Skip to main content

لبنان: الوفيات والإصابات في رومية تحتاج لتحقيق مستقل

وفاة سجينين أثناء مداهمة قوات الأمن

 

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إنّ على الحكومة اللبنانية أن تباشر تحقيقاً مستقلاً في وفاة اثنين من المساجين وإصابة حوالي 45 آخرين في 6 أبريل/نيسان، 2011، في سجن لبنان الرئيسي. السجينان توفيا خلال مداهمة سجن رومية من قِبل قوات الأمن الداخلية ووحدة المغاوير في الجيش اللبناني، لإنهاء أربعة أيام من الشغب أحدثها المساجين للمطالبة بتحسين أوضاع السجن وتخفيض فترة انتظار المحاكمات.

 

بعد المداهمة، طلب زياد بارود، وزير الداخلية والبلديات من  اللواء أشرف ريفي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، فتح تحقيق في وفاة السجينين، وقال، " سيكون هناك تحقيقاً مفصلاً ومعايير صارمة". إلا أن وزارة الداخلية لم تعلن نتائج تحقيق داخلي سابق حول سوء المعاملة والفساد في سجن رومية، أواخر عام 2008، ولم يتضح إذا ما كانت قد تمت إدانة أي شخص. حثت هيومن رايتس ووتش الحكومة على اعتماد معايير فورية لمعالجة مشاكل سجون لبنان المستعصية.

قال نديم حوري، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في بيروت، " إنّ استجواباً داخلياً حول حالتي الوفاة في سجن رومية لن يكفِ". "لبنان معتاد على الوعود بالتحقيقات التي لا نسمع عنها مجدداً. لكي يتمتع هذا التحقيق بالمصداقية، يجب أن يكون مستقلاً وشفافاً وأن تُقدم نتائجه للعلن".

بدأت أحداث الشغب في المبنى "د" من السجن يوم 2 أبريل/نيسان وانتشرت سريعاً إلى مباني سجن رومية الثلاث الأخرى، مع إشعال النزلاء النار في الحشايا، واتخاذهم لحراس السجن رهائن بشكل مؤقت، ثم سيطرتهم على المنشأة من الداخل، حسب ما قال المسؤولون الأمنيون لوسائل الإعلام. وبعد أن فشلت المفاوضات مع السجناء، قررت قوات الأمن في 5 أبريل/نيسان تنفيذ مداهمة أنهت أعمال الشغب في 6 أبريل/نيسان.

وورد في بيان لقوى الأمن الداخلي بتاريخ 6 أبريل/نيسان، أن قوات الأمن لم تستخدم الذخيرة الحية أثناء العملية. وليس لدى هيومن رايتس ووتش معلومات تذهب إلى نقيض ما ورد في هذا التأكيد. وقد تحدث مسؤول أمني إلى هيومن رايتس ووتش، طلب عدم ذكر اسمه، قائلاً إن قوات الأمن لم تستخدم غير الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع. وجاء في بيان قوى الأمن أن روي عازار، سجين يبلغ من العمر 40 عاماً، قد مات إثر التقاطه قنبلة صوتية ألقتها قوات الأمن نحوه، ثم انفجرت في يده. كما جاء في البيان أن جميل أبو عني، 27 عاماً، مات بعد المداهمة متأثراً بأزمة قلبية. شقيق أبو عني قال لـ هيومن رايتس ووتش إن جميل كان مصاباً بداء السكري، وإنه مات لأن مسؤولي السجن حرموه من الأنسولين.

الأب هادي العيا، رئيس جمعية عدل ورحمة، وهي منظمة غير حكومية توفر خدمات موسعة داخل سجن رومية، قال إن 45 سجيناً قد أصيبوا أثناء المداهمة، و10 منهم تلقوا العلاج في السجن فيما نُقل 35 آ خرين إلى مستشفيات للعلاج، والعديد منهم متأثرين بإصابات بالرصاص المطاطي. أشار بيان قوى الأمن إلى إصابة 14 سجيناً وإصابة 5 من أفراد الأمن.

وقال نديم حوري: "يظهر من أعمال الشغب في سجن رومية حاجة الحكومة لمعالجة المشاكل الكامنة وراء ما حدث، من ازدحام وطول فترات الاحتجاز السابق على المحاكمة، مما يجعل السجون اللبنانية مُهيأة للانفجار في أية لحظة".

بحسب بيان صادر عن وزير الداخلية في 5 أبريل/نيسان، فإن سعة استيعاب سجن رومية هي 1500 نزيل، لكنه يضم حالياً 3700 نزيل، من بينهم 721 سجيناً فقط تمت محاكمتهم وإدانتهم. من ينتظرون المحاكمة يبلغ عددهم 2757 شخصاً، ومن بينهم 222 أجنبياً انتهت محكومياتهم، لكنهم ما زالوا بانتظار الترحيل. طبقاً لتقرير صدر عام 2010 عن المركز اللبناني لحقوق الإنسان - وهو منظمة غير حكومية لبنانية معروفة بالحروف الأولى من المسمى الفرنسي لها: CLDH  - فإن أكثر من 50 في المائة من المسجونين على ذمة المحاكمة الآن، قضوا أكثر من ستة أشهر في السجن.

إثر انتهاء أعمال الشغب في 6 أبريل/نيسان، قام سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال، بمقابلة وزيري العدل والداخلية، وكذلك مسؤولين قضائيين، من أجل الخروج بخطط لتحسين أوضاع السجون في لبنان، بما في ذلك بناء سجنين جديدين، أحدهما في شمال لبنان والآخر في الجنوب.

دعت هيومن رايتس ووتش الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة الدنيا لمعاملة السجناء وغيرها من المعايير الدولية المطبّقة.

وقال حوري: "حل مشاكل سجون لبنان ليس مجرد بناء سجون جديدة". وأضاف: "طالما أن السجناء يشقون في السجون بالشهور في انتظار المحاكمة، وطالما أن الأجانب يبقون رهن الاحتجاز بعد انتهاء محكومياتهم، سوف تبقى السجون اللبنانية مصدراً لمعاناة لا داعي لها للنزلاء وأهلهم".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الموضوع