Skip to main content

تزايد الضحايا المدنيين جراء القتال العشوائي في اليمن

القوات الانفصالية والحكومية بالكاد تكترث للمدنيين في عدن

مدنيون يتجمعون في موقع هجوم أوقع قتلى في عدن، اليمن، الخميس، 1 أغسطس/آب 2019.  © 2019 أسوشيتد برس/ناريمان المفتي

عصفت الاشتباكات بين القوات الموالية للحكومة والقوات الانفصالية بمدينة عدن في الأيام القليلة الماضية، ما تسبب في سقوط عديد من الضحايا في أعنف قتال شهدته المدينة منذ بداية الحرب. رغم توقف القتال، لكنه قد يُستأنف في أي وقت.

اندلع القتال بين القوات الموالية للرئيس اليمني هادي و"المجلس الانتقالي الجنوبي" – قوات مدعومة من الإمارات تسعى إلى استقلال الجنوب في الأحياء المدنية المكتظة بالسكان، بالرصاص وقذائف الهاون، ما أدى إلى جرح وقتل مدنيين لجأوا إلى المنازل أو حاولوا الانتقال في الشوارع. تشمل الأحياء المتضررة مناطق كريتر والمعلا ودار سعد وخورمكسر وسط عدن، بالإضافة إلى مناطق في البريقة، حيث يسيطر التحالف الذي تقوده السعودية على قاعدة عسكرية.

في 11 أغسطس/آب، قالت "أطباء بلا حدود" إنها عالجت 119 شخصا أصيبوا في الاشتباكات خلال 24 ساعة في مستشفاها بعدن، بينهم 62 احتاجوا إلى رعاية طارئة. قالت المنظمة إنها تعتقد أن معظمهم مدنيون أصيبوا بشظايا من ذخيرة متفجرة أو رصاص طائش أثناء اختبائهم خلال الاشتباكات. قالت الأمم المتحدة إنه وفقا لتقارير أولية، قُتل ما يصل إلى 40 مدنيا، بينما قالت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" إنها قدّمت 60 كيس جثث إلى مستشفيين في المدينة. علمت هيومن رايتس ووتش بوجود حالة فقدت فيها امرأة ساقيها عندما أصابت قذيفة هاون منزل عائلتها.

شهدت عدن قتالا متقطعا بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسلحة، والقوات الموالية لهادي خلال السنوات القليلة الماضية. لكن المواجهات الأخيرة هي الأكثر عنفا والأطول حتى الآن، وانتشرت إلى مناطق من المدينة لم تتأثر في السابق. للأسف، لم تُظهر الأطراف المتحاربة في جميع أنحاء اليمن منذ عام 2015 أي إشارة على الاهتمام بحياة المدنيين. عرّضت المعارك المستمرة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، واستخدام قذائف الهاون غير الدقيقة في هذه المناطق، حياة أعداد كبيرة من الناس للخطر.

حال القتال العنيف دون مغادرة المدنيين منازلهم. كثير منهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المرافق الطبية، أو الحاجات الأساسية. أغلِق مطار عدن أيضا أمام حركة المرور التجارية، ما منع الأشخاص من مغادرة البلاد، بما فيه من أجل طلب العلاج الطبي في الخارج.

على الأطراف المتحاربة بذل قصارى جهدها لوقف القتال في المناطق المكتظة بالسكان، أو تقليله إلى الحد الأدنى، وعليها الامتناع عن استخدام الأسلحة العشوائية.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.