Skip to main content

كينيا: يجب توفير العلاج من الألم للأطفال

على الحكومة توفير الدواء والرعاية المحروم منها عادة صغار المرضى

(نيروبي، 9 سبتمبر/أيلول 2010) ـ قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر اليوم إن أطفال كينيا يعانون من ألم حاد ومزمن بدون مبرر؛ بسبب سياسات الحكومة التي تقيد من قدرة الأفراد على تعاطي العقاقير المسكنة للألم رخيصة الثمن، ونقص الاستثمارات في العلاج بالمسكنات، وقصور التدريب للعاملين في الرعاية الصحية.

التقرير الذي يقع في 78 صفحة، تحت عنوان "ألم غير غير مبرر: فشل الحكومة في مد أطفال كينيا بالأدوية المسكنة"، خلص إلى أن معظم أطفال كينيا الذين يعانون أمراضا مثل السرطان والإيدز، غير متاح لهم الأدوية المسكنة للألم. كينيا المعروفة بقلة إمكاناتها في مجال طب المسكنات، تقدم الدعم والمشورة لأسر المصابين بأمراض مزمنة، فضلا عن معالجة الألم، لكنها تعاني نقصا في برامج الأطفال. بالإضافة لذلك، أغلب الأطفال المرضى يتلقون الرعاية في المنزل، لكن هناك دعما قليلا لخدمة تسكين الألم منزليا بأسعار زهيدة. ويفتقر العاملون في الرعاية الصحية للتدريب على علاج الألم والتخفيف منه، وعندما يتوافر دواء فعال لتسكين الألم، عادة ما يتردد هؤلاء في إعطائه للأطفال.

جوليان كيبنبرغ، باحثة أولى في هيومن رايتس ووتش ومعنية بحقوق الطفل، قالت: "الأطفال المصابون بالسرطان أو الإيدز في كينيا يعيشون ويحتضرون في عذاب مروع. الأدوية المسكنة رخيصة وآمنة وفعالة، ويجب على الحكومة التأكد من أن الأطفال الذين يحتاجونها يحصلون عليها".

وقالت هيومن رايتس ووتش ووتش إن الحكومة الكينية خطت خطوة في الاتجاه الصحيح، من خلال إنشاء القليل من وحدات تخفيف وتسكين الألم في المستشفيات في السنوات الأخيرة، لكن ما زالت هناك حاجة لوقف معاناة المرضى من الأطفال من دون داع.

والدة جيرارد ك، الذي كان يعيش في حي كبييرا الفقير في نيروبي، وتوفي إثر مضاعفات فيروس الإيدز في سن الخامسة، تصف تجربته: "[ابني] كانت تعاوده الآلام الحادة في بعض الأحيان، خاصة الآلام المعوية... في بعض الأوقات كان يتجرع مُسكن الألم بارسيتامول وبروفين (إيبوبروفين) ويستمر الألم.. يستمر.. يمكنني القول أنه كان يعاني الألم الممض، لأن جسمه كان يتخشب، ويمكنك أن ترى أنه كان حقا يعاني.. لقد مات وهو يتألم".

اعتبرت منظمة الصحة العالمية المورفين الذي يتم تعاطيه عن طريق الفم دواء أساسيا لعلاج الآلام المزمنة، مثلما هو الحال في سياسة العقاقير الطبية لكينيا. جرعة يومية منه تكلف أقل من بضعة سنتات. لكن حتى الآن لم تشتر الحكومة المورفين الذي يتم تعاطيه عن طريق الفم لصالح مرافق الصحة العامة أسوة بتحركها تجاه الأدوية الأخرى. نتيجة لذلك، فالمورفين الذي يتم تعاطيه عن طريق الفم متاح في سبعة من بين ما يقرب من 250 مستشفى عام. رغم أن 250 ألف شخص في كينيا يعتمدون على دواء علاج الفيروسات، فكل المورفين المتوفر في كينيا من الممكن أن يكفي فقط 1500 مريض بالسرطان والإيدز لا أمل من شفائهم.

وذكرت المنظمة أن أكثر من 1.5 مليون كيني يتعايشون مع مرض السرطان ومع الإيدز، بما في ذلك نحو 150 ألف طفل، وسنويا يموت 100 ألف كيني بسبب الإيدز. وقالت هيومن رايتس ووتش إن المرضي بفيروس نقص المناعة لديهم تجارب عنيفة مع الألم، سواء حصلوا على أدوية علاج الفيروسات أم لا، وأدوية المسكنات غير مكلفة، ويمكن أن تساعد على قدرة المريض على مسار العلاج من مرض الإيدز.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن المانحين الدوليين يتجاهلون بدورهم أدوية المسكنات، فعلى سبيل المثال "خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز"، أُنفق من خلالها 543 مليون دولار أمريكيا في كينيا في 2009. وتمول "الخطة الطارئة للإغاثة من الإيدز" خدمات لتسكين الآلام من قبيل تقديم المشورة النفسية في المئات من المنشآت الصحية، لكن القليل من هذه المنشآت تستخدم المورفين لعلاج الآلام الحادة. 

وطالبت هيومن رايتس ووتش الحكومة الكينية بتوفير المورفين لجميع المستشفيات العامة، وضمان أن يكون العاملين في الرعاية الصحية مدربين في مجال تخفيف الألم، ودمج الرعاية المخففة للألم للأطفال في الخدمات الصحية، بما في ذلك الرعاية المنزلية.

وقالت كيبنبرغ: "على الحكومة الكينية والمانحين العمل على تحسين علاج الألم للجميع، كما يجب عليهم التأكد من أن أكثر من يعانون من الألم، الأطفال المرضى، لا تتجاهلهم خطة العلاج. يبنغي ألا يعانون بلا داع".

شهادات من موفري الخدمات الصحية والآباء والمرضى:

"قبل أن آتي [هنا]، لم أكن أستطيع تناول الطعام أو التنفس جيدا [بسبب الألم]. الآن، بعد أن منحت الدواء، صرت أستطيع الأكل والتنفس. لم أكن أستطيع الجلوس، لكني صرت أتمكن من ذلك. كنت أعاني ألما منذ شهر. قلت للطبيب والممرضات [في مستشفى إرسالية كيجاب] أنني أتألم. استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تمكنت من تلقى علاج من الألم في مستشفى كيجاب. هنا [المستشفى الكيني الدولي] تلقيت العلاج فورا، وبدأت أشعر بتحسن مجددا".

ـ كريستين ل من نيروبي، 18 سنة، تعاني مرض سرطان الثدي منذ أن كان عمرها 17 عاما:

"ليس ثمة مشكلة في تخفيف الألم لدى البالغين باستخدام المورفين، لكن عندما يتعلق الأمر بالأطفال، يبقى دائما بعض التحفظ. إعطاء الطفل المورفين يبقى دائما أمرا صعبا، لأنه لا يستفاد منه على الوجه الأمثل".

- طبيب يعالج الأطفال من السرطان، نيروبي.

"جسده وجروحه كانت دائما تؤلمه للغاية وكان يصعب عليه جدا تناول الطعام. دائما ما كان يرفض الطعام ويبكي. حين يغسل فمه كان الدم يخرج منه... كان يتألم دوما... كان يدمى إذا استحم. كان يبكي بسبب جروحه وجلده المقشر".

ـ كيسومو العامل في مجال صحة المجتمع، يصف حالة أ. دوغلاس، الذي مات متأثرا من فيروس الإيدز في سن الخامسة، وكان علاج نقص المناعة موصوف له، لكن أخوه المراهق الذي يرعاه لم يكن يعطيه الدواء بانتظام.

"ليس لدينا بيتادين ولا دي إف 118 ولا مورفين... لدينا أطفال في مراحل متدهورة من الإيدز؛ بعضهم يعانون ألما حادا. إدارة الألم للأطفال المصابين بمرض نقص المناعة في مراحله المتطورة ليست كافية".

ـ ممرضة في مستشفى مقاطعة بوندو. البيتادين ودي إف ـ 118 (دايهيدروسودين) أدوية أقل فاعلية من المورفين.

"يسألونك أسئلة من قبيل: لماذا لا أذهب إلى المدرسة بينما أقراني يذهبون إليها؟، لماذا لا يُسمح لي باللعب مع أصدقائي بينما هم يلعبون هنا وهناك؟ لماذا دائما ما يأخذوني إلى الطبيب بينما صديقي فلان لا يتردد على الطبيب بشكل دائم؟... [الدعم العاطفي] مهم جدا لأنهم دائماً ما يسألون: "لماذا يحدث هذا معي؟".

ـ طبيبة رئيسية، مستشفى دير في نيروبي.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة