Skip to main content

حمام الدم في غزة كان متوقعا بسبب الأوامر الإسرائيلية

نُشر في: USA Today
مسعفون فلسطينيون يخلون رجلا على جانب غزة من السياج الذي يفصل القطاع عن إسرائيل، كما يبدو المشهد على الجانب الإسرائيلي من الحدود، خلال مظاهرات 30 مارس/آذار بمناسبة "يوم الأرض".  © 2018 رويترز

بينما تجمع المئات يوم الإثنين في القدس احتفالا بنقل السفارة الأمريكية، كانت القوات الإسرائيلية، على بُعد 100 كيلومتر تقريبا، تطلق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، متحصنةً بالسياج الفاصل بين إسرائيل وغزة. قُتل 60 شخصا وأصيب أكثر من 1,000 آخرين بالرصاص الحي، بحسب وزارة الصحة في غزة.

قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 100 فلسطيني في مظاهرات غزة منذ 30 مارس/آذار، منهم 14 طفلا، وأصابت أكثر من 3,500 آخرين بالرصاص الحي.

أعداد الضحايا الضخمة سببها ليس استخدام مبرر للقوة، وهي ليست انتهاكات فردية، بل نتائج متوقعة لأوامر كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن استخدام القوة.

تحدّى المتظاهرون الفلسطينيون في غزة الاحتلال الإسرائيلي القائم منذ نصف قرن. أدت القيود الإسرائيلية الواسعة على حركة الأشخاص والبضائع إلى غزة ومنها، والتي تفاقمت مع إغلاق الحدود المصرية جنوبا، إلى شلل الاقتصاد، والتسبب في أزمة إنسانية، وانعدام أمل الشباب في مستقبل مشرق.

يمكن للقوات الإسرائيلية استخدام وسائل غير قاتلة لمنع عبور الحدود بدون إذن، لكن القانون الدولي يحظر الاستخدام المتعمد للقوة القاتلة في أوضاع فرض الأمن، إلا عند الضرورة ولدرء خطر مباشر على الحياة.

رفض المسؤولون الإسرائيليون هذا المعيار القانوني الدولي، متذرعين بأن سبب إطلاق الرصاص الحي هو لمنع المتظاهرين العنيفين من اختراق الحدود ومهاجمة الإسرائيليين في البلدات المجاورة. أُمر الجنود بإطلاق النار على أي شخص يدخل المنطقة العازلة الواسعة داخل غزة، أو "يحرض" على التظاهر، أو يخرّب البنية التحتية الأمنية. حولت هذه الأوامر فعليا المنطقة العازلة إلى منطقة مهجورة. لم تَدّعِ إسرائيل مقتل أي جندي أو مواطن أو إصابته بجروح خطيرة خلال المظاهرات.

سفك الدماء على هذا النطاق الواسع ناتج بشكل مباشر عن أوامر إطلاق النار هذه، والتي تعطي الضوء الأخضر لإطلاق النار على المتظاهرين بغض النظر عن التهديد الذي يشكلونه، فضلا عن تقاعس إسرائيل المستمر منذ عقود عن محاسبة الجنود الذين ينتهكون أوامر إطلاق النار المتساهلة أصلا. ينتقد قادة دول العالم، كما هو متوقع، حمام الدم هذا، ما عدا إدارة ترامب التي تلوم حماس فقط، وتمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة القتل والتشويه.

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة