Skip to main content

على الأمير تشارلز أن يناقش انتهاكات حقوق الإنسان أثناء زيارته لقطر والسعودية

 

يهتم الأمير تشارلز كثيرا بالأعمال الخيرية. وقد قام شخصياً بتأسيس 17 مؤسسة خيرية عمل على تحسين التعليم وتحسين فرص الشباب البريطاني، والشركات ذات المسؤولية الاجتماعية، والبيئة المُستدامة. كما أنه مدافع متحمس عن حوار الأديان. وكان قد قال في حفل استقبال عيد الميلاد، والذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، قال، "إن التركيز على محبة الجيران، ومُعاملة الناس بطريقة نحب أن يعاملونا بها هي الأسس الجوهرية للحقيقة والعدالة والرحمة وحقوق الإنسان".

إن هذه المبادئ جديرة بالثناء. فهل يقوم الأمير بالترويج لها على نحو فعال عندما يسافر إلى المملكة العربية السعودية وقطر في زيارة رسمية يوم الاثنين المقبل؟ أم أنه عندما يتعلق الأمر بما يقال عن الصداقة التي تجمعه والملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية والشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، ستتوارى هذه القيم أمام الجهود الرامية إلى إنجاز صفقات السلاح والعقود التجارية؟

قال السير جون جنكينز، سفير المملكة المتحدة لدى المملكة العربية السعودية، إن "عودة أمير ويلز إلى المنطقة بعد سنة واحدة فقط من زيارته الأخيرة، يدل على الأهمية التي توليها الحكومة البريطانية للروابط مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة". وقد ذهب السير جون إلى القول إن الأمير تشارلز سوف يدافع عن حوار الأديان، وإنه يُشارك الملك عبد الله قلقا عميقا إزاء "الاضطرابات الهائلة والمعاناة الإنسانية في الشرق الأوسط".

ولكن هل يمتد هذا القلق إلى نشطاء حقوق الإنسان السعوديين البارزين المحكوم عليهم بالسجن لمدد طويلة بسبب نشاطهم السلمي، أو للنساء والفتيات السعوديات اللاتي يخضعن لتمييز منهجي، أو إلى الملايين من العمال الأجانب، وبعضهم يعيشون في ظروف التشغيل القسري؟ دعونا نأمل أن يناقش أصحاب السمو الملكي أيضا مُعاناة 64 شخصاً الذين أفادت تقارير بإعدامهم في المملكة العربية السعودية ما بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني عام 2013، ومعظمهم تم إعدامهم بقطع الرأس علناً.​​

وفقاً للسفير نيك هوبتون، فإن زيارة قطر "فرصة لتسليط الضوء على العلاقات القوية بين المملكة المتحدةوقطر، والتي نقدرها كثيرا". فهل يستخدم الأمير الزيارة أيضاً كفرصة لمناقشة محنة العمال الوافدين؟ وقد يكون توقيت الزيارة فرصة ملائمة، حيث أصدرت اللجنة العليا القطرية الحكومية معايير الرعاية للعمال فقط هذا الاسبوع في محاولة ذات بمصداقية لتصحيح الأوضاع بالغة السوء للعمال الوافدين، الذين يُشيدون ملاعب كأس العالم 2022. واتساقا مع التزامه الخاص بمسؤولية الأعمال التجارية، فإنه ينبغي على الأمير تشارلز أن يوضح لأمير قطر، أنه في حين أن المُحاولة تُعتبر بداية جيدة، إلا أن المعايير الجديدة أقل بكثيرمن الإصلاحات التي يحتاجها بشدة العمال الوافدون ذوو الأجور المنخفضة، والذين يتعرضون للاستغلال بشكل روتيني.
وماذا عن العمال المنزليين في قطر؟ إن هؤلاء العمال، والغالبية الساحقة منهم من النساء، يتعرضون لانتهاكات لفظية وجسدية، وفي بعض الحالات، يتعرضون إلى الاعتداء الجنسي. لا يُسمح لبعضهم بالتحدث إلى الغرباء أويحبسون في المنازل التي يعملون فيها. وكثير منهم لا يحصلون على أي إجازة. في الماضي، بذل الأمير تشارلز جهوداً للتأثير على والد الأمير الحالي للتراجع عن خطط لبناء الشقق في الموقع السابق لـ"ثكنات تشيلسي"، على أساس أن البناء المقترح كان قبيحاً. فهل يستخدم نفوذاً مماثلاً بشأن هذه المسألة التي تُعد أكثر أهمية ويقوم بتشجيع أمير قطر على ان يكون بلده أول دولة خليجية تقوم بالتصديق على اتفاقية منظمة العمل الدولية للعمال المنزليين؟

ولقد لاحظت هيومن رايتس ووتش مراراً أن حكومة المملكة المتحدة تقلل في كثير من الأحيان من شأن الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان التي تحدث في دول الخليج، وتضع الأولية دائماً لأمور التجارة ومبيعات الأسلحة على حساب حقوق الإنسان.

لدى الأمير تشارلز فرصة في هذه الزيارة ليتجاوز الحديث في العموميات حول حوار الأديان والتسامح، ويتحدث إلى حكام الخليج الذين تقوم حكوماتهم باستمرار بقمع المعارضة وتنتهك حقوق النساء والأقليات الدينية والعمال الوافدين بشكل خطير. ونحن نحثه على القيام بذلك، ونحثه كذلك على إلزام مستشاريه ومرافقيه بالتحدث عن الحقوق والعدالة.

إلينور بلاتشلي هي منسقة الاتصالات ومناصرة حقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة