Israel, the Occupied West Bank, and Gaza Strip, and Palestinian Authority Territories


اسرائيل والسلطة الفلسطينية Israel,  and Palestinian Authority
  
"تدمير رفح: هدم المنازل على نطاق واسع في قطاع غزة"


البيان الصحفي
التقرير بالانجليزية : English
معرض صور

الأنفاق
    يقول الجيش الإسرائيلي إن ثمة شبكة واسعة من أنفاق التهريب من مصر تستوجب عمليات التوغل في رفح التي تسفر عن هدم المنازل. ويقول الجيش الإسرائيلي إن عمليات البحث المعتادة عن الأنفاق تقتضي من قواته هدم البيت الذي يغطي منفذ أي نفق وكذلك المنازل التي يطلق منها المسلحون الفلسطينيون النار عليها خلال العملية.

    واستناداً إلى المقابلات التي أجرتها منظمة هيومن رايتس ووتش مع الجيش الإسرائيلي وسكان رفح والسلطة الوطنية الفلسطينية وأعضاء الجماعات الفلسطينية المسلحة وبعض خبراء الأنفاق السرية المستقلين، خلصت المنظمة إلى أن الجيش الإسرائيلي دأب على المبالغة والتهويل في تصوير خطر أنفاق التهريب لتبرير هدم المنازل. ولا جدال في وجود أنفاق لتهريب السلع، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والمتفجرات التي تستخدمها الجماعات الفلسطينية المسلحة، إلى قطاع غزة؛ إلا أنه برغم ما تفرضه عمليات هدم المنازل من عبء هائل على عاتق السكان المدنيين، فلم يوضح الجيش الإسرائيلي المانع من استخدام وسائل غير مدمرة لرصد الأنفاق وإبطال استعمالها عند حدود رفح، مثل تلك المستخدمة في أماكن مثل الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك والمنطقة المنزوعة السلاح بين شطري كوريا. وفضلاً عن ذلك فقد تصدى الجيش للأنفاق أحياناً بأسلوب يفتقر إلى الفعالية على نحو محير لا يتفق والجسامة المفترضة لهذا الخطر الذي طال عليه الأمد. ويوضح التقرير ثلاث نقاط أساسية:

    المنافذ والأنفاق. يزعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم اكتشفوا قرابة 90 نفقاً في رفح منذ عام 2000، مما يعطي الانطباع بتدفق الأسلحة على نطاق واسع ومتزايد على غزة. وعندما طولب الجيش الإسرائيلي بإلحاح بتفسير هذه المزاعم اعترف بأن الرقم يشير إلى منافذ بعضها متصل بأنفاق قائمة وبعضها لا يتصل بأي شيء على الإطلاق. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن المهربين كثيراً ما يحاولون الوصول إلى أنفاق قائمة بالفعل عبر الحدود بدلاً من حفر أنفاق جديدة؛ وهذا ممكن لأسباب من بينها أن الجيش الإسرائيلي لم يكن حتى عام 2003 يسعى لإغلاق الأنفاق نفسها، بل كان يكتفي بهدم المنازل التي يجد بها منافذ أنفاق في رفح، سواء أكانت تلك المنافذ صالحة للاستخدام أم لم تكن كذلك. وأدى هذا الأسلوب إلى كثير من الدمار وتشريد السكان بينما ترك الأنفاق سليمة إلى حد بعيد. ومنذ عام 2003 صار الجنود يدخلون الأنفاق، ولو أن متحدثاً باسم الجيش الإسرائيلي أبلغ هيومن رايتس ووتش بأن الجيش لا يملك التقنيات اللازمة لهدم الأجزاء الجانبية من الأنفاق. ورداً على استفسار من هيومن رايتس ووتش رفض الجيش الإسرائيلي الإفصاح عن عدد كل من الأنفاق والمنافذ التي اكتُشِفت ودُمِرت. ويتباين النهج الذي اتبعه الجيش الإسرائيلي - أي تحديداً استخدام أساليب غير فعالة لمدة عامين أعقبتها تحسينات غير واضحة - تبايناً شديداً مع التصريحات الإسرائيلية التي تتعمد التهويل وإثارة القلق بدون بداعٍ بخصوص الأنفاق وتدفق الأسلحة.

