Skip to main content

ليبيا: الذخائر العنقودية تضرب مصراتة

هيومن رايتس ووتش تشهد على هجوم استهدف منطقة سكنية

Tweet

(نيويورك، 15 أبريل/نيسان 2011) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن القوات الحكومية الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت ذخائر عنقودية على مناطق سكنية في مدينة مصراتة الواقعة غربي ليبيا، مما يعرض المدنيين لخطر داهم.

شاهدت هيومن رايتس ووتش انفجار ثلاث قنابل عنقودية على الأقل فوق حي الشواهدة بمصراتة ليلة 14 أبريل/نيسان 2011. قام الباحثون التابعون للمنظمة بفحص بقايا الذخائر العنقودية المنفجرة وقابلوا شهود عيان على هجومين آخرين يبدو أنهما كانا بالذخائر العنقودية.

بناء على معاينة هيومن رايتس ووتش للذخائر العنقودية ومخلفاتها، التي اكتشفها في البداية مراسل صحيفة نيويورك تايمز، فإن الذخائر العنقودية المستخدمة هي مقذوفات هاون طراز MAT-120 عيار 120 ملم إسبانية الصنع، وتنشطر مقذوفة الهاون العنقودية في الهواء لتطلق 21 مقذوفة عنقودية صغيرة تنتشر على مساحة واسعة. لدى انفجار هذه المقذوفات الصغيرة الـ 21 عند ارتطامها بأي جسم صلب، ينطلق من كل مقذوفة من الـ 21 المذكورة شظايا عالية السرعة تصيب الأفراد، مع انطلاق كريات حديد ذائب منها تخترق العربات المدرعة.

وقال ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش: "من الباعث على الرعب استخدام ليبيا لهذا النوع من الأسلحة، لا سيما في منطقة سكنية. فهذا السلاح يمثل خطراً داهماً على المدنيين، سواء أثناء الهجمات نظراً لطبيعته العشوائية، أو بعد الهجمات، نظراً لبقاء بعض المقذوفات المتخلفة دون الانفجار، والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لتنتشر أثناء انفجارها في حيز انتشار القنبلة".

قامت أغلب دول العالم بحظر استخدام الذخائر العنقودية، بانضمامها إلى اتفاقية حظر الذخائر العنقودية والتي أصبحت من مواثيق القانون الدولي الملزمة ابتداءً من أغسطس/آب 2010.

وقال ستيف غوس: "على ليبيا أن تكف عن استخدام هذه الأسلحة فوراً، وأن تتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان حماية المدنيين من المخلفات الخطيرة لهذه المقذوفات".

المنطقة التي فحصتها هيومن رايتس ووتش والتي شهدت استخدام الذخائر العنقودية، تقع على مسافة 1 كيلومتر من الجبهة الأمامية للمواجهة بين المتمردين والقوات الحكومية. يبدو أن مقذوفات الذخائر العنقودية المذكورة سقطت على مسافة 300 متر من مستشفى مصراتة. لم تفتش هيومن رايتس ووتش مواقع الهجوم لاعتبارات أمنية.

لم تتمكن هيومن رايتس ووتش بعد من التأكد مما إذا كان ثمة مدنيين في مصراتة قد أصيبوا أو قُتلوا بسبب الذخائر العنقودية.

قابلت هيومن رايتس ووتش اثنين من سائقي سيارات الإسعاف، قالا إنهما شاهدا الذخائر العنقودية تضرب مصراتة قبل 14 أبريل/نيسان.

إبراهيم أبو وايفة قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه كان في منطقة الجزير بمصراتة، حوالي الساعة السابعة مساء 13 أبريل/نيسان، على الطريق الساحلي المسمى شارع تاورغاء، حين رأى انفجاراً في الهواء تنبعث منه "شرارات لهب صغيرة" بدأت بعد الانفجار تهبط إلى الأرض. وقال: "أحد تلك الأشياء سقطت على مسافة أمتار من جدار لمبنى سكني وانفجرت عندما ارتطمت بالجدار فانطلقت منها الشظايا". وقال إنه سمع بهجمات مماثلة تلك الليلة في منطقتي مغدار وكرزاز بمصراتة.

قال وليد صرايتي إنه رأى هجوماً بالذخائر العنقودية تمام الساعة الحادية عشرة صباح يوم 14 أبريل/نيسان. وقال: "كنت في الشوارع الواقعة وراء سوق الخضار. كانت هناك معركة محتدمة في شارع طرابلس، عند سوق الخضار. سمعت ضوضاء، وبدأت 9 إلى 10 أشياء تنفجر في وسط السماء، فوق السوق. رأيتها تنفجر في الهواء. ورأيت دخاناً أبيض ينسدل وراءها. عندما سقطت، لم أر شيئاً. كنا في وضح النهار. لم أسمع أي شيء عندما انفجرت، لكنني سمعت انفجاراً ينبعث صوته من نقطة انشطار المقذوفة في السماء".

يمكن إطلاق الذخائر العنقودية عن طريق قذائف الهاون وفي قذائف المدفعية، كما يتم إسقاطها من الطائرات. وهي تنفجر في الهواء مرسلة بالعشرات وربما المئات من المقذوفات الصغيرة تنتشر على مساحة ملعب كرة قدم. هذه المقذوفات الصغيرة كثيراً ما لا تنفجر لدى ارتطامها بالأرض، مما يخلف مقذوفات قابلة للانفجار، أشبه ما تكون بالألغام الأرضية.

بناء على الكتابات التي تم تبينها، أثناء المعاينة، على المقذوفات العنقودية الصغيرة في مصراتة، فقد استخدمت ليبيا ذخائر عنقودية من طراز MAT - 120. الوحدة الواحدة من هذه الذخائر تضم 21 مقذوفة عنقودية صغيرة مزدوجة الاستخدام، مجهزة بخاصية الانفجار الذاتي. تعتبر هذه المقذوفات تحديداً مزدوجة الاستخدام نظراً لأنها مضادة للأفراد ومضادة للجماد أيضاً (من مركبات وبنايات، إلخ).

لدى انفجارها مع ارتطامها بأي شيء، فإن الجسد المعدني للمقذوفة طراز MAT-120 ينشطر تلقائياً إلى شظايا عالية السرعة تهاجم الأفراد مع انطلاق كرية معدنية قوامها قمع نحاسي موجود داخل المقذوفة، الهدف منها - هذه الكرية - اختراق العربات المدرعة.

ذخائر الـ MAT - 120 العنقودية المستخدمة في مصراتة أنتجت من قبل شركة إنستالزا إس آيه في إسبانيا. العلامات التي عثرت عليها هيومن رايتس ووتش على مخلفات المقذوفات العنقودية التي تمت معاينتها تشير إلى أنها من إنتاج عام 2007.

بنهاية عام 2008 دمرت إسبانيا مخزونها بواقع 1852 مقذوفة هاون طراز MAT -120، وتضم مجتمعة 38892 مقذوفة عنقودية صغيرة. وقعت إسبانيا اتفاقية حظر الذخائر العنقودية في 3 ديسمبر/كانون الأول 2008 وصدقت عليها في 17 يونيو/حزيران 2009.

لم توقع ليبيا على اتفاقية الذخائر العنقودية. الوضع الحالي لمخزون ليبيا من الذخائر العنقودية وأصنافها غير معروف. استخدمت ليبيا قنابل عنقودية جوية، مثل القنابل طراز RBK سوفيتية/روسية المنشأ، في تشاد، أثناء نزاعها مع تشاد في الثمانينيات من القرن العشرين.

اتفاقية الذخائر العنقودية تحظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية، مع مطالبة الدول بتدمير ما لديها من مخزون وتطهير المناطق الملوثة بها، ومساعدة الضحايا والمناطق السكنية المتأثرة بها. من بين 108 دولة وقعت على الاتفاقية منذ فتحها للتوقيع في ديسمبر/كانون الأول 2008، صدقت 56 دولة على الاتفاقية بالفعل، بعد التوقيع.

استخدام ليبيا لهذا الصنف من الأسلحة في مصراتة هو ثاني واقعة لاستخدام الذخائر العنقودية منذ دخول اتفاقية الذخائر العنقودية حيز النفاذ في 1 أغسطس/آب 2010. في وقت مبكر من هذا الشهر، في 6 أبريل/نيسان 2011، تبين تحالف حظر الذخائر العنقودية أن تايلاند استخدمت الذخائر العنقودية في أراضي كمبودية أثناء النزاع الحدودي بين الدولتين في فبراير/شباط 2011.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة