(بيروت) – قصفت القوات الأمريكية في 28 أبريل/نيسان 2025 مركزا لاحتجاز المهاجرين في صعدة في اليمن، فقتلت بحسب تقارير 68 مدنيا وجرحت العشرات. يُظهر فيديو نشرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين وتحققت منه كل من "هيومن رايتس ووتش" ووكالة "رويترز" الإخبارية مهاجرين وطالبي لجوء قتلى وجرحى في أعقاب الغارة. أفادت تقارير أن جميع القتلى والجرحى الذين كانوا محتجزين في المركز في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحوثيين هم من جنسيات أفريقية.
هذه واحدة من أكثر من 800 غارة شنتها الولايات المتحدة في اليمن منذ 15 مارس/آذار 2024، حين بدأت إدارة ترامب حملة جديدة من الضربات الجوية في اليمن. بحسب أبحاث هيومن رايتس ووتش، أسفرت الغارات على ما يبدو عن أذى بالغ بالمدنيين، ومن المرجح أن تكون قتلت وجرحت المئات منهم.
التقاعس عن اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار بالمدنيين يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي. الهجمات المتعمدة على المدنيين والبنية التحتية المدنية هي جرائم حرب.
ليست هذه المرة الأولى التي تقصف فيها الأطراف المتحاربة في اليمن مركزا لاحتجاز المهاجرين وتقتل أعدادا كبيرة منهم. في 2022، قصف التحالف بقيادة السعودية مركز احتجاز في المجمع نفسه في صعدة، ما أسفر عن مقتل 91 شخصا على الأقل وإصابة 236 آخرين - وهي جريمة حرب محتملة قد تكون الولايات المتحدة متواطئة فيها.
يمكن نسب الاقتباس التالي إلى نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش:
"يبدو أن الغارات الجوية الأمريكية تسببت في قتل وجرح المدنيين في اليمن بمعدلات مثيرة للقلق على مدار الشهر الماضي في ظل إدارة ترامب، التي خففت القيود السياسية على استخدام القوة وتسعى إلى تهميش مكاتب البنتاغون المكلفة بتخفيف الأضرار المدنية".