Skip to main content

كلمة أوباما عن الشرق الأوسط تدعم حقوق الإنسان والديمقراطية

لكن ينبغي على الولايات المتحدة أن تبث برسالة أقوى للنظم الإقليمية القمعية الحليفة

(القاهرة، 4 يونيو/حزيران 2009) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن كلمة الرئيس باراك أوباما المُنتظرة التي أدلى بها في 4 يونيو/حزيران 2009، والموجهة للعالم الإسلامي، تفادت مواجهة الحكومات السلطوية بشكل مباشر، لكنها بثت برسالة تستحق الإشادة، مفادها أن واشنطن لن تدع احتمال تمكين الأحزاب الإسلامية يردعها عن دعم الديمقراطية في المنطقة.

وقال أوباما – في كلمته أمام 2500 ضيف مدعو في جامعة القاهرة – إن قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان مبعث توتر بالغ بين الولايات المتحدة والإسلام في شتى أرجاء العالم، ويرجع هذا جزئياً لاستخدام إدارة بوش لشعارات الديمقراطية في تبرير حربها على العراق. إلا أنه تعهد بأن الولايات المتحدة سوف تستمر في دعم مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة. وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة "ستحترم حقوق جميع الأصوات السلمية الملتزمة بالقانون التي يجب أن تُسمع في شتى أرجاء العالم، حتى لو كانت – الولايات المتحدة – مختلفة معها" وأنها "ترحب بجميع الحكومات المنتخبة والسلمية، شريطة أن تحكم في ظل احترام جميع أطياف شعوبها" في إشارة ظاهرة منه إلى الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لكي تستعيد الولايات المتحدة مصداقيتها، فعليها أن تتابع جهودها ولا تتراجع حتى إذا اختار الناخبون في الشرق الأوسط حكومات لا تحبها واشنطن". وتابعت قائلة: "إذا أراد أوباما تناول القضايا التي تثير عدم ثقة المسلمين في الولايات المتحدة، فعليه أن يتعامل مع النظم القمعية في المنطقة، ومنها الكثير من النظم التي تدعمها الولايات المتحدة، وتشمل الدول التي استضافته في المنطقة".

واختيار أوباما لإلقاء كلمته من القاهرة كان مثار جدل واسع بسبب سجل القاهرة في كتم أصوات المعارضة وتنظيم انتخابات معيبة وحبس المعارضين. وقال أوباما إن جميع الشعوب تطمح إلى "سيادة القانون وتطبيق العدالة بشكل ينطوي على المساواة" وأضاف أن "ليست هذه أفكار أميركية فقط، بل هي حقوق إنسانية، ولهذا فسوف تلقى الدعم في شتى أرجاء العالم".

إلا أن أوباما فاتته فرصة هامة لانتقاد حالة الطوارئ التي تقوض من احترام حقوق الإنسان في كل من مصر والجزائر وسوريا، من بين دول أخرى. وقد قام الرئيس المصري حسني مبارك في عام 2008 بتمديد تطبيق قانون الطوارئ، المطبق منذ عام 1981، وهو يسمح للسلطات بقمع المتظاهرين واحتجاز الخصوم السياسيين بشكل متعسف ومحاكمتهم في محاكم أمنية استثنائية لا تفي بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة.

وتحدث أوباما بمجال حرية التعبير عن أهمية "القدرة على المجاهرة بما يدور بخاطرك" لكنه لم ينتقد حبس المعارضين والصحفيين والمدونين في كل من مصر والسعودية وسوريا وتونس وبلدان أخرى.

وتحدث أوباما عن التعذيب في سياق ممارسات ما بعد 11 سبتمبر/أيلول على يد الولايات المتحدة، وألمح إلى أن إدارته "حظرت بشكل قاطع ونهائي" استخدام التعذيب.

وقالت سارة ليا ويتسن: "قال أوباما لجمهور الشرق الأوسط إن الولايات المتحدة أوقفت استخدام التعذيب، لكن كان من الأفضل أن يدعو الحكومات في المنطقة أيضاً، ومنها مصر، إلى فعل المثل".

ومع إقراره بمعاناة كل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، شدد أوباما على أن يتخذ الجانبين الخطوات اللازمة لإنهاء النزاع بينهما. وقال إن الولايات المتحدة لا تدعم "استمرار المستوطنات الإسرائيلية" في الأراضي المحتلة، ودعى حماس إلى وقف استخدام العنف. ودعى أوباما إسرائيل بشكل ضمني إلى وقف حصار غزة؛ إذ أشار إلى "استمرار الأزمة الإنسانية في غزة لا يخدم أمن إسرائيل".

لكن أوباما لم يذكر بعثة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المشرف عليها القاضي ريتشارد غولدستون، والتي من المقرر أن تحقق قريباً في انتهاكات الجانبين في النزاع الأخير في غزة. وقالت هيومن رايتس ووتش إنه كان على أوباما أن يستغل تلك الفرصة السانحة لدفع إسرائيل إلى التعاون مع التحقيق الدولي.

وقالت سارة ليا ويتسن: "لقد بدأ أوباما بداية جيدة نحو استعادة صورة أميركا في الشرق الأوسط، إذ أكد على دعم الولايات المتحدة لمبادئ حقوق الإنسان". وأضافت: "ووضع المبادئ العامة، لكنه الآن بحاجة إلى أن يكون أكثر وضوحاً وتحديداً بشأن ما ينبغي أن تتوقعه واشنطن من حليفاتها السلطوية، من إطلاق سراح السجناء السياسيين، ووضع حد للتعذيب، والسماح بحرية الصحافة، والتسامح مع المعارضة السياسية الحقيقية".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.