HRW Logo HRW in Arabic
Human Rights Watch
E-mail بريدالكتروني WR 2000 Mena  Campgn HR-Global  حقوق المرأة والطفل والعدالة والأسلحة والألغام Countries Mena ECA Home
 
الشيشان


جرائم الحرب في الشيشان ورد فعل الغرب إزاءها
نص شهادة بيتر بوكرت، الباحث المتخصص في أزمات الطوارئ بمنظمة "مراقبة حقوق الإنسان"؛
أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي
؛(واشنطن، الأول من مارس/آذار 2000) ـ إن الأدلة التي جمعناها في الشيشان تبعث على القلق والانزعاج؛ فقد ارتكبت القوات الروسية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم الحرب، في خضم حملتها العسكرية على الشيشان. لقد كتبت على جدران المنازل في العاصمة الشيشانية عبارة تقول: "مرحباً بكم في الجحيم ـ الجزء الثاني"؛ وهي تصلح أن تكون وصفاً موجزاً لما كابده المدنيون الشيشان على مدار الشهور الخمسة الماضية. ورغم ما تقوله روسيا من أنها تشن حرباً ضد الإرهاب في الشيشان، فإن المدنيين الشيشان هم الذين عانوا أشد المعاناة من ويلات الهجمات الروسية في هذه الحرب، كما كان الحال في الحرب الشيشانية الأولى. وقد ارتكبت القوات الروسية معظم الانتهاكات التي وثقناها؛ غير أننا وثقنا أيضاً انتهاكات خطيرة ارتكبها المقاتلون الشيشان

جرائم الحرب في الشيشان ورد فعل الغرب إزاءها
نص شهادة بيتر بوكرت، الباحث المتخصص في أزمات الطوارئ بمنظمة "مراقبة حقوق الإنسان"؛
أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي

سيدي الرئيس
السادة أعضاء اللجنة
إنه لمن دواعي سروري أن أقف بينكم اليوم، وأود أن أعرب عن تقديري لما تبديه اللجنة من اهتمام بالأزمة المتفاقمة في الشيشان

اسمي بيتر بوكرت، وأعمل باحثاً معنياً بأزمات الطوارئ في منظمة "مراقبة حقوق الإنسان". وقد عدت لتوي من جمهورية إنغوشيا، المجاورة للشيشان، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أشهر عكفت خلالها على توثيق جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات التي ارتُكبت خلال الصراع الشيشاني. لقد كان للباحثين العاملين في منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" وجود بحثي دائم في إنغوشيا منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، وقد أجرينا مقابلات مفصلة مع أكثر من 500 من شهود الانتهاكات التي ارتكبت في الشيشان. واستطعنا، بفضل وجودنا المستديم في المنطقة، أن نتثبت من روايات شهود العيان من خلال ما تلقيناه من شهادات مستقلة ومتوافقة
وقد نشرنا نتائج البحوث التي توصلنا إليها بشأن الشيشان من خلال حوالي 40 بياناً صحفياً وتقريرين، وكلها وثائق متاحة للاطلاع العام، وتحتوي على معلومات مفصلة عن الانتهاكات التي سوف ألخصها في شهادتي. ويمكن الاطلاع على هذه البيانات الصحفية والتقريرين الوجيزين في موقع المنظمة على شبكة الإنترنت، وعنوانه
www.hrw.org
وقد أحضرت معي اليوم نسخاً منها إن الأدلة التي جمعناها في الشيشان تبعث على القلق والانزعاج؛ فقد ارتكبت القوات الروسية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم الحرب، في خضم حملتها العسكرية على الشيشان. لقد كتبت على جدران المنازل في العاصمة الشيشانية عبارة تقول: "مرحباً بكم في الجحيم ـ الجزء الثاني"؛ وهي تصلح أن تكون وصفاً موجزاً لما كابده المدنيون الشيشان على مدار الشهور الخمسة الماضية. ورغم ما تقوله روسيا من أنها تشن حرباً ضد الإرهاب في الشيشان، فإن المدنيين الشيشان هم الذين عانوا أشد المعاناة من ويلات الهجمات الروسية في هذه الحرب، كما كان الحال في الحرب الشيشانية الأولى. وقد ارتكبت القوات الروسية معظم الانتهاكات التي وثقناها؛ غير أننا وثقنا
وقد تعرضت قوافل اللاجئين في بعض الأحيان لقصف مكثف من القوات الروسية، مما ألحق بهذا القوافل خسائر فادحة
أيضاً انتهاكات خطيرة ارتكبها المقاتلون الشيشان

الفظائع في الشيشان

منذ بداية الصراع، قامت القوات الروسية بقصف الأهداف المدنية بصورة مفرطة وعشوائية، مما أسفر عن وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين. وقد تجاهلت القوات الروسية أحكام اتفاقيات جنيف التي تلزمها بتركيز هجماتها على المقاتلين، ولا يبدو أنها اتخذت أي ضمانات تُذكر لحماية المدنيين؛ فكانت هذه الحملة من القصف المكثف والمنظم هي المسؤولة عن الغالبية العظمى من وفيات المدنيين في الصراع الشيشاني. وقد استخدمت القوات الروسية الصواريخ أرض أرض شديدة الانفجار في كثير من الأحيان، مما أسفر عن سقوط المئات من القتلى في واقعة قصف السوق المركزية في غروزني، وفي الكثير من البلدات والقرى الصغيرة. وقد هدد القادة الروس مؤخراً باستخدام أنواع أقوى وأشد فتكاً من المتفجرات، من بينها الرءوس الحربية المحملة بالوقود والهواء، التي تتسبب في إحداث حرائق هائلة عند انفجارها، والتي من شأنها أن تحدث خسائر مروعة في الأرواح إن استُخدمت ضد الأهداف المدنية. وقد أحالت حملة القصف العديد من أنحاء الشيشان إلى أرض يباب؛ بل إن أقدم المراسلين الحربيين الذين تحدثت معهم قالوا لي إنهم لم يروا في حياتهم قط مثل هذا الدمار الذي لحق بالعاصمة غروزني. وكثيراً ما رفضت القوات الروسية أن تفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بمغادرة المناطق التي يحتدم فيها القتال، مما تسبب في احتجاز المدنيين خلف الخطوط الأمامية عدة أشهر. وقد أخبرني الرجال والنساء المنهكون الذين تمكنوا من الخروج من غروزني بعد رحلة طويلة شاقة محفوفة بالمخاطر أنهم اضطروا للعيش شهوراً في الأقبية المظلمة الباردة، بدون ماء أو غاز أو كهرباء، وليس في حوزتهم سوى النزر الضئيل من الطعام؛ وكثيراً ما عانى أبناؤهم من صدمات نفسية مروعة، وانزووا في أركان خيامهم في إنغوشيا يبكون ويئنون، ويصرخون فزعاً كلما حلقت فوقهم الطائرات الحربية الروسية، التي تعيد إلى أذهانهم الأهوال التي كابدوها في غروزني
ويواجه الرجال بخاصة صعوبات هائلة عند محاولة الفرار من مناطق القتال؛ إذ يتعرضون للإهانة والابتزاز والسرقة والضرب والاعتقال التعسفي. وقد تعرضت قوافل اللاجئين في بعض الأحيان لقصف مكثف من القوات الروسية، مما ألحق بهذا القوافل خسائر فادحة. وفي الوقت الراهن، لا يزال عشرات الألوف من المدنيين محاصرين في مضيق نهر أرغون جنوبي الشيشان، حيث وجدوا أنفسهم خلف الخطوط الروسية التي أغلقت عليهم كل سبل الهرب من القصف المتواصل، بينما يتناقص مخزونهم من الطعام بسرعة حتى أوشك على النفاد.
 
E-mail بريدالكتروني WR 2000 Mena  Campgn HR-Global  حقوق المرأة والطفل والعدالة والأسلحة والألغام Countries Mena ECA Home