Skip to main content

قبل 12 يوما، كانت فاطمة قيطاني، 35 عاما وأم لـ 4 أطفال، جالسة في خيمة تعلّم ابنتها كيفية القراءة بعد أن تغيرت حياتها إلى الأبد. كانت الخيمة التي تقيم بها فاطمة، حالها حال العديد من السوريين المقيمين في مخيمات في ضواحي إدلب، مأوى لها ولعائلتها طوال شهرين. كان المخيم يأوي 4500 سوريا فروا من منازلهم لكنهم لم يستطيعوا الفرار من بلادهم بعد إغلاق الحدود السورية مع تركيا

أشخاص يقفون قرب الدمار بعد أن ضربت غارات جوية يوم 5 مايو/أيار مخيم للنازحين في محافظة إدلب السورية قرب الحدود التركية، 7 مايو/أيار 2016. © 2016 رويترز
.

أثناء تلاوة فاطمة وابنتها آيات من القرآن، تسببت غارة جوية على المخيم في انفجار قرب خيمتهم، حيث أصيبت فاطمة في الرأس والصدر والمعدة.

كان من الصعب الوصول إلى فاطمة. حاولت البحث عن جرحى المخيم عبر شبكتنا من النشطاء والأطباء لمدة يومين. في نهاية المطاف، وصلت إلى فاطمة عبر الهاتف أثناء تواجدها على سريرها في مشفى في أنطاكية، داخل تركيا. تحدثت بوضوح وبقوة عن محنتها، ولكن كانت الصدمة في صوتها واضحة.

قالت فاطمة: "فجأة، تطاير الغبار والصخور في كل مكان ورأيت أطفالي يطيرون في الهواء من أثر الانفجار. تمالكت نفسي، ونظرت حولي لأجد ابني بلا رأس وابنتي ممزقة دون أطراف. بدا طفلاي الآخران غارقان في الدماء وقد فارقا الحياة، لذا تركتهما حيث كانا. شعرت بالصدمة وبدأت أصرخ وأصرخ ثم فقدت الوعي. بعدها استيقظت، لأجد نفسي في المشفى."

تبعد إدلب كثيرا عن فيينا، التي تجتمع فيها أطراف فاعلة هذا الأسبوع لمعرفة ما يجب القيام به حيال سوريا. يحاول "فريق دعم سوريا الدولي"، بمن فيهم الولايات المتحدة وروسيا، إحياء وقف إطلاق النار بعد انهياره الشهر الماضي، إلا أنه شكل على الأقل فترة سلام وجيزة لأجزاء من سوريا بعد 5 سنوات طويلة من الصراع.

يحتاج أشخاص مثل فاطمة وأطفالها إلى أن يكونوا صلب الجهود المتعلقة بوقف الفظائع في سوريا. يجب أن تكون حماية المدنيين، الذين لا يزالون مستهدفين في الغارات الجوية الحكومية أو قصف الجماعات المعارضة المسلحة، أولوية للجميع.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة