الهجمات على الغوطة

تحليل للاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في سوريا

الملخص

يستعرض هذا التقرير تفصيلاً هجمتين مزعومتين بالأسلحة الكيماوية في سوريا، استهدفتا مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق، بالغوطة الشرقية والغربية، والمسافة بينهما 16 كيلومتراً، صباح 21 أغسطس/آب 2013. أسفرت الهجمات عن مقتل مئات المدنيين، وبينهم أعداد كبيرة من الأطفال. حللت هيومن رايتس ووتش شهادات الشهود بشأن الهجمات بالصواريخ، والمعلومات الخاصة بالمصادر المُحتملة للهجمات، والمخلفات المادية لنظم السلاح المستخدمة، والأعراض الطبية التي ظهرت على ضحايا الهجمات حسبما وثقها عاملون بالمجال الطبي.

توصلت تحقيقاتنا إلى أن من المرجح أن هجمات 21 أغسطس/آب قد تمت بأسلحة كيماوية، باستخدام نظام صواريخ 330 ملم أرض أرض، يُرجح أن يكون إنتاجاً سوريا، ونظام صواريخ 140 ملم من الحقبة السوفيتية، وأن الصواريخ المذكورة استخدمت في توصيل غاز أعصاب. يظهر من الأدلة أن غاز الأعصاب المستخدم هو في الأغلب غاز سارين أو غاز أعصاب مماثل على درجة سلاح. قال طبيبان محليان لـ هيومن رايتس ووتش إن ضحايا الهجمات ظهرت عليهم جميعاً أعراض منها الاختناق، وضيق التنفس وعدم انتظامه، والتشنج اللاإرادي للعضلات، والغثيان، وتكون زبد على الفم، وسيلان السوائل من الأنف والعينين، والانتفاض والدوار وصعوبة الرؤية، واحمرار الأعين واحتقانها وضيق شديد في الحدقتين.

يظهر بقوة من الأدلة الخاصة بنوع الصواريخ ومنصات الإطلاق المستخدمة في هذه الهجمات أن هذه نظم أسلحة معروفة وبشكل موثق بأن القوات المسلحة السورية النظامية هي وحدها التي تملكها وسبق لها استخدامها. لم توثق هيومن رايتس ووتش أو خبراء الأسلحة الذين يراقبون استخدام الأسلحة في سوريا حيازة قوات المعارضة السورية لصواريخ 140 ملم أو صواريخ 330 ملم من المستخدمة في الهجوم، أو المنصات اللازمة لإطلاق هذه الصواريخ.

أنكرت الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم، ولامت جماعات المعارضة لكن دون عرض أدلة تدعم مزاعمها. بناء على الأدلة المتوفرة، ترى هيومن رايتس ووتش أن القوات النظامية السورية تكاد وبشكل مؤكد تكون المسؤولة عن هجمات 21 أغسطس/آب، وأن غاز الأعصاب على درجة السلاح قد استخدم أثناء الهجوم بالاستعانة بنظم إطلاق صواريخ مصممة خصيصاً لاستيعاب غاز الأعصاب. إن نطاق الهجمتين والتنسيق الظاهر فيهما، ضد معاقل للمعارضة، ووجود مواقع إطلاق صواريخ محتملة تسيطر عليها الحكومة في مرمى الأهداف، ونسق الاستخدام المزعوم في الآونة الأخيرة في حالات أخرى للهجمات ضد معاقل للمعارضة باستخدام نظام صواريخ 330 ملم نفسه، والحيازة الموثقة لنظم صواريخ 140 ملم و330 ملم المصممة خصيصاً لإطلاق أسلحة كيمائية في ترسانة السلاح الحكومية؛ هي كلها دلائل تشير إلى مسؤولية الحكومة السورية عن الهجمات.

حققت هيومن رايتس ووتش في المزاعم الأخرى، بأن قوات المعارضة هي المسؤولة عن هجمات 21 أغسطس/آب، وتوصلت إلى أن هذه المزاعم تفتقر إلى المصداقية وأنها غير متسقة مع الأدلة التي تم العثور عليها في مسرح الأحداث. المزاعم بأن وفيات 21 أغسطس/آب سببها انفجار عرضي سببه سوء تعامل قوات المعارضة مع أسلحة كيماوية في حيازتها لا يتسق مع عدد الوفيات الكبير في موقعين المسافة بينهما 16 كيلومتراً، ومع توثيق هجمات الصواريخ بالمواقع المستهدفة ذلك الصباح، كما ورد في شهادات الشهود، ومع حجم الدمار الظاهر على الصواريخ نفسها، والحُفر المتخلفة في الأرض عن انفجارها لحظة الارتطام بالأرض .


منهج التقرير

دون القدرة على الدخول بأنفسنا إلى الغوطة الشرقية والغربية، قابلت هيومن رايتس ووتش عبر برنامج سكايب من 22 أغسطس/آب إلى 6 سبتمبر/أيلول أكثر من عشرة من الشهود والناجين من هجمات 21 أغسطس/آب وثلاثة أطباء ممن تعاملوا مع ضحايا الهجمات. كما راجعت هيومن رايتس ووتش مقاطع فيديو وصور متوفرة من مسرح الأحداث، بما في ذلك صور عالية الجودة حصلنا عليها مباشرة من المصدر الذي قام بالتصوير وقام بقياس مكونات الصاروخ التي تم العثور عليها في هجوم الغوطة الشرقية، وأجرينا تحليلاً تفصيلياً مستفيضاً لمخلفات السلاح التي ظهرت في هذه التغطية من الفيديو والصور.

طلبت هيومن رايتس ووتش من الدكتور كيث ب. وارد – الخبير صاحب الخبرة الواسعة في اكتشاف والتعرف على آثار الأسلحة الكيماوية الحربية – أن يراجع الدلائل الطبية التي كشفت عنها مقاطع فيديو لضحايا يخضعون للعلاج في المستشفيات جراء الهجمات، وأن يراجع الأعراض التي ظهرت على الضحايا ووصفها عاملون بالمجال الطبي ممن قاموا بعلاجهم، والأعراض الطبية التي ظهرت على العاملين بالمجال الطبي بعد أن تعاملوا مع الضحايا.

كما استخدمت هيومن رايتس ووتش بيانات نظام الـ "جي. بي. إس." الجغرافي وحللت صور القمر الصناعي لوضع خريطة بالمواقع الدقيقة للهجمات، والمواقع الدقيقة لارتطام ثمانية من الصواريخ 330 ملم بالأرض في الغوطة الشرقية.

أثناء إجراء بحوث التقرير، استعانت هيومن رايتس ووتش بالخبرة المستفيضة لقسم "الأسلحة وحقوق الإنسان" في المنظمة، في مراقبة الأسلحة والتعرف عليها، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية. أصدرنا تقارير تفصيلية وتحليلات لأخر هجمات معروفة بالأسلحة الكيماوية، التي شنها جيش صدام حسين بحق أكراد العراق، كما ظهر في مذبحة حلبجة، التي قُتل فيها آلاف المدنيين قبل 25 عاماً، في 16 مارس/آذار 1988. [1]

أثناء إجراء هيومن رايتس ووتش لتحقيقاتها، حصلت على مساعدات من خبراء أسلحة وكذلك من واقع تحقيقات مستقلة أجراها أفراد آخرون دأبوا على مراقبة استخدام الأسلحة في سوريا عن كثب، ومنهم المدون المستقل نيك جينزن-جونز صاحب مدونة “The Rogue Adventurer” [2] والمدون إليوت هيغنز صاحب مدونة “Brown Moses” وقد جمع الاثنان وحللا صوراً ومقاطع فيديو للهجمات. [3]


هجمات 21 أغسطس/آب على الغوطة .I

صباح يوم 21 أغسطس/آب 2013، بدأت في الظهور عشرات مقاطع الفيديو على قنوات يوتيوب، مصحوبة بأشخاص من المعارضين في سوريا يُشيرون إلى أعداد كبيرة من القتلى، هم ضحايا ما زعمت المعارضة أنه هجوم بالأسلحة الكيماوية. كما أظهرت التغطية بمقاطع الفيديو العديد من الضحايا وهم يتلقون العناية الطبية في المستشفيات، ويظهر عليهم المعاناة من أعراض هذا الهجوم. كما تظهر في مقاطع الفيديو التي حمّلها النشطاء أعداد من الحيوانات الميتة، منها الخراف والكلاب والقطط وطيور برية.

مع توفّر تفاصيل إضافية، أصبح من الواضح أن الهجوم أثرّ على منطقتين تسيطر عليهما المعارضة في محافظة ريف دمشق، بينهما 16 كيلومتراً. طبقاً لنشطاء محليين، فإن حي زملكا بالغوطة الشرقية قد ضُرب بصواريخ بين الثانية والثالثة صباحاً، وضُرب حي المعضمية بالغوطة الغربية بصواريخ في الساعة الخامسة صباحاً تقريباً، بعد انتهاء صلاة الفجر بقليل.

ظهرت على الضحايا جميعاً أعراض منها الاختناق وضيق التنفس وعدم انتظامه، وتشنج لاإرادي في العضلات، وغثيان، وتكوّن زبد في الفم، وسيلان سوائل من الأنف والعينين، والانتفاض والدوار وصعوبة الرؤية، واحمرار الأعين واحتقانها وضيق شديد في الحدقتين. طبقاً لخبير راجع الأدلة المتوفرة، فإن الأعراض الظاهرة على الضحايا تتسق مع كونهم تعرضوا لغاز أعصاب مثل غاز سارين. وكما نناقش في الفصل الخامس أدناه، فقد تم استخدام غاز سارين في هجوم كيميائي واحد على الأقل في النزاع السوري .

المعضمية – الغوطة الغربية

في المعضمية بالغوطة الغربية، قال شاهد وصل إلى المكان بعد ارتطام الصواريخ مباشرة بمبنى سكني مجاور لمسجد الروضة، قال لـ هيومن رايتس ووتش ما حدث بعد ارتطام الصاروخ. بحسب شهادته فقد ربط بين الهجوم الصاروخي والوفيات المتصلة بالهجوم الكيميائي المزعوم في المنطقة :

سقط صاروخ حوالي الساعة الخامسة صباحاً. كنا نصلي في المسجد قرب منطقة تربي على مسافة 400 متر تقريباً [من موقع الضربة]. سمعنا الانفجار وذهبنا إليه لنساعد الجرحى. حسبنا أنه صاروخ عادي لكن عندما وصلنا هناك كان أحدهم يصرخ: "كيماوي! كيماوي!". سقط الصاروخ في الطابق الأول لبناية سكنية من أربعة طوابق. مات جميع من في المبنى وهم نائمون. لم يؤد الارتطام لدمار بالغ... أحدث الصاروخ فتحة في الجدار. بعد أن صرخ ذلك الرجل، غطى الناس وجوههم بقمصان مغموسة في الماء. لم نشم أي شيء، [4] لكن بدأ الناس يفقدون الوعي. غطيت وجهي بقميص مغموس في الماء ورحت أنقذ الناس وآخذهم إلى المركز الطبي... إذا دخل أي شخص المبنى الذي سقط عليه الصاروخ كان يفقد الوعي. [5]

تعرّف الشاهد على صاروخ كونه من الأسلحة التي رآها في الموقع بعد الانفجار. [6] قال لـ هيومن رايتس ووتش إن في الأيام التالية على الهجوم، قامت بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في الجمهورية العربية السورية (بعثة الأمم المتحدة) بزيارة الموقع وفحصت المخلفات وأخذتها معها والمفترض أن السبب هو إجراء مزيد من التحليل.

قال شاهد آخر يعمل في مركز المعضمية الطبي لـ هيومن رايتس ووتش إنه أحصى سبعة صواريخ سقطت في منطقتين بالمعضمية أثناء ساعات الصباح الأولى من 21 أغسطس/آب. [7] قال لـ هيومن رايتس ووتش إن أربعة صواريخ سقطت إلى جوار مسجد الروضة، وسقطت الصواريخ الثلاثة الأخرى على مسافة 500 متر تقريباً إلى الشرق من المسجد. طبقاً للشاهد، فإن جميع الصواريخ من نوع واحد، تعرفت فيه هيومن رايتس ووتش على صاروخ 140 ملم سوفيتي الإنتاج (انظر أدناه).

من واقع مراجعة مقطع فيديو لمحرّك صاروخ محترق تم العثور عليه في شارع إلى جوار مسجد الروضة في المعضمية، تعرفت هيومن رايتس ووتش على أحد الصواريخ التي تم العثور عليها في هجوم المعضمية، كونه صاروخ أرض أرض 140 ملم من عهد الاتحاد السوفيتي. [8] هناك مقطع فيديو آخر تم تصويره في 27 أغسطس/آب يُظهر مفتشي الأمم المتحدة يجرون قياسات ويصورون محرك الصاروخ هذا، ويتضح من هذا المقطع تأكيد طول وعرض المخلفات، ما أكد أن أبعاده متطابقة مع محرك صاروخ 140 ملم سوفيتي الصنع. [9] مقطع الفيديو الأول يُظهر بوضوح عشر فتحات ولوحة كهربية تخص الصاروخ، وهما من السمات التي تقتصر على الصاروخ 140 ملم سوفيتي الصنع، وكذا علامات دالة على المصنع على غطاء الصاروخ الخارجي، مما جعل عملية التعرف عليه مؤكدة.

يمثل محرك الصاروخ المحترق الظاهر في مقاطع الفيديو جزءاً من النظام الصاروخي وليس حاوية حمولة الصاروخ. إلى الآن لم تظهر أدلة بصرية على أي نوع من الرؤوس السليمة أو المحترقة للصاروخ 140 ملم في مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في مناطق هجمات 21 أغسطس/آب.

الصاروخ 140 ملم موثق في المراجع المعتمدة كونه متواجداً في ترسانة أسلحة الحكومة السورية. بعد أن صمم الاتحاد السوفيتي منصات الصواريخ BM-14 في الخمسينيات من القرن الماضي، [10] قام بإرسال 200 منصة منها لسوريا في الفترة من 1967 إلى 1969، والمفترض أن المنصات وصلت سوريا وقتها ومعها مخزون من الذخائر ضمنها صواريخ 140 ملم، طبقاً لقاعدة بيانات تنقلات الأسلحة التي يديرها معهد بحوث ستوكهولم للسلام الدولي. [11]

طبقاً لكتالوج الذخائر الأمريكي منزوع السرية [12] ومواد مرجعية دولية معتمدة تنشرها مؤسسة "جان"، [13] فإن ثلاثة رؤوس حربية لا أكثر انتجت لصالح الصواريخ 140 ملم:

  • رؤوس شديدة الانفجار بشظايا طراز M-14-OF
  • رؤوس دخانية تحتوي على فسفور أبيض طراز M-14-D
  • رأس كيماوية تحتوي على 2.2 كيلوغرام من غاز سارين

بناء على شهادات الشهود التي وصفت أثر الصواريخ وغياب مخلفات للصواريخ أو أنواع إصابات تتسق مع كون الهجوم تم برأس شديدة الانفجار أو رأس محرقة، تعتقد هيومن رايتس ووتش أن حمل الصاروخ لحمولات شديدة الانفجار أو محرقة احتمال ضئيل. نظراً لعدد الخسائر البشرية الكبير، لا يبق إذن من الاحتمالات سوى الحمولة الكيماوية بصفتها الاحتمال الوحيد المقبول، وهو الأمر المتسق مع الأعراض التي ظهرت على الضحايا.

