Iraq and Iraqi Kurdistan



العراق

  
  بيان صحفي (للنشر فوراً)
لا بد من تقديم "علي الكيماوي" للمحاكمة
مستشار صدام حسين متهم باقتراف الفظائع ضد الأكراد

(نيويورك، 17 يناير/كانون الثاني 2003) - طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم باعتقال ومحاكمة الفريق علي حسن المجيد، مهندس حملة الإبادة الجماعية المعروفة باسم حملة "الأنفال" ضد الأكراد العراقيين عام 1988، الذي يقوم حالياً بجولة في الشرق الأوسط.

وقد وصل المجيد إلى العاصمة السورية دمشق اليوم لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك - حسبما ورد - في إطار الجهود الرامية لتجنب حرب محتملة ضد العراق؛ وأفادت تقارير صحفية بأنه من المحتمل أن يزور كلاً من مصر والأردن ولبنان خلال الأيام المقبلة.
من هو علي حسن المجيد؟
كان علي حسن المجيد، بصفته أمين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي، يتمتع بسلطة كاملة على جميع مؤسسات الدولة في المنطقة الكردية خلال الفترة من مارس/آذار 1987 إلى أبريل/نيسان 1989، بما في ذلك الفيلقان الأول والخامس من الجيش، ودائرة الأمن العام، والاستخبارات العسكرية. وشملت هذه الفترة التي وقعت فيها عمليات الإبادة الجماعية المعروفة باسم عمليات "الأنفال" ضد سكان المنطقة الأكراد.وكان من بين أوامره أمرٌ صدر في 20 يونيو/حزيران 1987 لقادة الجيش بأن "يقوموا بعمليات قصف عشوائية ... لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص الموجودين في ... المناطق المحظورة".

وكان المجيد قد قاد حملة "الأنفال" الشهيرة التي أسفرت عن مقتل أو "اختفاء" نحو 100 ألف كردي، واتسمت باستخدام الأسلحة الكميائية، وفقاً لما جاء في كتاب أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش عن الحملة تحت عنوان: "الإبادة الجماعية في العراق: حملة الأنفال ضد الأكراد" (http://www.hrw.org/reports/1993/iraqanfal/). وقد اشتهر المجيد في العراق بلقب "علي الكيماوي"، بسبب لجوئه مراراً لاستخدام أسلحة كيميائية محظورة؛ وتولى فيما بعد قيادة الاحتلال العسكري العراقي الوحشي للكويت.

وقال كنيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش:
    "إن المجيد هو منفذ جرائم صدام؛ وكان ضالعاً في طائفة من أسوأ جرائم العراق، بما في ذلك الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية؛ وتقديمه للمحاكمة من الأولويات الأساسية"
.

من هو علي حسن المجيد؟

كان علي حسن المجيد، بصفته أمين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي، يتمتع بسلطة كاملة على جميع مؤسسات الدولة في المنطقة الكردية خلال الفترة من مارس/آذار 1987 إلى أبريل/نيسان 1989، بما في ذلك الفيلقان الأول والخامس من الجيش، ودائرة الأمن العام، والاستخبارات العسكرية. وشملت هذه الفترة التي وقعت فيها عمليات الإبادة الجماعية المعروفة باسم عمليات "الأنفال" ضد سكان المنطقة الأكراد.وكان من بين أوامره أمرٌ صدر في 20 يونيو/حزيران 1987 لقادة الجيش بأن "يقوموا بعمليات قصف عشوائية ... لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص الموجودين في ... المناطق المحظورة". وقد تكشفت عمليات "الأنفال" - التي تعود تسميتها إلى إحدى سور القرآن، وهي سورة الأنفال التي تتناول أحكام الغنائم المسلوبة من الكفار أثناء القتال - في الوقت الذي أوشكت فيه الحرب الإيرانية العراقية أن تضع أوزارها، بعد أن ظلت رحاها دائرة خلال الفترة من 1980 إلى 1988. وتحت قيادة المجيد، أسفرت عمليات "الأنفال" عن قتل أو "اختفاء" نحو 100 ألف من غير المقاتلين، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد غير المقاتلين في العشرات من المواقع، والتدمير شبه الكامل لممتلكات الأسر والمجتمعات المحلية، بما في ذلك البنى الأساسية الزراعية وغيرها في جميع أنحاء المناطق الكردية الريفية.

وتظهر الوثائق التي تم الحصول عليها من جهاز الاستخبارات العراقي أن أعمال القتل الجماعي وحالات "الاختفاء" والتهجير القسري، وغيرها من الجرائم، قد نُفِّذت بدرجة عالية من الاتساق والسيطرة المركزية تحت الإشراف المباشر لعلي حسن المجيد.
وتولى المجيد فيما بعد زمام المسؤولية عن الاحتلال العسكري العراقي للكويت، وقاد القوات التي أخمدت الانتفاضة الشعبية في جنوب البلاد في مارس/آذار 1991. وقد اتسمت هذه الحملات جميعاً بشيوع عمليات الإعدام، والاعتقالات التعسفية، وحالات "الاختفاء"، والتعذيب، وغيرها من الفظائع. وقال روث:
    "إن تظاهر علي الكيماوي بأنه مبعوث للسلام هو أشبه بمجرم الحرب الصربي البوسني راتكو ميلاديتش وهو يلقي محاضرة عن حقوق الإنسان؛ وكان الأولى أن يكون في استقباله حراس السجون لا رؤساء الدول".
ووفقاً لما جاء في شهادات نشطاء المعارضة واللاجئين العراقيين، فإن المجيد قام أيضاً بدور قيادي في الحملة ضد عرب الأهوار خلال التسعينيات، وهي حملة شملت القصف المنظم للقرى، والتعذيب، وحالات "الاختفاء"، والتهجير القسري، مما أسفر عن تقلص عدد سكان هذه المنطقة من ربع مليون إلى أقل من 40 ألف نسمة اليوم.

"علي الكيماوي" يصف أفعاله بنفسه

نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تسجيلاً صوتياً لاجتماع لكبار المسؤولين العراقيين عام 1988، توعد فيه المجيد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد، متفوهاً بعبارات من قبيل:
سوف أقتلهم جميعاً بالأسلحة الكيميائية! من عساه أن يعترض؟ المجتمع الدولي؟ فليذهبوا للجحيم، المجتمع الدولي ومن ينصت إليه!
لن أهاجمهم بالمواد الكيميائية يوماً واحداً فحسب، بل سأواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيميائية لمدة خمسة عشر يوماً.

الأساس القانوني لتقديمه إلى المحاكمة

تنص اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي تعد كل من مصر والأردن ولبنان من الدول الأطراف فيها، على أن حكومات هذه الدول ملتزمة التزاماً قانونياً دولياً بمحاكمة أي شخص في أراضيها متهم بارتكاب التعذيب، أو تسليمه إلى حيث تتم محاكمته، بغض النظر عن مكان ارتكاب التعذيب. وعلى غرار ذلك، تنص اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي صادقت عليها مصر والأردن ولبنان وسورية، على أن تتعهد هذه الحكومات بمنع أعمال الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها. وفي الختام، فإن الدول الأربع قد صادقت على اتفاقيات جنيف التي تلزم الدول الأطراف فيها بالبحث عن الأشخاص الذين يزعم ارتكابهم جرائم حرب، وتقديمهم للمحاكمة أمام محاكمها، بغض النظر عن جنسيتهم.