Skip to main content

العقبات مستمرة أمام مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد

لابد أن تحسن دورة ألعاب لندن من كفالة حقوق النساء والفتيات في المملكة

(لندن) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إنه مع اقتراب افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في يوليو/تموز، أكدت جميع الدول المشاركة – عدا المملكة العربية السعودية – على مشاركة وفود رياضية نسائية منها في دورة لندن للألعاب الأولمبية 2012. ومن المقرر أن يجتمع المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية في كوبيك من 23 إلى 25 مايو/أيار للاستماع إلى التقارير الواردة عن دورة الألعاب القادمة.

يأتي اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية مع إخفاق اللجنة الأولمبية السعودية في تأكيد مشاركة سيدات في فريقها الوطني الذاهب إلى أولمبياد لندن. كانت قطر وبروناي والسعودية، في أولمبياد بكين عام 2008، هي الدول الوحيدة المشاركة بفرق من الرجال فقط. هذا العام، أكدت كل من قطر وبروناي مشاركة وفود نسائية منها في الأولمبياد للمرة الأولى.

غطت هيومن رايتس ووتش بشكل موسع الحظر الفعلي القائم على مشاركة السيدات والفتيات في الرياضة داخل المملكة، بما في ذلك في المدارس الحكومية.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم حالياً التي تحرم النساء والفتيات من القدرة على المشاركة في الرياضة. الوقت يمر ولم تشارك نساء سعوديات بعد في الدورة الأولمبية، وكذلك لم يقم المجتمع الدولي بعد بمطالبة السعودية بالسماح للسيدات بالمشاركة".

كان الأمير نواف الفيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب والرياضة (وزير الرياضة) ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، قد قال في مؤتمر صحفي في جدة في 4 أبريل/نيسان: "لم يكن هناك وجود لنشاط رياضي نسائي [في المملكة]، ولم يكن هناك أي توجه بهذا الشأن. ولا نتبنى أية مشاركة نسائية سعودية في الوقت الحاضر في الأولمبياد والبطولات الدولية المختلفة".

قالت هيومن رايتس ووتش إن هذه التصريحات تخرق المبدأ السادس بالميثاق الأولمبي، ومفاده أن أي تمييز على أساس من الجنس "لا يستقيم" مع مبادئ الحركة الأولمبية.

وقالت سارة ليا ويتسن: "لابد أن يؤدي موقف الحكومة السعودية إلى متابعة دقيقة من أسرة الألعاب الأولمبية للوضع هناك". وتابعت: "أوضاع النساء والفتيات الساعيات لممارسة الرياضة في السعودية لابد أن تتغير الآن، فهي أوضاع مؤسفة تنطوي على عدم مساواة".

أصدرت هيومن رايتس ووتش في فبراير/شباط تقريراً بعنوان "خطوات الشيطان": حرمان النساء والفتيات من الحق في الرياضة في المملكة العربية السعودية" تمت فيه مناقشة كيف تميز الحكومة السعودية بشكل منهجي ضد السيدات الراغبات في ممارسة الرياضة.

السياسات الحكومية تميز ضد النساء والفتيات في الرياضة، وفي مجالات أخرى عديدة متعلقة بمختلف مظاهر حياتهن، وتشمل تلك السياسات:

·        بداية من الطفولة، تحظر الحكومة على ملايين الفتيات السعوديات المشاركة في التربية البدنية في مدارس الحكومة.

·        تميز المملكة ضد النساء إن تمنعهن من استخدام المنشآت الرياضية، بما في ذلك الصالات الرياضية وصالات السباحة.

·        أغلقت الحكومة صالات رياضية خاصة أنشأتها سيدات في السنوات الأخيرة بحجة أنها غير مرخصة.

·        لا توجد أندية رياضية للسيدات، مقارنة بـ 153 نادياً للرجال تدعمها الحكومة.

·        لا يوجد في اللجنة الأولمبية السعودية قسم خاص بالنساء ولا تعقد اللجنة مسابقات رياضية للسيدات للسماح لهن بالتأهل للالتحاق  بفرق وطنية ومسابقات دولية.

وقالت سارة ليا ويتسن: "على اللجنة الأولمبية السعودية أن تساعد – لا أن تمنع – السيدات الطامحات لأن يكن لاعبات رياضة". وتابعت: "هذه لحظة لابد أن يضغط فيها المجتمع الدولي من أجل التصدي بشكل أوسع للممارسات التمييزية".

كتب مسؤولون سعوديون إلى هيومن رايتس ووتش مؤكدين أن السعودية تبحث في أمر تطوير التعليم الرياضي للفتيات في المدارس. بعض مدارس الفتيات تسمح بممارسة الرياضة رغم الحظر الحكومي عليها، وهناك نقاش دائر في المملكة حول هذه القضية.

قالت هيومن رايتس ووتش إن جهود اللجنة الأولمبية الدولية الرامية لضمان مشاركة نسائية أولمبية أوسع كانت ذات أثر إيجابي، وشمل ذلك مشاركة سيدات من قطر وبروناي في ألعاب 2012 للمرة الأولى.

وقالت سارة ليا ويتسن: "يستحق مديري اللجنة الأولمبية الدولية الإشادة على عملهم الرامي لزيادة مشاركة السيدات بالأولمبياد، لكن النصر المستدام والحقيقي لن يتحقق إلا عندما تكف الحكومة السعودية عن حرمان ملايين الفتيات من فرصة ممارسة الرياضة".

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة