Skip to main content

قبل أربعة شهور من بدء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الثلاثين في لندن، أصبحلزاماً على اللجنة الأولمبية الدولية أن تضع على أجندة اجتماع مجلس إدارتها القادمفي مايو/أيار قضية عدم التزام السعودية بميثاق اللجنة الأولمبية الدولية.

فحتىالآن، يبدو أن اللجنة الأولمبية تثق تمام الثقة في وعود السعودية باحتمال مشاركةلاعبة رياضية سعودية للمرة الأولى في الأولمبياد كممثلة للمملكة. الثقة بالوعودليست بالأمر الكافي، وحتى إذا حافظت السعودية على وعدها، فلن يغير هذا بأدنى درجةمن تمييزها المنهجي ضد المرأة في الرياضة.

تمارس السيدات الرياضة في جميع الدولالإسلامية والعربية بدعم من حكوماتهن واتحادات الرياضة الوطنية، باستثناء السعودية،ويحق للمرأة العربية أن تفخر بنجمات الرياضة مثل نوال المتوكل من المغرب، أو حسيبةبولمرقة من الجزائر، أو لولوة وبلسم الأيوب من الكويت.

إلا أن السياسات الحكوميةوليس الدين هي العائق الذي يحول دون تمتع المرأة السعودية بممارسة الرياضة على قدمالمساواة بالأخريات. هناك رجال دين سعوديون أجمعوا على أنه لا يوجد حظر ديني علىممارسة المرأة للرياضة، إلا أن البعض منهم أكدوا أن ثمة مخاطر متعلقة بممارسةالرياضة في المجال العام. رجال الدين هؤلاء يرون أن السيدات اللاتي يمارسن الرياضةقد يرتدين ثياباً غير ملتزمة، وأنهن يغادرن بيوتهن 'دون داعي'، ويختلطن برجال لاتربطهن بهم قرابة.

وهل لابد أن يترتب على السماح بممارسة المرأة للرياضة مخاطرأخلاقية؟ يمكن للحكومة السعودية أن تهيء للسيدات والفتيات ممارسة الألعاب الرياضيةبأمان وراحة؛ فمنعهن من الرياضة ليس الحل، إلا أن هذه هي الحقيقة المؤسفة فيالسعودية.

يحصل الصبية دون الفتيات على تعليم رياضي في مدارس الدولة، وفي عامي2009 و2010 أغلقت الحكومة صالات رياضية للسيدات، بدعوى أنها غير مرخصة، ثم منعتالتراخيص عن سيدات تقدمن بطلبات ترخيص. لا اللجنة الأولمبية السعودية ولا اتحاداتالرياضة السعودية أو الأندية التي تنظمها الدولة البالغ عددها 153 نادٍ رياضي فيهاأقسام للسيدات. كما أن عدم توفر أية بنية تحتية رياضية للسيدات هي مشكلة تؤديفعلياً إلى حرمانهن من المشاركة في النشاط الرياضي.

ينص ميثاق اللجنة الأولمبيةالدولية على أن الرياضة حق للجميع، ويحظر الميثاق التمييز بناء على النوعالاجتماعي. ورغم التمييز الظاهر بناء على النوع الاجتماعي بمجال الرياضة فيالسعودية، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية ما زالت تدّعي أنه 'يمكن إنجاز الكثيرعبر الحوار'.

لقد تذرع الأمير فيصل، رئيس اللجنة الأولمبية الاردنية والعضوباللجنة الأولمبية الدولية بوجود 'أسباب ثقافية' للممانعة السعودية، قائلاً إنهيعتقد أن السعوديين يتحركون 'في الاتجاه الصحيح'. إلا أن سِجل السعودية في مخالفةالوعود يلقي بظلال من الشك على هذه الأقوال.

في تشرين الثاني/نوفمبر، قال الأميرنواف بن فيصل آل سعود (رئيس اللجنة الأولمبية السعودية والرئيس العام لرعايةالشباب) إن السعودية سترسل وفداً من الرجال فقط إلى أولمبياد لندن. وأضاف: 'إذاطرأت مشاركة نسائية، فسوف تتم عن طريق الدعوة' من هيئات الرياضة الدولية.. هذاتصريح رسمي أقل من متحمس لمشاركة المرأة.

أما عن المسألة الأساسية المتعلقةبالتعليم الرياضي للفتيات، فقد قال الأمير فيصل بن عبد الله وزير التعليم فيآب/أغسطس الماضي إن وزارته ما زالت 'تدرس' هذا الموضوع. وفي كانون الثاني/يناير،أكدت وكيلة وزارة التعليم لتعليم البنات، نورة الفايز، أن التعليم الرياضي للفتياتمن أهم أولوياتها، إلا أنه لم يتم الإعلان عن خطوات ملموسة لإعداد برنامج التعليمالرياضي للفتيات.

وبعد ظهور شائعات في أواخر كانون الثاني/يناير عن إتــمامتشييد استاد رياضي جديد في جــــدة بحلول عام 2014، وأنه سيُسمح فيه بحضور جمهور منالسيدات للمرة الأولى، ســـارع أحمد روزي مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشبابإلى إنكار هذه المعلومة وقال: 'لم يصدر حتى الآن أي قرار رسمي بالسماح للنساءبالدخول إلى الملاعب الرياضية وحضور المباريات في الوقت الحاضر'.

وفي عام 2007اقترح مجلس الشورى وهو هيئة شبه برلمانية مُعيّنة إنشاء خمسة أندية رياضية للسيداتبحلول مطلع عام 2011. في أيار/مايو 2011 قال يوسف خميس، مدير منطقة الاحسا إن رعايةالشباب تخطط لافتتاح أندية رياضية للسيدات.. ثم لم يتم الوفاء بهذا الوعد أوذاك.

مع حديث اللجنة الأولمبية الدولية مع السلطات السعودية في الفترة السابقةعلى الأولمبياد عن الإخفاق السعودي في ترشيح لاعبات رياضة للمشاركة، فعلى اللجنةالأولمبية أن تعلن بوضوح أن لا الحوار ولا التركيز على لاعبات أولمبيات بعينهنكافٍ. يظهر من سلسلة الوعود التي لم يتحقق منها شيء أن على اللجنة الأولمبيةالدولية أن تكون حازمة مع السعودية. حتى إذا أشركت اللجنة الأولمبية السعودية لاعبةرياضية واحدة ضمن وفدها لأولمبياد لندن 2012، فهذا لن يغير شيئاً بالنسبة لملايينالسعوديات غير القادرات على ممارسة التمارين الرياضية أو لعب الرياضة.

سبقوأبرّت اللجنة الأولمبية الدولية بميثاقها في أفغانستان، إذ منعت اللجنة الأولمبيةالأفغانية من المشاركة في أولمبياد سيدني 2000 بسبب التمييز الصارخ هناك ضد المرأة،من بين عوامل أخرى. إن على اللجنة الأولمبية الدولية أن تخبر الحكومة السعودية أنهاسوف تتعرض بدورها للحظر. ميثاق اللجنة القائم ووجود سابقة شبيهة، يُلزمان اللجنةبهذا الفعل. ومن الضروري أن تتحرك اللجنة الدولية نظراً لما هو معهود في الحكومةالسعودية من عدم التحرك على صعيد هذا الملف. ومع وضع اللجنة الأولمبية لعدم التزامالسعودية بالقيم الأولمبية الواردة في الميثاق الخاص باللجنة الأولمبية الدولية،على أجندة اجتماع مجلس إدارتها في مايو/أيار القادم، فهي بهذا ترسل أقوى رسالةممكنة بأنها جادة في دورها كخط دفاع أخير عن حق المرأة في ممارسة الرياضة.

لقدأشارت ريما عبد الله وهي امرأة سعودية تلعب كرة القدم في فريق هواة إلى النواياالحسنة التي يجب على اللجنة الأولمبية الدولية أن تتوقعها من هذا التحرك، إذ قالت: سوف تقوم النساء السعوديات 'برفع العلم الوطني عالياً' إذا حصلن على فرصة للمنافسةعلى المستوى الدولي.

'* كريستوف ويلكى باحث أول بقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع

الأكثر مشاهدة