Skip to main content

العراق: يجب أن يُشجع توقيع معاهدة الذخائر العنقودية دول الجوار على التوقيع

الموقعان الآخران من المنطقة هما لبنان وتونس

(بيروت، 9 ديسمبر/كانون الأول 2009) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على حكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تنتهج نهج العراق وتوقع المعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية. وقد وقع العراق المعاهدة في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، منضماً إلى الدولتين الآخريين الوحيدتين الموقعتين على المعاهدة في المنطقة، وهما لبنان وتونس، والمعاهدة تحظر استخدام وإنتاج وتداول وتخزين هذه الأسلحة.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لقد كابد العراق آثار الذخائر العنقودية المدمرة وخبرها جيداً، وقد وعدت الحكومة العراقية بعدم استخدام هذه الأسلحة مرة أخرى". وتابعت: "أيا كان تبرير حكومات الشرق الأوسط لعدم التوقيع على المعاهدة، فإن ما فعله العراق يُظهر أن رفض التوقيع لا مبرر مُقنع له".

وقد استخدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذخائر العنقودية - التي تُخلّف قنابل صغيرة لا تنفجر لدى الارتطام بالأرض ذات أثر قاتل، يدوم لسنوات - في العراق عامي 1991 و2003. وأثناء حرب الخليج عام 1991 استخدمت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة نحو 61 ألف قنبلة عنقودية فيها 20 مليون قنبلة عنقودية صغيرة، في العراق والكويت. وفي عام 2003 استخدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نحو 13 ألف قنبلة عنقودية فيها ما يتراوح بين 1.8 و2 مليون قنبلة عنقودية صغيرة، أثناء الحملة العسكرية الموسعة التي دامت ثلاثة أسابيع. وقد وقعت المملكة المتحدة المعاهدة، وصدقت عليها فرنسا، لكن الولايات المتحدة لم توُقّع.

ورغم أنه ليس من المعروف عن العراق استخدام القنابل العنقودية قبل عام 2003، فقد أنتج العراق وقام بتصدير وتخزين هذه الأسلحة. وتم استخدام الذخائر العنقودية في أجزاء أخرى من المنطقة، لا سيما في لبنان والكويت وإسرائيل والسعودية وسوريا وليبيا والصحراء الغربية، وتواكب مع استخدامها دمار وخسائر استمرت طويلاً بعد انتهاء النزاعات نفسها. كما أنتجت مصر وإيران وإسرائيل ذخائر عنقودية، وقامت مصر وإسرائيل بتصديرها.

وقد أصبحت الحاجة لمعاهدة دولية لحظر الذخائر العنقودية أوضح بعد استخدام إسرائيل الموسع لهذه الأسلحة في جنوب لبنان عام 2006. فقد خلّفت هذه الذخائر مساحات شاسعة من لبنان مُلوثة بقنابل عنقودية صغيرة غير متفجرة ذات آثار قاتلة، ومنذ انتهاء القتال أسفرت عن مقتل 218 مدنياً و47 شخصاً ممن حاولوا تحديد أماكنها وإزالتها.

وقالت سارة ليا ويتسن: "المدنيون، الذين عادة ما يكونون من الأطفال، هم ضحايا الذخائر العنقودية، والتي حتى اليوم تستمر في قتل وتشويه الأبرياء في شتى أنحاء الشرق الأوسط، بعد انتهاء النزاعات التي تم استخدامها فيها بفترات طويلة". وأضافت: "على العراق ولبنان وتونس أن تقنع دول الجوار بالمساعدة في خلق شرق أوسط خالٍ من هذه الأسلحة الخبيثة".

وتمثل معاهدة الذخائر العنقودية تطوراً حاسماً على مسار حماية المدنيين، سواء أثناء النزاعات المسلحة أو بعدها. فبالإضافة إلى أن المعاهدة تحظر الذخائر العنقودية، فهي تطالب بتنظيف المناطق الملوثة بها خلال 10 أعوام وتدمير المخزون من هذه الأسلحة خلال ثمانية أعوام، مع توفير المساعدة للدول المتضررة في جهود التنظيف ومساعدة الضحايا.

وقد وقعت 103 دولة على هذه المعاهدة، التي تم فتحها للتوقيع في ديسمبر/كانون الأول 2008. وصدقت عليها إلى الآن 24 دولة، وليس من بينها أية دولة شرق أوسطية. ومن المطلوب أن يبلغ عدد الدول المصدقة على المعاهدة 30 دولة حتى يبدأ نفاذها وتصبح مُلزمة في إطار القانون الدولي.

وقالت سارة ليا ويتسن: "الخطوة التالية لحكومات العراق ولبنان وتونس هي التصديق على هذه المعاهدة، وإظهار روح المبادرة في بذل جهود حظر هذا السلاح إلى الأبد".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة