<< السابق | الفهرس | التالي >>
  • البيان الصحفي
  • The Report in English
    وفي 29 مارس/آذار 2003، نفى مدير جهاز الاستعلامات المصري ادعاءات التعذيب التي نشرتها منظمة هيومن رايتس ووتش باعتبارها "إشاعات... مجرد ادعاءات يجري ترديدها دعماً لمصالح فصائل سياسية معادية للحكومة".!!!!

    قالت منال خالد ، والدموع تنهمر من عينيها، إنها تعرضت لـ"علقة موت"، وإن الرجال يُسحقون سحقاً بالداخل و إن ضباط قسم الخليفة هددوها هي ومعتقلتين أخريين بالاغتصاب

    بيانات صدرت حول قمع المتظاهرين مرتبة تاريخيا
  • مصر: الانقضاض على المظاهرات المعارضة للحرب 24 مارس 2003
  • مصر: استمرار تعذيب المتظاهرين ضد الحرب26 مارس 2003
  • مصر: التعذيب في مقر مباحث أمن الدولة 24 ابريل 2003
  • تمديد اعتقال ناشط مصري اتهام مهندس بإنزال أخبار ومعلومات عن حقوق الإنسان من الإنترنت 17 يوليو 2003
  • مصر: ناشط يبدأ إضراباً عن الطعام مع تمديد اعتقاله 1 أغسطس 2003
  • مصر: ازدراء الحكومة المصرية بالحقوق السياسية الأساسية 28 أغسطس 2003
    أيضا
  • مصر: تصاعد الاعتقالات
    استخدام قانون الطوارئ في خنق حرية التعبير
  • مصر: خلفية عن حقوق الإنسان
    Egypt مصر
    Egypt
  • مصر: اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين ضد الحرب

    1. ملخص

    يوثق هذا التقرير الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبها مسؤولو الأمن المصريون أثناء المظاهرات الكبيرة التي اندلعت في القاهرة في 20 و21 مارس/آذار 2003 ضد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق، وفي أعقاب هذه المظاهرات
    . وشملت هذه الانتهاكات الغلو في استخدام القوة لتفريق المتظاهرين والمارة في 21 مارس/آذار مما يشكل انتهاكاً للحق في حرية التجمع؛ والاعتقال والحبس التعسفي للأشخاص، بما في ذلك الأطفال؛ وضرب المعتقلين وإساءة معاملتهم في الحجز، على نحو بلغ أحياناً حد التعذيب؛ والتقاعس عن تقديم الرعاية الطبية للمعتقلين المصابين بجروح بالغة.
      ففي يوم الخميس، الموافق 20 مارس/آذار، غداة بدء الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد العراق، احتشد أكثر من 10 آلاف متظاهر في ميدان التحرير بالقاهرة؛ واستغرقت المظاهرة نحو 12 ساعة، ولم تتخللها أي حوادث عنف كبرى. وفي اليوم التالي، الجمعة، انقضَّ أفرادشرطة مكافحة الشغب، الذين يرتدون الزي الرسمي والذين يرتدون ثياباً مدنية، بالخراطيم والهراوات على الأشخاص الذين كانوا يحاولون التجمع من جديد في ميدان التحرير، وكذلك على المارة في المنطقة، فضربوا الكثيرين وألحقوا بهم إصاباتهم. وفي وقت لاحق من نفس اليوم، وقع اعتداء مماثل خارج مقر نقابة المحامين المصرية القريب من ميدان التحرير. ويبدو أن بعض من تعرضوا للضرب قد استُهدفوا انتقاماً منهم لمشاركتهم في مظاهرات سابقة. ويمثل هذا الحظر الفعلي للتجمع الجماهيري واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين والمارة انتهاكاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان وللقانون المصري.
    وقد اعتقلت السلطات المصرية نحو 800 شخص في 21 مارس/آذار، وأمرت بحبس ما لا يقل عن 61 منهم لإجراء مزيد من التحقيقات معهم، ووجهت إليهم تهمة تدمير الممتلكات العامة، والتحريض على القلاقل، وعدم الامتثال لأوامر الشرطة لهم بالتفرق. واحتُجز الكثيرون منهم في مواقع لا تُعدُّ من مراكز الاعتقال المشروعة التي يعترف بها القانون المصري، بما في ذلك مقر مباحث أمن الدولة. وصدرت الأوامر بالإفراج عن جميع المتهمين تقريباً في 30 مارس/آذار، ولكن حتى وقت كتابة هذا التقرير، كان الكثيرون لا يزالون يواجهون دعاوى جنائية. واعتُقل آخرون، من بينهم اثنان من أعضاء مجلس الشعب، على مدى الأيام القليلة التالية بسبب أدوارهم المزعومة في تنظيم المظاهرات أو المشاركة فيها؛ ويبدو أن معظم هذه الاعتقالات ترجع إلى انتماءات المعتقلين المعروفة أو المزعومة لمنظمات تنتقد سياسات الحكومة، وليس إلى أدلة تؤيد التهم الجنائية التي وُجِّهت إليهم في نهاية المطاف. وفضلاً عن هذا، فإن الاعتقالات التي جرت خلال الأيام التالية للمظاهرات لم تكن تستند إلى أوامر قضائية مما يخالف القانون المصري
      . وقال بعض المحبوسين الذين وجهت إليهم اتهامات إن تعرضوا للضرب أثناء احتجازهم، مما بلغ حد التعذيب في بعض الأحيان، وحرموا من العلاج الطبي اللازم للإصابات التي لحقت بهم. كما جرت اعتقالات أخرى تتعلق بالمظاهرات في مطلع ووسط أبريل/نيسان 2003. وظل معظم أولئك الأشخاص رهن الاعتقال عدة أيام أو أسابيع، أو فترات أطول في بعض الحالات، ثم أخلي سبيلهم بدون توجيه أي اتهام إليهم. وأدلى بعض المعتقلين في أبريل/نيسان أيضاً بادعاءات جديرة بالتصديق مفادها أنهم تعرضوا للتعذيب أو غيره من صنوف سوء المعاملة أثناء اعتقالهم مما يشكل انتهاكاً للالتزامات القانونية الواقعة على عاتق مصر.
    وأُلقي القبض على ما لا يقل عن ستة أطفال في 21 مارس/آذار 2003، وحُبسوا مع معتقلين بالغين لا صلة لهم بقضية المظاهرات، في زنزانات مكتظة حيث كانوا عرضة لخطر الاعتداء أو الإيذاء، مما يشكل انتهاكاً للمعايير الدولية. وقال صبي في السادسة عشرة من عمره إنه قد تعرض هو وأطفال آخرون للتعذيب.
      وقد طلبت منظمة هيومن رايتس ووتش عقد اجتماعات في أوائل أبريل/نيسان 2003 مع مسؤولين مصريين، من بينهم وزير الداخلية حبيب العدلي والنائب العام ماهر عبد الواحد، لبحث بواعث قلقها، ولكنها لم تتلقَّ أي رد على طلبها؛ ولم تتلقَّ المنظمة كذلك أي رد على خطابين سابقين أرسلتهما بتاريخ 25 مارس/آذار 2003 إلى وزير الداخلية حبيب العدلي والنائب العام ماهر عبد الواحد، معربة فيهما عن قلقها بشأن ما ورد من بلاغات عن تعرض المعتقلين للتعذيب وسوء المعاملة والحرمان من العناية الطبية.
    وفي 29 مارس/آذار 2003، نفى مدير جهاز الاستعلامات المصري ادعاءات التعذيب التي نشرتها منظمة هيومن رايتس ووتش باعتبارها "إشاعات... مجرد ادعاءات يجري ترديدها دعماً لمصالح فصائل سياسية معادية للحكومة".( 1)

    والتقت منظمة هيومن رايتس ووتش بالسفير المصري في الولايات المتحدة نبيل فهمي في 4 أبريل/نيسان 2003؛ وقال السفير فهمي للمنظمة إن الحكومة تستجيب بصورة إيجابية لمعظم الطلبات المقدمة لتنظيم المظاهرات، مشيراً إلى أنه في المناخ السياسي السائد لن يجري تحقيق مستقل في سلوك قوات الأمن يومي 20 و21 مارس/آذار.
    وأعرب السفير عن اعتقاده بأن ادعاءات التعذيب المتعمد على أيدي مسؤولي الأمن غير جديرة بالتصديق، وقال إن شكاوى التعذيب يجب إرسالها إلى مدير إدارة الشكاوى بمكتب النائب العام. وجدير بالذكر أن العديد من المعتقلين قد أدلوا بهذه الشكاوى أثناء تحقيق مكتب النائب العام معهم قبل إخلاء سبيلهم، أو قد قدموا هذه الشكاوى فور الإفراج عنهم في أواخر مارس/آذار ومطلع أبريل/نيسان؛ وحتى السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2003، ورد أن هذه الشكاوى لا تزال قيد البحث على أعلى المستويات في مكتب النائب العام؛ وأشار السفير فهمي إلى أن أفضل استجابة بناءة للمواجهات التي وقعت خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان هي تقديم تدريب أفضل لقوات الأمن التي تتعامل مع المظاهرات
      . والحق أن قوات الشرطة والأمن المصرية سوف تستفيد من التدريب المهني، خاصةً فيما يتعلق بمدونة الأمم المتحدة لسلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، ومبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية. وتعتقد منظمة هيومن رايتس ووتش أن القانون الدولي يلزم الحكومة أيضاً بإجراء تحقيق عاجل ونزيه في الادعاءات الخطيرة بشأن الإفراط في استخدام القوة، والاعتقال التعسفي، وتعذيب وسوء معاملة المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم في إطار المظاهرات المناهضة للحرب خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2003.

    1- تشارلز إيه رادين، "في مصر، تُطلق التصريحات السياسية بدون سياسة"، "بوسطن غلوب"، 30 مارس/آذار 2003.