح بها في الهجوم الثاني قائلاً:

كنا في البيت وسمعت دوي انفجار من بعيد. وصعدنا إلى سطح البيت لنستطلع ما حدث، وإذا بشيء ينفجر على مقربة منا. ووقع الانفجار وسقطت الأنقاض على رؤوسنا. وجرح شيء ما ذراعي اليسرى وبدأت أنزف. وتحطمت كل نوافذنا والباب الأمامي أيضاً... وأُصيب جاري بجرح في رأسه، وأًصيب شخص آخر بشظايا من الزجاج في رقبته.142

وأضاف الرجل أنه بعد أربعة أو خمسة أيام قام هو وزوجته بسد الباب الأمامي لبيتهما بالحجارة، لأن الانفجارين دمرا الباب المعدني، وتوجها إلى المنطقة الشمالية التي يسيطر عليها الأكراد. وقال "جئنا إلى هنا خوفاً. لا أريد أن أذكر أي تفاصيل شخصية لأنني آمل أن أعود يوماً. ولا أريد أي مشاكل."

وانضم هذا الرجل إلى تجمع مسيحي متنام في المنطقة الكردية. واستقر مئات المسيحيين مؤقتاً في أربيل والسليمانية ودهوك وحول هذه المدن، غير أن أعدادهم الإجمالية غير معروفة. وأفاد مختار قرية عين كاوا ذات الأغلبية المسيحية والتي تقع قرب أربيل بأن قرابة مائة أسرة مسيحية وفدت على عين كاوا في العام الأخير وقدم أغلبها من الموصل.143 وقال قس في السليمانية لم يشأ أن يُذكَر اسمه إن 31 أسرة وفدت على السليمانية وكوي سنجق وقرية مسيحية قريبة تدعى أرموطة.144 وأبرز لهيومن رايتس ووتش كومة من الطلبات من أسر مسيحية أخرى في أماكن مثل بغداد، والبصرة، والفلوجة تطلب من الكنيسة المساعدة في الانتقال إلى المنطقة الكردية (انظر الصورة).145

وقالت بيمان، وهي أم لثلاثة أبناء وكانت في كنيسة الرسولين عندما انفجرت القنبلة، "جئت خوفاً على ابنتي التي اعتلت صحتها من الفزع." واضافت "كانت تخشى النوم وحدها في الليل ثم أصيبت بمرض القوباء." ومضت تقول "كانت ابنتا أختي عاملتي نظافة في مركز المؤتمرات [في بغداد]. وتعرضتا للتهديد وتركتا العمل. وكانت ثلاث بنات أخريات، مسيحيات أيضاً، يعملن هناك كذلك. وقد قُتلن على مرأى من ابنتي أختي. وعادتا إلى البيت في حالة هستيرية."146

وقابلت هيومن رايتس ووتش ثلاث أسر مسيحية أخرى فقدت كل منها أحد أفرادها في أعمال عنف ارتكبتها إحدى جماعات المتمردين. وكان من بين الضحايا رعد نيسام، وهو أب لثلاثة أبناء في الثالثة والعشرين من عمره، وقد قُتل على أيدي مسلحين مجهولين في 26 سبتمبر/أيلول عام 2004 قرب بيته في حي الدورة في بغداد، لكن من غير المؤكد أنه تعرض للهجوم بسبب ديانته. وأفاد أحد أفراد أسرته بأن نيسام كان يعمل في نادي الصيد في بغداد عاملاً يدوياً لما يزيد على ست سنوات. وكان هو وزملاؤه من العمال، وكلهم مسيحيون، عائدين من العمل إلى منازلهم بعد منتصف الليل بقليل، حين أطلق مسلحون وابلاً من الأعيرة النارية على السيارة التي تقلهم فجرحوا اثنين وقتلوا ثلاثة، من بينهم السائق المسلم. وقال عضو الأسرة لهيومن رايتس ووتش:

جريت نحو السيارة ورأيتهم هناك. كان السائق مسلماً وقد قُتل هو الآخر... وبعد المشهد الذي رأيته أمامي لا أذكر شيئاً آخر. ولك أن تتصور الحالة التي كنت فيها. وكل ما علمته بعد ذلك هو أن المسلحين كانوا ملثمين، غير أن المكان كان مظلماً ولا نعرف من المسؤول.147



92 روبرت وورث وريتشارد أوبل الابن، "مقتل قرابة 150 شخصا في هجمات متعددة بالعاصمة العراقية"، جريدة نيويورك تايمز، 15 سبتمبر/أيلول 2005.

93 "الزرقاوي يعلن الحرب على شيعة العراق ويهدد الطوائف الأخرى"، وكالة الأنباء الفرنسية، 14 سبتمبر/أيلول 2004.

94 في فبراير/شباط 2004 أصدرت الحكومة الأمريكية خطاباً تقول إنه كان مرسلاً من أبو مصعب الزرقاوي إلى أسامة بن لادن وإنها اعترضته، وفيه يتحدث الزرقاوي عن استفزاز الشيعة حتى يهاجموا السنة وبذلك تبدأ حرب أهلية. وكتب الزرقاوي حسب الترجمة الأمريكية "الشيعة هم الأفعى المتربصة والعقرب الخبيث الماكر وجواسيس العدو والسم الناقع." وأضاف "إذا نحجنا في استدراجهم إلى ساحة الحرب الطائفية فسيصبح من الممكن إيقاظ السنة الغافلين حين يستشعرون الخطر الداهم والهلاك المبين على أيدي هؤلاء الصابئة." انظر الترجمة الإنجليزية لسلطة الائتلاف المؤقتة في فبراير/شباط 2004 لخطاب أبو مصعب الزرقاوي الذي حصلت عليه الحكومة الأمريكية في العراق، وهي متاحة في الموقع www.state.gov/p/nea/rls/31694.htm حتى 12 يونيو/حزيران 2005. ويقول أنتوني كوردسمان خبير التمرد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن تفجيرات السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية التي تقوم بها الجماعات الإسلامية المتشددة "مصممة عمداً لإثارة شيء يقرب من الحرب الأهلية". انظر "كوردسمان: من المهم أهمية حاسمة إشراك السنة في الحكومة ومنح العراقيين مزيداً من السيطرة على أموال المعونة." مقابلة مع مجلس العلاقات الخارجية، 30 يونيو/حزيران 2005. متاح في الموقع www.cfr.org/publication.php?id=8233 حتى 20 يوليو/تموز 2005.

95 فيفيان والت وثاناسيس كامبانيس، "مقتل 85 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة في مزار في العراق ومقتل أحد كبار رجال الدين الشيعة، ولا إعلان للمسؤولية.، جريدة بوسطن جلوب، 30 أغسطس/آب 2003.

96 طارق العيسوي، "الشرطة العراقية تقبض على أشخاص فيما يتصل بتفجير النجف، وتقول إن اثنين منهم سعوديان وإن الأربعة لهم صلات بالقاعدة."، أسوشيتد برس، 30 أغسطس/آب 2003.

97 طارق العيسوي، "محقق الشرطة يقول إن أربعة اشخاص اعتُقلوا فيما يتصل بتفجير النجف وكلهم لهم علاقات بالقاعدة"، أسوشيتد برس، 30 أغسطس/آب 2003.

98 هيئة الإذاعة البريطانية، متابعة الشرق الأوسط، "الزعيم الشيعي العراقي الحكيم يقول إن العراقيين مسؤولون عن أمن العراق"، الزمان، 23 سبتمبر/أيلول 2003.

99 بيان إحاطة "لسلطة الائتلاف المؤقتة مع دانيل سينور والعميد مارك كيميت، بغداد، العراق، 12 فبراير/شباط 2004.

100 باسم مروة، "القوات العراقية تلقي القبض على أحد كبار قادة القاعدة" أسوشيتد برس، 24 يناير/كانون الثاني 2005.

101 طارق العيسوي، "انفجارات تهز مزارات دينية في مدن عراقية."، أسوشيتد برس، 2 مارس/آذار 2004.

102 حمزة هنداوي، "مفجرون انتحاريون يقتلون ما لا يقل عن 143 شخصاً في هجمات على مزارات شيعية في العراق، والولايات المتحدة نتحي باللائمة على متشدد يسعى لإثارة حرب أهلية."، أسوشيتد برس، 2 مارس/آذار 2004.

103 "الولايات المتحدة تقول إن متشدداً أردنياً هو المشتبه به الأول في انفجارات العراق."، أسوشيتد برس، 2 مارس/آذار 2004.

104 "انفجارات خارج مسجدين في بغداد تقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً." أسوشيتد برس، 18 فبراير/شباط 2005، و"مقتل 40 شخصاً في أعمال عنف بالعراق."، وكالة الأنباء الفرنسية، 18 فبراير/شباط 2005.

105 تليفزيون الشرقية، 20 فبراير/شباط 2005.

106 "مقتل كثيرين في انفجار أثناء جنازة في الموصل"، موقع الجزيرة نت al-Jazeera.net، 11 مارس/آذار 2005، http://english.aljazeera.net/NR/exeres/40D1CE62-54B3-4846-A2E2-4BAA17A61478.htm تم الاطلاع على الموقع في 28 مارس/آذار 2005، وروبرت ف. وورث وإدوارد وونغ، "تفجير في مسجد شيعي في الموصل يخلف 40 قتيلاً"، جريدة نيويورك تايمز، 11 مارس/آذار 2005.

107 ستيف فينارو، "مراسل وابنه ضمن ستة قتلى عراقيين، ومقتل أربعة جنود أمريكيين"، جريدة واشنطن بوست، 10 فبراير/شباط 2005، وروري مكارثي، "مقتل صحفي عراقي وابنه الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات رمياُ بالرصاص في البصرة"، ذي غارديان، 10 فبراير/شباط 2005، وبيان صحفي لتليفزيون "الحرة"، "الحرة تنشئ صندوقاً تذكارياً للمراسل القتيل"، 11 فبراير/شباط 2005.

108 يُعرف الإمام الحسن البصري من الأيام الأولى للإسلام بالتزامه الصارم بسنة النبي محمد.

109 "جماعة متشددة تزعم قتل صحفي عراقي"، مترجم من وكالة الأنباء الفرنسية، 9 فبراير/شباط 2005.

110 "حوادث قتل مسؤولين عراقيين منذ إعلان الحكومة المنتخبة في 28 أبريل/نيسان"، أسوشيتد برس، 23 مايو/أيار 2005، وألكسندرا زافيس، "الشرطة العراقية تعثر على 38 جثة ملقاة في ثلاث مناطق بالعراق في أقل من 24 ساعة"، أسوشيتد برس، 15 مايو/أيار 2005.

111 ريتشارد أوبل الابن وسابرينا تافرنيسي، "تفجيرات سيارات مفخخة تقتل 33 شخصاً في العراق مستهدفة الشيعة"، جريدة نيويورك تايمز، 24 مايو/أيار 2005، وباتريك كوين، "مقتل عشرات في تفجيرات سيارات مفخخة في شتى أنحاء العراق"، أسوشيتد برس، 23 مايو/أيار 2005.

112 "مقتل عشرة وإصابة 28 في تفجير في بغداد"، وكالة الأنباء الفرنسية، 10 يونيو/حزيران 2005، و"مقتل 18 شخصاً في هجمات في بغداد"، صنداي تلغراف، 12 يونيو/حزيران 2005.

113 انظر تقارير هيومن رايتس ووتش: "حملة الأنفال ضد الأكراد"، يوليو/تموز 1993؛ و"إبادة جماعية في العراق: حملة الأنفال ضد الأكراد"، مايو/أيار 1994، و"العراق: التهجير القسري للأقليات العرقية"، مارس/آذار 2003؛ و"مزاعم في الصراع: إزالة آثار التطهير العرقي في العراق"، أغسطس/آب 2004.

114 جني ماتيو، "جماعة مرتبطة بالقاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات في أربيل"، وكالة الأنباء الفرنسية، 5 فبراير/شباط 2004.

115 انظر تقرير هيومن رايتس ووتش الذي يعرض خلفية لهذا الموضوع، "الإسلام في كردستان العراق"، متاح في الموقع www.hrw.org/backgrounder/mena/ansarbk020503.htm.

116 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع زانيار محمد قادر، أربيل، العراق، 26 يناير/كانون الثاني 2005.

117 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عدنان المفتي، أربيل، العراق، 26 يناير/كانون الثاني 2005.

118 "الشرطة تقول لم يُقبض على يمني في إطار التحقيق في تفجير بالعراق"، مترجم من رويترز، 5 فبراير/شباط 2004، وجني ماتيو، "جماعة مرتبطة بالقاعدة تعلن مسؤوليتها عن تفجيرات في أربيل"، وكالة الأنباء الفرنسية، 5 فبراير/شباط 2004.

119 "انفجار سيارة مفخخة يقتل شخصاً ويصيب 18 في كردستان العراق"، وكالة الأنباء الفرنسية، 26 يونيو/حزيران 2004، وأندرو مارشال، "متشددون يهددون بقتل ثلاثة رهائن أتراك في العراق"، رويترز، 26 يونيو/حزيران 2004.

120 "العراق: وزير كردي جريح يقول إن الهجمات تشحذ عزيمة الأكراد"، هيئة الإذاعة البريطانية، متابعة الشرق الأوسط، القناة التليفزيونية الفضائية "للحزب الديمقراطي الكردستاني"، 26 يونيو/حزيران 2004.

121 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سليمان صديق، أربيل، العراق، 7 فبراير/شباط 2005.

122 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع محمد ويريا بهاء الدين، أربيل، العراق، 7 فبراير/شباط 2005.

123 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسؤول أمني كردي، أربيل، العراق، 7 فبراير/شباط 2005.

124 "جماعة عراقية تعرض تسجيلاً لقطع رؤوس ثلاثة أكراد"، مترجم من رويترز، 19 سبتمبر/أيلول 2004.

125 "تسجيل مصور يظهر قطع رؤوس ثلاثة رهائن بالعراق"، مترجم من أسوشيتد برس، 19 سبتمبر/أيلول 2004.

126 "جماعة أنصار السنة العراقية تعلن مسؤوليتها عن هجوم أربيل"، رويترز، 13 ديسمبر/كانون الأول 2004، و"سيارة مفخخة تجرح شخصين في مدينة كردية بالعراق"، وكالة الأنباء الفرنسية، 12 ديسمبر/كانون الأول 2004، و"العراق: انفجار سيارة مفخخة في أربيل دون قوع خسائر في الأرواح"، هيئة الإذاعة البريطانية، متابعة الشرق الأوسط، و"محاولة إرهابية فاشلة في العاصمة الإقليمية"، خبت، 13 ديسمبر/كانون الأول 2004.

127 "جماعة أنصار السنة العراقية تعلن مسؤوليتها عن هجوم أربيل"، مترجم من رويترز، 13 ديسمبر/كانون الأول 2004.

128 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع مسؤول أمني كردي، أربيل، العراق، 7 فبراير/شباط 2005.

129 "انفجار سيارة مفخخة يستهدف جنازة في العراق ويقتل كثيراً من المشيعين"، أسوشيتد برس، 1 مايو/أيار 2005، ولطفي أبو عون، "قنبلة تقتل 20 شخصاً في جنازة بالعراق وخطف أسترالي"، رويترز، 1 مايو/أيار 2005، وأشرف خليل، "استمرار التفجيرات في العراق"، جريدة لوس أنجليس تايمز، 2 مايو/أيار 2005.

