Skip to main content

سوريا - إحدى الكتائب المقاتلة في حمص متورطة في ارتكاب أعمال وحشية

مقطع فيديو يُظهر ما بدا أنه أحد القادة يقوم بتشويه جثة

(نيويورك) ـ راجعت هيومن رايتس ووتش أدلة مصورة تُظهر ما بدا أنه قائد من كتيبة "عمر الفاروق المستقلة" المعارضة في سوريا بصدد تشويه جثة أحد المقاتلين المساندين للحكومة. وقام الشخص الذي يظهر في الفيديو بقطع قلب وكبد الجثة مستخدما عبارات طائفية مسيئة للعلويين. وكانت نفس الكتيبة قد تورطت في أبريل/نيسان 2013 في قصف عشوائي عبر الحدود لبلدات القصر وحوش السيد اللبنانيتين.

وليس معروفًا إذا كانت كتيبة عمر الفاروق المستقلة تعمل تحت قيادة الجيش السوري الحر. ولكن هيومن رايتس ووتش قالت إن على قيادة الائتلاف الوطني السوري المعارض والجيش السوري الحر اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب ومنع وقوع انتهاكات من قبل أي طرف تحت إمرتها. كما يتعين على أي طرف له سلطة القيام بذلك أن يبذل كل المستطاع لمنع وصول الأسلحة إلى الكتيبة. وكررت هيومن رايتس ووتش دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأن يحيل ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لضمان المحاسبة على جميع جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية.

وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "من بين الطرق المهمة التي يُمكن اعتمادها لوقف الفظائع اليومية في سوريا، من قطع للرؤوس وتشويه للجثث وتنفيذ لعمليات إعدام، أن يتم تجريد جميع الأطراف من إحساسها بالإفلات من العقاب. ورغم أن هذه الأعمال الفظيعة صادمة، إلا أنها لا تختلف عن التعطيل الذي يمارسه بعض أعضاء مجلس الأمن الذين مازالوا لا يدعمون إحالة جميع الأطراف إلى المحكمة الجنائية الدولية".

يظهر في مقطع الفيديو الذي اطلعت عليه هيومن رايتس ووتش رجل، يناديه الشخص الذي قام بالتصوير بـ أبو صقار، وهو بصدد تمزيق صدر جثة لشخص في زيّ مقاتل، واستخراج القلب والكبد من داخلها. وبينما يقوم "أبو صقار" بتقطيع كبد الجثة، يُعلّق الشخص الذي يقوم بالتصوير: "الله يرحمك يا أبو صقار، تبدو وكأنك تنحت قلب الحب عليه". وبعد أن انتهى أبو صقار من قطع القلب والكبد، تم تصويره وهو يحملهما في يده متحدثًا إلى الكاميرا:

أقسم بالله، يا جنود بشار الكلب، سوف نقتلع قلوبكم وأكبادكم لنأكلها. تكبير!الله أكبر!يا أبطال بابا عمرو، أنتم تذبحون العلويين وتخرجون منهم قلوبهم لأكلها!
 

وفي نهاية مقطع الفيديو، بعد هذا التصريح، يظهر الرجل المسمى أبو صقار بصدد وضع القلب في فمه، وكأنه يقضمه لأكله. ونظرًا لأن مقطع الفيديو مروع للغاية، قررت هيومن رايتس ووتش عدم نشره للعموم، رغم وجود نسخة معدلة وغير واضحة منه على الإنترنت.

وبإجراء مقارنة بين مقطع فيديو تشويه الجثة ومقاطع فيديو أخرى تُظهر نفس الرجل على ما يبدو وهو يشارك في قصف عشوائي على قرى لبنانية شيعية وهو يتحدث عن قتل مقاتلين من حزب الله، فإن هيومن رايتس ووتش تعتقد أن الرجل الذي يظهر في الفيديو هو القائد أبو صقار. وقال صحفيون وقادة آخرون إن أبو صقار هو الاسم الحركي لقائد سابق في تيار لواء الفاروق من حي بابا عمرو في حمص.

وقال أربعة صحفيين دوليين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم التقوا به أثناء وبعد معركة حمص في 2011 و2012. كما تُظهر عديد مقاطع الفيديو الأخرى التي تنشرها كتيبة عمر الفاروق المستقلة الرجل المعروف بـ أبو صقار، وهو يرتدي نفس السترة التي تظهر في مقطع فيديو تشويه الجثة، وهو بصدد تحميل صواريخ على قاذفة صواريخ بدائية الصنع ربما قبل إطلاقها على قرى لبنانية في سهل البقاع. كما يظهر أبو صقار في مقطع فيديو آخر مع ما يزعم أنها جثث لمقاتلي حزب الله في القُصير. وفي 13 مايو/أيار، قالت مجلة تايم إن اثنين من مراسليها شاهدا مقطع فيديو التشويه للمرة الأولى في أبريل/نيسان بحضور عدد من المقاتلين مع أبو صقار ومساندين له، بما في ذلك شقيقه الذي أخبرهما أن مقطع الفيديو صحيح.

تمنع قوانين الحرب تشويه الجثث. وكما تنص على ذلك دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للقانون العرفي الإنساني الدولي، فإن هذا القانون ينص على أن يتخذ كل طرف من أطراف النزاع كل الاحتياطات المستطاعة لمنع التنكيل بالموتى. وعملا بنظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر الاعتداء على الكرامة الشخصية جريمة حرب، وتشمل إذلال أو إهانة أو أي شكل آخر من أشكال انتهاك كرامة جثة هامدة.

واستنادًا إلى موقعها على الانترنت، تأسست كتيبة عمر الفاروق المستقلة في أكتوبر/تشرين الأول 2012 مع مقاتلين من ألوية عديدة كانت قد قاتلت في حي بابا عمرو في حمص وفي المناطق الريفية جنوب حمص. ولكن العلاقة التي تربط كتيبة عمر الفاروق المستقلة بأهم مكونات المعارضة السورية المسلحة ليست واضحة. وفي موقع الانترنت، يظهر اسم "الجيش السوري الحر" تحت اسم كتيبة عمر الفاروق المستقلة.

وكان حي بابا عمرو من أول معاقل المعارضة المسلحة المناوئة لحكومة بشار الأسد، وتعرض إلى هجوم مضاد عنيف من قبل الجيش السوري في بداية فبراير/شباط 2012. كما قصف الجيش السوري بشكل عشوائي حي بابا عمرو وغيره من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في حمص بشكل عشوائي مكثف إلى أن نجح في إعادة السيطرة على بابا عمرو في بداية مارس/آذار 2012. وألحق القتال دمارًا بحي بابا عمرو. وذكرت مصادر محلية لـ هيومن رايتس ووتش في ذلك الوقت إن الهجوم على حمص في فبراير/شباط 2012 تسبب في مقتل قرابة 700 مدني وإصابة الآلاف.

وردًا على سؤال حول مقطع الفيديو، قال اللواء سليم إدريس، رئيس هيئة أركان المجلس الأعلى لقوات المعارضة المسلحة، لـ مجلة تايم إن "هذا العنف غير مقبول، ولا يُسمح لأي جندي تحت قيادة المجلس بالإفلات من أعمال كهذه". ولكن قوات المعارضة لم تتبن آليات المحاسبة المناسبة للانتهاكات التي ترتكبها عناصرها.

قال نديم حوري: "لا يجب أن تكتفي المعارضة السورية بإدانة هذا السلوك أو تبريره بالعنف الذي تمارسه الحكومة. ويتعين على قوات المعارضة التحرك بشكل حازم لمنع هذه الانتهاكات".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.