طبقاً لأدلة إرشادية منزوعة السرية، فإن الصاروخ 140 ملم أقصر نطاق له هو 3.8 كيلومتراً واقصى نطاق له هو 9.8 كيلومتراً. [14] قال شاهدان لـ هيومن رايتس ووتش إن هجوم 21 أغسطس/آب على منطقتهما جاء من اتجاه مطار المزة العسكري وقاعدة الفرقة الرابعة مدرع التابعة للجيش السوري، ويقعان على التوالي على مسافة 4 و5 كيلومترات عن نقطة الهجوم، مما يعني أن موقع المكانين يحُتمل أن يكون موقع إطلاق الصواريخ. نقاط الإطلاق المحتملة لضرب صاروخ 140 ملم قرب مسجد الروضة، منها العديد من القواعد العسكرية السورية الحكومية، ومنشآت تدريبية، ومواقع إطلاق صواريخ جو أرض، وقاعدة الفرقة الرابعة مدرع، وكذا القطاع الشرقي من مطار المزة العسكري.

راقبت هيومن رايتس ووتش عن كثب أنواع الذخائر والأسلحة المستخدمة في النزاع السوري، وغطت بشكل موسع الاستخدام غير القانوني للأسلحة من قبل القوات النظامية السورية، بما في ذلك قذائف الهاون 240 ملم الثقيلة التي ضربت مناطق مأهولة بالمدنيين، والألغام المضادة للأفراد، والقنابل الملقاة جواً بشكل عشوائي، وست أنواع على الأقل من الذخائر العنقودية، وأسلحة محرقة استخدمت ضد المدنيين جميعاً، ومقذوفات صاروخية عشوائية لا تميز بين مدنيين ومقاتلين بحسب طبيعتها.[15] غير أن الهجوم على المعضمية في 21 أغسطس/آب يمثل الظهور المعروف الأول للصاروخ 140 ملم، الذي لم يوثق استخدامه في النزاع السوري الحالي من قبل. لا تعرف هيومن رايتس ووتش بأية معلومات تشير إلى حيازة قوات المعارضة للصاروخ 140 ملم، أو نظام إطلاقه.

زملكا – الغوطة الشرقية

وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام ما يبدو أنها صواريخ أرض أرض 330 ملم في زملكا بالغوطة الشرقية في 21 أغسطس/آب. لم نعثر على أدلة على استخدام أي نظام صواريخ 140 ملم في هجوم المعضمية بالغوطة الشرقية.

تمكنت هيومن رايتس ووتش من شهادات الشهود ومعلومات منها تحديد المواقع الجغرافية بنظام جي بي إس للصواريخ في المنطقة، التي قدمها النشطاء المحليون، وكذا تحديد المواقع باستخدام صور القمر الصناعي المطابقة للمواقع الواردة في مقاطع الفيديو، تمكنت من تأكيد أربعة مواقع على الأقل لضربات بصواريخ في زملكا، حيث سقط ما لا يقل عن ثمانية صواريخ 330 ملم في 21 أغسطس/آب. ليس من المرجح أن يكون هذا هو كامل عدد الصواريخ المستخدمة في الهجوم. [16]

  • ضرب صاروخ شارع المحاريق، واحد في بناية غزال والآخر في بناية محيي الدين.
  • ضرب صاروخ حي البستان، شارع نهر الطاحون.
  • ضرب صاروخان المكان المجاور لمسجد حمزة، واحد إلى جوار المسجد مباشرة والآخر على مقربة من قاعة الكمال القريبة من المسجد.
  • ضربت ثلاثة صواريخ حي المزرعة إلى جوار مسجد التوفيق وإلى جوار المدرسة الابتدائية.

لم تصف أي من شهادات الشهود أثر ارتطام الصواريخ، ولم يتبين من صور مخلفات الصواريخ أو من التقارير عن الإصابات اللاحقة بالناس في المكان، أن الهجوم كان بحمولة شديدة الانفجار أو حمولة محرقة للصواريخ، ولا توجد آثار إصابات رضية على أي من الضحايا أو حفر عميقة للارتطام بمكان ارتطام الصواريخ. كانت حمولات الصواريخ شديدة الانفجار لتؤدي إلى إصابات بدنية جسيمة بالضحايا وكانت لتخلف حفر انفجار كبيرة، في حين أن الأسلحة المحرقة كان من شأنها أن تؤدي لإصابات بحروق وتخلف ورائها ندبة حرق مميزة حيث ارتطم الصاروخ. بناء على عدم توفر أدلة على وقوع هجوم بحمولات شديدة الانفجار أو محرقة، ومن واقع الأعراض على الضحايا وكونها متسقة مع آثار الإصابات جراء الهجوم الكيماوي، ترى هيومن رايتس ووتش أن الصواريخ 330 ملم التي تم العثور عليها في الموقع قد استخدمت في الهجوم الكيماوي المزعوم.

قال عضو من مركز زملكا الإعلامي لـ هيومن رايتس ووتش إنه تفقد موقع أحد الصواريخ في منطقة المزرعة بزملكا بعد الهجوم مباشرة. [17] قال:

في 21 أغسطس/آب كنت في المكتب الإعلامي، عندما اتصل بي أصدقائي – نحو الثانية أو الثالثة صباحاً – قائلين إن صواريخ قد أصابت زملكا. عندما سمعت بهذا ذهبت إلى المستشفى الميداني في حي المزرعة... بعد نحو ثلاثين دقيقة أصابت الصواريخ منطقة المزرعة. عندما حدث الانفجار سمعت صوتاً خفيضاً للغاية، وكأنه صوت طنين طائرة مروحية، وليس صوت انفجار... خرجت من المستشفى الميداني وبدأت أركض باتجاه موقع الانفجار. لم أبلغ موقع الانفجارات لأنني رأيت مصابين على الأرض وأشخاص يصرخون ويركضون في كل الاتجاهات... أذكر أنني دخلت أحد البيوت ورأيت رجلاً وزوجته على الأرض. لم يكن المنزل مدمراً. لم يكن حيث سقط الصاروخ أو كان له تأثير موجة انفجارية، لكنهما كانا ميتين على الأرض. بعد حوالي 40 دقيقة من إنقاذ الناس بدأت أشعر بألم في جسدي. شعرت بالتعب وبعدم القدرة على الحركة. ثم بدأت أشعر بألم في عيني وبالصداع. لم يكن هناك دخان لكن كنت أشم رائحة. قلت لصديقي أنني يجب أن أذهب للمستشفى. أخذني في سيارة ومضى بي... أذكر جيداً أننا عندما غادرنا المزرعة في سيارة صديقي، رأيت كلباً يعبر الطريق. صحت في صديقي أن يحترس حتى لا يصدمه لكن قبل أن أتمّ جملتي كان الكلب قد انهار وحده على الأرض.

نفس الشاهد أكد أيضاً لـ هيومن رايتس ووتش إنه صوّر بالفيديو وحمل عدداً كبيراً من المقاطع المصورة من المستشفى للمصابين والموتى. [18]

هناك شاهد آخر أطلع هيومن رايتس ووتش على عدة مقاطع فيديو لمخلفات أسلحة مستخدمة في منطقة المزرعة في 21 أغسطس/آب. يظهر في مقاطع الفيديو نفس نوع الصواريخ: 330 ملم.

كما أطلع عضو مركز زملكا الإعلامي هيومن رايتس ووتش على مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية قام بتصويرها للصواريخ في ضربة المحارق، أثناء هجمة 21 أغسطس/آب. تبين أن المخلفات في هذه المقاطع أيضاً هي لصواريخ 330 ملم. في 29 أغسطس/آب زار موقع ضربة المحارق وصوّر الصاروخ الـ 330 ملم الذي عثر عليه هناك والذي يعتقد أنه استخدم في هجوم 21 أغسطس/آب. في الأيام السابقة، عندما زار فريق تفتيش الأسلحة الكيمائية في الأمم المتحدة زملكا، التقط عدة مقاطع فيديو لصواريخ 330 ملم أخرى تم العثور عليها في موقع المحارق، أثناء فحص المفتشين لها.

يبدو أن الصاروخ أرض أرض 330 ملم المرتبط بهجوم 21 أغسطس/آب على الغوطة الشرقية هو من نوع غير مدرج في المواد المرجعية المتخصصة والدولية منزوعة السرية. إنه نوع من الصواريخ لم يتم توثيقه قبل اندلاع النزاع السوري الحالي، رغم أنه تم توثيقه في عدد من الهجمات الأخرى على معاقل للمعارضة في الشهور السابقة على هجوم الغوطة الشرقية، بما في ذلك هجوم واحد على الأقل زعم خلالها نشطاء المعارضة إن الحكومة نفذت هجوماً مزعوماً بالأسلحة الكيماوية (انظر أدناه).

تحصلت هيومن رايتس ووتش على قياسات دقيقة لأبعاد الرأس الحربية للصاروخ من ناشط محلي من الغوطة الشرقية، وتوصلت هذه القياسات إلى أن الحجم المقدر لغاز الأعصاب داخل الرؤوس الحربية يبلغ ما بين 50 إلى 60 لتراً، مقارنة بـ 2.2 لتراً في الرأس الحربية المصممة للصواريخ 140 ملم. قبل كل هجوم، يجب ملء الرأس الحربية للصاروخ 330 ملم بهذه الكمية من غاز الأعصاب، 50 إلى 60 لتراً، وهي عملية خطيرة تُجرى عادة على يد فريق متخصص يرتدي معدات واقية لمنع حدوث انفجار للمواد الكيماوية. لا تعرف هيومن رايتس ووتش أية معلومات بحيازة قوات المعارضة بكميات الغاز الكيماوي اللازم لضرب هذه الصواريخ، أو إن كانت لديها الخبرات اللازمة لتعبئة الرؤوس دون التعرض بطريق الخطأ لغاز الأعصاب القاتل.

باستخدام القياسات والصور عالية الجودة التي حصلنا عليها من ناشط الغوطة الشرقية، تمكنت هيومن رايتس ووتش من وضع صورة عن خصائص الصاروخ 330 ملم. سمحت القياسات التفصيلية والصور عالية الجودة التي قدمها مباشرة ناشط في الغوطة الشرقية لـ هيومن رايتس ووتش بالوصول إلى نصف قطر الصاروخ، ووجدت أنه يماثل تقريباً قياس الصاروخ 330 ملم، وهذه النقطة مهمة لأن هذه الأبعاد المذكورة قريبة من منصات الصواريخ الإيرانية فلق-2 333 ملم، وقريبة من منتجات أخرى قريبة ومشتقة من هذه المنصة. [19] هناك اعتقاد بأن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج منصات صواريخ من فئة 333 ملم. ولقد ظهرت مقاطع فيديو لاستخدام القوات السورية نظام الإطلاق فلق-2 في إطلاق ما يبدو أنها نسخ من الصواريخ 330 ملم، رغم أن المنصات التي تظهر في الفيديو مصورة أثناء النهار ومن ثم فلا صلة لها بهجمة 21 أغسطس/آب الليلية. [20]

تصميم الصاروخ ليس إيروديناميكي وفيه آلية تثبيت دوارة موضوعة فوق طرفه. التصميم غير الإيروديناميكي للصاروخ يشير إلى أن نطاق الصاروخ قصير نسبياً ولا يمكن تصويبه بدقة.

الاتساق في تصميم هذه الصواريخ يشير إلى أنها مصنوعة محلياً، وإن كان إنتاجها صناعياً، ويبدو أنها مصممة للإطلاق بمنصات إيرانية 333 ملم أو مشتقاتها. في حين لا يمكن لـ هيومن رايتس ووتش التأكد من مكان تصنيع الصواريخ، فإن تصميمها الأساسي وحجمها الفريد المطابقان لنظام منصات الصواريخ الإيرانية يوحي بأنها صناعة سورية. إنتاج سلاح مصمم خصيصاً لإطلاق أسلحة كيماوية هو خرق لاتفاقية الأسلحة الكيماوية لعام 1993 وهناك خمس دول فقط في العالم – سوريا بينها – ليست طرفاً فيها.

في حين أنه يبدو من هجمات في مناطق أخرى وجود نسخة منفصلة للصاروخ، ذات رأس شديدة الانفجار، فإن هناك ثلاثة اختلافات في التصميم يبدو أنها تميّز نوع الصواريخ المستخدم في إطلاق السلاح الكيماوي عن النوع شديد الانفجار: يظهر من مقاطع الفيديو والصور للأسلحة المستخدمة في الهجمات بسوريا أن نسخة السلاح الكيماوي فيها سطام إضافي أو منفذ إضافي لدى نقطة التحميل (تستخدم في ملئ حاوية رأس الصاروخ بالسلاح الكيماوي قبل الإطلاق)، والنوع شديد الانفجار يزيد طوله بنحو 400 ملم على الأقل، والنوع المستخدم في السلاح الكيماوي يبدو أن الأرقام مكتوبة عليه باللون الأحمر (هناك صاروخ موثق رقمه 900، مما يوحي بإنتاج عدد كبير من الصواريخ من هذا النوع)، في حين أن صور النسخة شديدة الانفجار تُظهر أن الأرقام على الصاروخ مكتوبة بالأسود، ربما لتيسير التعرف على النوع. جميع مخلفات الصاروخ 330 ملم التي تعرفت عليها هيومن رايتس ووتش في هجوم زملكا بالغوطة الشرقية يُشتبه في أنها من نسخة الصاروخ الكيماوية، وعليها أرقام حمراء، ورأس أقصر، وسطام تعبئة إضافي.

الأهم، أن تصميم قسم الحمولة في الصواريخ التي تم العثور عليها في مسرح الأحداث بالغوطة الشرقية في هجوم 21 أغسطس/آب يشير بقوة إلى أن الصاروخ يستوعب أسلحة كيماوية، وربما هو مصمم خصيصاً لها. نقطة حمولة الصاروخ قوامها حاوية كبيرة رفيعة الجدار، قادرة على حمل 50 إلى 60 لتراً من السلاح الكيماوي، يُعبأ في نقطة الحمولة من خلال السطام المذكور، وقناة صغيرة مركزية في مقدمتها في صدارة الرأس حمولة انفجار صغيرة، يؤدي انفجارها إلى تمزق الحاوية رفيعة الجدار وإلى انتشار المادة الكيماوية في الحاوية على شكل أبخرة.

ظهر الصاروخ 330 ملم في هيئته شديدة الانفجار – كما تبين من هجمات سابقة حول دمشق. النسخة شديدة الانفجار من الصاروخ أرض أرض 330 ملم يبدو أنها استخدمت في ضاحية داريا بريف دمشق في 4 يناير/كانون الثاني 2013 [21] وفي الخالدية بمحافظة حمص يوم 2 أغسطس/آب 2013. لامت قوات المعارضة الحكومة السورية على الهجمتين، رغم أن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من جانبها من تأكيد هذه المزاعم. [22]

في 5 أغسطس/آب 2013 صوّر نشطاء من المعارضة ما يبدو أنها بقايا صاروخ حامل لأسلحة كيماوية (يمكن رؤية سطام التعبئة الإضافي [23] وكذلك نظام الترقيم الأحمر) [24] هو صاروخ 330 ملم في ضاحية عدرا في ريف دمشق، وفي المقطع زعم المتحدث إن هذا سلاح كيماوي أطلقته القوات النظامية السورية. [25] في حين لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التأكد من جانبها من المزاعم بأن القوات الحكومية السورية هي المسؤولة عن هجوم عدرا في 5 أغسطس/آب، يظهر في مقاطع الفيديو بقايا نوع من الصاروخ 330 ملم يستخدم في إطلاق أسلحة كيماوية، وكذا حيوانات نافقة ومحتضرة بالقرب، لا تبدو عليها جروح، وتظهر عليها آثار التعرض لغاز أعصاب.

لم تظهر أدلة على أن قوات المعارضة تمتلك الصواريخ أرض أرض 330 ملم والمنصات التي تطلقها. الهجمات الموثقة الوحيدة باستخدام نظام الصواريخ هذا في سوريا كانت ضد معاقل للمعارضة وأهداف لها. من معروف عن الحكومة السورية حيازتها لمنصة الصواريخ فلق – 2 333 ملم، وظهرت عدة مقاطع فيديو في وسائط التواصل الاجتماعي تزعم إظهار القوات السورية النظامية وهي تطلق صواريخ 330 ملم من منصات 333 ملم مركبة على ظهر شاحنات، رغم عدم ظهور مقاطع فيديو على هذه الشاكلة من هجوم ليلة 21 أغسطس/آب. [26]

تعداد القتلى

لأن هجوم 21 أغسطس/آب وقع على منطقتين منفصلتين في الغوطة، ونظراً لحالة الفوضى الناجمة عن عدد القتلى الكبير، فمن الصعب تحديد عدد القتلى بشكل دقيق. ليس في المناطق المتأثرة مستشفيات كبيرة، وتعتمد على مستشفيات صغيرة، وعيادات محلية سيئة التجهيز توفر المساعدات الطبية. طبقاً لأطباء قابلتهم هيومن رايتس ووتش، فإن هذه العيادات الصغيرة كانت مزدحمة للغاية بأعداد من الضحايا، ولم يتم نقل إلا القليل من القتلى إلى عيادات ومن ثم فلم يتم تسجيل الكثيرين ممن قتلوا.. طبقاً لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن 3600 شخص على الأقل عولجوا من أعراض تتسق مع التعرض لغاز أعصاب في ثلاث مستشفيات تدعم المنطقة في الساعات الثلاث الأولى التالية على الهجمات. [27]

جمعت هيومن رايتس ووتش أسماء 80 شخصاً يُعتقد أنهم قُتلوا في هجمات 21 أغسطس/آب في المعضمية بالغوطة الغربية. قال مصدران لـ هيومن رايتس ووتش إن 103 أشخاص قد قُتلوا في هجوم المعضمية. [28]

ولأن الهجوم في الغوطة الشرقية وقع على منطقة متأثرة أكبر بكثير، ونظراً لعدد العيادات الصغيرة الكثيرة التي تم نقل الضحايا إليها، فمن الأصعب التوصل إلى تعداد نهائي بالقتلى. ذكر عضو في مركز زملكا الإعلامي أثناء مقابلة مع هيومن رايتس ووتش في 4 سبتمبر/أيلول وفي مقابلة منفردة مع صحفيين محليين في اليوم نفسه، أن المجلس المحلي لزملكا سجل أسماء 734 شخصاً بالكامل، قُتلوا أثناء الهجوم على حي زملكا. [29]


II . التعرّف على الأسلحة المستخدمة في الهجمات

قامت هيومن رايتس ووتش بتحليل مقاطع الفيديو المتوفرة علناً على موقع يوتيوب، من المناطق التي تعرضت لهجمات وحللت أيضاً صوراً عالية الجودة لمخلفات أسلحة أمدنا بها ناشط محلي في الغوطة الغربية، وتعرفت على وحللت نظاميّ صاروخ أرض أرض يُعتقد أنهما على صلة بإطلاق الأسلحة الكيماوية.

من خلال الاتصال المباشر بالنشطاء الذين صوّروا وحمّلوا مقاطع فيديو الهجمات المتوفرة على يوتيوب، تمكنت هيومن رايتس ووتش من التحقق من صدقية مقاطع الفيديو، وتأكد أنها قد صُوّرت في المناطق المتأثرة بالفعل. في حالة الغوطة الشرقية، أمد ناشط محلي هيومن رايتس ووتش بصور فوتوغرافية عالية الجودة وقياسات تفصيلية لمكونات الصاروخ 330 ملم. كما تم تصوير مفتشي الأمم المتحدة بالفيديو وهم يفتشون على نفس مخلفات الصواريخ أثناء زيارة للموقع، مما يزيد من التأكد من أن الصواريخ تقع في مواقع الهجمات بالفعل.

نوع الصواريخ الأول الذي تم العثور عليه في هجمات الغوطة الشرقية هو صاروخ 330 ملم يبدو أنه رأس حربية مصممة للتحميل بحمولة كبيرة من مادة كيماوية سائلة وإطلاقها. النوع الثاني، وتم العثور عليه في هجوم الغوطة الغربية، هو صاروخ 140 ملم سوفيتي الإنتاج طبقاً للمراجع المعتمدة يمكن تسليحه بثلاثة أنواع من الرؤوس الحربية، منها رأس مصممة خصيصاً لحمل وإطلاق 2.2 كيلوغراماً من غاز سارين. [30]

لا يستبعد تحليلنا احتمال وجود نظم إطلاق أسلحة إضافية استخدمت في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية لم يتم التعرف عليها بعد أو تحليلها. لكن الصاروخين اللذين حللتهما هيومن رايتس ووتش هما نظم الصواريخ الوحيدة المعروف استخدامها في هذه الهجمات، طبقاً لنشطاء محليين فتشوا الأماكن المتأثرة بتأني.

في الساعات التالية على هجمات 21 أغسطس/آب قام نشطاء محليون بتحميل عدة مقاطع فيديو لمخلفات صواريخ يعتقدون أنه تم جمعها من بعض مواقع الهجمات، بما في ذلك بعض المخلفات التي يبدو أنها صورت حيث ارتطمت بالأرض. [31] كما أن صوراً فوتوغرافية التقطها نشطاء محليين بينها صور من مسرح الهجوم، يبدو أنها تُظهر مخلفات صواريخ استخدمت في الهجمات. [32] بطريق الاتصال المباشر بالنشطاء المسؤولين عن تحميل مقاطع الفيديو هذه، تمكنت هيومن رايتس ووتش من الحصول على المواقع الجغرافية الدقيقة بنظام جي بي إس، حيث تم العثور على بعض مخلفات الصواريخ، واستخدمت صور قمر صناعي لمطابقة المواقع التي شوهدت في مقاطع فيديو أخرى بمواقع دقيقة على الخريطة.

ولأن مناطق الغوطة حيث وقعت الهجمات الكيماوية المزعومة قد قُصفت من القوات النظامية السورية قبل وبعد 21 أغسطس/آب فمن الصعب التحديد بشكل قاطع إن كان نوعيّ الصواريخ التي تم التعرف عليها: الصاروخ 140 ملم السوفيتي والصاروخ 330 ملم مجهول المنشأ، هما الصاروخان المستخدمان في الهجمات. لكن يقول نشطاء محليون إنهم عثروا فقط على بقايا هذه الصواريخ في الساعات التالية على هجمات 21 أغسطس/آب وليس قبلها.

كما أن لم يظهر أن أي من مخلفات الصواريخ الظاهرة في مقاطع الفيديو والصور يبدو أنها تحمل حمولات شديدة الانفجار أو حمولات حارقة (مواد ملتهبة مثل الفسفور الأبيض). طبقاً لنشطاء محليين وأطباء وكذلك بناء على مقاطع الفيديو المتوفرة علناً للقتلى والمصابين، فلم يكن بين إصابات القتلى والمصابين جراء الهجمات ما يبدو أنها بسبب أسلحة شديدة الانفجار أو محرقة. في كل من الغوطة الغربية والشرقية، وصف الشهود الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش أعداداً كبيرة من الأفراد ماتوا دون أي إصابة رضية ظاهرة في أعقاب الهجمات الخاصة بالصواريخ التي تم التعرف عليها.


III . التعرف على غاز الأعصاب المستخدم في الهجمات

يتطلب التعرف بدقة على المادة الكيماوية المستخدمة في هجوم 21 أغسطس/آب جمع عينات من مخلفات الأسلحة، وعينات بيئية، وعينات فسيولوجية ممن تعرضوا مباشرة أو بشكل غير مباشر للمادة الكيماوية. يمكن للتحليل التخصصي لهذه العينات أن يكشف عن المادة المستخدمة أو سمات التفاعل أو التحلل الخاصة بمادة بعينها. جمع فريق تحقيق الأمم المتحدة عينات من الأنواع المذكورة، وسوف يصدر نتائجه بعد إتمام التحقيق. في غياب هذه الاختبارات يمكن لـ هيومن رايتس ووتش أن توفر تعريفاً مبدئياً غير مباشر معتمد على أدلة ظرفية لا أكثر للمادة الكيماوية التي يُرجح أنها استخدمت في هجمات الغوطة.

التمست هيومن رايتس ووتش المشورة الفنية من د. كيث ب وارد، وهو خبير بارز في التعرف على آثار المواد الحربية الكيماوية، وقد راجع تقارير من مصادر أساسية وثانوية من السكان المحليين، وراجع الأعراض المرضية التي وصفها الأطباء، وعدداً كبيراً من مقاطع الفيديو التي التقطت للضحايا في هجوم 21 أغسطس/آب.

أظهرت مقاطع الفيديو أن عدداً من الضحايا الأصغر ظهرت عليهم أعراض زرقة الوجه، لا سيما حول العينين والفم، وهو ما يتسق مع أعراض الاختناق أو الغرق. الاختناق سببه إما الإفراط في إفراز المخاط والسوائل الرئوية ومجاري التنفس، أو بسبب دمار جزء من النظام العصبي يدعم التنفس، أو للسببين. أغلب الضحايا البالغين في مقاطع الفيديو ظهرت عليهم بوادر الإفرازات المفرطة للمخاط والسوائل من الفم والأنف. ظهر على عدد من المرضى في مقاطع الفيديو تشنجات عضلية لاإرادية. وكان من المهم غياب أي إصابات رضّية أو نزيف للدماء.

تتسق هذه الملاحظات مع تقارير الشهود والأطباء ومنظمة المساعدات الدولية أطباء بلا حدود. [33] على سبيل المثال قال ثلاثة أطباء لـ هيومن رايتس ووتش إن السكان المتأثرين بالهجمات ظهرت عليهم جميعاً أعراض منها الاختناق وضيق التنفس وعدم انتظامه، وتشنج العضلات اللاإرادي، وتكون الزبد لدى الفم، وسيلان السوائل من الأنف والعينين، وارتعادات واحمرار والتهاب العينين وضيق الحدقتين. فضلاً عن ذلك، فقد أفادوا بشكوى الضحايا من الغثيان والدوار وصعوبة الرؤية.

إن الأعراض الطبية التي شوهدت في مقاطع الفيديو وأعراض الضحايا التي أبلغ بها آخرون لا تتسق مع الإصابات جراء التعرض لموجات انفجارية، أو شظايا أو أسلحة محرقة. ولا هي تتسق مع كونها جراء التعرض لعوامل اختناق/تنفسية، أو عوامل مسيلة للدموع، أو معجزة، أو عوامل تصيب بالتهابات وتقرحات، أو عوامل كيماوية خانقة/تصيب مجرى الدم. إنما هناك مؤشر قوي على أن الضحايا تعرضوا لمادة كيماوية سمية فسفاتية عضوية ("غاز أعصاب") تعمل على تثبيط الأنزيمات اللازمة للأداء السليم للنظام العصبي. هذا الصنف من الكيماويات يشمل مواد أقل سمية تستخدم في إبادة الحشرات مثل المالاثيون، لكن درجة جسامة ومجال انتشار والأعراض الطبية مقترنة بعدد القتلى الكبير يشير إلى أن الهجوم تم بعامل كيماوي أشد سمية هو غاز أعصاب حربي.

يُعتقد أن لدى سوريا نوعين على الأقل من غاز الأعصاب، هما سارين و"في إكس"، بكميات كبيرة. [34] غاز سارين سام لكنه غير دائم الأثر. التعرض له يكون بالاستنشاق عادة، وسرعان ما يتحلل الغاز ويتلاشى في الهواء. غاز في إكس يدوم أكثر، وهو أكثر سمية بخمس إلى عشر مرات عن غاز سارين. التعرض لغاز في إكس والموت به يكون بسبب التنفس أو انكشاف الجلد أو العينين أو الامتصاص المخاطي. هناك تقارير عن تمكن أشخاص من زيارة مواقع الهجمات بعد ساعات قليلة من الهجوم وتعاملهم مع مخلفات الصواريخ الخاصة بالهجمات دون التعرض لأعراض الانكشاف لغاز أعصاب. يوحي هذا بأن الغاز المستخدم يُرجح أن يكون أقل انتشاراً من حيث المدة وأقل سمية، وهو غاز سارين وليس غاز في إكس.

وبناء عليه، فبينما لا يمكن أن نعتبر هذه النتائج قطعية دون تحليل معملي للعينات البيئية والفسيولوجية، فإن عدد الضحايا الكبير جراء الهجوم، والأعراض الطبية التي ظهرت على الضحايا ثم على العاملين بالمجال الطبي الذين عالجوا الضحايا، وحقيقة أن المناطق القريبة من مواقع الهجمات كانت آمنة في دخولها بعد الهجوم مباشرة، فهذا كله يشير إلى أن الهجوم تم بغاز فوسفات عضوي كيماوي أكثر سمية من مادة مالاثيون المستخدمة في مكافحة الحشرات، ويرجح أنه غاز أعصاب حربي سام لكن غير دائم الأثر، مثل سارين، الذي يعتقد أن سوريا تمتلكه.

إن استخدام غاز سارين في الهجمات الأخيرة يعني الاتساق مع استخدامه الظاهر في سوريا قبل الآن. هناك أدلة معملية على استخدام غاز سارين في هجمات سابقة يُزعم أن القوات النظامية السورية هي من نفذها، بما في ذلك هجوم سابق في الغوطة. تعرض لوران فان دير ستوكت مصور صحيفة لوموند لما يعتقد أنه هجوم كيماوي في جوبر في أبريل/نيسان 2013. [35] في الاختبارات المعملية التي أجراها بعد عودته إلى فرنسا، تبين أنه قد تعرض لغاز سارين. من المرجح إذن أن سارين هو الغاز المستخدم في هجوم جوبر، وتتسق الأعراض التي تعرض لها من تعرضوا للغاز أثناء هجمات 21 أغسطس/آب في الغوطة مع أعراض غاز سارين. [36]

جمع فريق لوموند عينات أخرى من مواقع الهجمات الكيماوية المشتبهة في جوبر والغوطة وتبين أيضاً أن بها غاز سارين، وهذا في يونيو/حزيران 2013. [37] أثناء رحلة أبريل/نيسان عينها، جمع صحفيو اللوموند 21 عينة شعر ودماء وبول وملابس من ضحايا هجمات كيماوية مزعومة في جوبر والغوطة وتم اختبار العينات في مركز بوشيه للدراسات، وهو معمل فرنسي متخصص في تحليل عينات الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية. تبين أن 13 عينة من العينات تعرضت لغاز سارين، في حين كانت نتيجة العينات المتبقية غير مؤكدة. [38]


IV . المسؤولية عن هجمات 21 أغسطس/آب

مسؤولية القوات النظامية السورية عن الهجمات

يظهر بقوة من الأدلة التي فحصتها هيومن رايتس ووتش أن هجمات 21 أغسطس/آب بالأسلحة الكيماوية على الغوطة الشرقية والغوطة الغربية هي من تنفيذ القوات النظامية. السند وراء استنتاجنا هو كالتالي:

  • نطاق الهجمات الواسع، إذ استخدمت فيه ما لا يقل عن 12 صاروخ أرض أرض في منطقتين متباعدتين في ريف دمشق، المسافة بينهما 16 كيلومتراً، وتحيط بهما مواقع عسكرية سورية حكومية مهمة.
  • أحد أنواع الصواريخ المستخدمة في الهجوم، وهو نظام الصواريخ 330 ملم – يُرجح أنه سوري الصنع، ويبدو أنه استخدم في عدد من الهجمات الكيماوية المزعومة وتم تصويره مرتين على الأقل على يد القوات النظامية. نوع الصواريخ الثاني هو صاروخ 140 ملم سوفيتي الصنع يمكنه حمل غاز سارين، وهو مذكور ضمن الأسلحة المعروف أنها في مخزون الحكومة السورية. لم تظهر تقارير مطلقاً عن حيازة المعارضة للصاروخين. ولا توجد تغطية أو أدلة على أن القوات المعارضة لديها منصات صواريخ تُركب على متن عربات، وهو النوع المطلوب لإطلاق هذه الصواريخ.
  • هجمات 21 أغسطس/آب هي ضربة عسكرية معقدة، تتطلب كميات كبيرة من غاز الأعصاب (كل صاروخ 330 ملم يُقدر أنه يحتوي على 50 إلى 60 لتراً من غاز الأعصاب)، وإجراءات متخصصة في عملية تعبئة الرؤوس الحربية بغاز الأعصاب، ومنصات متخصصة لإطلاق الصواريخ.


V . سوريا والأسلحة الكيماوية في القانون الدولي

ليست سوريا من بين الدول الـ 189 التي تعد دولاً أطرافاً في اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة لعام 1993. [39] لكن سوريا دولة طرف في بروتوكول غاز جنيف لعام 1925، الذي يحظر استخدام غازات الخنق أو الغازات السامة والغازات الأخرى في الحرب، وجميع السوائل ذات الصلة والمواد والمعدات. [40] كما يُظهر استخدام الأسلحة الكيماوية في القانون الدولي الإنساني العرفي، أو قوانين الحرب. [41]

إن حظر استخدام الأسلحة الكيماوية ينطبق أيضاً على جميع النزاعات المسلحة، بما في ذلك ما يُعرف بالنزاعات المسلحة غير الدولية، مثل النزاع الحالي في سوريا. ذكرت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا سابقاً في قضية تاديتش أن: "هناك إجماع لا اختلاف حوله بدأ في الظهور في المجتمع الدولي إزاء مبدأ أن استخدام الأسلحة الكيماوية أمر محظور في النزاعات المسلحة الداخلية". [42] وفي عام 1977 أثناء المناقشة في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعمت سوريا الحظر التام للأسلحة الكيماوية. [43]



[1] انظر على سبيل المثال: هيومن رايتس ووتش [المصدر بالإنجليزية]: "مذبحة في العراق: حملة الأنفال ضد الأكراد".

Human Rights Watch, Genocide in Iraq: The Anfal Campaign Against the Kurds (1993) http://www.hrw.org/reports/1993/iraqanfal/

[2] انظر مدونة نيك جينزن-جونز The Rogue Adventurer : http://rogueadventurer.com/ (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[3] مدونة براون موسيس Brown Moses : http://brown-moses.blogspot.ch (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[4] غاز سارين في صورته النقية هو سائل رائق بلا لون أو طعم أو رائحة. انظر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها [المصدر بالإنجليزية]:

Centers for Disease Control and Prevention, “Emergency Preparedness and Response: Facts about Sarin,” at http://www.bt.cdc.gov/agent/sarin/basics/facts.asp.

[5] مقابلة هيومن رايتس ووتش عبر سكايب مع شاهد في المعضمية، 22أغسطس/آب 2013.

[6] يمكن رؤية الصاروخ في مقطع الـ يوتيوب: http://www.youtube.com/watch?v=nymy8r0Kcag

[7] مقابلة هيومن رايتس ووتش مع عضو في مركز المعضمية الإعلامي، 22أغسطس/آب 2013.

[8] يمكن رؤية الصاروخ في هذا المقطع: http://www.youtube.com/watch?v=nymy8r0Kcag

[9] انظر: " UN تتفحص بقايا صاروخ كيماوي في منطقة الغوطة"، 27 أغسطس/آب 2013، مقطع فيديو، يوتيوب: http://www.youtube.com/watch?v=6mOLULcrcVs$ (تمت الزيارة في 9 سبتمبر/أيلول 2013).

[10] منصة صواريخ BM-14 هي المنصة الأكثر انتشاراً للصواريخ 140 ملم التي صنعها الاتحاد السوفيتي. هناك منصات أخرى ممكنة الاستخدام لهذا الصاروخ، بالإضافة إلى المنصات الميدانية محلية الصنع، مثل التي استخدمتها قوات الـ فيت كونغ أثناء حرب فيتنام.

[11] معهد بحوث ستوكهولم للسلام الدولي [المصدر بالإنجليزية]:

Stockholm International Peace Research Institute, “Arms Transfers Database,” www.sipri.org/databases/armstransfers . Recipient report for Syria for the period 1950–2012, generated on August 27, 2013.

[12] وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية ووكالة استخبارات الجيش الأمريكي [المصدر بالإنجليزية]:

“Ammunition Data and Terminal Effects Guide -- Eurasian Communist Countries,” DST-1160Z-126-92

بتاريخ 5 مارس/آذار 1992، تم نزع السرية جزئياً ونُشر لصالح هيومن رايتس ووتش بناء على طلب بموجب قانون المعلومات.

[13] ليلاند س نيس وأنطوني ج ويليامز (محرران)، دليل ذخائر جان 1997 – 1998 [المصدر بالإنجليزية]:

Leland S. Ness and Anthony G. Williams, eds., Jane’s Ammunition Handbook 1997-1998 (Surrey, UK: Jane’s Information Group Limited, 2008), pp. 544-45.

[14] وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية ووكالة استخبارات الجيش الأمريكي [المصدر بالإنجليزية]:

“Ammunition Data and Terminal Effects Guide -- Eurasian Communist Countries,” DST-1160Z-126-92

بتاريخ 5 مارس/آذار 1992، تم نزع السرية جزئياً ونُشر لصالح هيومن رايتس ووتش بناء على طلب بموجب قانون المعلومات.

[15] انظر: "ما زالت سوريا مصرة على استخدام الذخائر العنقودية"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 4 سبتمبر/أيلول 2013: http://www.hrw.org/ar/news/2013/09/04 وانظر: "على "أصدقاء سوريا" الضغط من أجل وقف القصف العشوائي"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 24 فبراير/شباط 2012: http://www.hrw.org/ar/news/2012/02/24-0 وانظر: "سوريا – استخدام الأسلحة الحارقة في مناطق مأهولة بالسكان"، بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش 12 ديسمبر/كانون الأول 2012: http://www.hrw.org/ar/news/2012/12/12-1 وانظر: هيومن رايتس ووتش، "موت من السماء"، 10 أبريل/نيسان 2013: http://www.hrw.org/ar/reports/2013/04/11-0 وانظر [المصدر بالإنجليزية]:

“ICBL publicly condemns reports of Syrian forces laying mines,” Human Rights Watch news release, November 2, 2011, http://www.hrw.org/news/2011/11/02/icbl-publicly-condemns-reports-syrian-forces-laying-mines

[16] مقابلة هيومن رايتس ووتش عبر سكايب مع عضو بالمجلس المدني المحلي، 4 سبتمبر/أيلول 2013.

[17] مقابلة هيومن رايتس ووتش عبر سكايب مع أحد أعضاء المركز الإعلامي. 4 سبتمبر/أيلول 2013.

[18] أكد الشاهد لـ هيومن رايتس ووتش إنه صور بالفيديو وحمل مقاطع الفيديو التالية:

http://youtu.be/R6na2UFHN9Y; http://youtu.be/6qLJ3ixwvr8; http://youtu.be/xB2spWf5JpI; http://youtu.be/rldBJJecBnM; http://youtu.be/WHU-KA0iP3k , http://www.youtube.com/watch?v=WHU-KA0iP3k (تمت الزيارة في 9 سبتمبر/أيلول 2013)

[19] انظر منشور منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية عن منصات الصواريخ فلق-2 والطراز: FL2-A من المنصات، متوفر في [المصدر بالإنجليزية]:

Nic Jenzen-Jones, “Alleged CW Munitions in Syria Fired From Iranian Falaq-2 Type Launchers,” post to “The Rogue Adventurer” (blog), August 29, 2013, http://rogueadventurer.com/2013/08/29/alleged-cw-munitions-in-syria-fired-from-iranian-falaq-2-type-launchers/

(تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[20] انظر [المصدر بالإنجليزية]:

Nic Jenzen-Jones, “Alleged CW Munitions in Syria Fired From Iranian Falaq-2 Type Launchers”, http://rogueadventurer.com/2013/08/29/alleged-cw-munitions-in-syria-fired-from-iranian-falaq-2-type-launchers/

[21] 4 يناير/كانون الثاني 2013، مقطع فيديو، يو تيوب: http://www.youtube.com/watch?v=5DznRyIQ1js (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[22] “Unidentified Rocket or Missile in Khalidiya, Homs August 2nd 2013,” 6 أغسطس/آب 2013 مقطع فيديو، يو تيوب: http://youtu.be/0eIrXubJAgE (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[23] الصاروخ الذي يحمل مواداً كيماوية ويظهر حوله حيوانات نافقة إثر الكيماوي. 5 أغسطس/آب 2013، مقطع فيديو يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=YLcqi_dE9SU (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[24] Unidentified Munitions Linked To August 5th Adra Chemical Attack,” 22 أغسطس/آب 2013، مقطع فيديو، يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=E0lzUvozF1c (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[25] الصاروخ الذي يحمل مواداً كيماوية ويظهر حوله حيوانات نافقة إثر الكيماوي. 5 أغسطس/آب 2013، مقطع فيديو يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=YLcqi_dE9SU (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[26] [المصدر بالإنجليزية]:

Nic Jenzen-Jones, “Alleged CW Munitions in Syria Fired From Iranian Falaq-2 Type Launchers,” http://rogueadventurer.com/2013/08/29/alleged-cw-munitions-in-syria-fired-from-iranian-falaq-2-type-launchers/.

[27] أطباء بلا حدود [المصدر بالإنجليزية]:

Médecins Sans Frontières, “Syria: Thousands Suffering from Neurotoxic Symptoms Treated in Hospitals Supported by MSF,” August 24, 2013.

[28] "سوريا – شهود يتحدثون عن هجمات كيماوية مزعومة" بيان صحفي لـ هيومن رايتس ووتش، 21 أغسطس/آب 2013: http://www.hrw.org/ar/news/2013/08/21-0

[29] مقابلة هيومن رايتس ووتش عبر سكايب مع عضو بمركز زملكا الإعلامي، 4 سبتمبر/أيلول 2013. وانظر: "رئيس المجلس المحلي في مدينة زملكا في حملة الغوطة لن تموت" 3 سبتمبر/أيلول 2013، مقطع فيديو، يوتيوب: http://www.youtube.com/watch?v=IT4R14LHNZM&feature=youtu.be (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[30] ليلاند س نيس وأنطوني ج ويليامز [المصدر بالإنجليزية]:

Leland S. Ness and Anthony G. Williams, eds., Jane’s Ammunition Handbook 1997-1998 (Surrey, UK: Jane’s Information Group Limited, 2008), pp. 544-45.

[31] "خطير إحدى الصواريخ التي كانت تحمل الغازات السامة التي تسببت بالمجزرة" 25 أغسطس/ىب 2013 مقطع فيديو، يوتيوب: http://youtu.be/nymy8r0Kcag http://youtu.be/kllhsgFrgN0 http://youtu.be/Pc6xL-N6f5M http://youtu.be/h2uBpDxAoJA http://youtu.be/16qFgAfM5jg (تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013).

[32] انظر Brown Moses :

August 21st Chemical Attack,” gallery of photographs, August 24, 2013, http://imgur.com/a/1nziC (collection of photographs collated by Brown Moses

(تمت الزيارة في 6 سبتمبر/أيلول 2013). وانظر:

);, “Images of rockets which 'delivered poison' to Damascus,” ITV, August 25, 2013, http://www.itv.com/news/2013-08-23/images-of-rockets-which-delivered-poison-to-damascus/

[33] أطباء بلا حدود [المصدر بالإنجليزية]:

Médecins Sans Frontières, “Syria: Thousands Suffering from Neurotoxic Symptoms Treated in Hospitals Supported by MSF,” August 24, 2013, http://www.doctorswithoutborders.org/press/release.cfm?id=7029 (تمت الزيارة في 7 سبتمبر/أيلول 2013).

[34] انظر على سبيل المثال ديفيد سنغر، أندرو ليهيم، ريك غلادستون [المصدر بالإنجليزية]:

David E. Sanger, Andrew W. Lehern, and Rick Gladstone, “With the World Watching, Syria Amassed Nerve Gas,” September 7, 2013, New York Times, http://www.nytimes.com/2013/09/08/world/middleeast/with-the-world-watching-syria-amassed-nerve-gas.html?pagewanted=all (تمت الزيارة في 7 سبتمبر/أيلول 2013).

[35] نيويورك تايمز [المصدر بالإنجليزية]:

Kareem Fahim,” Still More Questions Than Answers on Nerve Gas in Syria,” June 10, 2013, New York Times, http://www.nytimes.com/2013/06/11/world/middleeast/still-more-questions-than-answers-on-nerve-gas-in-syria.html?pagewanted=all&_r=0

(تمت الزيارة في 9 سبتمبر/أيلول 2013).

[36] جين فيليب ريمي [المصدر بالفرنسية]:

Jean-Philippe Rémy, “Des analyses confirment l'ampleur de l'usage de sarin en Syrie,” Le Monde, June 28, 2013, http://www.lemonde.fr/proche-orient/article/2013/06/28/des-analyses-confirment-l-ampleur-de-l-usage-de-sarin-en-syrie_3438187_3218.html

[37] المصدر السابق.

[38] المصدر السابق.

[39] اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، باريس، 13 يناير/كانون الثاني 1993. CD/CW/WP.400/Rev. 1, http://www.icrc.org/applic/ihl/ihl.nsf/Treaty.xsp?action=openDocument&documentId=9D3CCA7B40638EF5C12563F6005F63C5

[40] بروتوكول بشأن حظر استخدام الغازات الخانقة والسامة والغازات الأخرى، والسبل البكتيرية للحرب، جنيف (بروتوكول غاز جنيف)، 17 يونيو/حزيران 1925: http://www.icrc.org/applic/ihl/ihl.nsf/Article.xsp?action=openDocument&documentId=58A096110540867AC12563CD005187B9 صدقت سوريا على بروتوكول غاز جنيف في 1968.

[41] اللجنة الدولية للصليب الأحمر [المصدر بالإنجليزية]: International Committee of the Red Cross, Henckaerts, Doswald-Beck, eds., Customary International Humanitarian Law (Cambridge: Cambridge University Press, 2005), rule 74.

[42] المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا سابقاً، قضية تاديتش، الدائرة الاستئنافية [المصدر بالإنجليزية]:

International Criminal Court for the former Yugoslavia, Tadic case, Interlocutory Appeal, October 2, 1995, sec. 120.

[43] سوريا، بيان أمام اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة: UN Doc 1/C.1/32PV.15, Sept. 30, 1977 صفحات 11 و16.

الموضوع