130 "مفجر انتحاري يقتل 45 شخصاً في مدينة بشمال العراق"، وكالة الأنباء الفرنسية، 4 مايو/أيار 2005.

131 روري كارول ومايكل هاورد "كانوا مصطفين للانضمام إلى الشرطة العراقية، لكن مفجراً انتحارياً كان مندساً بينهم في الطابور"، ذي غارديان، 5 مايو/أيار 2005.

132 "موقع إنترنت: جماعة أنصار السنة بالعراق تعلن مسؤوليتها عن تفجير أربيل"، رويترز، 4 مايو/أيار 2005.

133 أفادت جماعة مسيحية أشورية بأن بعض الأسر المسيحية تلقت خطابات من قوات بدر الإسلامية في النجف تنذرها بالخطف والقتل ما لم ترتدِ النساء من أفراد الأسر الحجاب. للاطلاع على النسختين العربية والإنجليزية من الخطاب انظر www.assyrianchristians.com/news.htm، تم الاطلاع على الموقع في 7 يونيو/حزيران 2005.

134 أنيا شيزادلو، "مسيحيو العراق يفكرون في الهرب مع تصاعد الهجمات عليهم"، مترجم من جريدة كريستيان ساينس مونيتور، 13 يوليو/تموز 2004. وانظر أيضاً يوشي دريزن، "العراق يشهد نزوحاً للمسيحيين"، جريدة وول ستريت جورنال، 27 سبتمبر/أيلول 2004.

135 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع بيمان، عين كاوة، العراق، 29 يناير/كانون الثاني 2005. ولم تشأ بيمان الإفصاح عن اسم أسرتها.

136 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع شاهدة عيان مجهولة الاسم، عين كاوة، العراق، 29 يناير/كانون الثاني 2005.

137 أفاد المترجمون بأن الأصل العربي استخدم كلمة "أذنابها" بدلاً من كلمة "حلفاءها".

138 مترجم من الموقع www.assyrianchristians.com (تم الإطلاع على الموقع في 22 فبراير/شباط 2005)، انظر أيضا صلاح نصراوي، "جماعة مجهولة تعلن مسؤوليتها عن الهجمات على الكنائس في العراق"، أسوشيتد برس، 2 أغسطس/آب 2004.

139 "الإسلاميون ينفون مسؤوليتهم عن تفجيرات الكنائس في العراق في رسالة على الإنترنت"، أسوشيتد برس، 5 أغسطس/آب 2004.

140 بيان لآية الله العظمى علي الحسيني السيستاني، 2 أغسطس/آب 2004. (انظر http://www.sistani.org/messages/eng/bay9.htm. تم الإطلاع على الموقع في 24 فبراير/شباط 2005).

141 أليسا روبن، "المسلمون وزعماؤهم ينددون بالهجمات على الكنائس"، جريدة لوس أنجليس تايمز، 3 أغسطس/آب 2004.

142 مقابلة مع هيومن رايتس ووتش، عين كاوة، العراق، 29 يناير/كانون الثاني 2005.

143 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع سليم منصور، عين كاوة، العراق، 29 يناير/كانون الثاني 2005.

144 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع قس في السليمانية، العراق، 30 يناير/كانون الثاني 2005.

145 تقدم الإدارتان الكرديتان في أربيل والسليمانية مساعدات أساسية لبعض الأسر المسيحية التي فرت إلى هاتين المحافظتين.

146 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع بيمان، عين كاوة، العراق، 29 يناير/كانون الثاني 2005.

147 مقابلة هيومن رايتس ووتش مع أحد أفراد أسرة، زاخو، العراق، 7 فبراير/شباط 2005.


<<   الصفحة السابقة  |  الصفحة الرئيسية  |  الصفحة السابقة  >> November 2005