    الأنفاق غير الصالحة للاستخدام. في ثلاث حالات على الأقل هدم الجيش الإسرائيلي منازل تحوي أنفاقاً غير صالحة للاستخدام. ففي يوليو/تموز عام 2004 اكتشف السكان مدخل نفق غير مكتمل في منزل خالٍ وأبلغوا السلطة الوطنية الفلسطينية. وبعد بضعة أيام هدم الجيش الإسرائيلي المنزل و17 من المنازل المجاورة مشرداً 205 أشخاص، كما هدم فضلاً عن ذلك مصنعاً. ويشير تقييم أجرته منظمة هيومن رايتس ووتش في الموقع عقب حملة القوات الإسرائيلية، وكذلك مقابلات مع بعض شهود العيان وممثل لإحدى الجماعات الفلسطينية المسلحة، إلى أن الهدم لم يكن له ضرورة عسكرية؛ فحتى في حالة المنزل الذي يحوي مدخل النفق كان هدم المنزل بأكمله إجراءً يتسم بالشطط للتخلص من مدخل غير مكتمل كان من الممكن سده بفعالية بالخرسانة. ووثقت هيومن رايتس ووتش حالتين أخريين دمر فيهما الجيش الإسرائيلي، على ما يبدو، منازل بها مداخل أنفاق كانت السلطة الفلسطينية قد سدتها بالفعل. ويزعم الجيش الإسرائيلي أن إغلاق السلطة الفلسطينية لهذه المداخل لم يكن كاملاً.

    بدائل لهدم المنازل. يفيد خبراء الأنفاق الذين استشارتهم منظمة هيومن رايتس ووتش بوجود عدد من البدائل الأقل تدميراً للعثور على أنفاق التهريب بفعالية وتدميرها. وليس ثمة أسلوب واحد مضمون النجاح في جميع الأحوال، لكن الأساليب المختلفة يمكن أن يعوض بعضها عن أوجه القصور في البعض الآخر، والظروف في رفح على وجه العموم مواتية للجيش الإسرائيلي، فطول الحدود عند رفح لا يتجاوز أربعة كيلومترات ويحد مستوى المياه الجوفية من عمق الأنفاق حيث يبلغ 45 متراً تقريباً في المخيم. وفي هذه البيئة يمكن للجيش الإسرائيلي أن يضع تحت الأرض مجموعة من أجهزة الاستشعار الزلزالية على طول الحدود فيما يُعرف باسم "سياج تحت الأرض"، وهو ما نجح في رصد أنشطة الحفر على الحدود الأمريكية المكسيكية. ويمكن استخدام أساليب أخرى، مثل أجهزة الرادار التي تعمل بالحث الكهرومغناطيسي وتخترق الأرض، في رصد الأنفاق عند نقطة عبورها للحدود التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وتكون احتمالات اكتشافها أكبر إذا كانت الأنفاق تحوي أسلاكاً كهربية أو مصابيح أو آليات للجر تتألف من بكرات كما يزعم الجيش الإسرائيلي. ومتى اكتشف الجيش الإسرائيلي أنفاقاً تحت الحدود فبإمكانه أن يحفر الأرض للوصول إليها وسدها باستخدام الخرسانة أو المتفجرات تفادياً لعمليات التوغل في رفح التي تسفر عن هدم المنازل، وعن وقوع خسائر في الأرواح أحياناً.

    وأغلب الظن أن بمقدور إسرائيل الحصول على مثل هذه التقنيات المتقدمة، سواء محلياً أو من خلال الحكومة الأمريكية حليفها الأوثق. إلا أن الجيش الإسرائيلي يصر على أنه استنفذ كل البدائل وأن الأساليب الحالية هي الوسيلة الوحيدة الناجعة للتصدي لخطر الأنفاق. وامتنع الجيش الإسرائيلي على الرغم من ثلاثة طلبات تقدمت بها هيومن رايتس ووتش عن إيضاح الأساليب البديلة التي جربها لرصد الأنفاق وأسباب عدم نجاحها. وقد تكون بعض المعلومات المتعلقة بالأنفاق حساسة مما يتعذر الكشف عنه، إلا أن الأثر الهائل على السكان المدنيين لعمليات هدم المنازل يضع على عاتق إسرائيل عبء إقامة الدليل على أن الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الأنفاق التي تمتد تحت مواقع الجيش الإسرائيلي هي هدم منازل تقع في عمق المخيم.