Skip to main content

آن الأوان لتقود النساء السيارات في السعودية

أمير سعودي يدعو إلى إنهاء منع قيادة النساء

دعا الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إلى إنهاء منع النساء من قيادة السيارات في السعودية، الذي فُرض منذ عقود. مع أنه رجل أعمال ومستثمر ولا يشغل منصبا حكوميا رسميا، فهو عضو العائلة المالكة الأبرز الذي يصرّح بوضوح بأن منع النساء من القيادة تمييزي ويجب إنهاؤه.

يبدو أن دعوة الوليد تتماشى مع خطة نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التنموية "رؤية 2030". تعلن الخطة أن الحكومة سوف "تستمر في تطوير مواهب [النساء]، والاستثمار في قدراتهن الإنتاجية وتمكينهن من تعزيز مستقبلهن والمساهمة في تطوير مجتمعنا واقتصادنا".

لكن آراء الأمير محمد المعلنة بموضوع قيادة النساء للسيارات تتناقض مع الرؤية المعلنة وتروي قصة مختلفة. ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في أبريل/نيسان 2016 حول الموضوع، أعلن الأمير أن "المجتمع [السعودي] غير مقتنع بقيادة النساء للسيارات"، مبررا المنع بالمعايير الاجتماعية السعودية بدل سياسات تفرضها الدولة. مجلس الشورى، وهو هيئة استشارية بدون صلاحيات تشريعية، صوّت مؤخرا ضد توصية لمراجعة المنع رسميا.

السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. عندما قادت 47 امرأة موكبا في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 احتجاجا على جعل المنع سياسة رسمية، أوقفتهن شرطة المرور واحتجزتهن، وأطلقت سراحهن بعد أن وقع أولياء أمورهن على تصاريح بأن النساء لن يحاولن القيادة مرة أخرى.

عام 2011 و2013، تحدّت ناشطات سعوديات علنا المنع عبر حملات منسقة، حيث صورن أنفسهن يقدن سياراتهن في جميع أنحاء البلاد. مرة أخرى، ألقي القبض على الكثير منهن، واضطررن إلى التصريح رسميا بأنهن سيمتنعن عن القيادة في المستقبل. ومنهن مَن تمّت محاكمتهن.

خفّف الوليد بن طلال من قوة دعوته إلى إنهاء منع القيادة إلى حد ما عبر الإصرار على أنه لا يجب السماح للنساء بقيادة السيارات "خارج حدود المدينة" وأن الرجال ليسوا مجبرين على السماح لقريباتهن بالقيادة. إنما تكمن أهمية رأيه بأنه يعرّف المنع بما هو عليه: سياسة حكومية "أكثر تقييدا مما يسمح به الشرع وتعاليم الدين". في الواقع، يقول إن المنع يعيق قدرة النساء على المشاركة الفعالة في المجتمع والاقتصاد في البلاد.

إذا كان محمد بن سلمان جادا في خطط التنمية الاقتصادية وتعزيز مستقبل المرأة، عليه أن يأخذ بمشورة الوليد بن طلال، وألا يتنصل من المسؤولية، ويعمل على وضع حد لجميع أشكال التمييز ضد المرأة. السماح للنساء بالإمساك بعجلة القيادة قد يمثل البداية.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.